في صناعة ضخمة ومتعددة الثقافات مثل بوليوود، حيث تختلط الأديان والمعتقدات والانتماءات الفكرية، لم يكن اعتناق بعض النجوم للإسلام مجرد تغيير ديانة بقدر ما كان تحولًا فكريًا وروحيًا عميقًا، جاء بعد رحلة طويلة من البحث والتأمل، بعيدًا عن الدعاية أو المصالح.

بعض هؤلاء النجوم أعلنوا الأمر صراحة، والبعض الآخر فضّل الصمت لسنوات قبل أن يكشف عن تجربته، لكن القاسم المشترك بينهم جميعًا هو أن القرار لم يكن سطحيًا ولا مرتبطًا بزواج فقط، بل جاء عن اقتناع داخلي كامل.

في هذا التقرير نرصد أبرز مشاهير بوليوود الذين اعتنقوا الإسلام عن قناعة حقيقية.


 

A.R. رحمن.. من "دليب كومار" إلى أسطورة موسيقية عالمية بروح إسلامية

يُعد الموسيقار العالمي إيه آر رحمن أشهر وأبرز من اعتنقوا الإسلام داخل الوسط الفني الهندي. وُلد باسم دليب كومار في أسرة هندوسية، لكنه مرّ بتحولات نفسية وروحية صعبة بعد وفاة والده وهو في سن صغيرة، ما دفعه للبحث عن معنى أعمق للحياة والسكينة الداخلية.

بعد سنوات من التأمل والدراسة الروحية، اعتنق الإسلام في بداية التسعينيات، لتبدأ مرحلة جديدة تمامًا في حياته، ليس فقط على مستوى الإيمان، بل في مسيرته الفنية أيضًا، حيث تحوّل إلى أحد أعظم الموسيقيين في العالم، وحصد:جائزتي أوسكار،جائزة جرامي،جائزة بافتا،إضافة إلى عشرات الجوائز العالمية الأخرى.


ورغم شهرته العالمية، ظل رحمن بعيدًا عن استغلال تحوله الديني في الإعلام، مفضلًا أن يتحدث عنه فنه وأخلاقه والتزامه الإنساني.


 

شارميلا طاغور.. الإسلام قرار شخصي قبل الزواج

الفنانة الهندية الكبيرة شارميلا طاغور نشأت في أسرة هندوسية عريقة، لكنها قررت اعتناق الإسلام عن قناعة قبل زواجها من نجم الكريكيت الشهير منصور علي خان باتودي، وأطلقت على نفسها اسم "عائشة".

لم يكن قرارها بدافع اجتماعي فقط، بل جاء نتيجة اقتناع شخصي كامل، واستطاعت أن توازن بين التزامها الديني ومسيرتها الفنية، وظلت تحظى باحترام كبير داخل الوسط الفني، كما ربّت أبناءها، وعلى رأسهم النجم سيف علي خان، على احترام التعدد الديني والانفتاح الفكري.


 

أمريتا سينغ.. من السيخية إلى الإسلام عن اقتناع

تنتمي الفنانة أمريتا سينغ في الأصل إلى الديانة السيخية، لكنها قررت اعتناق الإسلام قبل زواجها من النجم سيف علي خان، في خطوة لم تكن مجرد تغيير شكلي في الديانة، بل جاءت بعد اقتناع فكري وروحي.

ورغم الجدل الذي رافق تلك الخطوة وقتها، حافظت أمريتا على احترامها لجميع الأديان، ولم تدخل في أي صراعات دينية أو إعلامية، وهو ما منحها تقديرًا كبيرًا داخل الأوساط الفنية.


 

مونيكا بيدي.. التحول بعد العاصفة

تُعد قصة الفنانة مونيكا بيدي من أكثر القصص إثارة للجدل في بوليوود، حيث أعلنت اعتناقها الإسلام بعد ارتباطها برجل الأعمال الهارب أبو سالم، ومرورها بأزمة السجن الشهيرة التي شغلت الرأي العام الهندي لسنوات.

وبعد خروجها من تلك التجربة القاسية، أكدت في أكثر من مناسبة أن تحولها الديني لم يكن تحت ضغط أو بدافع الظروف، بل جاء نتيجة مراجعة داخلية قاسية لحياتها واختياراتها، معتبرة أن الإسلام منحها الطمأنينة بعد سنوات من الاضطراب.


