اجتماع تحضيري للقمة الأفريقية الأوروبية في بروكسل بغياب دول الساحل
تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT
انعقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، يوم الأربعاء 21 مايو، اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأفريقي والاتحاد الأوروبي للتحضير لقمة رفيعة المستوى، تجمع رؤساء دول وحكومات الجانبين. ويُعد هذا اللقاء، الثالث من نوعه، فرصة نادرة تؤكد عمق التشابك بين قضايا أفريقيا وأوروبا، خاصة في ظل التحولات السريعة التي يشهدها النظام العالمي.
وشهد الاجتماع مشاركة واسعة من الدول الأفريقية، حيث حضر نحو 35 وزيراً. إلا أن غياب دول الساحل الثلاث ـمالي وبوركينا فاسو والنيجرـ كان لافتاً، إذ لم يدع الاتحاد الأفريقي، المسؤول عن تنظيم الجانب الأفريقي هذه الدول في هذه التحضيرات. ويأتي هذا الغياب في ظل تزايد التحديات الأمنية في منطقة الساحل، مما يثير تساؤلات عن موقف هذه الدول من الشراكة الأفريقية-الأوروبية.
تركزت المناقشات على قضايا أمنية واقتصادية عدة، منها الصراعات المستمرة في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية والسودان، إلى جانب دعم جهود إحلال السلام والاستقرار في منطقة الساحل، رغم الإشارة إليها بشكل مقتضب في مشروع البيان المشترك.
وبرز الملف الأمني كأولوية رئيسية، حيث أكد الوزراء ضرورة تعزيز التعاون السياسي والأمني بين الجانبين في مواجهة التحديات التي تهدد النظام متعدد الأطراف، منها تصاعد موجة التضليل الإعلامي والتحديات الجديدة الناتجة عن التوترات الدولية.
وعلى الصعيد الاقتصادي، شكل تعزيز العلاقات والتعاون بين أفريقيا وأوروبا محوراً أساسياً، خصوصاً من خلال الاستثمارات الأوروبية في مجالات الطاقة والبنية التحتية على المستويين الإقليمي والقاري. كما تم التأكيد على دعم الاتحاد الأوروبي لإنجاح منطقة التجارة الحرة القارية الأفريقية، التي تهدف إلى تعزيز التكامل الاقتصادي بين الدول الأفريقية.
إعلانوأبرز الوزراء الأفارقة الحاجة إلى إعادة توازن العلاقات الاقتصادية مع أوروبا، مع تأكيد ضرورة تطوير الصناعة المحلية وتحويل المواد الخام داخل القارة، ما يساهم في خلق فرص عمل وزيادة القيمة المضافة والابتكار.
وفي هذا السياق، أكدت رئيسة الدبلوماسية الأوروبية، كايا كالاس، أن الاتحاد الأوروبي يعتزم توسيع التعاون مع الاتحاد الأفريقي في مجالات إستراتيجية مثل المواد الخام الحيوية، والذكاء الاصطناعي، والبنية التحتية للنقل، بما يعزز الشراكة بين القارتين.
ويأتي هذا الاجتماع في ظل تقلبات جيوسياسية متسارعة وصراعات دولية تعيد تشكيل موازين القوى، مما يجعل الشراكة الأوروبية-الأفريقية أكثر أهمية من أي وقت مضى في السعي للحفاظ على الاستقرار والتنمية المشتركة.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات
إقرأ أيضاً:
قبل اجتماع بروكسل.. 116 منظمة إنسانية تطلق نداء استغاثة وتدعو لتحرك فوري لإنقاذ اليمن من الانهيار
أطلقت 116 منظمة إنسانية دولية وأممية ومحلية، اليوم الثلاثاء، نداءً إنسانياً عاجلاً دعت فيه المجتمع الدولي إلى تحرك فوري لإنقاذ اليمن من الانهيار، محذّرة من أن البلاد تمرّ بأسوأ مراحلها منذ اندلاع النزاع قبل أكثر من عشرة أعوام.
جاء ذلك في بيان مشترك صدر عشية انعقاد الاجتماع السابع لكبار المسؤولين الإنسانيين، المقرر غداً الأربعاء في العاصمة البلجيكية بروكسل، والذي تسعى فيه المنظمات إلى حشد التمويل لخطة الاستجابة الإنسانية لليمن للعام 2025.
وأشار البيان إلى أن اليمن "يقف على حافة الكارثة"، موضحاً أن الخطة الإنسانية لم تُموّل سوى بنسبة تقل عن 10% حتى الآن، الأمر الذي ينذر بحرمان ملايين اليمنيين من المساعدات الحيوية، خاصة الفئات الأشد ضعفاً، من نساء وفتيات ونازحين ومهاجرين وأطفال.
ورغم التحديات المتفاقمة، بما في ذلك شح التمويل، وتردي الوضع الأمني، والقيود المفروضة على حركة العاملين في المجال الإنساني، تواصل المنظمات تقديم مساعدات في مجالات حيوية تشمل الغذاء والمياه والرعاية الصحية والتعليم والحماية، بدعم من المانحين وبالتعاون مع شركاء محليين، لا سيما في المناطق النائية.
وأكدت المنظمات أن الدعم الدولي ساهم في السنوات الماضية بتفادي مجاعات واسعة النطاق، وإنقاذ أرواح تُعد ولا تُحصى، لكنه بات اليوم أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى، للحفاظ على ما تحقق ومنع انزلاق الوضع إلى مستويات كارثية.
ودعا البيان إلى اغتنام اجتماع بروكسل لتوفير تمويل مرن ومستدام، وتعزيز المساعدات التنموية التي تُمكّن المجتمعات المحلية من الصمود، وتُسهّل وصولها إلى الخدمات الأساسية وفرص كسب العيش.
وشدد على أن إنهاء النزاع يظل المدخل الأساس للخروج من دوامة الأزمة، مطالباً باحترام القانون الدولي الإنساني، وضمان حماية المدنيين، وتيسير وصول المساعدات الإنسانية دون عوائق.
ويأتي هذا التحذير في وقت يستعد فيه الاتحاد الأوروبي لاستضافة اجتماع رفيع المستوى لمناقشة الأزمة اليمنية، وسط تصاعد القلق من استمرار غياب الاستجابة الدولية الكافية، إزاء واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم.