فوائد كبيرة.. "كاوست" تنجح في تحويل مخلفات الطعام إلى مكونات مستدامة
تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT
اكتشف باحثون في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية "كاوست" خاصية جديدة في سلالة قديمة للطحالب، واستفادوا منها لتحويل مخلفات مصنع شيكولاتة إلى مادة (C-phycocyanin)، وهي صبغة زرقاء ثمينة يُقدر أن تصل قيمتها السوقية العالمية إلى أكثر من 275 مليون دولار أمريكي بحلول عام 2030.
وأوضحت الدراسة المنشورة في المجلة العلمية (Trends in Biotechnology)، كيف يمكن لسلالة من الطحالب الحمراء تُعرف باسم (Galdieria yellowstonesis) أن تستهلك السكريات الموجودة في مخلفات تصنيع الشيكولاتة، لتتحول إلى كتلة حيوية غنية بالبروتين تحتوي على صبغة (C-phycocyanin)، المستخدمة في الأغذية ومستحضرات التجميل والمنتجات الدوائية.
بالإضافة إلى هذه النتائج، فقد اكتُشف أمر غير متوقع، وهو أن المستويات المرتفعة من ثاني أكسيد الكربون تعزز نمو هذه الطحالب، على الرغم من أن ثاني أكسيد الكربون يُعد عادة من المخلفات الناتجة عن استهلاك الميكروبات للسكر. googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); خفض كبير في التكاليف
وقال البروفيسور المشارك في كاوست والمؤلف الرئيس للدراسة كايل لورسن: "دراستنا لآليات الأيض في الطحالب تكشف طرقًا جديدة لتحويل النفايات إلى منتجات عالية القيمة بطريقة مستدامة، فعلى سبيل المثال، تنتج صناعة الشيكولاتة نفايات عند بدء خطوط الإنتاج وتوقفها، وقد أدركنا أن هذه النفايات يمكن أن تكون غذاء مفيدًا ومناسبًا لطحالب (Galdieria)".
وفي الآونة الأخيرة، عُدت صبغة الفيكوسيانين (phycocyanin) المستخلصة من طحالب (Galdieria)، بما في ذلك صبغة (C-phycocyanin) الزرقاء، آمنة للاستخدام الغذائي من قِبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA)، وهي مناسبة للمشروبات وتطبيقات غذائية أخرى.
في إنجاز يعكس ريادة السعودية في تبنّي الحلول المستدامة، تمكن باحثو كاوست من تحويل بقايا صناعة الشوكولاتة وثاني أكسيد الكربون إلى صبغة زرقاء طبيعية تُستخدم في الأغذية ومنتجات التجميل.
ويستند هذا الابتكار إلى طحالب خاصة اكتشف الفريق قدرتها على النموّ اعتماداً على هذه البقايا، في...— كاوست (@KAUST_NewsAR) December 1, 2025
وبالمقارنة مع الطرق التقليدية لاستخلاصها باستخدام البكتيريا الزرقاء (cyanobacteria)، يتيح نهج "كاوست" القائم على استخدام الطحالب خفضًا كبيرًا في التكاليف وزيادة في معدلات الإنتاجية، إذ إن البيئة الحارة وعالية الحموضة التي تنمو فيها طحالب (Galdieria) يمكن أن تقلل من وجود الميكروبات الأخرى.
وفي سياق تجاربهم البحثية، جمع لورسن وفريقه العلمي مخلفات من مصنع للشيكولاتة في المملكة، إذ يخطط الباحثون لتطوير هذه العملية عبر تقييم قابلية التوسع والقدرة التقنية لعمليات إنتاج طحالب (Galdieria) باستخدام المخلفات المتوافرة محليًا، ما سيساعد المزيد من الشركات في المملكة على التحول الفعال نحو اقتصاد الكربون الدائري.
