الثورة نت:
2025-12-03@19:54:28 GMT

الرسائل المركَزية في بيان القائد بذكرى الجلاء

تاريخ النشر: 2nd, December 2025 GMT

الرسائل المركَزية في بيان القائد بذكرى الجلاء

بالتأمل في المضامين الأَسَاسية والخطاب والأهداف الاستراتيجية التي وردت في بيان السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي بمناسبة عيد الجلاء، فإنه -بالمجمل- يمثل وثيقة تاريخية تحليلية تفضح مشروع الاحتلال والهيمنة من بداياته البريطانية إلى امتداداته الصهيونية المعاصرة.

أبرز القائد أولًا ذكرى جلاء آخر جندي بريطاني من عدن، وهو إطار تاريخي يمتد لـ 128 عامًا، وكيف أن بريطانيا الإجرامية لم تأتِ فقط لتحتل الأرض بل لتدمّـر الإنسان والهُوية، مستخدمة الخونة والعملاء من أبناء البلد لتمكين الاحتلال.

البيان قدَّمَ روايةً وواقعة تاريخية تُصوّر الاحتلال البريطاني كجزء من منظومة غربية شاملة تهدف إلى استعباد الشعوب ونهب ثرواتها، من خلال أساليب الإبادة كالتجويع، ونشر الأوبئة، والإبادة الجماعية.

كما تطرق إلى مرحلة ما بعد الاحتلال المباشر من خلال هندسة الأنظمة العميلة والقوى المذهبية والثقافية لضمان استمرار السيطرة.

وبعد هذا التوصيف، وضع القائد الإصبع على الجرح الحقيقي للأُمَّـة عندما ربط بشكل واضح بين الجذور التاريخية للاحتلال، واستمرارية مشروعه بقوالبَ جديدة، ودور الخونة المُستمرّ والمتسلسل عبر التاريخ كعامل مساعد للاستعمار.

بيّن سيدُ القول والفعل بشجاعة وبراعة كيف تحوّل الاستعمار من احتلال مباشر إلى احتلال غير مباشر عبر الأنظمة العميلة والمشاريع التفتيتية، مع الحفاظ على الأهداف نفسها: منع وحدة الأُمَّــة، ومنع سيادة الإسلام، وإبقاء الأُمَّــة متخلفة تابعة.

الاستعمار لم ينتهِ، بل تحوَّل من شكل مباشر إلى غير مباشر، وكَيانُ الاحتلال هو الوكيلُ الجديدُ للاستعمار في المنطقة، واليمن نموذجٌ للمقاومة يجب أن يُحتذى به، وهي مدعوة للاستعداد لمواجهة أي عدوان قادم.

احتل الصراعُ مع كَيان الاحتلال والغرب مركَزَ البيان، من خلال استعراض جرائم العدوان في لبنان وفلسطين، خَاصَّة في غزة والقدس والضفة، وسوريا واليمن، كجزء من الحرب الشاملة على الأُمَّــة.

قدّم القائد، العدوانَ الصهيوني كامتدادٍ للنهج الاستعماري، والدور الأمريكي والبريطاني كشريكٍ أَسَاسي في الجرائم، والمشروع التوسعي: «(إسرائيل) الكبرى» كمشروعٍ استعماري جديد.

ولشعبه، أكّـد القائدُ عظمةَ الموقف والشرف في نصرةِ الشعب الفلسطيني، وصدارة هذا الشعب الساحة العالمية بثباته الأُسطوري.

وهذه مكانةٌ تاريخية يستحقُّها شعبُنا المجاهدُ الذي ضرَبَ أروع أمثلة الصمود والتضحية.

لم يقتصر بيانُ القائد على تحليل الواقع، بل رسم خارطةَ الطريق للمرحلة القادمة من خلال الدعوة للاستعداد بكل أشكال الاستعداد، والتأكيد على اليقظة التامة تجاه المؤامرات.

وكان نداءُ السيد القائد للحضور المليوني الذي تداعى له الشعبُ اليمني إلى مختلف الساحات؛ تأكيدًا للثبات أمام العالم أجمع، وإعلانًا للجهوزية للجولة القادمة، وتطمينًا للأُمَّـة أن شعبَ اليمن لن يخذل أمتَه ولن يترك الشعب الفلسطيني ولا اللبناني فريسة للعدو.

كان البيان القصيرُ مليئًا بالمضامين، استخدم فيه القائدُ لُغةً قرآنيةً من خلال الربط الوثيق بالله تعالى والثقة بنصره، والتأكيد على عزة الإيمان التي يحملها شعبنا (وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ)، والاستشهاد بالهُوية الإيمانية (الإيمان يمان) التي ترفع الرأس وتشحذ الهمم، كما عززها بالمنطق السياسي الحداثي بالربط بين التاريخ والواقع.

