يمن مونيتور/الحرة

دخل مواطنون صينيون، يدعون أحيانا بأنهم سياح، إلى قواعد عسكرية ومواقع حساسة أخرى في الولايات المتحدة ما يصل إلى 100 مرة في السنوات الأخيرة، وفقا لما نقلته صحيفة “وول ستريت جورنال” عن مسؤولين أميركيين، وصفوا هذه الحوادث بأنها “تهديد تجسس محتمل”.

شكل من أشكال التجسس؟

العام الماضي، أجرت وزارة الدفاع ومكتب التحقيقات الفيدرالي ووكالات أخرى مراجعة لمحاولة الحد من هذه الحوادث، والتي تشمل أشخاصا أطلق عليهم المسؤولون لقب “محطمي البوابات” بسبب محاولاتهم “سواء عن طريق الصدفة أو عن عمد”، الوصول إلى القواعد العسكرية الأميركية والمنشآت الأخرى، حسبما ذكرت الصحيفة.

ويبدو أن هذه الحوادث، التي وصفها مسؤولون أميركيون بأنها “شكل من أشكال التجسس”، تهدف إلى اختبار الممارسات الأمنية في المنشآت العسكرية الأميركية والمواقع الفيدرالية الأخرى.

ويقول المسؤولون المطلعون على هذه الممارسة لـ”وول ستريت جورنال”، إن الأفراد هم عادة مواطنون صينيون تم الضغط عليهم من قبل “الحكومة الصينية”.

هذه الحوادث مثيرة للقلق بدرجة كافية لدرجة أن الكونغرس قد ينظر في مشروع قانون متعلق بهذه القضية، وفقا لما ذكره النائب الديمقراطي من ولاية كولورادو، جيسون كرو.

وأكد كرو، وهو عضو بلجنة الاستخبارات، أن المشرعين يشعرون بالقلق، مشيرا إلى أن “معظم قوانين التعدي على ممتلكات الغير ليست فيدرالية”.

وقال: “نحن بحاجة إلى العمل بشكل وثيق مع شركائنا الحكوميين والمحليين لتدريبهم وتجهيزهم، في الوقت الحالي، لا يعرفون كيفية التعامل مع هذا النوع من الحالات”.

وبعض هذه الحالات تكون “حميدة”، مثل تلك التي يشارك فيها أشخاص يقولون إنهم يتبعون خرائط غوغل لتوجيههم إلى أقرب “مطاعم” يصادف وجودها في قاعدة عسكرية قريبة.

وقال أشخاص مطلعون إن “البعض الآخر يبدو أكثر إثارة للقلق”.

وفي إحدى الحالات الأخيرة، حاولت مجموعة من المواطنين الصينيين، الذين زعموا أنهم سياح، تجاوز الحراس في “فورت وينرايت” بولاية ألاسكا، قائلين إن لديهم حجزا في فندق تجاري بالقاعدة.

والقاعدة هي موطن للفرقة 11 المحمولة جوا التابعة للجيش، والتي تركز على حرب القطب الشمالي.

وقالت إميلي هاردينغ، زميلة بارزة في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ونائبة المدير السابق في لجنة الاستخبارات بمجلس الشيوخ، إن الميزة التي يتمتع بها الصينيون هي أنهم على استعداد لإرسال الناس بأعداد كبيرة لجمع المعلومات”.

وإذا تم القبض على عدد قليل منهم، فسيكون من الصعب جدا على حكومة الولايات المتحدة إثبات أي شيء يتجاوز التعدي على ممتلكات الغير، ومن المرجح أن يجمع أولئك الذين لم يتم القبض عليهم “شيئا مفيدا”، وفق حديثها لـ”وول ستريت جورنال”.

ونظرا لأنه لا يمكن متابعة معظم الحوادث في الولايات المتحدة إلا باعتبارها “تعديا على ممتلكات الغير”، فإن الحكومة الصينية لا تبالي بأولئك الذين يتم القبض عليهم، حسبما توضح.

