هل يمهد لقاء بوتين- كيم لـ"هجوم الربيع"؟
تاريخ النشر: 6th, September 2023 GMT
يبدو أن اللقاء المقرر بين الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون والرئيس الروسي فلاديمير بوتين في فلاديفوستوك والذي كشفته الاستخبارات الأمريكية، يمهد لرؤية جديدة للاستراتيجية الروسية في أوكرانيا، فضلاً عن مخاطر أوسع نطاقاً تهدد العالم.
يحتاج بوتين أيضاً إلى أن يُظهِر لشعبه أنه ليس معزولاً
ومع استمرار هجوم كييف في شهره الرابع بنجاح محدود فقط وبضعة هجمات مضادة روسية، ترى صحيفة "تلغراف" أن خطة موسكو ربما تتمثل في السماح لأوكرانيا باستنزاف رجالها ودباباتها وقذائفها وصواريخها عند الجبهة الأكثر صلابة لخط سوروفيكين.
وبعد عامين تقريباً من القتال الذي شُبّه بالحرب العالمية الأولى، يقول الكاتب ريتشارد كمب إن هذه الخطة تذكر بهجوم "كايسرشلاخت"، وهو "هجوم الربيع" الذي بدأ في مارس (آذار) 1918، وأدى إلى تراجع الحلفاء والاستيلاء على مساحة أكبر مما سيطر عليه أي من الجانبين في السنوات الأربع السابقة. وأمكن تحقيق ذلك من خلال استنزاف الألمان للعدو أثناء بناء احتياطات هائلة من الرجال والذخائر خلف الخطوط، استعداداً لشن هجوم مدمر لا يختلف عما كان البريطانيون يهدفون إليه، لكنهم فشلوا في تحقيقه، خلال معركة السوم في عام 1916.
كميات هائلة من الذخائر
والمشكلة بالنسبة لبوتين هي أنه في سعيه لسحق القوات الأوكرانية، فإنه يستخدم كميات هائلة من الذخيرة، وخاصة قذائف المدفعية والصواريخ الباليستية، وأعداداً ضخمة للغاية من الدبابات. ومع أن روسيا تمتلك حجماً من الإنتاج الصناعي العسكري، أكبر من معظم دول الغرب، وتستمر في حشد عشرات الآلاف من الرجال كل 3 أشهر، فإن إمداداتها الأساسية تظل غير كافية لمستوى الإنفاق المطلوب لشن هجوم كبير جديد.
But Colonel Kemp has spent over a year telling us Putin is losing, often in the most deranged terms...https://t.co/YLPrTngNQi
— Gary Sparrow (@GarySparrow41) September 6, 2023
وبناء عليه، يقول الكاتب إن هذا هو المكان الذي يمكن أن تدخل منه بيونغ يانغ. فقد ظلت كوريا الشمالية ترسل كميات كبيرة من القذائف والصواريخ إلى روسيا لمدة عام على الأقل، مع تنظيم مجموعة فاغنر التي كان يرأسها الراحل يفغيني بريغوجين، شحنات أيضاً. وفي يوليو (تموز)، كان وزير الدفاع سيرغي شويغو في بيونغ يانغ للتفاوض على المزيد من الإمدادات.فهناك يجد "مغارة علاء الدين" المليئة بالمعدات، حيث تحتفظ كوريا الشمالية بمخزون هائل من الأسلحة الثقيلة وذخائر المدفعية. والعديد منها قديم ولا يمكن الاعتماد عليه، ولكن هذا لن يكون مهماً، إذا لجأت روسيا إلى تكتيكها القديم لتحقيق النصر: استخدام قوتها العددية الهائلة، لسحق العدو كما سعى الألمان إلى القيام به في عام 1918.
ويشكل محور موسكو- بيونغ يانغ الجديد انعكاساً للأدوار التي كانت سائدة في حقبة الحرب الباردة، عندما كان الاتحاد السوفيتي والصين أكبر موردي الأسلحة إلى كوريا الشمالية. واستمر العرض حتى بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ولم ينته إلا مع ظهور عقوبات الأمم المتحدة. ولا شك في أن دعم روسيا اليوم يفيد كيم كوسيلة للرد على الولايات المتحدة، بموافقة من بكين.
لكن دعم كوريا الشمالية لن يأتي بدون ثمن باهظ. فالدولة التي تعاني من العقوبات الغربية، بحاجة ماسة إلى النفط والغذاء والأسمدة والمواد الخام التي تمتلكها روسيا بوفرة.
وأشار بعض المحللين إلى أن كشف الولايات المتحدة عن زيارة كيم المقررة قد يكون كافياً لإلغائها. وهذا لن يحدث أي فرق، ذلك أن الروابط المتأصلة بين البلدين كافية لاستمرار هذا التعاون القاتل، وتطوره دون لقاء بين الزعيمين.
#Putin is developing a sinister new plan for victory https://t.co/kY2t1tW8Lo @GermanyNATO @USNATO @USAmbNATO @SHAPE_NATO @NATO_MARCOM @NATOJFCBS @PFPAOfficial @POTUS @ZelenskyyUa #UkraineWillWin #NATOWillWin #ukrainecounteroffensive #Ukraine ????????
— Mickey (@Mickey17176) September 6, 2023
والسؤال الذي يجب طرحه هو: لماذا كانت هناك حاجة للتخطيط لمثل هذا اللقاء في المقام الأول؟ وبالنسبة لكيم، المحاصر فعلياً داخل حدود بلاده، فسوف تكون هذه فرصة للظهور كرجل دولة عالمي أمام زملائه من الأنظمة المناهضة للغرب. ويحتاج بوتين أيضاً إلى أن يُظهِر لشعبه أنه ليس معزولاً. ولكن قد يكون هناك شيء آخر وراء ذلك. وربما كان بوتين يفكر في ورقة مساومة لتشجيع الإدارة الأمريكية المترددة بالفعل، على الضغط على كييف لحملها على وقف إطلاق النار.
ويختم الكاتب قائلاً: "أياً كان التعامل الدبلوماسي المزدوج، على الغرب أن يساعد أوكرانيا في الاستعداد لاحتمال فشل هجومها الحالي، والذي يسمح لبوتين بإطلاق العنان لـ"كيسرشلاخت"".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الحرب الأوكرانية کوریا الشمالیة بیونغ یانغ
إقرأ أيضاً:
تعرض سفينة حربية لكوريا الشمالية لأضرار بالغة
يمانيون/وكالات
تعرّضت أحدث سفينة حربية لكوريا الشمالية لأضرار بالغة خلال مراسم إطلاقها.
وذكرت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية ” كي سي ان أي” أن عطلا في آلية الإطلاق تسبب في انزلاق مؤخرة المدمرة التي لم تسمى بعد ، والتي يبلغ وزنها 5000 طن قبل الأوان في الماء مما أدى الى سحق أجزاء الهيكل وترك مقدمة السفينة عالقة على ممر السفن .
وقال زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون، الذي شهد الحادث، إنه جلب العار على هيبة الأمة وتعهد بمعاقبة المسؤولين.
ووصف الزعيم كيم فشل الإطلاق بأنه “عمل إجرامي” وألقى باللوم فيه على “الإهمال المطلق” و”عدم المسؤولية” من قبل العديد من مؤسسات الدولة، بما في ذلك إدارة صناعة الذخائر وجامعة كيم تشايك للتكنولوجيا والمكتب المركزي لتصميم السفن .