السودان: تحذير من مصير مجهول لعشرات الأسر والأطفال المحاصرين في بابنوسة
تاريخ النشر: 3rd, December 2025 GMT
شبكة أطباء السودان أشارت إلى انتشار مقاطع مصوّرة نُشرت من قبل أفراد في قوات الدعم السريع، تظهر عدداً كبيراً من النساء والأطفال داخل مباني الفرقة خلال الفترة التي سيطرت فيها القوات على المدينة، وقد بدا عليهم وضع إنساني بالغ الصعوبة.
الخرطوم: التغيير
حذّرت شبكة أطباء السودان من تفاقم الأوضاع الإنسانية في مدينة بابنوسة بولاية غرب كردفان، مؤكدة أن مصير عشرات الأسر والأطفال لا يزال مجهولاً في ظل الاشتباكات المتجددة بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع.
وقالت الشبكة اليوم الأربعاء، إن هذه الاشتباكات تزيد من المخاطر التي تواجه المدنيين، خصوصاً النساء والأطفال الذين احتموا في وقت سابق بمباني الفرقة 22 مشاة بعد اجتياح قوات الدعم السريع للمدينة قبل أكثر من عام.
وأشارت الشبكة إلى انتشار مقاطع مصوّرة نُشرت من قبل أفراد في قوات الدعم السريع، تظهر عدداً كبيراً من النساء والأطفال داخل مباني الفرقة خلال الفترة التي سيطرت فيها القوات على المدينة، وقد بدا عليهم وضع إنساني بالغ الصعوبة.
ودعت الشبكة إلى ضمان سلامة هؤلاء المدنيين ونقلهم إلى مناطق آمنة بعيداً عن خطوط القتال، مع التأكيد على ضرورة عدم احتجازهم أو مساءلتهم على أساس انتماء ذويهم لأي جهة. كما طالبت بفتح ممرات آمنة لإجلائهم وتوفير مساعدات إنسانية عاجلة.
كذلك طالبت الشبكة المجتمع الدولي بتحمّل مسؤولياته تجاه المدنيين في بابنوسة، وتقديم الدعم الإنساني اللازم، والضغط على قيادات الدعم السريع لإبعاد المدنيين عن مناطق الاشتباكات وتأمين الرعاية لهم.
وكانت قوات الدعم السريع قد أعلنت الإثنين، تنفيذ عملية عسكرية قالت إنها أدّت إلى السيطرة على الفرقة 22 في بابنوسة وفرض السيطرة الكاملة على المدينة، مؤكدة أنها حيّدت ما وصفته بالتهديدات العسكرية التي كانت تستهدف المدنيين في عدد من المناطق.
وقد تعرّضت المدينة لاجتياحات متكررة من قبل قوات الدعم السريع خلال العام الماضي، ما دفع مئات المدنيين، خصوصاً النساء والأطفال، إلى الاحتماء بالثكنات العسكرية والقواعد التابعة للجيش هرباً من العنف والانتهاكات التي طالت المدنيين في مناطق سيطرة الدعم السريع.
وتعدّ بابنوسة من المدن ذات الأهمية الاستراتيجية في الإقليم لوقوعها على خط السكة الحديد الرابط بين كردفان ودارفور، وهو ما جعلها ساحة اشتباكات متكررة بين الطرفين.
ومع غياب ممرات إنسانية آمنة وتراجع وصول المنظمات الإغاثية إلى المنطقة، تتفاقم الأوضاع الإنسانية بشكل كبير، فيما تستمر النداءات المحلية والدولية للمطالبة بحماية المدنيين وضمان خروجهم من مناطق النزاع.
الوسومآثار الحرب في السودان الفرقة 22 بابنوسة جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع شبكة أطباء السودان مدينة بابنوسةالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: آثار الحرب في السودان الفرقة 22 بابنوسة جرائم وانتهاكات قوات الدعم السريع شبكة أطباء السودان مدينة بابنوسة قوات الدعم السریع النساء والأطفال
إقرأ أيضاً:
احتجاز وتعذيب وتصفيات ميدانية.. الدعم السريع يحول المدنيين إلى رهائن تحت التهديد
البلاد (الخرطوم)
كشفت شهادات مباشرة أدلى بها نازحون وموظفو إغاثة وباحثون ميدانيون أن قوات الدعم السريع السودانية والفصائل المتحالفة معها تمارس احتجازاً ممنهجاً للمدنيين الذين تمكنوا من الفرار من مدينة الفاشر بعد حصارها واقتحامها في أواخر أكتوبر الماضي، بهدف ابتزاز أسرهم وطلب فدى مالية كبيرة مقابل إطلاق سراحهم، فيما يتعرض من تعجز عائلاتهم عن الدفع للضرب أو القتل.
ووفق الشهادات التي نقلتها وسائل إعلام عالمية، تنتشر نقاط الاحتجاز في عدة قرى تبعد نحو 80 كيلومتراً عن الفاشر، حيث يُجمع عشرات المدنيين في مواقع متعددة، بينما يُعاد آخرون إلى داخل المدينة لإجبار ذويهم على دفع مبالغ تصل إلى آلاف الدولارات. ويؤكد شهود أن حالات اعتقال كثيرة تبعتها عمليات قتل بإجراءات موجزة أو أعمال انتقامية، في وقت لا يزال عدد كبير من سكان الفاشر في عداد المفقودين منذ اجتياح المدينة.
ورغم خطورة هذه الشهادات، تقول قوات الدعم السريع إنها تُجري تحقيقات في الانتهاكات المبلغ عنها وتتعهد بملاحقة مرتكبيها قضائياً، دون تقديم تفاصيل عن طبيعة هذه الإجراءات أو مدى تقدمها.
وتأتي هذه التطورات وسط وضع إنساني متدهور في دارفور، حيث دفعت المعارك والحصار آلاف المدنيين للنزوح نحو الحدود التشادية. وأظهرت صور ميدانية تجمع نازحين في مخيمات مؤقتة بمنطقة طينة على الحدود مع تشاد، بعد رحلة فرار محفوفة بالمخاطر من الفاشر التي كانت آخر معقل رئيسي للجيش السوداني في الإقليم.
ويؤكد باحثون إنسانيون أن ما يجري يعكس تصاعداً خطيراً في الانتهاكات بحق المدنيين، وسط غياب آليات حماية فعالة وامتداد دائرة الصراع داخل دارفور، في وقت تتزايد مخاوف من وقوع موجات نزوح أوسع وارتفاع في أعداد المختفين قسريًا.