أكثر من 50 لوحة في معرض للهواة لرابطة أصدقاء المغتربين بحمص
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
حمص-سانا
أكثر من خمسين لوحة ضمها معرض الهواة للصغار واليافعين والكبار في رابطة أصدقاء المغتربين بالتنسيق مع اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص.
عضو اتحاد الفنانين التشكيليين بحمص والمشرفة على المعرض الفنانة سميرة مدور أشارت إلى تنوع الأعمال التي ضمها المعرض وربطها عنوان واحد هو سورية ومحبة الوطن.
بدورها بينت سوزانا ساره نائبة رئيسة مجلس رابطة أصدقاء المغتربين بحمص أن المعرض جاء شاملا لمختلف الأعمار ويهدف لتشجيع الأطفال واكتساب الخبرات.
الشابة آلاء ريشه طالبة ثانوي تشارك للسنة الثالثة بالمعرض قدمت لوحتها الواقعية عن أطفال سوريين ومعاناتهم بالغربة.
الشابة لجين بشار خريجة معهد فنون تشكيلية عكست لوحتها صورة تعبيرية بالزيتي للإنسان.
فيما تشارك الشابة جودي سليطين بلوحة لوجه فتاة فيها نظرة أمل لعودة الخير والأمان لكامل ربوع سورية.
كما تشارك الشابة لين بشار خريجة فنون تشكيلية بلوحة بعنوان “الأمل” أما الشابة أنفال الحيو فقدمت لوحتها الجندي المجهول تقديسا للشهداء الأبرار.
فيما جسدت لوحة الشابة انجي ابراهيم الأمل بالحياة بالرغم من الدمار.
الشاب إبراهيم شماس طالب طب بشري يشارك بلوحة تعبيرية بعنوان بصيص أمل عكس فيها الواقع الصعب بذبول وقتامة ألوان زهرة دوار الشمس لتقابلها في ذات اللوحة إشراقة الزهرة في النصف الأخر من اللوحة ببهاء ألوانها وببنهما حمامة السلام.
ويستمر المعرض في صالة الاتحاد بحي الدبلان ليومين.
تمام الحسن
المصدر: الوكالة العربية السورية للأنباء
إقرأ أيضاً:
سوريا تحضر بثقلها الثقافي في معرض الدوحة للكتاب من خلال سوق الحلبوني
الدوحة – في مدننا العربية، تتوزع أسواق الكتب القديمة كعلامات حية على ذاكرة الثقافة الشعبية؛ من سور الأزبكية في القاهرة، إلى شارع المتنبي في بغداد، وسوق الكتبيين في تونس، والرصيف الثقافي في بيروت وصولا إلى ساحة باب زويلة في المغرب.
فضاءات ثقافية عديدة تشكلت جميعها خارج مؤسسات الدولة، واحتضنت لعقود أصواتا فكرية متباينة وكتبا نادرة، وكانت بمثابة محطات لإنتاج وتداول الوعي في أوساط القراء والمثقفين.
ووسط هذا المشهد، برز سوق الحلبوني الدمشقي بوصفه المعادل السوري لهذه الأسواق، حيث كانت الأكشاك والمكتبات الصغيرة في قلب دمشق تبيع كتبا مستعملة ومترجمة، وتوفر مساحة لنقاش فكري مفتوح.
واليوم، تعود مكتبات سوق الحلبوني للمشاركة في معرض الدوحة الدولي للكتاب لأول مرة منذ أكثر من عقد، في خطوة رمزية تعيد تأكيد حضور الثقافة السورية كمكون أصيل في المشهد الثقافي العربي، وكصوت لا يزال قادرا على الكلام رغم العزلة والصمت.
مشاركة مكتبات سوق الحلبوني في المعرض لها دلالات كثيرة أهمها رغبة المكتبات السورية في استعادة دورها الثقافي والتجاري على الساحة العربية والدولية، وإظهار التزامها بتعزيز التواصل الثقافي وتبادل المعرفة، خاصة في ظل التحديات التي واجهتها خلال السنوات الماضية.
كما أن هذه المشاركة بعد سقوط النظام في سوريا تعد مؤشرا على تحولات في المشهد الثقافي العربي، وخصوصا فيما يتعلق بإعادة إدماج سوريا تدريجيا في الفضاءات الفكرية، حيث ينظر إلى مكتبات الحلبوني على أنها نوع من التمثيل الرمزي لعودة الثقافة السورية المستقلة إلى المحافل العربية.
وحول هذه المشاركة، قال فؤاد يعقوب، المشرف على جناح مكتبات سوق الحلبوني في معرض الدوحة الدولي للكتاب، وأحد أصحاب دور النشر السورية المشاركة، إن مشاركة هذا العام تحمل طابعا استثنائيا ومميزا، نظرا لكونها تأتي في سياق مرحلة ما بعد الحرب، وتحرير البلاد من تداعياتها، الأمر الذي أضفى على الحضور السوري في المعرض نكهة خاصة تمزج بين الثقافة والإصرار على الحياة.
