انتصار ميتا.. المحكمة الفيدرالية تحسم قضية الاستحواذ على إنستجرام وواتساب

نجحت شركة ميتا، المعروفة سابقًا باسم فيسبوك، في تحقيق نصر كبير في قضيتها ضد لجنة التجارة الفيدرالية الأمريكية (FTC)، بعد أن حكم قاضٍ فيدرالي بأن الهيئة لم تثبت أن ميتا تحتكر سوق التواصل الاجتماعي، هذا الحكم يمثل إنجازًا هامًا للشركة، ويأتي بعد سنوات من المعارك القانونية التي شكّلت تحديًا وجوديًا لطموحات الشركة في التوسع والنمو.

تعود جذور القضية إلى عام 2020، عندما رفعت لجنة التجارة الفيدرالية دعاوى احتكار ضد ميتا في ظل إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب. جادلت الهيئة بأن استحواذ ميتا على منافسيها السابقين، إنستجرام وواتساب، أدى إلى الإضرار بالمستهلكين الأمريكيين من خلال خنق المنافسة في قطاع شبكات التواصل الاجتماعي.

 من جهتها، دافعت ميتا عن نفسها مؤكدة أن الاستحواذ على هاتين المنصتين كان ضروريًا لدعم نموهما وتحقيق مليارات المستخدمين، كما أشارت إلى صعود تطبيق تيك توك كدليل على استمرار المنافسة القوية في السوق.

حكم القاضي جيمس بواسبيرج لصالح ميتا، وكتب في قرار المحكمة: “سواء تمتعت ميتا بقوة احتكارية في الماضي أم لا، يجب على الوكالة أن تثبت أنها لا تزال تتمتع بهذه القوة الآن. يُثبت حكم المحكمة اليوم أن لجنة التجارة الفيدرالية لم تفعل ذلك”، هذا الحكم يعني أن FTC لم تتمكن من إجبار ميتا على التراجع عن استحواذها على إنستغرام وواتساب، وهو ما كان سيشكل ضربة كبيرة لاستراتيجية الشركة على المدى الطويل.

وفي تعليق على القرار، قال جو سيمونسون، مدير الشؤون العامة في لجنة التجارة الفيدرالية: "نشعر بخيبة أمل شديدة تجاه هذا القرار، نراجع جميع خياراتنا القانونية المتاحة، بما في ذلك إمكانية الاستئناف، رغم عدم وضوح خططنا في هذا الشأن حتى الآن".

من جانبها، رحبت ميتا بالحكم وأكدت في بيان رسمي: "يُقرّ قرار المحكمة اليوم بأن ميتا تواجه منافسة شرسة. منتجاتنا مفيدة للأفراد والشركات، وتُجسّد الابتكار والنمو الاقتصادي الأمريكي. نتطلع إلى مواصلة الشراكة مع الإدارة الأمريكية والاستثمار في أمريكا".

شهدت المحاكمة التي استمرت عدة أسابيع مشاركة عدد من كبار التنفيذيين الحاليين والسابقين، بمن فيهم آدم موسيري، شيريل ساندبيرج، كيفن سيستروم، ومارك زوكربيرج، خلال شهادته، تحدث زوكربيرج عن التحديات التي واجهتها ميتا من تطبيق تيك توك، مشيرًا إلى أن نمو الشركة تباطأ بشكل ملحوظ مع زيادة شعبية المنصة الصينية.

كان دفاع ميتا يعتمد بشكل رئيسي على إثبات وجود منافسين أقوياء في السوق، لا سيما تيك توك ويوتيوب، اللذين يعتبران منافسين رئيسيين للشركة في جذب المستخدمين. بينما حاول محامو FTC تقييد سوق "شبكات التواصل الاجتماعي الشخصية" لتشمل تطبيقات محدودة مثل سناب شات وMeWe، أكد القاضي أن هيمنة تيك توك ويوتيوب تمنع ميتا من الاحتكار الفعلي، ما أضعف حجة اللجنة بشكل كبير.

وأشار الحكم إلى أن سوق شبكات التواصل الاجتماعي الشخصية قد كان منفصلًا عند رفع القضية في 2020، لكن الواقع الحالي يختلف، حيث أصبحت المنصات الكبرى مثل يوتيوب وتيك توك جزءًا من السوق العام، مما يمنع ميتا من احتكار هذه الفئة. حتى لو خرج يوتيوب من السوق، فإن وجود تيك توك وحده يكفي لإسقاط قضية لجنة التجارة الفيدرالية.

يُعد هذا الحكم انتصارًا بارزًا لميتا ويعكس التحديات القانونية المستمرة التي تواجهها الشركات التقنية الكبرى في مواجهة دعاوى الاحتكار، مع التأكيد على أن المنافسة الحقيقية في عالم التكنولوجيا لا تتوقف عند استحواذ شركة على أخرى، بل تتحدد بوجود منافسين قادرين على تقديم بدائل قوية للمستهلكين.

المصدر: بوابة الوفد