من ريم الهاجري.
أبوظبي في 6 سبتمبر / وام / أكد معالي زكي أنور نسيبة المستشار الثقافي لصاحب السمو رئيس الدولة الرئيس الأعلى لجامعة الامارات العربية المتحدة أن معرض ابوظبي الدولي للصيد والفروسية يشكل منصة لتعميق المعرفة بأهمية التراث الوطني خاصة فن الصقارة لاسيما أن دولة الإمارات لعبت دورا أساسيا في جعل فن الصقارة فنا عالميا .


وقال في تصريح لوكالة انباء الإمارات " وام " على هامش معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه أولى اهتماما كبيرا لصون التراث الوطني وقد حرص في سبعينيات القرن الماضي جمع صقارين من مختلف انحاء العالم ودعم تنظيم الفعاليات والأحداث المعنية لصون التراث .
وأضاف أن مؤتمر دور الاعلام في صون الصقارة والتراث الثقافي غير المادي الذي عقد اليوم ضمن فعاليات معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية 2023 ضم كوكبة من الخبراء والمختصين لمناقشة كيفية تعزيز صون التراث الثقافي غير المادي كما بحث التحديات التي يواجهها فن الصقارة .
وأكد أن معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية يشهد نموا وتطورا مستمرا منذ إطلاق دورته الأولى قبل نحو عشرين عاما ونجد اليوم حضورا بارزا للعديد من الشركات الوطنية والعالمية للاستفادة من هذه المنصة التراثية البارزة .

ويتيح معرض أبوظبي الدولي للصيد والفروسية للزوار فرصة التعرف على ثقافة الإمارات وموروثها الأصيل من خلال الأنشطة المتنوعة والمبتكرة التي يقدمها وتستهدف رفع الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة والحياة البرية إضافة إلى تشجيعهم على ممارسة الرياضات الأصيلة والصديقة للبيئة بنحوٍ مُستدام.
ويشهد زوار هذا العام أكثر من 200 نشاط وفعالية ستقام في أروقة المعرض إضافة إلى عدد من المسابقات التراثية والفنية والثقافية المتخصصة التي تم رصد 64 جائزة لها.
ويتضمن المعرض 11 قطاعا متنوعا تشمل فعاليات متنوعة ومنها الفنون والحرف اليدوية والفروسية والصقارة ورحلات الصيد والسفاري ومعدات الصيد والتخييم وأسلحة ومعدات الصيد والرماية والحفاظ على البيئة والتراث الثقافي ومركبات ومُعدّات الترفيه في الهواء الطلق والمنتجات والخدمات البيطرية ومُعدّات صيد الأسماك والرياضات البحرية .

اسلامه الحسين/ ريم الهاجري

المصدر: وكالة أنباء الإمارات

كلمات دلالية: معرض أبوظبی الدولی للصید والفروسیة

إقرأ أيضاً:

رحيل فيلسوف أسلمة المعرفة والعلوم (بورتريه)

أحد أبرز رموز الفكر الإسلامي المعاصر، يوصف بأنه مفكر وعامل وعابد وزاهد بوجه بشوش وابتسامة عريضة.

 جمع بين الأصالة الشرعية والتمكن الفلسفي، ودرّس في عدد من الجامعات والمراكز البحثية في السودان والسعودية وأمريكا، وأسهم في نشر الفكر الإسلامي الوسطي في المحافل الدولية.

من أوائل من كتبوا في موضوع "أسلمة العلوم" وقدم أوراقا بحثية مهمة وتتلمذ على يديه عدد كبير من الطلاب والباحثين الذين يحملون فكره اليوم في أنحاء العالم.

ولد جعفر شيخ إدريس في عام 1931، بمدينة بورتسودان الميناء البحري الرئيس للبلاد، شمال شرقي السودان.

ينحدر أصله من بلدة "كريمة" في شمالي السودان التي تقع على ضفاف النيل، وأسرته من قبائل الشايقية إحدى أكبر القبائل الثلاث ذات النفوذ في شمالي السودان، وهي قبيلة عربية عباسية النسب.

نشأ في أسرة تلتزم الطريقة الختمية الميرغنية، كشأن كثير من أبناء قبائل الشايقية، وهي طريقة صوفية أسسها محمد عثمان الميرغني الختم في عام 1817.


غير أن جعفر شيخ إدريس تأثَّر ببعض قرابته المتبعين للكتاب والسنة، فنأى بنفسه عن الطريقة الختمية الميرغنية في فترة مبكرة جدا من حياته، وانضم في سن الحادية عشرة إلى جماعة أنصار السنة الناشئة.

