جنرال إسرائيلي يحذر من حرب استنزاف في سوريا
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
ينقل الجنرال يسرائيل زيف، رئيس شعبة التخطيط الأسبق في جيش الاحتلال الإسرائيلي، انتقادات واسعة للسياسة المتبعة في سوريا، موضحا أن دولة الاحتلال، بدل السعي لاتفاقيات تنقل المسؤولية الأمنية إلى الجيوش المحلية في سوريا ولبنان، تدفع إلى حرب استنزاف تنهك جيش الاحتلال، وتلزم الجنود بتنفيذ اعتقالات داخل العمق السوري وكأنها عمليات في نابلس، في صورة يرى أنها تصب في مصلحة الرواية التركية حول "إسرائيل المحتلّة".
ويعرض زيف رؤيته مؤكدا أن "عدوان الجيش في سوريا" يمثل تعبيرا واضحا عن ارتباك وغياب استراتيجية، في ظل غياب أي وضوح سياسي بخصوص ما تريده إسرائيل، واصفا الوضع بأنه "خطأ عملياتي يُميّز نهاية الحرب على الجبهات الخمس، حيث لا أحد يعلم أين نحن وإلى أين نتجه".
وأشار في مقال نشره "القناة 12"، وترجمته "عربي21" إلى أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب طلب من إسرائيل الحفاظ على الحوار مع سوريا وتجنّب التدخل في شؤونها، موضحا أن ترامب تحدث مع بنيامين نتنياهو هاتفيا حول الأمر، ما يدفع للتساؤل بشأن هدف إسرائيل في سوريا، ومستقبل دمشق، وما إذا كان ترامب مدركا لما يجري، وما إذا كانت هناك أطراف داخل إسرائيل منخرطة في التوجهات التركية للسيطرة على سوريا.
ويرى زيف أن الحكومة "تخفي رأسها في الرمال" لدوافع سياسية ترتبط بعلاقة نتنياهو بترامب وما يمليه الأخير عليه، بعيدا عن ممارسة السياسة.
ويؤكد زيف أن غياب التوجيه السياسي يجعل الجيش، رغم تآكله، الجهة الوحيدة التي تواصل العمل دون تساؤلات، فيما تلقي الحكومة اللوم عليه بدلا من تحمّل مسؤولياتها، ويشير إلى بناء سلسلة من البؤر الاستيطانية غير الضرورية، هدفها حماية القوات من الهجمات المتوقعة، وإرسال كتيبة احتياط لتنفيذ اعتقالات داخل سوريا كما لو كانت عمليات في نابلس.
ويصف زيف هذه السياسة بأنها تتجاوز الأخطاء العملياتية لتتحول إلى "حماقة استراتيجية"، تتجسد في نشوة القوة التي تدفع الاحتلال لاستخدامها في أي مكان، وفي الوقت نفسه تمنع الجيش السوري من الانتشار قرب الحدود، وتتجاهل سيادة سوريا بالكامل عبر اعتقال أفراد منظمة وصلوا إلى المنطقة نتيجة وجود الجيش الإسرائيلي.
ويضيف أن الحكومة السورية، التي يجب إجبارها على التعامل مع هذه الظاهرة، تُمنع من التواجد في تلك المناطق.
ويشدد زيف على أن المطلوب إسرائيليا هو المضي في الاتفاقية الأمنية مع سوريا، التي يجري تأجيلها، بحيث تنقل المسؤولية إلى الجيش السوري بعد إعادة بنائه تحت إشراف أمريكي لا تركي.
ويعتبر أن للاتفاقية دورا محتملا في إعادة تشكيل سوريا، مع الحفاظ على التوازن السعودي التركي، مشيرا إلى أن المنطقة الأمنية الخالية من الأسلحة الثقيلة يجب أن توضع تحت سيطرة الجيش السوري الجديد لمنع العداء المستقبلي لإسرائيل.
ويضيف زيف أن ورود معلومات استخباراتية عن منظمة مسلحة يجب أن يدفع إلى نقل المسؤولية إلى الأجهزة السورية مع تحقق إسرائيل من التنفيذ، وفي حال لم يتم التعامل مع التهديد، يمكن تنفيذ هجوم جوي دون إرسال قوات برية لدوريات في سوريا كما لو كانت الضفة الغربية، لأن هذا النهج يخدم الرواية التركية التي تصف إسرائيل بأنها تنتهك السيادة.
ويوضح أن هذه الرواية تزعم أن الاحتلال يسيطر على أراض في غزة وسوريا ولبنان، مشيرا إلى أن الوضع في لبنان مشابه، إذ إن الهجمات اليومية الإسرائيلية، رغم دوافعها الداخلية ورغبة إسرائيل في "التكفير" عن إخفاق السابع من أكتوبر، لا تشكل سياسة طويلة الأمد، وتخلق حربا مستمرة تضعف الحكومة اللبنانية، وتمنعها من تحمل مسؤولية تفكيك حزب الله، ما يدفعها إلى تبني سياسة معادية للاحتلال والعودة لدعم الحزب.
ويستعرض زيف الوضع في غزة، قائلا إن القطاع يعيش "جمودا تاما" بفعل غياب رؤية سياسية، واعتماد سياسات ضيقة لخدمة الانتخابات.
