شبكة اخبار العراق:
2025-11-03@21:22:23 GMT

كركوك أيضا وأيضا وأيضا

تاريخ النشر: 7th, September 2023 GMT

كركوك أيضا وأيضا وأيضا

آخر تحديث: 7 شتنبر 2023 - 9:55 صبقلم: فاروق يوسف لم تكن كركوك وهي مدينة النفط الأقدم في العراق يوما ما مدينة كردية. كانت مدينة الجميع، تركمانا وأكرادا وعربا. قبل ما سُمي بحركة تعريب المدينة كان هناك عرب هم من سكانها الأصليين. وقبل محاولة تكريدها كان هناك أكراد ولد أجدادهم فيها وساهموا في بنائها وازدهارها.

أما التركمان فلا مدينة لهم سواها. لذلك كان البعض يعتبرها مدينة عراقية بأغلبية تركمانية. لكن الطابع الفسيفسائي جعل منها عراقا مصغرا، وهي عنوان العيش المشترك. حين وُضعت كركوك ضمن المناطق المتنازع عليها حسب المادة 140 من دستور عام 2005 حدث انقلاب زلزل التوازن الذي كان قائما على التراضي والتفاهم الشعبي في إطار مواطنة عراقية غير مشكوك فيها. ذلك لأن مفهوم المناطق المتنازع عليها لا يُطبق إلا بين الدول. أما أن يكون مجالا للخلاف الجغرافي بين العراق والإقليم الكردي الذي يُفترض أنه جزء منه فإن ذلك يثير الشبهات. ولا أدري كيف قبل زعماء الأحزاب الشيعية بتمرير تلك المادة وقد كانوا حاضرين في لجان صياغة الدستور الذي يُقال إنه أحضر من الولايات المتحدة جاهزا وكانت تواقيع العراقيين عليه مجرد إجراء صوري، كان الغرض منه إضفاء نوع من الشرعية على دستور كُتب في ظل الاحتلال. بموجب ذلك الدستور غير الشرعي الذي دعت المرجعيات الدينية العراقيين إلى الموافقة عليه صارت كركوك ضحية لمؤامرة ستضعها في مزاد متهالك السمعة. فإن تخلت عنها بغداد فإن تاريخها كله سيضيع في غمرة التكريد العنصري حيث ستكون جزءا من دولة لا علاقة بنيوية تربطها بها. سيكون الأكراد حكامها وسيتعاملون مع سكانها باعتبارهم جاليات مقيمة على أرضها ويمكن طردهم في أية لحظة. أما لو تمسكت بها بغداد فإنها ستكون مجالا خصبا للنزاعات التي هي تمارين على حرب أهلية. في الحالين فإن أهل كركوك سيذهبون إلى العدم. مَن وضع كركوك على قائمة المناطق المتنازع عليها كان على دراية بكل ذلك. كانت جريمة مدبرة، خُطط لها لكي لا يخرج العراق من متاهة الفساد لقد صُدم أهل كركوك بعراق جديد منقسم على نفسه وغير راغب في أن يكون موحدا بعد أن كسر المرآة التي تُظهره بلدا متعدد القوميات والأديان حين وضع مدينتهم على لائحة مزاد، تنظمه الميليشيات وفي مقدمتها الحشد الشعبي الشيعي والبيشمركة الكردية لتكون في النهاية ساحة حرب، لن تنتهي إلا بعد أن تسلمهم إلى العدم. وليس مستبعدا أن تكون نهاية العراق محكومة بقطع كركوك من خارطته لتكون جزءا من خارطة دولة كردية لن ترى النور في ظل يقظة الذئبين الشرسين، الإيراني والكردي. وهو ما يعني أن كركوك التي سيتم تمزيق وحدتها الاجتماعية ستشهد اندلاع شرارة حرب أهلية، لا الأكراد قادرون على تحمل تكلفتها ولا حكومة الشيعة في بغداد قادرة على حسمها لصالحها. مَن وضع كركوك على قائمة المناطق المتنازع عليها كان على دراية بكل ذلك. كانت جريمة مدبرة، خُطط لها لكي لا يخرج العراق من متاهة الفساد. ذلك لأن وضع كركوك سيكون دائما محورا لأزمة لا تنتهي. وإذا ما كانت الأحزاب الكردية تُدير الأزمة لصالحها فإن الأحزاب الشيعية من خلال الحكومة التي لا تفرض سيطرتها على الأراضي العراقية إلا عن طريق الانتقاء لا ترى أنها ستخسر فيما إذا سمحت للحزبين الكرديين بأن يتقاتلا من أجل الاستيلاء على كركوك. تلك فكرة شيطانية سيخسر بسببها العراق الكثير من سيادته وسيكون أهل كركوك حطب نارها. في الماضي لم تكن هناك مشكلة وطنية. لسنوات طويلة كانت كركوك المصدر الوحيد لثروة العراق. اليوم تبدلت الأمور بعد اكتشاف النفط في مناطق هي أكثر غنى من كركوك. ولكن كركوك ظلت ترمز إلى وحدة العراق من خلال تمسك أهلها بتاريخ العيش المشترك والتربية الوطنية. كان أبناء المدينة يتحدثون ثلاث لغات بطلاقة وقبلتهم بغداد. أما الآن وقد وضعت مدينتهم في المزاد وشعروا أن العراق من خلال دستوره الجديد صار ينظر بعين الشك إلى انتماء مدينتهم إليه فإنهم سيعيدون النظر بما ترسب في أذهانهم من أفكار وطنية وسيلعنون الساعة التي كانوا فيها عراقيين. تحول أهل كركوك إلى رهائن. بدلا من الشعراء والكتاب الذين صاروا جزءا من تاريخ العراق الثقافي حل حملة السلاح الجهلة الذين يملأون ليلهم رصاصا. وبدلا من الأخوة التي كانت عنوانا للمواطنة حلت الكراهية التي تنتظر فرصتها للانقضاض على ما تبقى من العراق. فـ”كركوك” هي مركز العراق الحي وليست بغداد. إن نجت كركوك من الانفصال فسيبقى العراق مثلما نعرفه على الخارطة، أما إذا انفصلت عنه فإنه سيضيع إلى الأبد.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: المناطق المتنازع علیها العراق من