ماذا قال البنتاغون؟

رفض مسؤولون في البيت الأبيض ووزارة الأمن الداخلي التعليق، ولم يرد البنتاغون إلا بشكل عام على هذه القضية.

وقالت المتحدثة باسم البنتاغون، سو جوف، إنه في بعض الحالات، تمكن الأفراد من الوصول غير المصرح به إلى قاعدة ما.

وأكدت أنه “غالبا ما يتم منع هؤلاء من الوصول إلى المنشآت في المستقبل ويتم اصطحابهم خارج القاعدة”.

ورفضت جوف التعليق على أي حوادث محددة، بسبب “مخاوف أمنية”.

وقال البنتاغون إنه أجرى العديد من المراجعات الأمنية للقواعد منذ عام 2018، بعضها بالتنسيق مع وكالات أخرى.

وركزت مراجعة أجريت في أواخر العام الماضي على الأمن لنحو 1400 بوابة في القواعد العسكرية الأميركية، بالإضافة إلى جوانب أخرى من أمن القواعد.

وقالت جوف: “إن نتائج المراجعات كانت وستستمر في إحداث تغييرات في الوضع الوقائي لقواعدنا”.

وحسبما ذكرت جوف فإن “الحوادث بشكل عام منخفضة المستوى، وحتى الآن لم يشر أي منها إلى التجسس”.

حوادث خطيرة

ومع ذلك، هناك حوادث أخرى خطيرة بما يكفي لإثارة المخاوف لدى مسؤولين أميركيين.

وهناك حالات متكررة تم فيها العثور على مواطنين صينيين يلتقطون صورا للجيش الأميركي، وفقا لأشخاص مطلعين على الأمر.

وفي بعض الحالات، استخدم أفراد طائرات مسيرة لتعزيز جهود المراقبة الخاصة بهم.

وكانت هناك حوادث متكررة في مركز استخبارات مقره في كي ويست بولاية فلوريدا، بدأت منذ عدة سنوات، حيث تم العثور على مواطنين صينيين، يقولون إنهم سياح، يسبحون في المياه بالقرب من المنشأة العسكرية ويلتقطون الصور، وفقا لمسؤولين مطلعين على الأمر.

وفي حالة واحدة على الأقل، أدى التوغل هناك إلى اعتقالات وملاحقات قضائية تم الإعلان عنها.

وفي عام 2020، حُكم على ثلاثة مواطنين صينيين بالسجن لمدة عام تقريبا بعد اعترافهم بالذنب بالدخول بشكل غير قانوني إلى القاعدة الجوية البحرية في كي ويست، والتقاط الصور إما عن طريق التجول حول خط السياج ودخوله من الشاطئ، أو القيادة وتجاهل أوامر للالتفاف.

وفي حادثة أخرى، يبدو أنه تم العثور على مواطنين صينيين يغطسون تحت الماء قبالة كيب كانافيرال، موطن مركز كينيدي للفضاء.

والمنطقة هي موقع إطلاق أقمار التجسس الصناعية وغيرها من المهام العسكرية.

وقال متحدث باسم المكتب الميداني لتحقيقات الأمن الداخلي في تامبا بولاية فلوريدا إن الحادث كان جزءا من تحقيق مستمر ورفض الإدلاء بمزيد من التعليقات لـ”وول ستريت جورنال”.

ويشير مسؤولون أميركيون أيضا إلى حوادث محيطة بالبيت الأبيض، حيث يغادر مواطنون صينيون يتظاهرون بأنهم سياح المنطقة المخصصة لالتقاط صور لـ”الأراضي ومعدات الاتصالات ومواقع حراس الأمن”، قبل أن يطردهم جهاز الخدمة السرية.

ومن جانبه وصف المتحدث باسم السفارة الصينية بواشنطن، ليو بينغيو، تلك الوقائع بـ”ادعاءات وافتراءات سيئة النية”.

المصدر: يمن مونيتور

كلمات دلالية: التجسس الصين وول ستریت جورنال مواطنین صینیین هذه الحوادث

إقرأ أيضاً:

رسالة أمريكية مزدوجة وغامضة لـحركة الفصائل الفلسطينية عن “وسائل أخرى” غير الصفقة مع إسرائيل لاستعادة الرهائن

واشنطن – انتهز البيت الأبيض والخارجية الأمريكية تحرير 4 أسرى إسرائيليين من قطاع غزة ليؤكدا ضرورة العمل على إطلاق المتبقين عند حركة الفصائل الفلسطينية عبر صيغة الاتفاق الذي اقترحه الرئيس الأمريكي جو بايدن.

وأشاد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك ساليفان بعملية الجيش والأمن الإسرائيليين “الناجحة”، مشيرا إلى أن الأسرى الـ4 أصبحوا الآن أمنين وتم جمع شملهم مع عائلاتهم.

وأكد ساليفان دعم الولايات المتحدة لكافة الجهود الرامية إلى تأمين إطلاق سراح الرهائن الذين مازالوا محتجزين لدى حركة الفصائل، بما في ذلك مواطنون أمريكيون.

وقال: “هذا يشمل المفاوضات الجارية أو وسائل أخرى. كما أن إطلاق سراح الرهائن واتفاق وقف إطلاق النار المطروح الآن على الطاولة من شأنه أن يضمن إطلاق سراح جميع الرهائن المتبقين بالإضافة إلى ضمانات أمنية لإسرائيل وإغاثة المدنيين الأبرياء في غزة”.

وذكر ساليفان أن هذه الصفقة تحظى بدعم الولايات المتحدة الكامل وقد أقرتها دول من جميع أنحاء العالم بما في ذلك “مجموعة السبع” والسعودية والأردن ومصر الإمارات العربية المتحدة وقطر، بالإضافة إلى الدول الـ16 التي لا يزال مواطنوها محتجزين لدى حركة الفصائل.

بدورها، قالت الخارجية الأمريكية في بيان: “لن تهدأ الولايات المتحدة حتى تتم إعادة كل رهينة إلى وطنه”.

وأضافت: “إن الاقتراح الذي طرحه الرئيس بايدن قبل 8 أيام من شأنه أن يجلب الإغاثة لكل من سكان غزة والرهائن المتبقين وعائلاتهم من خلال وقف فوري لإطلاق النار يمكن أن يؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن، وزيادة المساعدات الإنسانية، وإعادة إعمار غزة، ووقف إطلاق النار. وتحقيق نهاية دائمة للحرب”.

المصدر: RT

مقالات مشابهة

  • “وقاء” يفحص قرابة 400 ألف رأس من المواشي قبل دخولها العاصمة المقدسة
  • اشتباكات عنيفة في بلدة كفرذان غربي جنين بعد كشف “تسلل” قوة إسرائيلية
  • شرطة عجمان تطلق حملة «صيف بلا حوادث»
  • موقع ألماني : تحركات أميركية لمنع مصادر مالية أخرى عن الحوثيين 
  • الحوثيون: القبض على شبكة تجسس أميركية إسرائيلية
  • الحوثيون يعلنون اعتقال شبكة تجسس أميركية إسرائيلية
  • توقيف محامين وأطباء تورطوا في فبركة ملفات حوادث سير وهمية بالجديدة
  • تراجع أسعار النفط وسط مخاوف بشأن الطلب وتقليص تخفيضات “أوبك+”
  • 7 نصائح لـ «صيف بلا حوادث»
  • رسالة أمريكية مزدوجة وغامضة لـحركة الفصائل الفلسطينية عن “وسائل أخرى” غير الصفقة مع إسرائيل لاستعادة الرهائن