أثارت العمليات الأمنية التي نفذتها قوى الأمن الداخلي السورية ضد خلايا تابعة لـ"تنظيم الدولة"، والتي أسفرت عن تحييد عنصرين والقبض على آخرين، تساؤلات لجهة الدلالات والتوقيت المتزامن مع إعلان الجيش الأمريكي، عن تدمير مخازن أسلحة تتبع للتنظيم جنوب دمشق، بالتعاون مع القوات السورية.

وكان قائد الأمن الداخلي في محافظة إدلب العميد غسان باكير،  قد كشف عن تنفيذ وحدات أمنية، عمليتين أمنيتين نوعيتين استهدفتا خلايا إرهابية تابعة لتنظيم الدولة في منطقة الدانا شمال المحافظة وغربي مدينة إدلب، مؤكدا أن الحملة الأمنية ضد التنظيمات مستمرة حتى تجفيف منابعها.



وأشار إلى تورط بعض أفراد هذه الخلايا في قتل مدني ودفنه قرب مدينة معرة مصرين، مشيرا إلى "إحالة المقبوض عليهم إلى الجهات المختصة لاستكمال التحقيقات تمهيدا لإحالتهم إلى القضاء لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقهم".

قراءة في التوقيت

ويصف الكاتب المختص بالشؤون السياسية الدولية عمار جلو توقيت العمليات بـ"المهم للغاية" بالنسبة للتنظيم والحكومة السورية والتنظيم، موضحا لـ"عربي21" أن "انفتاح الدولة السورية على العالم الغربي، وخاصة الولايات المتحدة التي تقود "التحالف الدولي" لمحاربة تنظيم الدولة، جعل الأخير ينظر إلى الرئيس السوري أحمد الشرع على أنه يخضع للطاغوت".




وأضاف جلو أنه مع انضمام الدولة السورية إلى "التحالف الدولي" بدأت الأصوات التكفيرية ترتفع ضد الدولة السورية، وهذا ما ساعد التنظيم على تنشيط خلاياه في مختلف المناطق السورية، وفي مقدمتها إدلب.

أما عن الحسابات المتعلقة بالدولة السورية، فأشار الكاتب إلى أن دمشق تريد أن تكون معنية بمكافحة تنظيم الدولة، وقال: "باعتقادي الدولة السورية هي اليوم أقدر على محاربة التنظيمات الإرهابية، لأنها ليست دولة علمانية".

لماذا إدلب؟

وتعد إدلب معقل "هيئة تحرير الشام" سابقا، التي قادت معركة تحرير سوريا من النظام البائد، ويبدو أن وجود مجموعات جهادية في المحافظة قد أسهم في جذب عناصر التنظيم إدلب.

وهنا يشير جلو إلى وجود عدد كبير من عناصر التنظيم في إدلب، وكانت الهيئة تؤجل التعامل معهم لتحقيق مكاسب سياسية وهو ما حدث فعلا أثناء معارك تحرير سوريا، وقال: "بالتالي تقوم الحكومة بإلقاء القبض على من تبقى منهم، وغالبا يأتي ذلك ضمن صفقة سياسية ما".

ولفت الكاتب إلى اعتقال أكثر من زعيم للتنظيم في إدلب، من أبو بكر البغدادي إلى أبو حفص القرشي وغيرهم من أمراء التنظيم، وقال: "كان لهيئة تحرير الشام دور كبير في الاعتقالات السابقة".

من جانبه قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى النعيمي، إن التعاون بين القوات السورية والأمريكية بات معلنا، حيث تتكثف الجهود على ملاحقة عناصر التنظيم.

بيئة آمنة

وأوضح أن القوات السورية تعمل على مسار تحقيق الأمن المستدام من خلال مقاطعة المعلومات التي تفضي إلى إنهاء كافة التهديدات وذلك من خلال تكتيكات متعددة المستويات، وأبرز التكتيكات تلك التي تعتمد على عمليات استخباراتية، وذلك للحيلولة دون وقوع خسائر في صفوف المدنيين والقوة الحكومية.