واصل دراسته النظامية في المرحلة المتوسطة في المدرسة، مع الإقبال على بعض الشيوخ بمنطقة بورتسودان، فدرس عليهم "الأربعين النووية" وبعض كتب المذهب المالكي، وبعض كتب النحو، وكان يحضر مع والده دروس الشيخ أبي طاهر بالمسجد الكبير، فسمع قدرا كبيرا من كتب السنة وفي صحيح البخاري، ودرس عليه بعض مختصرات أخرى في الحديث والبلاغة والآداب.

التحق بمدرسة حنتوب الثانوية في عام  1950، وهي حينذاك إحدى ثلاث مدارس ثانوية في السودان، وكان لا يقبل فيها إلا الطلبة المتفوقين، وهي مدرسة داخلية، ومن زملائه في الدراسة الثانوية كان الرئيس جعفر النميري، ومحمد إبراهيم نقد فيلسوف الحزب الشيوعي السوداني، والدكتور حسن الترابي.

في هذه المرحلة انتشر الفكر الشيوعي، وبرزت الحركة الإسلامية أيضا فانضم إلى حركة إسلامية ناشئة هي حركة "التحرير الإسلامي" التي صارت فيما بعد "جماعة الإخوان المسلمين" في السودان، ولم تكن الحركة على صلة تنظيمية بحركة الإخوان المصرية حينئذ، وكان عضوا نشيطا في الحركة يقيم المحاضرات ويلقي الدروس.

تلقَّى تعليمه الجامعي في كلية الآداب قسم فلسفة الاقتصاد والسياسة بجامعة الخرطوم، وكانت تدعى "كلية غوردون التذكارية"، ثم تركها وفضل الدراسة بمصر، ولم يعجبه الحال هناك فعاد إلى جامعة الخرطوم ليتم دراسته فيها، وحصل على البكالوريوس مع مرتبة الشرف عام 1961.

وكانت الجامعة أيام دراسته تعج بالصراع الفكري بين الإسلاميين والشيوعيين والجمهوريين وغيرهم، وكان الإنجليز يتخذون إجراءات تعسفية مع الطلاب. وكان جعفر من رؤوس ذلك النشاط،  حيث ترأس اتحاد طلاب الجامعة عام 1958، وهي السنة التي تسلم فيها الفريق إبراهيم عبود الحكم، وحدثت في ذلك العهد محاولات ثورة، ومحاولتا انقلاب عسكري وشكل الطلاب لجنة رأسها الطالب جعفر شيخ إدريس، وكتبوا مذكرة للمجلس العسكري تطالبه بإعادة الجيش إلى الثكنات وإعادة النظام المدني، فاعتقل النظام اللجنة التنفيذية للاتحاد، ومن جامعة الخرطوم بدأت الثورة التي أسقطت النظام العسكري عام 1964.

بعد تخرجه عين إدريس معيدا بجامعة الخرطوم، وسجل لدراسة مرحلة الماجستير، لكن الجامعة ابتعثته في العام التالي للدراسة بجامعة لندن. وبعد سقوط نظام إبراهيم عبود ترك الدراسة واستقال، ليشارك في العمل السياسي الإسلامي.

 وما لبث أن عاد إلى الجامعة، وحصل على شهادة الدكتوراه من جامعة الخرطوم في تخصص فلسفة العلوم عام 1970، وكانت دراسته الفعلية في جامعة لندن بحسب الاتفاقية بين الجامعتين.

درس في قسم الفلسفة بجامعة الخرطوم ما بين عامي 1967 و197، ورافق ذلك مواصلة نشاطه في الحركة الإسلامية بالسودان، وصار من رؤوسها، حتى تنازع رئاسة الحركة الإسلامية عام 1969 مع الدكتور حسن الترابي، وحسم النزاعَ  انقلاب جعفر نميري العسكري.

ومثَّل إدريس في تلك الحقبة مع رفاقه تيارا سنيا تربويا سياسيا شاملا داخل صفوف الحركة الإسلامية، وكان ناقدا صلبا لما يرى مخالفته للشريعة.

وواصل انتقاده الصريح الشجاع ما يراه "فكرا علمانيا متدثرا بثياب إسلامية، يروجه داخل صفوف الحركة بعض من يوصفون بالعقلانيين والتنويريين".

وبسبب خلافه مع نظام نميري قرر مغادرة السودان وانتقل إلى المملكة العربية السعودية  في قسم الثقافة الإسلامية بجامعة الرياض (الملك سعود حاليا). ومركز البحوث بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بالرياض. ثم قسم الدعوة، كلية الدعوة والإعلام، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية.


درس طلاب الدراسات العليا بالجامعة مواد العقيدة والمذاهب المعاصرة، وأشرف على كثير من رسائل الماجستير والدكتوراه.

