بين فرحة الجماهير وهمّة المتطوعين… حكايات إنسانية من ملاعب كأس العرب
تاريخ النشر: 9th, December 2025 GMT
مع اقتراب الغروب فوق مدينة لوسيل، كانت موجات المشجعين تتدفق نحو الملعب كأنها نهر من الألوان واللغات واللهجات. وعلى الرغم من الزحام، كانت الحركة تنساب بسلاسة مدهشة، كما لو أن يدا خفية تنظّم كل خطوة وتفتح الطريق أمام كل قادم. لم يكن المشهد مجرد تنظيم محكم لبطولة رياضية… بل حياة يومية صغيرة تنبض داخل الملاعب، بوجوه البشر وقصصهم.
عند إحدى البوابات، كانت أمّ مغربية تمسك بيد طفلتها بحنان، ثم تتوقف أمام مكتب صغير يحمل لافتة "تسجيل الأطفال". تنحني الموظفة لتربط سوارا بلاستيكيا على معصم الصغيرة، وتقول بابتسامة: "إذا ضاعت، سنعيدها إليكم خلال دقائق". تهزّ الأم رأسها بامتنان، وتتمتم: "لم أتوقع هذا المستوى من التفاصيل… كأنهم يفكرون بدلا عنا".
في الساحة المقابلة، يقف شيخ خليجي متكئا على عصاه وقد بدت عليه علامات التعب. يقترب منه شاب في زيّ المتطوعين ويسأله: "عمّي… تحتاج توصيلة؟"، بعد دقائق قليلة، تجري عربة الجولف بين الجماهير، وفي مقعدها الخلفي يجلس الرجل المسن وهو يضحك ويرفع يده محييا الناس. كانت الرحلة لا تتجاوز مئات الأمتار، لكنها بدت له كأنها طوق نجاة.
داخل ملعب لوسيل، كانت المدرجات تهتز بهتافات عشرات الآلاف خلال مباراة المغرب والسعودية.
وفجأة، يقطع الهتاف صراخ قصير من الصفوف الخلفية. يتحرك مسعفان في ثوانٍ، يشقان طريقهما بين المقاعد.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2المغرب ضد السعودية.. حضور جماهيري قياسي في تاريخ كأس العربlist 2 of 2الأردن ضد مصر في كأس العرب 2025.. الموعد والقنوات الناقلة للبث المباشرend of listيقول أحد المشجعين الذي شهد الواقعة: "ظننا أن الأمر سيأخذ وقتا طويلا… لكن في دقائق كانت العربة تنقل الرجل إلى عيادة مجهّزة داخل المدرج نفسه". في تلك الغرفة البيضاء الصغيرة، كان الأطباء والممرضون يعملون بهدوء، ويشرح أحد المنظمين: "هنا لا نترك شيئا للصدفة".
في محطة المترو بعد انتهاء المباراة، جلس أحمد العتيبي، مشجع سعودي، يستعيد تفاصيل يومه. لم يكن مهموما بخسارة فريقه بقدر ما كان مأخوذا بالتجربة كلها. يقول للجزيرة نت: "أنا أول مرة أحضر بطولة بهذا الحجم… وعلى الرغم من حضور 78 ألف مشجع، لم نتعب لا في الدخول ولا في الخروج. التنظيم رائع، بصراحة يشرح الصدر".
كان أحمد يبتسم وهو يتحدث، لدرجة أنك لا تعرف إن كان يتحدث عن مباراة كرة قدم أم عن رحلة إنسانية بامتياز.
دينا… لحظة انبهار من المترو إلى المدرجعلى بعد خطوات، كانت دينا، مشجعة مغربية، تحتفل بفوز منتخبها. لكنها، وسط الفرح، توقفت لتحكي عن تجربتها: "صراحة تفاجأت… كل شيء واضح وسهل. من المترو إلى الملعب… كل خطوة فيها أحد يساعدك. حضرت مباريات قبل في دول أخرى، لكن هنا التنظيم مختلف".
