استعرض الإعلامي أحمد فايق تجربتين نفسيتين شهيرتين تسلطان الضوء على جوانب خفية من سلوك الإنسان وكيفية تأثير الإدراك والتحكم في الذات على القرارات المستقبلية والنجاح الشخصي.


اختبار الغوريلا: كيف يفوتنا ما هو واضح أمام أعيننا؟


التجربة الأولى التي تناولها فايق هي "اختبار الغوريلا"، والتي تعد مثالاً كلاسيكيًا لتفسير نظرية "العمى غير المقصود" وكيف يؤثر التركيز الشديد على الإدراك.

أوضح فايق أن هذه التجربة تتضمن مطالبة مجموعة من الأشخاص بتحدي بسيط يتمثل في تمرير كرة لعدة مرات. خلال هذا التحدي، تدخل "غوريلا" بشكل مفاجئ بين المشاركين، ولكن بسبب تركيزهم الكامل على مهمة تمرير الكرة، يفشل معظمهم في إدراك وجود الغوريلا. يبرز هذا الاختبار كيف يمكن للتركيز المفرط على مهمة واحدة أن يجعلنا نغفل عن تفاصيل واضحة ومهمة أخرى في محيطنا.


"اختبار المارشميلو": مؤشر للنجاح المستقبلي في تربية الأبناء
أما التجربة الثانية التي عرضها فايق فهي "اختبار المارشميلو"، والذي يُعتبر من الاختبارات النفسية الهامة جدًا في مجال تربية الأبناء وتنبؤ السلوك المستقبلي. تقوم هذه التجربة على تخيير الطفل بين الحصول على قطعة واحدة من حلوى المارشميلو بشكل فوري، أو الحصول على قطعتين إذا انتظر لمدة ساعة.


وأكد أحمد فايق على أهمية هذا الاختبار كونه تجربة نفسية توضح تأثير القدرة على تأجيل الإشباع على التعلم والنجاح المهني للأطفال في المستقبل. 

وقال فايق: "إن الطفل الذي اختار الحصول على قطعة مارشميلو بسرعة دون تفكير، قد يعاني من مشكلات في التربية، لكن من اختار قطعتين بعد مرور ساعة تربوا على نمط سلوكي جيد، فتجربة المارشميلو تجربة نفسية تعيد تصنيف الأطفال إلى نوعين متفوقين ومستهلكين." 

ويشير هذا إلى أن القدرة على تأجيل المكافآت الفورية لصالح مكاسب أكبر مستقبلية تُعد سمة أساسية في الأفراد الأكثر نجاحًا.

طباعة شارك أحمد فايق مصر تستطيع سلوك الإنسان

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: أحمد فايق مصر تستطيع سلوك الإنسان أحمد فایق

إقرأ أيضاً:

هل الشهادة مقياس للنجاح ؟

في بعض لحظات هدوء الحياة، وجدت نفسي أتوقف أكثر من مرة متأملًا في سِيَر كثير من الأشخاص الذين تمكنوا من تحقيق نجاحات لافتة؛ ليس فقط في ميادين المال والأعمال، بل في مجالات متعددة من الحياة كالإبداع، والاقتصاد، والإعلام، والجوانب الاجتماعية.

وبينما كنت أتتبع مساراتهم التعليمية والعلمية، شدّني سؤال لم يفارقني: ما مدى تأثير التحصيل العلمي، وتحديدًا الشهادة الجامعية، في النجاحات التي حققوها؟ وهل النجاح في الحياة مرهون بالتفوق الأكاديمي كما هو متعارف عليه لدى أغلب الناس؟

بدا لي أن الرابط بين الشهادة والنجاح ليس بالضرورة وثيقًا كما نُصوّر في أذهاننا. كثير من أولئك الذين تصدّروا مشهد النجاح لم يكملوا تعليمهم الجامعي، وفي بعض الأحيان لم يُنهوا تعليمهم المتوسط، أو أنهم سلكوا طرقًا غير تقليدية في التعلم، ومع ذلك، تمكنوا من ترك بصمة لا تُمحى في الحياة ساهمت في إلهام الآخرين وإثراء تجاربهم.

وهنا لا أقول بعدم أهمية التعليم أو التقليل من قيمة الشهادة العلمية، بل أدعو لإعادة النظر في الطريقة التي نقيس بها النجاح، وفي مدى اعتمادنا على المؤهلات الورقية كدليل وحيد على الكفاءة أو الاستحقاق الوظيفي أو الحياة الناجحة. ربما آن الأوان للفصل بين المسار الأكاديمي والقدرة على تحقيق النجاح، وإعادة صياغة مفهوم النجاح ليكون أوسع وأشمل من مجرد شهادة تُعلّق على الجدران.