 

سانا مقبول.. رحلة بحث انتهت بالإسلام

الفنانة وعارضة الأزياء سانا مقبول أعلنت اعتناقها الإسلام بعد رحلة بحث طويلة، مؤكدة أن القرار لم يكن مرتبطًا بزواج أو علاقة عاطفية، بل جاء بعد قراءات وتأملات وتجربة روحية شخصية.

ورغم الانتقادات والهجوم الذي تعرّضت له بعد إعلانها الخبر، تمسكت بقرارها وواصلت عملها الفني بثبات وثقة.


 

بين الإيمان والأضواء.. قرار ليس سهلًا

تؤكد تجارب هؤلاء النجوم أن اعتناق الإسلام في الوسط الفني الهندي ليس خطوة سهلة، في ظل مجتمع شديد الحساسية تجاه الانتماءات الدينية، وضغوط الشهرة والرأي العام.

لكن المشترك بينهم جميعًا كان واضحًا:

البحث عن الحقيقة

الرغبة في الطمأنينة

الاقتناع الشخصي الكامل

عدم استغلال التحول الديني للدعاية


 

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: الفجر الفني

إقرأ أيضاً:

امتلاك الحقيقة وهْم مَرضي

الكل يناقش

كل إنسان يناقَش فكره، والكمال لله، ولولا الوحي وما ينطق عن الهوى لنوقش خير البشر، ورغم ذلك نوقش ولم يضجر ممن يناقشه، لكن هذه الحماية ليست لشخصه وإنما محددة لمسار ومعايير فكره من أجل هذا نزه الله قوله ورفع ذكره، وإلا فلا يحمل القول الثقيل من لان ستار بنيانه وأضحى قوله كقول البشر في أمر الوحي. لذا ميز الرسول نفسه بين قولين له في أمر الدين والدنيا. ومن ثم علينا أن نميز بين الحضارة المحمية كفكر وعقيدة، وبين النشاط المدني فهو للناس.

نحن في امتحان القلوب

فالله وضعنا على الأرض ليمتحن تفكيرنا، فنحن لسنا مالكي الأرض وإنما هو الإنسان فيها كقاعة امتحان تمر فيها وعلى رحلتها أجيال من الممتحنين، فمنهم من يعبر إلى أعلى المراتب ومنهم من يرسب ويعيد وربما يطرد من القاعة. فالله يمتحن البشر وليس ليسيّر أمورهم بالحتمية أو رسم مسارهم بالتفصيل ويلغي كينونتهم. في علم الله كل أمر معروف لكن الله وضع المقادير ووضع السنن، فمن وافق سنن الكون بحسن إدارته فاز ومن خالفها خسر. وتمكين الرعاع ليس لمطابقتهم سنن الكون وإنما لانحسار الصالحين عن مطابقتها، فالشر من أنزل آدم لكن لإحساسه بذنبه أعطاه الله كلمات.. نقص عزمه، أي تفكيره وفهمه لعلم عنده ولأهميته، لكن نقص الفهم عليه عقاب والانتباه هو الخط الصواب.. أما أن نرجو الصلاح عصبية أو بدعم لتافه كي نرفع شانه وكأنه بفساده يمثل أمة نكاية بغيره، فهذا ليس لذي حجر.