إعلانوأضاف، في تصريح خاص للجزيرة نت، أن وزارة الثقافة القطرية بذلت جهدا واضحا وملموسا في تصميم جناح سوق الحلبوني ليحاكي السوق الدمشقي الشهير، حيث تم العمل على خلق بيئة بصرية وأجواء معمارية تحاكي الطابع التراثي القديم لسوق الحلبوني، المعروف تاريخيا بأنه قلب الحركة الثقافية النشطة في دمشق.
وأشار إلى أن جناح سوق الحلبوني في المعرض يضم 8 مكتبات و12 دار نشر، ما يعكس التنوع والغنى الذي تتميز به الحركة النشرية السورية، أما على مستوى المشاركة السورية الشاملة في معرض الدوحة للكتاب، فقد بلغ عدد دور النشر المشاركة 36 دار نشر سورية، تغطي طيفا واسعا من المواضيع الفكرية والأدبية والتعليمية، مما يبرز عودة الحراك الثقافي السوري إلى الساحة العربية والدولية بقوة وثقة.
وقال الكاتب والمؤلف القطري سعود علي الشمري إن هذه المشاركة المتميزة لسوريا من خلال مكتبات سوق الحلبوني تمثل مرحلة مهمة للوعي الثقافي العربي بحضور تراث كبير ومتميز مثل التراث السوري المعروف، مؤكدا أن عودة دمشق إلى هذا المحفل بعد 14 عاما من الغياب ليست مجرد حضور رسمي، بل هي استعادة لصوت معرفي كان غائبا عن واحدة من أهم التظاهرات الثقافية في المنطقة.
وفي تصريح خاص للجزيرة نت، عبر الشمري عن سعادته البالغة برؤية مكتبات سوق الحلبوني السورية حاضرة بجناحها المميز داخل أروقة المعرض، قائلا:
"نشأنا على كتب هذه المكتبات، وتربى وعي كثير من المثقفين العرب على رفوفها، فقد كانت وما تزال منارات معرفية لا تقدّم سلعة، بل تصوغ وعيا، لذلك، فإن عودتها اليوم إلى الدوحة هي بمثابة عودة للروح الثقافية السورية بكل ما تحمله من عمق وتنوع".
وقال إن مكتبات الحلبوني لها مكانة خاصة في الذاكرة الثقافية العربية، إذ كانت ولا تزال تزود القارئ العربي بأمهات الكتب والدوريات الفكرية، وكانت مركزا حقيقيا لتداول الفكر الجاد، وهي ليست مجرد سوق للكتب، بل مؤسسة ثقافية ساهمت في صياغة الوعي العربي لعقود.
إعلانوأضاف أنه من المهم أن ندرك أن غياب سوريا عن المشهد الثقافي العربي لم يكن غيابا إراديا، بل نتيجة ظروف استثنائية، لكن الثقافة بطبيعتها لا تعترف بالعزلة، بل تبحث عن الضوء، وها هي اليوم تعود بكتبها ومؤلفيها وذاكرتها لتقول إن الكتاب هو أول العائدين.
وتابع الشمري: إن ما تتضمنه مكتبات سوق الحلبوني في المعرض من كتب في الفلسفة والتاريخ والدراسات الفكرية والرواية يؤكد أن المنتج الثقافي السوري لم يتوقف، بل ظل ينبض رغم الغياب، وهذا ما يميز الثقافة السورية وهو قدرتها على التجدد والاستمرار حتى في أحلك الظروف.
ثراء وتنوعوحول مشاركة مكتبات سوق الحلبوني في المعرض، أشادت الكاتبة القطرية موزة آل إسحاق، في تصريح خاص للجزيرة نت، بهذه المشاركة المتميزة من خلال هذا السوق التراثي موضحة أنها تعتبر خطوة مهمة في سبيل عودة اندماج التراث والثقافة السورية في المحيط العربي والدولي بعد سنوات من العزلة والحروب.
وتابعت: الحضور السوري لطالما كان ركيزة أساسية في معارض الكتب العربية، لما تحمله الثقافة السورية من ثراء وتنوع في مجالات الأدب والفكر والتاريخ ومن هنا تبرز أهمية المشاركة السورية بهذا الشكل المميز.
وأضافت: "سوريا ليست مجرد دولة عادت إلى المعرض، بل هي ذاكرة ثقافية غابت قسرا، وها هي اليوم تعود لتقول إن الثقافة لا تموت، وإن الكتاب ما زال جسرا مفتوحا بين الشعوب رغم كل ما مرت به من أزمات".
وأشارت آل إسحاق إلى أن مكتبات سوق الحلبوني المشاركة في المعرض تمثل جزءا من تراث دمشق الثقافي العريق، وهي تحضر اليوم محملة بكتب صنعت وعي أجيال من القراء العرب، وقالت: المثقف السوري ظل طوال سنوات الغياب يكتب وينشر، وصوته لم ينكسر، وعودته اليوم إلى فضاء عربي كمعرض الدوحة هي بمثابة إعادة الاعتبار لهذا الصوت.