وقال النعيمي إن انضمام سوريا إلى قوات التحالف الدولي لمحاربة الإرهاب أعطى دفعة معنوية كبيرة للمقاتلين السوريين بعد منحهم الغطاء الدولي في العمليات ذات الأهداف المشتركة والتي ستفضي إلى تعزيز الأمن المحلي والإقليمي والدولي.

ومن وجهة نظر الكاتب، فإن سوريا تتجه لأن تكون بيئة آمنة، من الانتقال بشكل تدريجي من مرحلة عدم الاستقرار إلى الدولة المستقرة من خلال الشركات الاستراتيجية والتي ستشكل الأرضية اللازمة للبيئة الاستثمارية، والتي ستنعكس إيجابا على حياة المواطنين السوريين مما سيساهم في حالة من إنهاء الاستقطاب للجماعات الإرهابية بمسمياتها المختلفة.

وقبل أسبوع، أعلنت وزارة الداخلية عن تفكيك خلية لتنظيم الدولة في منطقة عفرين شمال غربي محافظة حلب، وذلك خلال عملية دقيقة نفّذتها وحداتها الأمنية بالتعاون مع جهاز الاستخبارات العامة.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية تنظيم الدولة الجيش الأمريكي إدلب الشرع سوريا سوريا إدلب الجيش الأمريكي الشرع تنظيم الدولة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الدولة السوریة تنظیم الدولة

إقرأ أيضاً:

كأس العرب: ماذا نعرف عن بطولة كرة القدم التي تستضيفها قطر للمرة الثانية؟

صراحة نيوز- لم تمض ثلاث سنوات على استضافة ملاعب قطر الدولية لكرة القدم مباريات كأس العالم، لتشهد العاصمة القطرية انطلاق نسخة جديدة مسابقة كأس العرب على نفس الملاعب التي لعب على أرضها أبطال العالم في 2022.

وافتتحت النسخة الحالية من البطولة في العاصمة القطرية الدوحة بلوحات استعراضية وأناشيد الدول العربية، بينما يشارك فيها 16 فريقاً عربياً لكرة القدم، ينتمي بعضها إلى الاتحاد الأفريقي لكرة القدم بينما ينتمي البعض الآخر للاتحاد الأسيوي.

وتستمر أنشطة هذه المسابقة العربية، التي تُعد من أهم البطولات الإقليمية للعبة، حتى 18 من ديسمبر/كانون الأول الجاري على ستة ملاعب عملاقة في دولة قطر، أبرزها ملعب لوسيل وملعب البيت الذي يشهد المباراة الافتتاحية بين المنتخب الوطني القطري ونظيره الفلسطيني.

وتُقام مباريات المسابقة على ملاعب البيت، ولوسيل، وأحمد بن علي، والمدينة التعليمية، وخليفة الدولي، و947.

المنتخبات المشاركة

ويشارك في كأس العرب منتخبات من 16 دولة تتضمن دولاً أفريقية وأسيوية تأهلت للبطولة التي تبدأ اليوم مع ضربة البداية في مباراة قطر ضد فلسطين.

والدول المشاركة في البطولة هي قطر، والجزائر، والأردن، والإمارات، والبحرين، والسودان، والصومال، والعراق، والكويت، والمغرب، والسعودية، واليمن، وتونس، وجزر القمر، وجنوب السودان، وجيبوتي، وسوريا، وعمان، وفلسطين، ولبنان، وليبيا، ومصر، وموريتانيا.

وتأهلت قطر تلقائياً للمسابقة كونها الدولة المضيفة، كما تأهلت الجزائر لأنها حاملة اللقب في النسخة السابقة من البطولة. يُضاف إلى ذلك الدول العربية السبعة الأعلى تصنيفاً وقت إجراء القرعة؛ وهي مصر، وتونس، والسعودية، والمغرب، والعراق، والإمارات، والأردن.

