علي جمعة: مجالسة من رؤيتهم تذكر بالله من عوامل بناء النفس
تاريخ النشر: 4th, September 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، رئيس اللجنة الدينية بمجلس النواب، إن من عوامل بناء النفس مجالسة من رؤيتهم تذكر بالله عز وجل، فمجالستهم تريك ما في نفسك من قصور وضعف وعيوب فتصلحها وتهذبها، فهم زينة الرخاء وعدة البلاء يذكرونك إن نسيت، ويرشدونك إن جهلت، يأخذون بيدك إن ضعفت، مرآة لك ولأعمالك، إن افتقرت أغنوك، وإن دعوا الله لن ينسوك: هم القوم لا يشقى بهم جليسهم (صحيح مسلم).
أضاف "جمعة" أن من عوامل بناء النفس كذلك الدعاء، فهو أهم عامل في بناء النفس، إذ هو العبادة كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم، وهو من صفات عباد الرحمن المذكورة في قوله تعالى: (وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا) [الفرقان:74].
تدبر كتاب الله الذي يهدي القلوب والعقول الحائرةوأوضح أن من عوامل بناء النفس أيضًا، تدبر كتاب الله الذي يهدي القلوب والعقول الحائرة (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا) [النساء:82]، وكذا الوقوف عند أسماء الله الحسنى وصفاته العلا: (وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا) [الأعراف:180] فإن وقفة واحدة مع أسماء الله وصفاته الواردة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم ثم التمثل بها، تعلقا وتخلقا وتحققا، كل ذلك يبني النفس بناء لا يتزلزل ولا يحيد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: على جمعة عوامل بناء النفس الدكتور على جمعة مجلس النواب اللجنة الدينية علی جمعة
إقرأ أيضاً:
تفسير قوله تعالى صم بكم عمي فهم لا يعقلون.. علي جمعة يوضح
فسر الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف معنى قوله – تعالى-: «صم بكم عمي فهم لا يعقلون»؟، موضحا: إن ذلك يعني أنهم يتلقون كلام الرسل ولا يستجيبون له، ويرون المعجزات بأعينهم، و يحضرونها بأحوالهم وأنفسهم، كأنهم لا يرون ولا يسمعون ولا يتكلمون.
وأضاف عضو هيئة كبار العلماء أنهم رفضوا الحق، وساروا وراء هوائهم الذي غلب عليهم، قال – تعالى-: « أَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَٰهَهُ هَوَاهُ أَفَأَنتَ تَكُونُ عَلَيْهِ وَكِيلً»، (سورة الفرقان: الآية 43).
وأوضح أن الله – تعالى- تكلم عن هذا الصنف من البشر الذي لا يقتنع بأي نوع من الأدلة مسموع أو مرئي أو ملموس ولا بالدليل الحاضر ولا المعجزة البينة ولا بشيء من الدليل القويم والمستقيم؛ فوصفهم بهذه الأوصاف.
معنى قوله تعالى «يستخفون من الناس ولا يستخفون من الله»:
و في وقت سابق، نبه الدكتور على جمعة،أن الله – سبحانه وتعالى- يقول: « يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلَا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ وَهُوَ مَعَهُمْ إِذْ يُبَيِّتُونَ مَا لَا يَرْضَىٰ مِنَ الْقَوْلِ ۚ وَكَانَ اللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطًا»، ( سورة النساء: الآسة 108).
وأفاد «جمعة»، عبر فيديو تم بثه على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعى « فيسبوك»، أن الله – سبحانه وتعالى- يصف في هذه الآية حالة من الحالات النفسية، التي يمر بها البشر، ويأمرهم بخلافها.
وأبان أن المولى – عز وجل- يأمر المسلمين باعتبار أنهم يتبعون هذا القرآن الكريم، وأنهم يطلبون الهداية منه؛ بِأَلَّا يكونوا كذلك، وإن كان واحدًا منهم كذلك، فعليه أن يقاوم نفسه، وأن يدربها، وأن يربيها، على خلاف ما هو عليه.
ونوه أن الله – سبحانه وتعالى- يتكلم في هذه الآية الكريمة عن طائفة المنافقين؛ لكن في الوقت نفسه، هو يتكلم إليك، يجب عليك أن تتصف بالصدق، والمصداقية، والشفافية؛ فهو يكره العكس منك ويحب خلافه.
وتابع أن الإثم ما حاك في القلب، وَخِفْتَ أن يطلع عليه الناس؛ فكل شيء تريد أن تخفيه راجع نفسك فيه.
وتساءل : "ما الذي يجعلك تخجل؟، وما الذي يجعلك تدبر الأمر بليلٍ؟، وما الذي يجعلك غير قادر على أن تواجه الخلق؟".
وأجاب : " لو كان الأمر مستقيمًا؛ لَمَا خفت، وَلَمَا ترددت، وَلَمَا أخفيت، ولكن الإنسان يخجل، والإنسان أيضًا يريد أن يدبر الأمر بليل.
وواصل أنه إذا أردت أن تُخْفِيَ الخير عن الناس، فهذا قد يُقْبَل؛ لَكِنَّ المصيبة أن يكون ما تدبره شَرًّا، فتجمع بين خِسَّتَيْن: خِسَّة الإخفاء، وَخِسَّة الشر.
ونبه أن الآية الكريمة تحذرنا من أمرين؛ وليس من أمر واحد، الأول: أَلَّا تتعود على الإخفاء، والثاني: أَلَّا تشتغل بالشر.