ويشير إلى أن نتنياهو، وفق روايته الانتخابية، لا يستطيع التراجع عن "الخط الأصفر"، باعتباره بديلا عن "النصر الكامل"، رغم أنه يمنع الانتقال للمرحلة الثانية، ويسمح بإعادة ترميم قدرات حماس واستمرار سيطرتها على نصف الأراضي ومعظم السكان.
ويشبه الوضع بأنه "عالق في الحلق، لا يبتلع ولا يتقيأ"، ما يجعل غزة "جرحا نازفا مليئا بالقيح" بسبب غياب التعاون مع الولايات المتحدة.
ويختم زيف بتحذير من صعوبة الحفاظ على حجم القوات في الشرائط الأمنية في غزة ولبنان وسوريا والضفة دون عشرة آلاف جندي إضافي، وقبل بناء السياج على امتداد غور الأردن.
ويشير إلى أن إسرائيل تعيش "حرب استنزاف متواصلة"، قد تتصاعد مستقبلا، وتستمر في النزيف لخدمة احتياجات نتنياهو الانتخابية وتحديدا تأجيل المحاكمات والعفو وتجميد الحكومة حتى نهايتها، ويرى أن السياسات الحالية تتعارض مع المصلحة الأمنية، وتُضعف ما تسمّيه إسرائيل "إنجازات الحرب"، وتفقدها ما تبقى من الشرعية الإقليمية والدولية، وتنهك الجيش وتعمّق الشعور العام بالانحدار داخل الدولة، التي تمرّ بمرحلة شديدة السوء.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية الإسرائيلي سوريا نتنياهو سوريا إسرائيل تركيا نتنياهو أخبار صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة إسرائيلية صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا إلى أن
إقرأ أيضاً:
سوريا.. الجيش الإسرائيلي يعيد التوغل في ريف القنيطرة
عادت دوريات تابعة للجيش الإسرائيلي للتوغل من جديد، الاثنين، في ريف القنيطرة السورية وسط إطلاق النار في الهواء.
وكشف تلفزيون سوريا، أن دورية من جيش الاحتلال توغلت في قرية أبو قبيس بريف القنيطرة، وسط إطلاق الرصاص بشكل عشوائي لترهيب المدنيين.
وأضاف أن دورية مؤلفة من أربع عربات عسكرية محملة بالجنود، إضافة إلى دبابتين، توغلت إلى تلة الجمرية بريف القنيطرة الشمالي.
وفي وقت سابق اليوم، نفذ جيش الاحتلال سلسلة من التوغلات في ريف القنيطرة الجنوبي والشمالي، وأقام حاجزا في بلدة جباتا الخشب.
وفي وقت سابق أيضا، وجهت قوات الاحتلال الإسرائيلي إنذارات لأهالي قرية العشة في ريف القنيطرة بعدم الاقتراب من الأراضي الزراعية القريبة من الشريط الحدودي مع الجولان المحتل.
ومنذ سقوط نظام الأسد، تتواصل الانتهاكات الإسرائيلية في المنطقة، حيث تُسجّل توغلات شبه يومية في ريفي القنيطرة ودرعا، ترافقها عمليات اعتقال أُفرج عن بعض الموقوفين لاحقا، في حين ما يزال آخرون قيد الاحتجاز.
كما استهدف جيش الاحتلال عدة مرات مناطق مأهولة، ما أدى إلى وقوع ضحايا مدنيين، وسط مطالبات متكررة بوقف الاعتداءات واحترام سيادة الأراضي السورية.
وتنتشر قواعد الاحتلال الإسرائيلي في سوريا من قمة جبل الشيخ وصولا إلى منطقة حوض اليرموك في أقصى الريف الجنوبي المتاخم لمحافظة درعا، ويبلغ عددها ثماني قواعد في القنيطرة وقاعدة واحدة في درعا.
وقبل أيام، دخل رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي ووزيرا الدفاع والخارجية وعدد من مسؤولي الاحتلال إلى جنوبي سوريا، حيث وصفت دمشق ذلك بأنه "انتهاك خطير" لسيادة البلاد ووحدة أراضيها، مدينة الزيارة "بأشد العبارات"، ومعتبرة أنها محاولة لفرض واقع يتعارض مع قرارات مجلس الأمن وسياسات الاحتلال الرامية إلى ترسيخ عدوانه.
وطالبت دمشق المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته في ردع ممارسات الاحتلال، وإلزامه بالانسحاب الكامل من الجنوب السوري والعودة إلى اتفاقية فض الاشتباك الموقعة عام 1974.
والأحد، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إن الرئيس السوري أحمد الشرع يعمل بجد لتحقيق نتائج إيجابية، مؤكدا أهمية الحفاظ على حوار قوي بين إسرائيل وسوريا.
وأضاف ترامب على منصته "تروث سوشال" أن الولايات المتحدة راضية عن التقدم الذي تحقق بفضل العزيمة والجهود المبذولة في سوريا، مشيرا إلى أهمية استمرار الحكومة السورية في القيام بمهامها لضمان بناء دولة مزدهرة.
وأشار ترامب إلى أن إنهاء العقوبات الصعبة على سوريا كان مفيدا للسوريين، وأن القيادة والشعب السوريين قد قدّروا هذه الخطوة.
وأكد الرئيس الأميركي على ضرورة تجنب أي خطوات قد تعرقل تحول سوريا إلى دولة مستقرة ومزدهرة.