وأصبح مديرا لقسم البحث بمعهد العلوم الإسلامية والعربية في ولاية فرجينيا بالولايات المتحدة، التابع لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ثم عمل مستشارا للمعهد. وشغل منصب مدير قسم البحث العلمي ثم مستشارا للمعهد في التسعينيات.

ثم تقاعد من العمل بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية حيث أسس الجامعة الأمريكية المفتوحة مع بعض الناشطين في واشنطن عام 1995، بهدف نشر المعرفة الإسلامية بأساليب التعليم عن بعد وأصبح رئيس مجلسها التأسيسي.

عمل مستشارا لعدد من المؤسسات والهيئات الإسلامية في أنحاء العالم، وكان عضوا في مجالس إدارة العديد منها مما يعكس مكانته الدولية كمرجع فكري وتربوي.

في المملكة العربية السعودية لازم مفتي البلاد الشيخ عبد العزيز بن باز، وبقي قريبا منه حتى وفاة ابن باز، وانتفع ببعض العلماء الكبار هناك، مما غير توجهه وباعد بينه وبين العمل الحركي التنظيمي، وأمعن في العمل السلفي السني الفكري الدعوي المؤسسي.

ألف إدريس عدة كتب بالعربية والإنجليزية منها: "الدعوة الإسلامية والغزو الفكري"، "نظرات في منهج العمل الإسلامي"، "الفيزياء ووجود الخالق: مناقشة عقلانية إسلامية لبعض الفيزيائيين والفلاسفة الغربيين"، "صراع الحضارات بين عولمة غربية وبعث إسلامي"، "الإسلام لعصرنا"، "مناهج التفكير الموصلة للحقائق الشرعية والكونية"، "الأسس الفلسفية للمذهب المادي".

وباللغة الإنجليزية، "أعمدة الإيمان"، و"أسلمة المعرفة: فلسفتها ومنهجيتها".

إضافة إلى عدد من البحوث باللغتين العربية والإنجليزية، لعل من أهمها بحوثه في "الرد على أوهام المادية الجدلية"، وهو أول من كتب في موضوع أسلمت العلوم، إذ كتب رسالتين صغيرتين في الموضوع تعد أساسا لكل من كتب بعده. وله بحوث في الرد على الفكر الغربي والمذاهب المعاصرة، وله بحوث عن التنظيمات الإسلامية المعاصرة، ومقالات كثيرة.

وقد ساعده إتقانه اللغتين العربية والإنجليزية على الربط بين الفلسفة الغربية ومفاهيم العقيدة الإسلامية بلغة عقلانية سلسة، ومخاطبة العقول الغربية بمنطقها ولغتها دون التنازل عن ثوابت العقيدة.

أصيب في عام 2011 بجلطة في الدماغ أثرت كثيرا على صحته، لم يتمكن بعدها من أنشطته المعتادة من قراءة وكتابة وإلقاء محاضرات والمشاركة في مؤتمرات كما كان سابقا.

وقد أسلمه المرض إلى ثقل الحركة وضعف الذاكرة ولزوم المنزل، توفي بمدينة الرياض في 18 تموز/ يوليو الجاري، عن عمر ناهز 95 عاما. ودفن في مقبرة البقيع.

برحيله يودع العالم العربي والإسلامي مفكرا حسن الفهم والاستيعاب للفلسفات فديمها وحديثها، بعد أن قرأ لابن تيمية والغزالي وابن خلدون واطلع على أمهات الكتب قديمها وحديثها.

مقالات مشابهة

  • «حتى تعود الطيور».. حملة وطنية لإنقاذ بحيرة ناصر من شبح الصيد الجائر!
  • "مركز التعلّم" بالموج مسقط.. نافذة تربط الأجيال بالتراث العُماني وتعزز حضور المتحف الوطني في المجتمع
  • المدير العام للمؤسسة السورية للمعارض والأسواق الدولية محمد حمزة: معرض دمشق الدولي حدث تاريخي عريق طالما شكل علامة فارقة في المشهد الاقتصادي السوري والعربي والدولي
  • مراسل سانا: بدء المؤتمر الصحفي الخاص بإطلاق فعاليات الدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي، التي تقام خلال الفترة من الـ 27 من شهر آب المقبل حتى الـ 5 من أيلول
  • وزير خارجية البرازيل: المحنة التي يمر بها الفلسطينيون اختبار للقانون الدولي
  • كلية TETR تدفع نحو اقتصاد المعرفة
  • «الشارقة للتراث» يبحث سبل تعزيز صون الموروث الثقافي مع زنجباز
  • أبوظبي للتنمية يشارك في افتتاح مطار فيلانا الدولي بالمالديف
  • المركز الثقافي في عجلتون نعى زياد الرحباني: أثره باقٍ فينا
  • رحيل فيلسوف أسلمة المعرفة والعلوم (بورتريه)