حكاية العرب في المونديال.. رحلة بدأت في 1982 وتكتمل في 2026
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
منذ أول خطوة خطتها المنتخبات العربية الآسيوية نحو كأس العالم، ظل الحلم محفوفًا بالعقبات والتحديات، ولم يكتب النجاح في بلوغ النهائيات سوى لعدد محدود من المنتخبات على مدار ما يقارب قرنًا كاملًا. فخلال 96 عامًا، لم يظهر من العرب الآسيويين في المونديال سوى الكويت والعراق والسعودية والإمارات وقطر، قبل أن يلتحق الأردن بقائمة المتأهلين التاريخيين، بوصوله إلى مونديال 2026.
هذا الامتداد الزمني الطويل، الممتد من الظهور الأول للكويت عام 1982 وحتى التأهل الأردني التاريخي في 2026، يعكس تحولات كبرى شهدتها كرة القدم العربية في آسيا، سواء على المستوى الفني أو على صعيد البنية الرياضية والاحترافية.
وتدخل السعودية وقطر والأردن النسخة المقبلة من كأس العالم بثقة كبيرة، بعدما ضمنت المنتخبات الثلاثة تأهلها المباشر، بينما يواصل العراق التمسك بأمله في اللحاق بركب المتأهلين، عبر بوابة الملحق العالمي. ومع اقتراب لحظة سحب القرعة في الولايات المتحدة، يترقب العرب تحديد طريقهم في النسخة الأكبر من البطولة، التي تضم 48 منتخبًا للمرة الأولى.
محطات تاريخية صنعت حضور العرب الآسيويين في المونديالبدأت الحكاية من الكويت، التي أصبحت في 1982 أول منتخب عربي آسيوي يحجز مقعدًا في كأس العالم، مستندة إلى جيل ذهبي صعد بالكرة الكويتية إلى القمة. وعلى الرغم من الخروج المبكر، كان هذا الظهور نقطة تحول في تاريخ المنطقة.
بعدها بـ4 أعوام، حمل العراق المشعل في مونديال المكسيك 1986، مسجلاً حضورًا مميزًا في ظل ظروف معقدة. ورغم أن المنتخب لم يتأهل منذ ذلك الحين، فإنه لا يزال يبحث عن عودة تاريخية عبر الملحق العالمي في 2026.
وجاءت القفزة الأكبر في 1994، عندما سجلت السعودية أفضل مشاركة عربية آسيوية عبر تاريخ البطولة، ببلوغ دور الـ16 في أول ظهور لها. ومنذ ذلك الحين أصبحت السعودية الأكثر ثباتًا واستمرارية في الظهور، بمشاركات امتدت حتى مونديال 2026، مما جعلها النموذج الأبرز في التطور الفني والإداري للكرة الخليجية.
وفي 1990، كتبت الإمارات فصلًا آخر من مسيرة العرب الآسيويين، بحضور تاريخي في مونديال إيطاليا، أسهم في ترسيخ صورة الكرة الخليجية رغم عدم تكرار التأهل لاحقًا.
من مرحلة الظهور المتقطع إلى عصر الحضور الواسعاستمر الحضور العربي الآسيوي بالظهور في محطات محدودة، حتى جاء التحول الجذري مع استضافة قطر لمونديال 2022. فقد شكّل تنظيم البطولة في الشرق الأوسط لأول مرة حدثًا غير مسبوق مهّد لتطوير هائل في البنية التحتية والاحترافية، وأسهم في فتح الباب أمام تطور أوسع للمنتخبات العربية الآسيوية.
ورغم خروج قطر من الدور الأول، فإن مشاركتها كانت أكبر من مجرد نتائج، إذ شكلت نقلة نوعية في صورة المنطقة عالميًا، ورسخت حضور العرب كجزء أساسي من مشهد الكرة العالمية.
الأردن… الحكاية الأكثر حداثةجاء تأهل الأردن إلى مونديال 2026 ليكتب فصلًا جديدًا ومختلفًا، فـ"النشامى" الذين قدّموا أداءً بطوليًا في كأس آسيا 2023 بالوصول إلى النهائي، ترجموا تطورهم بشكل واقعي في التصفيات، ليصبحوا سادس منتخب عربي آسيوي يدخل تاريخ المونديال.
يمثل هذا الظهور دليلاً جديدًا على أن كرة القدم العربية الآسيوية باتت تمتلك تنوعًا أكبر في القوى الصاعدة، من الخليج إلى بلاد الشام، مع انفتاح أكبر على الاحتراف والتطوير.
نحو مرحلة جديدة في 2026إن زيادة مقاعد آسيا إلى ثمانية بطاقات مباشرة سمح بزيادة مستوى التمثيل العربي، لكنه في الوقت ذاته كشف عن تبدل موازين القوى، وظهور منافسين جدد قادرين على الحضور بانتظام في الساحة العالمية.