المصدر: صحيفة اليوم
كلمات دلالية: واس جدة المملكة العربية السعودية أخبار السعودية كاوست مخلفات الطعام مخلفات
إقرأ أيضاً:
هل ابتلاع بقايا الطعام في الصلاة يُبطلها .. اعرف الموقف الشرعي
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالًا من أحد المتابعين يستفسر فيه عن حكم المضمضة بعد تناول الطعام قبل أداء الصلاة، وما إذا كان عدم المضمضة يؤثر في صحة الصلاة؟.
وفي ردّه على هذا السؤال، أوضح الدكتور أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن المضمضة ليست واجبة لمجرد الأكل قبل الصلاة، وإنما تجب فقط إذا وُجدت بقايا طعام في الفم، لأن بقاءها قد يعرّض المصلي لابتلاعها أثناء الصلاة، وهو أمر يبطل الصلاة كون الأكل والشرب من مبطلاتها بإجماع أهل العلم.
وبيّن ممدوح أن الشريعة اعتبرت الفضلات الدقيقة الموجودة بين الأسنان من الأمور المعفو عنها، لأنها لا تُعد أكلًا حقيقيًا ولا تُقصد بالأكل، ولذلك لا تبطل الصلاة ولا الصيام، بشرط ألا يتعمد المصلي ابتلاعها، أما إذا ابتلعها سهوًا، فصلاته صحيحة ولا شيء عليه.
ونبه إلى أن الأفضل للمسلم أن يتمضمض بعد الطعام إذا كان قد توضأ مسبقًا حتى يزيل آثار الطعام، أما إذا لم يكن قد توضأ أصلًا فلا إثم ولا واجب عليه في هذا الأمر.
وفي سياق متصل، ورد سؤال آخر إلى دار الإفتاء حول حكم المضمضة لمن أكل بعد الوضوء، فأجاب الشيخ محمد عبد السميع، أمين الفتوى، بأن الأكل والشرب لا يُنقضان الوضوء مطلقًا، وأن من توضأ ثم أكل فوضوؤه لا يزال صحيحًا، ولا يجب عليه إعادة الوضوء.
وأكد “عبد السميع” أن اختلاف العلماء حول حكم المضمضة في الوضوء مسألة فقهية قديمة؛ فبعضهم اعتبرها واجبة لأنها من أجزاء الوجه، وبعضهم رأى أنها غير واجبة وأن غسل الوجه كافٍ، إلا أن السلف الصالح نقلوا أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحرص على المضمضة والاستنشاق في وضوئه، مما يجعلها من السنن المؤكدة.
كما تناول الدكتور أحمد ممدوح مسألة أخرى تتعلق بأفعال المصلّي داخل الصلاة، مؤكدًا أن الفقه الإسلامي يميز بين الأفعال المأمور بها كالسجود والركوع، وبين الأفعال غير المطلوبة فإذا قام المصلي بأفعال ليست من جنس العبادة الأساسية، كالتفات يمينًا أو يسارًا، أو النظر في الساعة، أو التقدم خطوة للأمام، فإن كثرة هذه الأفعال وتواليها قد تبطل الصلاة، لأنها تخرج المصلي عن هيئة الخشوع والطمأنينة، أما إذا كانت يسيرة فالصلاة صحيحة.
وأكد ممدوح أن العلماء وضعوا قاعدة تضبط هذا التفريق بين القليل والكثير من الأفعال، وهي: "ما لم يُحدَّد له قدر في الشريعة مع تعلق حكم به، يُرجع في تحديده إلى العرف".
وبالتالي فإن ما يعتبره الناس فعلًا كثيرًا يشوش على الصلاة يُعد مبطلًا، وما سواه لا يؤثر.
وبذلك تكون دار الإفتاء قد جمعت أحكامًا مهمة في موضوع المضمضة بعد الطعام، وحكم بقايا الطعام في الفم، وأثر الأفعال الزائدة على صحة الصلاة، موضحة الحدود الفقهية التي ينبغي للمسلم مراعاتها حفاظًا على صحة صلاته.