والهدف خلق الوعي باستمرارية الصراع.

وعلى هذا الطريق، جيّش السيدُ المشاعرَ عبر التركيز على الجرائم والظلم، والدعوة للوقفات والمليونيات، والتهديد والتحذير من «جولة قادمة» تستهدف الأحرار.

البيان ليس مُجَـرّدَ خطاب احتفالي، بل هو أدَاةٌ تعبويةٌ لتعزيز الروح المعنوية للمؤيدين، ورسالة للعدو بأن اليمن مستعدٌّ للمواجهة، وهو قيادة متجددة وأمينة لمشاعر الأُمَّــة الإسلامية نحو قضية فلسطين والمقاومة.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: من خلال

إقرأ أيضاً:

شخصيات لـ”الثورة نت”: 30 نوفمبر ذاكرة تحرّر تُسقِط مشاريع الاحتلال

الثورة نت | استطلاع: ناصر جراده

بمناسبة الذكرى الـ58 ليوم الجلاء 30 نوفمبر، أجرى “موقع الثورة نت” استطلاعاً شمل شخصيات سياسية وإعلامية، أكدت أن ذكرى الاستقلال ليست حدثاً تاريخياً فحسب، بل محطة وطنية متجددة لترسيخ وعي التحرر في مواجهة مشاريع الهيمنة والوصاية الجديدة التي تستهدف المحافظات الجنوبية.

وشددت الشخصيات المشاركة في الاستطلاع على أن الشعب اليمني الذي انتزع استقلاله عام 1967 قادر اليوم على إسقاط الاحتلال الجديد كما أسقط الاستعمار البريطاني بالأمس، وأن نوفمبر سيظل بوصلـة مقاومة وسيادة تتكرّس عبر الزمن.

محطة مفصلية تكشف حقيقة الصراع 

يرى ناطق حكومة التغيير والبناء الدكتور عمر البخيتي في تصريح خاص لـ”الثورة نت” أن “الذكرى الـ30 من نوفمبر هذا العام تأتي في لحظة سياسية مفصلية، وما نشاهده من صراع قائم بين أدوات الاحتلال السعودي والإماراتي في المحافظات الجنوبية ليس إلا سيناريو أعددته القوى الاستعمارية – أمريكا وبريطانيا – لبسط نفوذها وسيطرتها على تلك المحافظات”.

وأضاف البخيتي أن روح الاستقلال التي فجّرها الأحرار قبل 58 عاماً ما تزال حاضرة في وجدان اليمنيين، وهم يواجهون أشكالاً جديدة من الوصاية والهيمنة، وهي من دفعت الشعب اليوم للوقوف أمام هيمنة الاستكبار العالمي.

وأشار إلى أن المناسبة “محطة لتوضيح قدرة اليمنيين على انتزاع حقوقهم في وجه كل من تسلّط عليهم أو فكر في احتلال أرضهم، خاصة عندما تتوحد إرادتهم”، مؤكداً أن الحرية “ليست فضلاً من أحد، بل ثمرة نضال طويل وتضحيات جسيمة قدمها الآباء والأبناء”.

كما أوضح أن ما يجري في الجنوب من عبث وصراع بين أدوات الاحتلال يعيد للأذهان ذات المعركة التي خاضها اليمنيون ضد الاحتلال البريطاني سابقاً، مشدداً على أن مشروع التحرر والسيادة ما يزال في قلب المعركة الوطنية، وأن اليمن شمالاً وجنوباً قادر على هزيمة أي احتلال كما هزم البريطانيين بالأمس.

واختتم الدكتور البخيتي حديثه قائلاً: “نجدّد العهد لشعبنا العظيم بأن تمضي حكومة التغيير والبناء في مشروعها الوطني ومعركة التحرر والبناء حتى يستعيد اليمن سيادته الكاملة وتتحقق تطلعات أبنائه في الأمن والرخاء والاستقرار”.

30 نوفمبر.. يومٌ صنع مجد اليمنيين

وفي تصريح آخر لـ”الثورة نت”، أكد السياسي الأستاذ أحمد العليي أن الذكرى الثامنة والخمسين للاستقلال الوطني تمثل يوماً خالداً سطّر فيه اليمنيون أنصع صفحات التاريخ حين انتزع أحرار الجنوب قرارهم من براثن الاحتلال وأعلنوا ميلاد فجر جديد من الكرامة والسيادة.

وأضاف أن قيم الاستقلال التي ضحّى من أجلها الشهداء “ما تزال البوصلة التي تحرك مشروعنا الوطني في مواجهة العدوان والحصار، وفي بناء مؤسسات الدولة على أسس العدالة والسيادة الكاملة على الأرض والقرار”.

