تشاهده بعينيك.. القمر العملاق يزين سماء العالم العربي الليلة
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
بعد غروب شمس يوم 4 ديسمبر/كانون الأول الحالي نحن على موعد مع واحدة من أشهر وأجمل الظواهر الفلكية، التي ستزين سماء العالم العربي، مباشرة بعد الغروب، وهي ظاهرة القمر العملاق.
في هذه الظاهرة، يكون القمر في طور البدر أكبر قليلا وألمع من المعتاد، وبخاصة حينما يقترن بالمباني أو المناظر الطبيعية أثناء شروقه.
القمر يدور حول الأرض في مدار بيضاوي الشكل، غير دائري تام، هذا المدار يقترب من الأرض في بعض الأحيان، ويبتعد عنها في أحيان أخرى.
يعني ذلك أن المسافة بين القمر والأرض تختلف خلال الشهر الواحد، وعندما يكون القمر في نقطة الحضيض (أي أقرب نقطة له إلى الأرض) ويحدث في الوقت نفسه أن يكون في طور البدر الكامل، نراه أكبر وأكثر إشراقا، وهذه هي لحظة القمر العملاق.
تكون المسافة بين الأرض والقمر في هذه الحالة نحو 360 ألف كيلومتر فقط أو ما حول ذلك، أي أقل بنحو 25 ألف كيلومتر من متوسط المسافة المعتادة.
وفي هذه الحالة، فإن القمر حسابيا سيصل إلى نقطة البدر في مساء الرابع من ديسمبر، تحديدا في تمام الساعة 23:14 مساء بالتوقيت العالمي، وهو يعادل تماما توقيت غرينتش من حيث الساعات (لكنه أكثر دقّة من الناحية العلمية لأنه يعتمد على الساعات الذرية بدلاً من دوران الأرض فقط).
أما لحظة الحضيض فستكون في تمام الساعة 11:06 في نفس اليوم، وعندها يكون القمر على مسافة 356962 كيلومترا من الأرض.
خلال ظاهرة القمر العملاق، يكون حجم القمر أكبر بنسبة تقارب 14% وأكثر سطوعا بنسبة 30% من القمر الصغير (البدر في حالة الأوج أي أبعد نقطة عن الشمس).
هذه الفروق تدرك في صورة ظهور القمر وكأنه أكبر وألمع من المعتاد، ويمكنك ملاحظتها بوضوح عند وجود القمر قريبا من الأفق، بمحاذاة المنازل أو المشاهد الطبيعية، حين يتعزز تأثير خداع القمر البصري الذي يجعله يبدو أضخم مما هو عليه فعلا.
إعلانلاحظ أن القمر لا يبدو في الواقع عملاقا كما يظهر في الصور المنتشرة على الإنترنت، إذ إن تلك الصور تلتقط بتقنيات محددة، حيث يكون المصوّر بعيدا مسافة كافية عن المنازل أو الجبال ثم يلتقط الصورة.
أما القمر فمهما كان عملاقا، فلا يزال بإمكانك أن تغطيه بإصبع يدك، لأن مساحته في السماء هي 0.5 درجة فقط، ويمكنك تجربة ذلك في أي ليلة.
ولا تحتاج ظاهرة القمر العملاق أيّ أدوات لرؤيتها، فقط اُخرج إلى الشارع أو سطح المنزل أو الشرفة وتأملها بعد غروب الشمس.
تحدث ظاهرة القمر العملاق 3 إلى 4 مرات سنويا في العادة. والسبب هو اختلاف طول الشهر القمري (29.5 يوما) عن الفترة المدارية الكاملة للقمر حول الأرض (27.5 يوما).
وقد سُجلت حالات نادرة تزامن فيها القمر العملاق مع الكسوف الكلي للقمر، فتحدث ما تعرف بظاهرة القمر العملاق الدامي، حيث يُلقي ظل الأرض على القمر لونا نحاسيا أحمر من تشتت الضوء في الغلاف الجوي.