لكن، وعلى الرغم مما كنت أعتقده من إمكانية تحقيق النجاح بعيدًا عن الشهادة الأكاديمية، فإن الواقع العملي لا يبدو دائمًا منسجمًا مع هذه النظرة المتفائلة. فدراسة حديثة أعدّتها جامعة هارفارد لتحليل بيانات سوق العمل، أظهرت أن «الشركات التي أزالت شرط الشهادة الجامعية واكتفت بشرط المهارة فقط من إعلانات الوظائف، لم توظف فعليًّا إلا أقل من 1% من المتقدمين غير الحاصلين على مؤهل جامعي». هذا رقم صغير جدًا لا يتجاوز موظفًا واحدًا من بين كل 700 موظف جديد لكنه يطرح تساؤلًا جوهريًّا: هل نحن بالفعل على أبواب تحول جذري في طريقة تقييم الكفاءات؟

تشير الدراسة نفسها إلى أن كثيرًا من أرباب العمل، حتى بعد إزالة شرط المؤهل الرسمي من الإعلان، ما زالوا يفضلون توظيف من يحملون شهادة جامعية. والسبب لا يتعلق بالمحتوى التعليمي ذاته، بقدر ما يرتبط بصورة الشهادة كدليل على الجدية، والالتزام، والحد الأدنى من الكفاءة. وهذا يعيدنا إلى الفكرة الجوهرية: أن النجاح قد لا يكون مشروطًا بالشهادة، لكن كثيرًا من الأبواب ما زالت لا تُفتح إلا بها. وبينما نحتفي بالاستثناءات، يظل التيار العام محافظًا، متمسكًا بالمسار الأكاديمي كمعيار أولي للفرز والاختيار.

لتدعيم نظرتي المتفائلة بعدم الربط المباشر بين التعليم والنجاح في الحياة وهي نظرة أعتقد أن كثيرًا من القراء يشاركونني فيها استحضرت بعض النماذج الواقعية التي أثبتت أن الشهادة ليست دائمًا جواز المرور الوحيد نحو الإنجاز. فالكثير من قصص النجاح التي لا تزال حاضرة بيننا، كان أبطالها ممن لم يشعروا يومًا أن ورقة جامعية هي ما سيقودهم إلى القمة.

ستيف جوبز لم يُكمل جامعته، لكنه غيّر العالم بتقنياته. بيل غيتس انسحب من هارفارد ليؤسس مايكروسوفت ويصبح أحد أثرى رجال العالم. ريتشارد برانسون ترك مقاعد الدراسة مبكرًا ليُطلق واحدة من أكثر العلامات التجارية إبداعًا. أما مايكل ديل، فبدأ مشروعه من سكنه الجامعي قبل أن يغادر الجامعة ويقود شركة عالمية في صناعة الحواسيب.

هذه النماذج ليست دعوة لإهمال التعليم، بل لتوسيع مفهوم النجاح ذاته. نعم، لا يزال العالم خاصة في منطقتنا يمنح الشهادة مكانة كبيرة، ولكن في ظل التحولات الرقمية المتسارعة وتغيرات سوق العمل، لم يعد السؤال: «أين درست؟» بل: «ماذا تُجيد؟» و«ما الذي أنجزت؟» و«ما المهارات التي تمتلكها؟».

إن المسار الأكاديمي قد يكون طريقًا نحو الوظيفة، لكنه ليس بالضرورة الطريق إلى الريادة أو الإبداع. فبفضل التقنيات الحديثة وتوفر المعرفة، أصبح التعلم الذاتي، والممارسة، والانفتاح على تجارب الآخرين، مسارات حقيقية للنجاح والاستقرار والتميّز، حتى في غياب المؤهل الأكاديمي الرسمي.

مقالات مشابهة

  • إبراهيم فايق يعزي محمود الخطيب في وفاة شقيقته
  • أحمد فايق يستعرض تجربتين نفسيتين تكشفان سلوك الإنسان.. الغوريلا والمارشميلو
  • اكتشاف طبي واعد: اختبار جديد يشخص نوع سرطان الدماغ في أقل من ساعتين
  • هل أصبحت سفن الرحلات البحرية الضخمة التجربة المفضلة للجميع؟
  • هل يتم إيقاف البرنامح؟.. إنذار قانوني ضد مذيع برنامج الكورة مع فايق
  • الشيباني: زيارة فورد إلى دمشق كانت بهدف الاطلاع على التجربة الثورية السورية
  • هل الشهادة مقياس للنجاح ؟
  • تأجيل محاكمة أحمد الفهد في قضية الاختلاس إلى 24 يونيو
  • حسين:على سوريا ان تستفيد من “التجربة العراقية” !!!