وتباينت آراء محللين بشأن تشخيص دوافع المتهم الأفغاني رحمن الله لكنوال الذي دخل الولايات المتحدة عام 2021 بعد عمله مع أجهزة أمنية أميركية في أفغانستان.

وفي هذا الإطار، يؤكد روب أرليت، الضابط السابق في البحرية الأميركية، أن وجود الحرس الوطني في شوارع واشنطن جاء "لتخفيف الأعمال الإجرامية"، مستدلا بالبيانات التي تشير -كما قال- إلى تراجع معدلات الجريمة بعد نشر هذه القوات.

ووفق حديث أرليت لبرنامج "من واشنطن"، فإن كثيرا من الأميركيين "يرحبون بوجود الحرس الوطني لأنه يمنحهم شعورا أكبر بالأمان".

وكانت العاصمة الأميركية قد شهدت أمس حادثا خطيرا قرب البيت الأبيض بعد إطلاق النار على اثنين من عناصر الحرس الوطني لولاية فرجينيا الغربية، في هجوم وصفه المسؤولون بأنه كان "كمينا" يستهدف هدفا محددا.

ويأتي الحادث في ظل انتشار واسع لعناصر الحرس الوطني في العاصمة منذ أوائل العام بناء على أوامر رئاسية، مما دفع وزير الحرب بيت هيغسيث إلى الإعلان عن نشر 500 عنصر إضافي في ضوء التطورات الأمنية الأخيرة.

في المقابل، رأت الناشطة السياسية في الحزب الجمهوري رينا شاه، أن نشر الحرس الوطني لم يكن له تأثير فعلي على معدلات الجريمة، معتبرة أن جذور المشكلة تتعلق بـ"العقارات والأسلحة غير المصرح بها".

وحسب رينا شاه، فإن نشر القوات لم يكن قرارا "مسؤولا سياسيا" لأنه جعل عناصر الحرس يُنظر إليهم كامتداد للرئيس، معتبرة أن الهجوم الأخير "عنف ذو طابع سياسي"، لكن دوافعه تبقى غير معلومة.

وشددت على ضرورة "التركيز على دوافع الشاب، فهي غير معروفة حتى الآن"، مشيرة إلى تعقيدات العلاقة بين واشنطن والمتعاونين الأفغان، خصوصا بعد انسحاب فوضوي من أفغانستان "كان كارثيا".

وقد حمّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إدارة سلفه جو بايدن المسؤولية عن دخول لكنوال إلى البلاد، وذهب إلى وصفه بـ"الحيوان"، لكن رينا شاه رفضت "حشر اسم بايدن"، مشيرة إلى تقارير تفيد بأن الرجل مُنح اللجوء أصلا خلال إدارة ترامب.

ويعيد هذا الهجوم تسليط الضوء على برنامج إعادة توطين الأفغان، إذ أحضرت الولايات المتحدة أكثر من 70 ألف أفغاني عام 2021، بينما يواجه ما بين 9 آلاف و11 ألفا منهم خطر فقدان وضع الحماية المؤقتة بعد قرار إدارة ترامب إنهاءه في مايو/أيار الماضي.

ما الدوافع؟

أما روب أرليت، وهو أيضا مدير سابق لحملة ترامب بولاية ديلاوير، فاعتبر أن النقاش حول أصل المهاجر غير ذي صلة، لكنه شدد على ضرورة "تمحيص أفضل" في سياسات استقبال اللاجئين لمعرفة من يُسمح له بدخول البلاد.

من جهته، قدّم ستيف كاماروتا، مدير البحوث في معهد دراسات الهجرة، مقاربة أكثر تقنية، مشيرا إلى أن السلطات "لا تدري حتى الآن إن كانت منظومة الهجرة قد خذلتها".

وطرح كاماروتا احتمال أن يكون المتهم قد تحول نحو العنف "إما قبل مغادرته أفغانستان أو بعد وصوله"، مؤكدا أن موجة اللجوء الأفغانية الكبيرة عام 2021 جعلت التدقيق أصعب.

وكذلك، برر تجميد الرئيس ترامب معاملات الهجرة الخاصة بالأفغان بأنه يهدف "إلى معرفة ما إذا كان هناك خلل سمح بتسرب حالات مثل هذه".

وبدوره، شدد المحلل السياسي خالد صفوري على أن ربط الحادث بالهجرة "قد يكون مبكرا"، لافتا إلى أن حوادث إطلاق النار "معتادة في المجتمع الأميركي"، وأن الأيام الأخيرة شهدت حوادث في ديلاوير وهيوستن "لم تلقَ أي تغطية إعلامية".

وأكد صفوري أن الرجل عمل سابقا مع وكالة الاستخبارات الأميركية (سي آي إيه) ومع وحدات عسكرية أميركية خاصة، وكان متزوجا وله أطفال، مما يجعل الدوافع "غير واضحة وربما عقلية أو شخصية".

وبينما رأى كاماروتا أن الجدل حول الهجرة في الولايات المتحدة "لم يعد قابلا للحسم"، أشار صفوري إلى أن البلاد "ستبقى دولة مهاجرين" رغم الاستقطاب، مستشهدا بالتأثير الإيجابي الواسع للعمالة المهاجرة في الاقتصاد والعلوم والطب.

ما أسباب الخلاف داخل الجناح اليميني في أمريكا؟.. الإعلامي والمحلل السياسي اليميني أوين شروير يجيب#الأخبار pic.twitter.com/2gaM8UQ6FP

— قناة الجزيرة (@AJArabic) November 27, 2025

انقسام اليمين

وفي خضم تداعيات هجوم واشنطن، يواجه اليمين الأميركي تحديات متزايدة مع بروز انقسامات داخل هذا التيار.

والأسبوع الماضي، استقالت النائبة مارغري غرين، التي تعد أكثر أعضاء مجلس النواب دعما لترامب، مما ينذر باستقالات إضافية وانقسامات أعمق في صفوف الجمهوريين.

وفتحت استقالة غرين الباب للتساؤل عن احتمال بدء تفكك تيار "أميركا أولا"، وما إذا كان هذا الصدع سيغذي موجة الغضب في الشارع الأميركي من سياسات الإدارة الحالية.

وقدمت النائبة الجمهورية استقالتها بعد أن شنت هجوما عنيفا على أجندة الرئيس دونالد ترامب في ولايته الثانية والقيادة الجمهورية التي اتهمتها بخداع الناخبين.

وفي مقابلة مع الجزيرة ضمن برنامج "من واشنطن"، يستعرض الناشط اليميني الأميركي أوين شروير طبيعة الانقسامات داخل تيار "ماغا" الذي دفع بالرئيس ترامب إلى البيت الأبيض.

وفي إشارة إلى تعاظم الخلافات داخل التيار اليميني، يقول شروير إن الأشخاص الوحيدين الذين يدعمون وجهة الإدارة الحالية هم من بدؤوا دعم ترامب بعد انتخابات 2024، موضحا أن هناك اعتراضات متزايدة على السياسات الخارجية للإدارة الحالية سواء تعلق الأمر بالشرق الأوسط أو بأوكرانيا.

Published On 28/11/202528/11/2025|آخر تحديث: 00:12 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:12 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات

إقرأ أيضاً:

وفاة عنصر الحرس الوطني المصاب بهجوم واشنطن.. وقرارات عاجلة لإدارة الهجرة الأمريكية

أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وفاة سارة بيكستروم، إحدى عنصري الحرس الوطني اللذين أصيبا بالرصاص في واشنطن يوم أمس.

وأضاف ترامب "سارة بيكستروم من ولاية وست فرجينيا، إحدى عنصري الحرس الوطني اللذين نتحدث عنهما، هي شابة محترمة للغاية ورائعة… توفيت للتوّ. فارقت الحياة".

وعقب الكشف عن هوية منفذ الهجوم "الأفغاني، أعلنت إدارة ترامب أنها ستراجع كل الإقامات الدائمة المعروفة باسم "غرين كارد" لأشخاص من أكثر من 12 دولة، عقب إطلاق النار على أفراد من الحرس الوطني في واشنطن.

