وقال العامري، في تصريحات تلفزيونية، إن التحركات التي تقوم بها قوات المجلس الانتقالي والميليشيات المرتبطة بتحالف العدوان تأتي ضمن “المرحلة الأخيرة من مشروع تقسيم اليمن”، مشيرًا إلى أن القوى الخارجية فشلت خلال السنوات الماضية في تحقيق أهدافها رغم الحصار العسكري والاقتصادي المفروض على البلاد.

وأوضح أن الهدف من هذه التحركات هو تضييق الخناق على السلطة الوطنية وإعادة رسم الجغرافيا السياسية بما يخدم مصالح القوى الأجنبية، مؤكدًا أن أي محاولات لفرض واقع جديد في حضرموت والمهرة ستواجه برفض شعبي وقبلي واسع.

وتطرق العامري إلى حادثة إنزال العلم اليمني في المهرة، معتبرًا أن صمت المجلس الانتقالي تجاهها يعكس “ارتهانًا للخارج”، مشددًا على أن العلم اليمني سيظل مرفوعًا في المناطق الحرة، وأن ما حدث في المهرة “محاولة لخلق صورة مضللة عن الواقع”.

وأكد أن القبائل في حضرموت والمهرة كانت وما تزال صاحبة القرار في مناطقها، ولن تسمح بتمرير أي أجندة خارجية، لافتًا إلى أن الأحداث الأخيرة تكشف جملة من الدروس، أبرزها استخدام القوى الأجنبية لميليشيات محلية لفرض السيطرة، وتقليص دور الأحزاب السياسية، ومحاولة تشكيل مجتمع قابل للتوجيه وفق مخططات خارجية.

 

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

إقرأ أيضاً:

تحليل: تصعيد عسكري يفكيك آخر معاقل الإخوان في وادي حضرموت والمهرة

كشف تحليل نشرته مؤسسة اليمن الثامن للإعلام والدراسات أن محافظة حضرموت تتجه نحو مرحلة شديدة الحساسية، مع اتساع رقعة التحركات العسكرية الهادفة إلى إنهاء النفوذ المتبقي لجماعة الإخوان المسلمين في الجنوب، في وقت تكشف فيه التطورات الميدانية عن تحول إستراتيجي يشمل وادي حضرموت والصحراء والمهرة، ويهدف إلى إحلال قوات محلية مكان القوات اليمنية التقليدية المرتبطة بولاءات تعود إلى ما قبل 2011، وقطع طرق التهريب الإيرانية، وإنهاء الدور المشترك المتنامي بين الإخوان والحوثيين في شرق اليمن. 

وبحسب التحليل الذي أعده الكاتب والباحث السياسي صالح أبو عوذل إن القوات المحلية في حضرموت تتحرك لإنهاء الوجود العسكري لقوات المنطقة العسكرية الأولى في الوادي، عقب تصاعد تمرد مسلح تدعمه شخصيات قبلية مرتبطة بالجماعة. ويشير مسؤولون محليون إلى أن هذا التحول يتجاوز الجانب الأمني ليطال إرثاً عسكرياً ظل قائماً منذ حرب 1994، حين دخلت تلك القوات المحافظة على ظهر الدبابات وظلت متمركزة فيها رغم كل المتغيرات.

ويؤكد التحليل أن غالبية أفراد قوات المنطقة العسكرية الأولى ينحدرون من محافظات تعد خزاناً بشرياً للحوثيين، مثل عمران وصعدة وصنعاء، إذ ارتبطت هذه القوات لسنوات طويلة بولائها للواء علي محسن الأحمر. وهو ما دفع محافظ حضرموت السابق مبخوت بن ماضي إلى القول إن على هذه القوات “التوجه لقتال الحوثيين إن كانت فعلاً ضد الانقلاب، أما بقاؤها في حضرموت فمرفوض”.

وأشار الباحث صالح أبو عوذل إلى أن الوجود العسكري لقوات المنطقة الأولى ظل مصدر قلق لأبناء حضرموت، خصوصاً بعد نجاح تجربة القوات المحلية "النخبة الحضرمية" في تحرير ساحل المحافظة من تنظيم القاعدة عام 2016 بدعم إماراتي. وظل أبناء الوادي يطالبون بتكرار التجربة، لكن الحكومة اليمنية والتحالف أرجآ تلك الخطوة لسنوات.

وأبرز التحليل أن حادثة مقتل ضابط سعودي في نوفمبر 2024 على يد جندي يتبع المنطقة العسكرية الأولى – قبل فراره إلى مناطق الحوثيين – مثلت نقطة تحول، إذ اعتُبرت رسالة رفض واضحة لأي محاولة لزج تلك القوات في مواجهة الحوثيين في مأرب ومحيطها.