فهم الرسالات

لم نفهم رسالة الإسلام، وهي التفكير ومعالجة المعطيات لبناء الأمم. والصبر صمود على أداء القيمة والمهمة وليس تحمل الظلم والألم، وإنما المطاولة من أجل مقاومة الظلم والظالمين حتى يعودوا إلى الرشاد، فهي تدبير وعمل وليس استسلاما وكسلا. فالله لم يخلق الكون عبثا ولم يجعلنا في الأرض إلا لاختبار منظومتنا العقلية. ولا يكافأ مسلم جاهل بدينه ومعانيه، مختل التفكير والسلوك، ولا مسيحي لأنه يظن أن الخلاص حاصل له بقبول المسيح، ولا ليهودي يظن أنه من شعب مختار، هذا العبث في التفكير يفقد الحياة معناها ويخلق التشظي بين البشر وهو ما نراه اليوم من فساد كبير، بينما لو ترك كل إنسان أخاه الإنسان إلى رأيه وما يحمل من معتقد، مكتفيا بإبلاغه دون التترس ضده، واتجه إلى المشتركات التي تنفع الناس عند الاثنين، لما وُجد هؤلاء الرعاع ولا المرضى بالنرجسية ولا المخبولون في إدارة العالم ودفعه نحو الفساد حتما عندما تختل المعايير وتنتشر الكراهية نتيجة الاستقطاب، فتنكرها الفطرة الآدمية فتذهب إلى الحيرة، وعندما لا تجد جوابا أو ليس لها قدرة على الجواب تذهب إلى الإلحاد والكفر بكل شيء قبل أن تتصالح مع آدميتها، لكنها لا تجد الطريق في المتاهات التي ولدتها الاستقطاب والمتاريس التي سدت الطرق.

طريق الضباب:

لو جئنا إلى المتدينين وهم يضعون أنفسهم وكلاء الله في الأرض وهذا ما لم يُمنح لنبي أو رسول، أو هم يقدمون قدسية مصطنعة لإنسان عالم أو فقيه اجتهد وربما جافاه الاجتهاد عن أصول الفكر السديد، ويقيمون بحجته حجة على الله وكتابه، فهذا أمر عجيب.. فآدم ميّزه الله بالمنظومة العقلية والكرامة الإنسانية والسعة في الاختيار والإبداع، كذلك علمت الملائكة وأعلمها الله أنها لم تعلم ميزات هذا المخلوق، فما السر في هذا النفور؟

إنه طريق الضباب والتعنت والتمسك بما عرفت وأنه الحق لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، رغم أنه اجتهاد يقابله اجتهاد.. هو نوع من إيقاف المنظومة العقلية وتعطيلها، وبهذا لا تجد تفاهما منفتحا من الجميع على الجميع.

المشكلة عامة ولا تقتصر على دين أو متدين أو ملحد أو علماني، فالكل يتترس مكتفيا بما عنده، ولا يرى إلا أنه صواب ويحاكم الآخرين، ولو عاش -ولا أقول تعايش- هؤلاء الناس لكانت حياة سوية، أن من أمامك أخ لك وما يهمك منه أن يكون إيجابيا في المجتمع، وإن احتجتم لبعضكم تكونون حاضرين

طريق النور:

إن الله خلق الإنسان لاختبار منظومته العقلية، هو في الأرض لعمارتها، والعمارة لا تأتي بالفوضى وعدم الاستقرار، وانشغال الناس بمعتقدات بعضهم تجاوز على خالق الكون، فهو وحده من يحكم بين الناس فيما هم فيه الآن مختلفون، فلا بد أن ينظر إلى قابليات أي إنسان في تحقيق الهدف وهو التعارف والبناء، وأن الكرامة عند الله التقوى، وباب الوصول إلى التقوى هو صفاء الفؤاد من الأحاسيس السلبية ونقاء المنظومة العقلية من الأفكار السلبية.

مقالات مشابهة

  • رحيل بلا وداع| بعد مقـ.تل سعيد مختار.. نجوم انتهت حياتهم بطرق مأساوية
  • أصوات من السماء.. 95 متسابقًا يتنافسون في الابتهال والإنشاد الديني ببورسعيد
  • امتلاك الحقيقة وهْم مَرضي
  • “يونيسيف”: 11 ألف طفل في غزة تعرضوا لإصابات غيّرت حياتهم للأبد
  • بالأرقام.. هكذا دفعت الحرب على غزة البريطانيين لاعتناق الإسلام
  • غدًا.. انطلاق تصفيات مسابقة بورسعيد الدولية للابتهال والإنشاد الديني | أسماء
  • اليونيسيف: 11 ألف طفل في غزة تعرضوا لإصابات غيرت حياتهم للأبد
  • “يونيسيف”: 11 ألف طفل بغزة تعرضوا لإصابات غيّرت حياتهم للأبد
  • يونيسيف: 11 ألف طفل بغزة تعرضوا لإصابات غيّرت حياتهم للأبد