وقال جوزيف إدلو، مدير خدمات الجمارك والهجرة، "وجّهت بإعادة فحص شاملة ودقيقة لكل حالات الإقامة الدائمة (غرين كارد) لكل أجنبي من كل دولة مثيرة للقلق".

وكان ترامب قد صنّف سابقا 19 دولة على أنها "مثيرة للقلق"، بينها أفغانستان التي ينتمي إليها المشتبه به في إطلاق النار الأربعاء.

كما أوقفت إدارة المواطنة والهجرة في الولايات المتحدة النظر في ملفات الهجرة الخاصة بالمواطنين الأفغان، عقب الهجوم المسلح الذي أسفر عن مقتل جنديين من الحرس الوطني قرب البيت الأبيض.

وذكرت إدارة المواطنة والهجرة الأمريكية، في بيان لها، أن "جميع الإجراءات المتعلقة بالمواطنين الأفغان تم تعليقها بشكل فوري، ريثما تجرى مراجعة إضافية لبروتوكولات الأمن والتدقيق".

وشدد البيان على أن مهمة الإدارة الأساسية هي حماية أمن وسلامة الشعب الأمريكي.

ووصف الرئيس الأمريكي الهجوم بأنه "مقزز" و"عمل مليء بالكراهية"، معتبرا إياه "هجوما إرهابيا"، مضيفا أن منفذ الهجوم مهاجر وصل من أفغانستان في عام 2021، محملا سياسات الهجرة للرئيس السابق جو بايدن مسؤولية الضرر الذي لحق بالولايات المتحدة في هذا المجال.



هوية المهاجم
وأفادت وسائل إعلام أمريكية الأربعاء أن المواطن الأفغاني الذي يشتبه بأنه نفذ عملية إطلاق النار على عنصرين من الحرس الوطني في واشنطن، عمل مع القوات الأمريكية ووكالة المخابرات المركزية CIA في أفغانستان قبل أن يتم إجلاؤه إلى الولايات المتحدة، عقب سيطرة طالبان على البلاد.

وذكرت شبكة فوكس نيوز أن المشتبه به البالغ 29 عاما عمل مع وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إيه) ومع الجيش الأمريكي وهيئات حكومية أخرى ووصل إلى الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر 2021 بعد شهر من انسحاب القوات الأمريكية من هذا البلد وسط فوضى عارمة  في آب/أغسطس 2021 خلال ولاية الرئيس السابق جو بايدن.

ونقلت الشبكة عن مدير سي آي إيه جون راتكليف أن المشتبه به عمل مع الولايات المتحدة في قندهار، المدينة الواقعة في جنوب أفغانستان والتي كانت تشكل إحدى أبرز القواعد العسكرية للقوات الأمريكية.

وقال راتكليف "في أعقاب الانسحاب الكارثي من أفغانستان (في عهد) جو بايدن، بررت إدارة بايدن استقدام مطلق النار المشتبه به إلى الولايات المتحدة في أيلول/سبتمبر 2021 بعمله سابقا مع الحكومة الأميركية، بما فيها سي آي إيه، كعنصر في قوة شريكة في قندهار".

مقالات مشابهة

  • وفاة عنصر الحرس الوطني المصاب بهجوم واشنطن.. وقرارات عاجلة لإدارة الهجرة الأمريكية
  • إدارة ترامب تجري مراجعة شاملة لقوانين الهجرة بعد إطلاق النار على الحرس الوطني
  • هشاشة أمنية أم ذريعة؟ ناشطون يعلقون على استهداف الحرس الوطني الأميركي
  • المدعية العامة بواشنطن: مطلق النار على الحرس الوطني قد يواجه السجن 15 عاما
  • ترامب: واشنطن أوقفت جميع عمليات تقديم طلبات الهجرة من أفغانستان
  • ترامب يأمر بنشر 500 جندي إضافي بواشنطن بعد إطلاق النار على الحرس الوطني
  • غموض بحالة عنصري الحرس الوطني بعد تعرضهما لإطلاق نار بواشنطن
  • إطلاق نار يستهدف جنديين من الحرس الوطني الأمريكي بواشنطن
  • إصابة أثنين من أفراد الحرس الوطني الأميركي في إطلاق نار قرب البيت الأبيض