كما أكد أن “شعبنا شمالاً وجنوباً أثبت عبر الزمن أن إرادته أقوى من كل محاولات الوصاية والهيمنة”، مشيداً بصمود أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية في وجه أدوات الاحتلال الجديد، وداعياً القوى الوطنية إلى توحيد الصف دفاعاً عن هوية اليمن ووحدته واستقلاله.

رسالة ضد محاولات إعادة الاستعمار

وفي حديثه لـ”الثورة نت”، أشار الناشط الإعلامي والمحلل السياسي رشيد الحداد إلى أن الذكرى الثامنة والخمسين تأتي اليوم حاملة رسائل متعددة لأدوات الاحتلال الإقليمية والمحلية، مؤكداً أن الشعب اليمني الذي قضى على الاستعمار الأجنبي في 30 نوفمبر 1967 يواجه اليوم مشاريع استعمارية جديدة تسعى لإعادة نفوذ البريطانيين بوجوه مختلفة.

وشدد على أن هذا الواقع “يتطلب توحيد الجهود لإسقاط مشاريع دول الاحتلال السعودي والإماراتي التي تسعى لفرض واقع جديد”، موضحاً أن الدلالات التاريخية لنوفمبر تؤكد حجم الألم الاستعماري الذي تركه رحيل بريطانيا من جنوب اليمن.

وأضاف أن الشعب اليمني الذي كسر الهيمنة البريطانية قادر اليوم على إسقاط الهيمنة الأمريكية والبريطانية في البحر الأحمر، بعد أن فرض معادلات عسكرية أجبرت البوارج الأمريكية على الانسحاب، مشيراً إلى أن كل محاولات إعادة إنتاج الاحتلال ستسقط كما سقط الاستعمار الأول.

محطة لصناعة الوعي التحرري

من جهته أكد مدير الإعلام الأمني، العقيد نجيب العنسي، في تصريح خاص لـ”الثورة نت” أن هذه المناسبة “محطة تاريخية تحمل دلالات تتجاوز حدود الحدث نفسه.

وأوضح أن الذكرى ليست مجرد احتفال عابر، بل علامة فارقة تؤكد قدرة الشعب اليمني على صناعة التحرر بوعي جمعي رافض للهيمنة، لافتاً إلى أن المناسبة تأتي هذا العام والشعب أكثر استعداداً لتحرير أراضيه وجزره التي ترزح تحت الاحتلال السعودي والإماراتي.

وأشار إلى أن الشعب اليمني اليوم بقيادته القرآنية وجيشه وأجهزته الأمنية أكثر قدرة على مواجهة التحديات وكسر الغطرسة الأجنبية ومحاولات نهب المقدرات وطمس الهوية.

واختتم بالقول إن “30 نوفمبر لم يعد مجرد ذكرى بل معيار يفرز المواقف: بين من يقف مع استقلال القرار الوطني ومن يختار الارتهان للوصاية الخارجية”.

30 نوفمبر.. ذاكرة لا تنطفئ وإرادة لا تنكسر

تؤكد الشخصيات أن 30 نوفمبر تتجاوز كونها ذكرى تاريخية لتصبح محطة وطنية حية، تُبرز إرادة الشعب اليمني في الحفاظ على استقلال القرار الوطني ومواجهة أي مشاريع احتلال أو هيمنة، وتشدد آراؤهم على أن روح الاستقلال والتحرر التي صنعها اليمنيون قبل 58 عامًا ما تزال حاضرة، وأن الشعب اليوم أكثر قدرة على حماية سيادته ووحدة أرضه، مؤكدة أن نوفمبر يظل مناسبة وطنية لتجديد العهد مع الحرية والسيادة والوعي الوطني.

مقالات مشابهة

  • نقل ممثل تركي شهير إلى العناية المركّزة بعد إصابته بنزيف حاد بشكل مفاجىء
  • سعد زغلول.. بطل الحرية وصوت الأمة المصرية
  • طرابلس تحتضن لقاءً تضامنياً في يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني
  • تحولات الكفاح الوطني في جنوب اليمن.. من جحيم الاحتلال البريطاني إلى لحظة الجلاء في 30 نوفمبر
  • الأحزاب المناهضة للعدوان تهنئ قائد الثورة والرئيس المشاط بذكرى الاستقلال المجيد
  • القائد العام للقوات المسلحة: المعرض الدولي للصناعات الدفاعية أصبح منصة عالمية لنظم التسليح من مختلف أرجاء العالم
  • مفارقة الاحتفال والغياب وتداعياتها على الساحة اليمنية
  • الدولة الفلسطينية استحقاق دولي وتاريخي
  • شخصيات لـ”الثورة نت”: 30 نوفمبر ذاكرة تحرّر تُسقِط مشاريع الاحتلال