وهكذا، من الكويت 1982 إلى الأردن 2026، تمتد مسيرة طويلة تعكس تحولات ضخمة في كرة القدم العربية الآسيوية. مسار بدأ بجيل كويتي تاريخي، مرورًا بالعراق والإمارات، ووصولًا إلى ثبات السعودية، وتجربة قطر الاستثنائية، ثم النجاح الأردني الجديد.وهذا المشهد المتكامل يؤكد أن العرب في آسيا لم يعودوا مجرد ضيوف عابرين في المونديال، بل قوة تتشكل وتنضج وتطمح إلى ترسيخ مكانتها عالميًا.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: كأس العالم مونديال 2026 مونديال قطر المونديال كأس العالم 2026 كاس العالم 2026 مونديال روسيا تصفيات مونديال 2026 تصفيات المونديال مونديال 2025 مونديال أمريكا قرعة المونديال قرعة مونديال 2026 ملاعب مونديال 2026 مونديال قطر 2022 مونديال كندا مونديال تاريخي مونديال المكسيك مونديال ثلاث دول ملاعب المونديال توقعات المونديال كرة القدم 2026 العربیة الآسیویة فی الموندیال
إقرأ أيضاً:
كأس العرب.. العراق يتسلح بالطموحات المونديال لعبور المجموعة الحديدية
الدوحة (د ب أ)
يتسلح المنتخب العراقي بطموحه في التأهل لكأس العالم 2026 لكرة القدم التي ستقام في أميركا وكندا والمكسيك، عندما يخوض اختبارات قوية في مجموعة حديدية بطولة كأس العرب «فيفا قطر 2025». تقام منافسات النسخة الحادية عشرة من البطولة، والثانية تحت لواء الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» في الدوحة للمرة الثانية على التوالي، خلال الفترة من 1 إلى 18 ديسمبر المقبل.
ويقع منتخب العراق في المجموعة الرابعة القوية، التي تضم الجزائر حامل لقب النسخة الماضية التي أقيمت في 2021، والبحرين، والسودان الذي يتسلح بجالية جماهيرية كبيرة في قطر.
ويبدأ المنتخب العراقي مشواره في البطولة العربية بمواجهة البحرين غداً الأربعاء على ملعب «974»، وبعدها بثلاثة أيام يلاقي السودان على ملعب «974»، ثم يختتم مشواره في الدور الأول يوم 9 من نفس الشهر بالمواجهة الأصعب أمام الجزائر، والتي ستقام على ملعب «خليفة الدولي».
من جانبه، اختار الأسترالي، جراهام أرنولد، المدير الفني لمنتخب العراق قائمة تضم 23 لاعباً لخوض منافسات البطولة العربية في قطر، وهم حراس المرمى الثلاثة، فهد طالب، وأحمد باسل، وجلال حسن، بجانب باقي اللاعبين مصطفى سعدون، وسعد ناطق، وأكام هاشم، ومناف يونس، وميثم جبار، وأحمد يحيى، وأمير صباح، وأحمد مكنزي، وإبراهيم بايش، وحسين علي، وسجاد جاسم، وعلي جاسم، وكرار نبيل، وأسامة رشيد، وماركو فرج، وحسن عبد الكريم، وأيمن حسين، ومهند علي، وعمار محسن، ومحمد جواد.
ويدخل أرنولد ولاعبو العراق منافسات البطولة العربية بمعنويات مرتفعة، بعد إقصاء الإمارات بسيناريو مثير بعد التعادل 1/ 1 في أبوظبي، والفوز في الوقت القاتل بنتيجة 2/ 1 في البصرة، ليتأهل أسود الرافدين للملحق العالمي المؤهل لكأس العالم 2026، ليبقى على بعد خطوة واحدة من التأهل للمونديال للمرة الثانية في تاريخه بعد مشاركة وحيدة في عام 1986 بالمكسيك.
وينتظر المنتخب العراقي في نهائي الملحق العالمي يوم 31 مارس المقبل، الفائز من مواجهة بوليفيا ضد سورينام، التي ستقام يوم 26 من نفس الشهر.
وبخلاف طموحه المونديالي، يتسلح المنتخب العراقي بتاريخ عريق، حيث يبقى من أبرز أقطاب كرة القدم العربية في القارة الصفراء، وسبق له التتويج بلقب كأس أمم آسيا بسيناريو تاريخي عام 2007 في نسخة استثنائية أقيمت في دول النمور الآسيوية «إندونيسيا وماليزيا وتايلاند وفيتنام». بالفوز بهدف على المنتخب السعودي في المباراة النهائية.
كما حقق العراق ذهبية دورة الألعاب الآسيوية في 1982، وبطولة غرب آسيا في 2002، والميدالية الفضية في 2007 و2012 و2019، والبرونزية في عام 2000، بخلاف أربعة ألقاب في كأس الخليج أعوام 1979 و1984 و1988 و2023، والميدالية الفضية في عامي 1976 و2013، بخلاف ذهبية دورة الألعاب العربية في 1985 والفضية في 1999.
وقبل انطلاق النسخة الحادية عشرة من كأس العرب 2025 في قطر، يبقى منتخب العراق، الأكثر تتويجاً باللقب العربي برصيد 4 مرات في أعوام 1964 و1966 و1985 و1988 والميدالية البرونزية في نسخة 2012، وإجمالاً خاض أسود الرافدين 28 مباراة في كأس العرب، حقق 16 فوزاً، مقابل 10 تعادلات وخسارتين، وسجل 47 هدفاً، بينما استقبل 20 هدفاً.
ويتطلع جراهام أرنولد، البالغ من العمر 62 عاماً، الذي قاد أسود الرافدين في 8 مباريات منذ توليه المسؤولية في مايو الماضي، حقق خلالها 5 انتصارات، مقابل تعادلين وخسارة واحدة، لمحو الصورة الباهتة التي ظهر عليها المنتخب العراقي في النسخة الماضية 2021، عندما ودّع من الدور الأول مكتفياً بتعادلين أمام عمان والبحرين، مقابل الخسارة أمام قطر.