وسلط التحليل الضوء على قوات "درع الوطن" التي موّلتها السعودية لتكون بديلاً محلياً في حضرموت، إلا أن المنطقة الأولى رفضت دخولها وهددت بالحرب، على غرار ما فعلته تشكيلات أخرى مدعومة من إيران أو سلطنة عمان في المهرة، ما عمّق التوترات شرق اليمن.

وفي هذا السياق، أعلن وكيل حضرموت عمرو بن حبريش تمرده عبر تشكيل "قوات حماية حضرموت"، وهو تحرك تقول مصادر محلية إنه حظي بدعم إعلامي وسياسي من الإخوان والحوثيين. في المقابل، أكد العميد صالح بن الشيخ أبو بكر "أبو علي الحضرمي" أن ما يحصل "تمرد لن يُسمح بتمريره".

ويضيف التحليل أن التظاهرات الضخمة في وادي حضرموت في 30 نوفمبر، التي رفعت أعلام دولة الجنوب السابقة، جاءت لتؤكد رفض الشارع الجنوبي لاستمرار وجود القوات المحسوبة على الإخوان في الوادي، وللتأكيد على ضرورة استكمال "تحرير ما تبقى من الأراضي الجنوبية" وفق رؤية المجلس الانتقالي الجنوبي.

كما تطرق إلى البعد السياسي لمسألة الهوية الجنوبية، خصوصاً النقاش الدائر حول تسمية الدولة المنشودة بين “الجنوب العربي” و”حضرموت الكبرى”، مع تأكيد رئيس المجلس الانتقالي عيدروس الزبيدي أن التسمية ستحسم عبر استفتاء بعد تحقيق الاستقلال.

التحليل أوضح أن شخصيات حضرمية وازنة مثل اللواء أحمد سعيد بن بريك واللواء فرج البحسني تقود جهوداً لفرض نموذج القوات المحلية في كامل حضرموت. زيارة بن بريك في أبريل 2025، رغم وضعه الصحي، جاءت لتؤكد أن "حل مشاكل حضرموت سيكون من الداخل"، فيما تشير المعطيات إلى أن السعودية غضت الطرف عن التحركات العسكرية الجارية، ما يعكس وجود تفاهمات ضمنية حول إنهاء نفوذ الإخوان شرق البلاد.

ورجح التحليل أن التحرك العسكري في وادي حضرموت سيفضي إلى صيغة تنهي وجود القوات اليمنية التقليدية في الوادي والصحراء، بما يعني فعلياً "طي صفحة الإخوان في جنوب اليمن"، خصوصاً بعد تصنيف الولايات المتحدة للجماعة كتنظيم إرهابي، وهو ما خفف الضغوط عن حلفاء إقليميين ظلوا يتحفظون على المواجهة المباشرة سابقاً.

ويشير تحليل مؤسسة اليوم الثامن إلى أن المشهد في المهرة ينتظر تكرار السيناريو نفسه، عبر إخراج التشكيلات الموالية للإخوان من المحافظة، باعتبار أن السيطرة على شرق اليمن ستقطع شرايين التهريب الإيرانية، خصوصاً المسارات البرية والبحرية التي تُستخدم لنقل السلاح والمخدرات إلى الحوثيين.

وفي ضوء ذلك، يؤكد التحليل أن السيناريو الأكثر ترجيحاً هو خروج القوات اليمنية سلمياً من وادي حضرموت والمهرة، أما في حال اندلاع مواجهة، فإن موازين القوة تميل لصالح القوات الجنوبية المدعومة بتسليح نوعي وخبرة ميدانية. ويرى التقرير أن هذا المسار – إن اكتمل – قد يفضي إلى واقع جديد في اليمن خالٍ من الإخوان والحوثيين معاً، رغم احتمال محاولات إيرانية لإشعال جبهات جديدة لتعطيل هذا التحول.

مقالات مشابهة

  • أحمد الزرقة يكتب للموقع بوست عن: إعادة تشكيل الرياض وأبوظبي وتيرة تقسيم اليمن وإنهاء وجود الشرعية
  • مشاورات موسعة بين القوى السياسية المعارضة بتونس.. محامون يصعدون
  • العامري: أمريكا وأدواتها تخرج الفصل الأخير من مسرحية تقسيم اليمن!
  • القوات الجنوبية تتسلم عسكريًا المهرة وتمهّد لفصل جديد من الأمن
  • ‏ ماذا وراء ‏‏إسقاط حضرموت والمهرة
  • حضرموت في قلب العاصفة:كيف يُعاد رسم اليمن تحت هيمنة الاحتلال الجديد؟
  • الانتقالي عقب سيطرته على سيئون: حضرموت ركنا أساسيا في مشروع "الدولة الجنوبية"
  • تحليل: تصعيد عسكري يفكيك آخر معاقل الإخوان في وادي حضرموت والمهرة
  • طارق صالح: التباينات السياسية طبيعية وهدفنا المشترك اليمن واستعادة الدولة