الجنائية الدولية تتعهد بمقاومة الضغوط الأمريكية والروسية.. هل تنجح في ذلك؟
تاريخ النشر: 1st, December 2025 GMT
أكدت القاضية توموكو أكاني، رئيسة المحكمة الجنائية الدولية، اليوم الاثنين، خلال افتتاح الاجتماع السنوي للمؤسسة القضائية الدولية في لاهاي، أن المحكمة "لن تقبل أبداً أي نوع من الضغوط" من أي دولة، في رسالة واضحة للولايات المتحدة وروسيا.
وجاءت تصريحات أكاني في وقت تواجه فيه المحكمة سلسلة من العقوبات والتهديدات القانونية؛ إذ فرضت إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عقوبات على تسعة من أعضاء المحكمة، بينهم ستة قضاة والمدعي العام، ردًّا على تحقيقات قضائية تتعلق بمسؤولين أمريكيين وإسرائيليين.
كما أصدرت روسيا مذكرات توقيف بحق مسؤولين في المحكمة، بعد أن أصدرت الأخيرة أمر توقيف بحق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على خلفية الحرب في أوكرانيا، ما وضع المحكمة بين ضغوط متوازية من الشرق والغرب.
ضغط قانوني وسياسي متصاعد
تشير مصادر المحكمة إلى أن العقوبات الأمريكية أدت إلى تجميد أصول عدد من القضاة والموظفين ومنعهم من دخول الولايات المتحدة، إضافة إلى صعوبات في التعاقدات المالية والتقنية مع شركات أمريكية، ما يعرقل عمل المحكمة ويضعف قدرتها على متابعة تحقيقاتها.
وبالمثل، تأتي المذكرات الروسية كرد مباشر على تحرك المحكمة ضد بوتين، لتزيد من تعقيد موقفها الدولي، وفق خبراء القانون الدولي.
وفي هذا الإطار، أكدت أكاني أن مهمة المحكمة في محاكمة مرتكبي أفظع الجرائم الدولية لا ولن تكون رهينة للصراعات الجيوسياسية، مشددة على ضرورة الحفاظ على استقلال القضاء الدولي.
صراع من أجل "عدالة بلا تأثيرات سياسية"
تأسست المحكمة الجنائية الدولية عام 2002 لتكون الأمل الأبرز للضحايا في تحقيق العدالة الدولية، خصوصًا في جرائم الحرب والإبادة وجرائم ضد الإنسانية، في حال عجزت الدول عن محاكمة مرتكبيها.
ومع ذلك، شهدت السنوات الأخيرة محاولات مستمرة لتقويض عملها سياسيًا واقتصاديًا، ما يهدد مبدأ استقلال القضاء الدولي. وتأتي تصريحات أكاني لتشكل موقفًا رمزيًا وعملانيًا في الوقت ذاته للحفاظ على مصداقية الأمم المتحدة ونظام العدالة العالمي.
وقد أدانت مؤسسات دولية وقانونية العقوبات الأمريكية، واعتبرتها استهدافًا مباشرًا لمبدأ "لا إفلات من العقاب"، ما يضع المزيد من الضغوط على الضحايا حول العالم.
ومن المقرر أن يستمر اجتماع الدول الأعضاء في لاهاي أسبوعًا كاملًا لمناقشة الميزانية السنوية للمحكمة في ظل الضغوط المالية وقلة الدعم بعد العقوبات، إضافة إلى تدابير حماية القضاة والمدّعين من التأثيرات السياسية، وضمان استمرار التحقيقات في النزاعات العالمية، من حرب غزة إلى أوكرانيا، دون تراجع.
وتوضع المحكمة اليوم أمام خيار مصيري: إما الحفاظ على استقلاليتها ومواصلة متابعة جرائم الحرب والفظائع الدولية، أو الانزلاق تحت وطأة الابتزاز السياسي والقانوني، ما قد يهدد مصداقيتها الدولية ويحرّم ملايين الضحايا من العدالة.
وإذا صمدت المحكمة وفازت بدعم الدول الأعضاء والشركات المعنية، فقد يتحول هذا العقد من الصراعات السياسية والقانونية إلى محطة تاريخية تؤكد أن القانون الدولي يمكن أن يكون فوق كل اعتبارات المصالح والسياسات العابرة للحدود.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية الجنائية الضغوط روسيا امريكا روسيا هولندا الجنائية ضغوط المزيد في سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
جامعة نايف العربية تنظم المؤتمر الدولي السابع للجمعية العربية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي
البلاد (الرياض)
تنطلق غدًا أعمال المؤتمر الدولي السابع للجمعية العربية لعلوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي (ASFSFM2025)، الذي تنظمه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية بمقرها في مدينة الرياض خلال الفترة من 2 حتى 4 ديسمبر 2025م، بمشاركة خبراء وعلماء وأكاديميين من المؤسسات الأمنية والعلمية من الدول العربية، والولايات المتحدة، وبريطانيا، والهند، وباكستان، وسيرلانكا، ونيجيريا، وفرنسا، وسويسرا، وأوزباكستان، وأستراليا، وهولندا، وإيطاليا، وألمانيا، والمؤسسات الدولية ذات العلاقة. ويعد المؤتمر أحد أهم التجمعات العلمية الدولية المتخصصة في مجالات الطب الشرعي وعلوم الأدلة الجنائية لمناقشة أحدث الاتجاهات والتحديات في هذه المجالات. ويهدف المؤتمر إلى تحقيق جملة من الأهداف من أهمها: استعراض أحدث التقنيات المبتكرة المستخدمة في مختلف مجالات علوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي، وتعزيز التعاون بين علماء الأدلة الجنائية والجامعات وأجهزة إنفاذ القانون من خلال تبادل المعرفة والخبرات التقنية في مجالات علوم الأدلة الجنائية والطب الشرعي، إضافة إلى بحث سبل دمج الأبحاث متعددة التخصصات في العمل الجنائي لضمان الجودة وتوحيد المعايير في مختلف المجالات الجنائية، بما يسهم في دعم التحقيقات وتحقيق العدالة. يشار إلى أن المؤتمر يأتي استكمالًا للجهود التي تبذلها جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الجهاز العلمي لمجلس وزراء الداخلية العرب لمواكبة التقنية المعلوماتية وتطوراتها المتلاحقة، وما أفرزه هذا التقدم من أنماط إجرامية جديدة حيث باتت الدول تواجه تحديات غير تقليدية تستدعي تعزيز التعاون الدولي لمواجهتها. يُذكر أن المؤتمر سيناقش أوراقه العلمية في إطار عدد من المسارات أبرزها: علم الوراثة الجنائي، وعلم السموم الجنائي، وعلم الكيمياء الجنائي، والطب الشرعي، والأمن السيبراني والتحقيقات الجنائية الرقمية، وعلم الإجرام، والذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة في التحقيقات الجنائية، وسيتم تنظيم عدد من ورش العمل المصاحبة، ومعرض لرعاة المؤتمر.