كانت دينا تضحك وهي تستعيد لحظات اليوم، وكأنها تتحدث عن رحلة سياحية لا عن حضور مباراة.
محمد… الطبيب المتطوّع الذي يبحث عن الابتسامةوفي الجانب الآخر من هذا المشهد الجماهيري، كان يقف محمد عادل، شاب سوداني أنهى دراسة الطب حديثا، لكنه اختار أن يحمل شعار "متطوّع" في 3 مباريات متتالية. يقول بابتسامة هادئة: "أجمل شيء لما تشوف الابتسامة على وجه الناس… تحس أنك قدمت لهم خدمة حقيقية".
يتحدث محمد عن مسؤولياته في بوابة الضيافة، إذ يراجع التذاكر، ويوجه الجماهير، ويحصي أعدادهم، لكن عينيه تلمعان حين يروي موقفا واحدا: "كنت شايف زحمة من بعيد… بسرعة تواصلت مع رجال الأمن، وتعالج الموضوع في لحظات. حسّيت وقتها إني جزء من فريق كبير يحمي الناس".
إعلانمع نهاية يومه، يعود محمد إلى منزله وهو يشعر أن اختياره لمهنة الطب والتطوع ليس صدفة، فهما يلتقيان في المعنى نفسه: خدمة الإنسان.
وجوه كثيرة… وحكاية واحدةبين طفل يحمل سوار الأمان، ومسن يلوّح من عربة الجولف، ومشجع يبتسم على الرغم من الهزيمة، وطبيب متطوّع يفتخر بموقف إنساني… تمتد تجربة كأس العرب في قطر أبعد من المدرجات والنتائج.
هذه بطولة لا تُحكى فقط بالأهداف، بل بالوجوه التي تعبرها، وبالأيادي التي تخدمها، وبالقصص الصغيرة التي تعيش وتُروى في كل زاوية منها.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: دراسات حريات كأس العرب کأس العرب قطر 2025 فی ملعب لوسیل فی کأس العرب
إقرأ أيضاً:
نجوم العراق يطالبون الجماهير بالمساندة الكاملة أمام الأردن ونسيان هزيمة الجزائر
طالب نجوم منتخب العراق جماهيرهم بمساندة المنتخب خلال مباريات الدور الثانى فى بطولة كأس العرب وعدم التأثر بالخسارة الأخيرة التى تعرض لها منتخب العراق امام الجزائر فى الجولة الثالثة والأخيرة فى كأس العرب المقامة حاليا فى قطر .
وخسر منتخب العراق 0-2 أمام نظيره الجزائري، أمس الثلاثاء، في الجولة الثالثة و الأخيرة بالمجموعة الرابعة من مرحلة المجموعات للمسابقة، ليتجمد رصيده عند 6 نقاط في المركز الثاني، بفارق نقطة خلف منتخب الجزائر الذى تصدر المجموعة .
رسالة أبطال العراق
وأوضح نجم منتخب العراق ميثم جبار، أن منتخب الجزائر واحد من المنتخبات الكبري على المستوى العربى والافريقيى ويمتلك مجموعة كبيرة من اللاعبين المميزين وحاولنا تحقيق نتيجة ايجابية لتحقيق العلامة الكاملة وقد طوينا صفحة هذه المباراة، ونركز الآن على التحدي المقبل.
وأضاف فى رسالته للجماهير العراقية قائلا: “ندعو الجماهير والإعلام العراقي إلى الاستمرار بالدعم من أجل مواصلة المنافسة”.
من جانبه قال زيد إسماعيل: " الخسارة كانت طبيعية في ظل النقص العددي بعد طرد اللاعب حسين علي ".
ووعد اسماعيل جماهير منتخب العراق بتحقيق نتيجة ايجابية فى المباريات القادمة وتحديدا بداية من مباراة الاردن فى دور الثمانية .