احتجاجات السويداء تتواصل وتوجه لتشكيل هيئة سياسية مدنية
تاريخ النشر: 5th, September 2023 GMT
أفادت مصادر في المعارضة السورية بأنه بدءا من غد الثلاثاء سيتم بدء العمل على تشكيل هيئة سياسية مدنية في السويداء (جنوبي سوريا)، حيث تواصلت الاحتجاجات في المحافظة للأسبوع الثاني على التوالي مطالبة بتنحي الرئيس السوري بشار الأسد.
وقالت المصادر إن الهيئة السياسية ستنبثق عن مؤتمر سياسي سيعقد في السويداء خلال الأيام القادمة، وستقدم الهيئة إلى المجتمع الدولي رؤيتها السياسية حول مستقبل سوريا ومشاركتها في العمل السياسي من أجل إعادة بناء الدولة.
وأضافت أنه سيكون من مبادئ الهيئة تأكيد وحدة الأراضي السورية ورفض أي مشروع انفصالي، وتعزيز مفهوم الإدارة اللامركزية، وطرح مفهوم الإدارة الذاتية ضمن إطار الخدمات وتأمين احتياجات المجتمع، ومواجهة ظاهرة المخدرات التي انتشرت بشكل كبير نتيجة دعم الأجهزة الأمنية السورية لها، حسب المصادر ذاتها.
في غضون ذلك، تواصلت الاحتجاجات في المحافظة لليوم 16 على التوالي، ورفع المحتجون شعارات تطالب بضرورة تطبيق القرار الدولي 2254 القاضي بتحقيق انتقال سياسي في البلاد.
واندلعت مظاهرات السويداء في أغسطس/آب الماضي بسبب رفع النظام الدعم عن الوقود؛ وانعكس ذلك على ارتفاع الأسعار، وزيادة الأعباء الاقتصادية والمعيشية على السوريين الذين يعانون من تردي أحوالهم منذ سنوات.
وظلت السويداء -التي تضم معظم الطائفة الدرزية في سوريا- تحت سيطرة الحكومة طوال فترة الحرب، وأفلتت إلى حد كبير من العنف الذي عمّ أماكن أخرى، إلا أنها شهدت في أوقات متفرقة مظاهرات ضد ممارسات نظام الأسد، وطالبت برحيله في بعضها.
ومع تصاعد الاحتجاجات في السويداء، وإعلان المتظاهرين الأسبوع الماضي إغلاق مقرات حزب البعث الحاكم وعدد من المؤسسات التابعة للحكومة، أخلت قوات الأسد ثكنات وحواجز عسكرية شرقي وجنوبي المحافظة.
ويعيش أغلب السوريين تحت خط الفقر، كما يعاني أكثر من 12 مليونا من انعدام الأمن الغذائي، وفق الأمم المتحدة.
وتمر سوريا بأزمة اقتصادية خانقة أدت إلى انخفاض قيمة عملتها إلى رقم قياسي بلغ 15 ألفا و500 ليرة للدولار في السوق السوداء، في انهيار متسارع. وكانت العملة المحلية تُتداول بسعر 47 ليرة للدولار حتى بداية الثورة السورية قبل 12 عاما.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
مدير أمن السويداء يتعرض لهجوم بمنزله.. الإمارات تدعو للتدخل الفوري في سوريا
شهدت محافظة السويداء جنوبي سوريا تصاعدًا خطيرًا في التوتر الأمني، مع اندلاع اشتباكات متقطعة بين قوات الأمن الداخلي التابعة للسلطات السورية وفصائل محلية في محيط قرية المنصورة غربي المحافظة، في ظل استمرار التوتر منذ يوليو 2025.