آخر هذه الأحداث كان في مايو/أيار 2022، وستتكرر الظاهرة في أكتوبر/تشرين الأول 2032.
لطالما ربط الناس بين القمر العملاق والكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين، لكن الدراسات الجيولوجية والفلكية تؤكد أن هذه الارتباطات لا تستند إلى دليل علمي.
صحيح أن اقتراب القمر يزيد من قوة الجذب على المحيطات، مما يسبب ما يُعرف بالمدّ الحضيضي، بيد أن تأثيره لا يتجاوز بضعة سنتيمترات في ارتفاع الموج مقارنة بالمدّ العادي، ولا يسبب أي "إجهاد جيولوجي" كما يُشاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات شفافية غوث حريات ظاهرة القمر العملاق
إقرأ أيضاً:
القمر يلتقي الثريا فوق سماء مصر اليوم.. لأ تفوت فرصة مشاهدته
تشهد سماء مصر اليوم أحد أبرز المشاهد الفلكية خلال شهر ديسمبر، حيث يظهر القمر في اقتران واضح ودقيق مع الحشد النجمي الشهير "بلايدس" (الثريا)، في ظاهرة يمكن رصدها بسهولة بالعين المجردة عقب غروب الشمس وحتى ساعات الفجر الأولى.
وقال الدكتور أشرف تادرس، رئيس قسم الفلك السابق بالمعهد القومي للبحوث الفلكية، أننا نشهد اقتران القمر في اقتران واضح مع الحشد النجمي الشهير "بلايدس" (الثريا)، ويبدأ المشهد مباشرة بعد غروب الشمس ودخول الليل، إذ يقترب القمر من حشد الثريا ليظهرا متجاورين بشكل ملفت في كوكبة الثور، قبل أن يواصلا رحلتهما الظاهرية عبر السماء حتى يغربا معاً عند نحو الساعة 5:45 صباحاً.
حشد نجمي لامع على بعد 440 سنة ضوئيةيقع حشد الثريا في برج الثور على مسافة تقدر بحوالي 440 سنة ضوئية من الأرض، ويعد من أشهر الحشود النجمية المفتوحة في سماء نصف الكرة الشمالي.
ورغم احتوائه على عدة مئات من النجوم، إلا أن أكثر ما يميزه هو وجود سبعة نجوم لامعة يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ولهذا يُطلق عليه منذ القدم اسم "الأخوات السبع".
ويعرف هذا الحشد منذ آلاف السنين في ثقافات عديدة، حيث استخدم كعلامة موسمية لدى القدماء، بينما يراه الفلكيون اليوم مثالاً واضحاً للحشود النجمية الشابة التي تشكلت قبل نحو 100 مليون سنة فقط.
فرصة مثالية لهواة التصوير الفلكيواشار الدكتور أشرف تادرس، إلى أن اقتران القمر مع الثريا يعد من أكثر الظواهر جاذبية لعشاق متابعة السماء، نظراً لسهولة رصدها دون الحاجة إلى تلسكوبات، رغم أن استخدام المناظير أو كاميرات الزووم المتوسط قد يكشف المزيد من التفاصيل المتناثرة في هذا التجمع النجمي الساحر.
وينصح بالابتعاد عن الإضاءة القوية ومراقبة السماء من أماكن مفتوحة لضمان رؤية أوضح، خاصة في الليالي التي يكون فيها القمر في طور يسمح بظهور النجوم المحيطة به.
مشهد سماوي يتكرر… لكنه لا يفقد جمالهورغم أن اقترانات القمر مع الثريا تتكرر عدة مرات سنوياً بسبب الحركة المدارية للقمر، فإن هذا الحدث يظل محط اهتمام المتابعين، خصوصاً عندما يكون القمر بالقرب من المرحلة المناسبة لزيادة وضوح المشهد دون طغيان إضاءته على لمعان نجوم الحشد.
ومن المتوقع أن يستمتع المشاهدون هذين اليومين بمنظر بديع يزين السماء، ويضيف لمسة من الجمال الطبيعي الذي يذكرنا بروعة الكون واتساعه.