كما تم اختيار الدول السبعة الأخرى من خلال سلسلة من مباريات التأهل للبطولة بنظام المباراة الواحدة التي أُقيمت في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، وهي البحرين، والسودان، جنوب السودان، والصومال، والكويت، واليمن، وجزر القمر، وجيبوتي، وموريتانيا، وسوريا، وعمان، وليبيا، ولبنان، وفلسطين.

وهذ النسخة من بطولة كأس العرب لكرة القدم هي الثانية التي تستضيفها قطر، إذ استضافت الدوحة النسخة الأولى في 2021 واستغلتها الدوحة في استعراض جاهزيتها وقدراتها التنظيمية قبل عام واحد من استضافتها كأس العالم 2022.

“حُجا” يعود إلى الأضواء

وكُشف النقاب في الأيام القليلة الماضية عن تميمة هذه البطولة العربية، التي كانت هي الأخرى عربية جداً، إذ كشف المنظمون عن شخصية جحا كتميمة للنسخة الحالية، وهو شخصية لأحد ظرفاء العرب.

كما أن شخصية جحا، التي تجسدها تميمة البطولة من خلال رسم تخيلي، معروفة بالحكمة التي تتناقلها الأجيال عبر قصص مضحكة ومواقف طريفة حتى أن البعض أطلق عليه “فيلسوف البسطاء”.

ويعود حجا إلى الأضواء من جديد في عصر السماوات المفتوحة – الذي أصبح لكل شخص فيه حكايته الخاصة بينما بدأ كثيرون ينسون فيلسوف البسطاء – من خلال رسم تخيلي لشخصيته سوف يكون التميمة الرسمية لكأس العرب في نسخته الحالية.

النسخة الأولى

ويتابع جمهور الكرة العربي هذه البطولة باهتمام نظراً لارتفاع تطلعاتهم حول المباريات من حيث المستوى الفني ومستوى التنظيم، خاصة بعد النجاح الكبير الذي حققته النسخة الأولى من هذه المسابقة.

فعقب النهائي الذي أُقيم على ملعب “البيت” في قطر عام 2021، عبّر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو عن رضاه الكبير عمّا قُدّم، قائلاً: “سنعمل على استمرار البطولة تحت مظلة فيفا، وأؤكد أن كأس العرب سوف يستمر لأنها بطولة ناجحة للغاية”، وفقًا للموقع الرسمي للفيفا.

وذكر الموقع أن “قطر قدّمت مستوى عالياً من التنظيم، مستفيدة من جاهزيتها لكأس العالم. أُقيمت المباريات على ستة ملاعب رائعة”.

وأكد الاتحاد الدولي أن المنشآت الحديثة، وأنظمة النقل المتطورة، والبنية التحتية المتكاملة في قطر أسهمت في توفير تجربة سلسة للمنتخبات والجماهير على حدٍ سواء.

مقالات مشابهة

  • الخارجية السورية: زيارة وفد مجلس الأمن تأكيد على دعم المجتمع الدولي
  • سوريا.. استعادة أكثر من 1400 قطعة أثرية إلى متحف إدلب
  • ما وراء الخبر يناقش أسباب تجاهل نتنياهو لأهداف ترامب في سوريا
  • كأس العرب: ماذا نعرف عن بطولة كرة القدم التي تستضيفها قطر للمرة الثانية؟
  • سوريا .. طباعة العدد الأول من صحيفة الثورة السورية
  • الداخلية السورية: ضبط خلايا إرهابية تابعة لـ داعش في ريف إدلب
  • السلطات السورية تنفذ عمليتين ضد خلايا تنظيم الدولة في إدلب
  • الجيش الأميركي يعلن تنفيذ عملية ضد تنظيم الدولة بالتعاون مع سوريا
  • مراسلة القاهرة الإخبارية: الاحتلال يدرس تنفيذ عمليات في غزة لتفكيك حماس