وفي تطور أمني جديد، تعاملت قوات الحرس الوطني مع طائرات مسيرة محملة بالمتفجرات، قالت وسائل الإعلام المحلية إنها انطلقت من مناطق تسيطر عليها قوات الحكومة ومسلحو العشائر واقتربت من المدينة، فيما تعرض منزل مدير أمن السويداء، سليمان عبد الباقي، لاعتداء من عناصر تابعين لفصائل مقربة من الزعيم الروحي لطائفة الموحدين الدروز، حكمت الهجري، مؤكداً عزمه الرد على الهجوم.
وأكدت قيادة الحرس الوطني كشف “مؤامرة” خطط لها ما سمتهم بالعملاء بالتنسيق مع دمشق وجهات خارجية لفتح ثغرة أمنية تمهّد لهجوم على المدينة، مشيرة إلى أن العملية أسفرت عن اعتقال المتورطين وإحالتهم إلى القضاء المختص.
وتأتي هذه التطورات بعد إعلان اللجنة الوطنية المستقلة، التي عينتها سلطة دمشق الانتقالية للتحقيق في أحداث السويداء، انتهاء أعمالها وتسليم تقريرها النهائي للرئيس السوري أحمد الشرع، متضمنًا قائمة بـ 298 شخصًا يشتبه بتورطهم في انتهاكات بحق المدنيين، و265 آخرين يشتبه بمشاركتهم في الاعتداء على قوات الأمن والجيش والمقار الحكومية.
وأكدت اللجنة أن التحقيقات جرت وفق المعايير الدولية، فيما شدد المسؤولون السوريون على أن المحاكمات ستكون علنية لضمان الشفافية واحترام حقوق الدفاع.
وكانت المحافظة شهدت في الأشهر الماضية اشتباكات عنيفة بين عشائر بدوية ومجموعات درزية محلية، خلفت أكثر من 50 قتيلاً ومئات الجرحى، إضافة إلى عمليات تهجير واسعة وتدمير ممتلكات وسرقة رواتب موظفين حكوميين، ما دفع الحكومة السورية لتشكيل لجنة تحقيق، وأسفرت الأحداث عن توقيع أربع اتفاقيات لوقف إطلاق النار، أعقبها اجتماع ثلاثي في الأردن بين سوريا والأردن والولايات المتحدة لاحتواء التصعيد.
الإمارات تدين التصعيد الإسرائيلي في سوريا وتدعو المجتمع الدولي للتدخل الفوري
أدانت دولة الإمارات العربية المتحدة بأشد العبارات التصعيد الإسرائيلي الأخير في الأراضي السورية، والاعتداءات التي استهدفت قرى في ريف دمشق.
وأكدت وزارة الخارجية الإماراتية، في بيان نقلته وكالة أنباء الإمارات (وام)، رفض الإمارات التام لانتهاك سيادة سوريا وتهديد أمنها واستقرارها، داعية المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لوقف الاعتداءات المتكررة، وإنهاء التصعيد ومنع أي إجراءات من شأنها زيادة التوتر وتهديد الأمن والسلم الإقليمي والدولي.
وكانت وسائل إعلام محلية قد أفادت بأن الجيش الإسرائيلي أطلق النار على مدنيين في ريف القنيطرة، حيث أوضحت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن “قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت النار على المدنيين من قرية الحميدية أثناء عودتهم من فعالية شعبية في بلدة خان أرنبة دعماً لوحدة سوريا ورفضاً لجرائم الاحتلال”، مشيرة إلى أن القوات الإسرائيلية منعت المدنيين من دخول البلدة لنحو نصف ساعة دون تسجيل إصابات.
وتصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية على ريف دمشق، وأسفرت غاراتها على بلدة بيت جن عن مقتل 13 مواطنًا وإصابة العشرات، إلى جانب أضرار مادية كبيرة، بحسب المشاركين في الفعاليات الشعبية التي جرت أمس الجمعة بمناسبة ذكرى انطلاق ما يعرف بمعركة “ردع العدوان”، حيث أكدوا تمسكهم بوحدة الأراضي السورية ورفض كل أشكال التقسيم والمشاريع الانفصالية، مشددين على تضامنهم مع أهالي بيت جن.