إقرأ أيضاً:

السيسي بافتتاح المتحف الكبير: مصر كانت وستظل واحة للاستقرار وراعية للتراث الإنساني

قال الرئيس عبدالفتاح السيسي، إن المتحف المصري الكبير، صورة مجسمة تنم عن مسيرة شعب سكن أرض النيل منذ فجر التاريخ فكان ولا يزال الإنسان المصري دؤوبا وصبورا وكريما، وبناءً للحضارات صانعا للمجد وحاملا راية المعرفة ورسولا دائما للسلام

السيسي: المتحف المصري الكبير رمز لمسيرة الشعب المصري ومنارة للمعرفة السيسي بحفل افتتاح المتحف الكبير: مصر تكتب فصلا جديدا من تاريخ الحاضر والمستقبل

وأضاف الرئيس السيسي: “وظلت مصر على مدار الزمان واحة للاستقرار وبوتقة للثقافات المتنوعة وراعية للتراث الإنساني”

ويشارك في حفل المتحف المصري الكبير الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلى جانب نخبة من قادة الدول العربية والأجنبية، وكبار المسؤولين وممثلي المنظمات الدولية المعنية بالثقافة والتراث، في حدث يعكس المكانة العالمية لمصر ودورها الريادي في الحفاظ على التراث الإنساني.


ويُعد المتحف المصري الكبير، الواقع بجوار أهرامات الجيزة، أكبر متحف أثري في العالم مخصص لحضارة واحدة، حيث يضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تجسد تاريخ مصر عبر العصور، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة كاملة في مكان واحد.

ويأتي هذا الافتتاح ليؤكد أن مصر الجديدة تمضي بخطى ثابتة نحو المستقبل، مستندة إلى إرثها الحضاري العريق الذي ألهم العالم على مدار آلاف السنين.

مصر علي موعد مع التاريخ في افتتاح المتحف المصري الكبير 

 

 

- بدأت مصر تخطط لإنشاء أكبر متحف للآثار في العالم منذ أكثر من عشرين عامًا ويجمع بين عبق الماضي وروح الحاضر.

 

- وضع حجر الأساس للمتحف المصري الكبير عند سفح أهرامات الجيزة، في موقع فريد يجمع بين أعظم رموز التاريخ الإنساني في عام 2002

 

- مر المشروع بعدة مراحل من البناء والتصميم، شارك فيها مئات الخبراء والمهندسين من مصر والعالم، حتى تحول  الحلم إلى حقيقة ملموسة على أرض الجيزة.

 

- واجه المشروع تحديات كثيرة، لكن الإرادة المصرية لم تتراجع لحظة واحدة وفي كل عام، كانت تقترب الخطوة أكثر من الافتتاح الكبير.

 

- يقف المتحف المصري الكبير جاهزًا ليستقبل زواره من كل أنحاء العالم، واجهة زجاجية ضخمة تطل على الأهرامات، وقاعات عرض مجهزة بأحدث تقنيات الإضاءة والحفظ والعرض المتحفي.

 

- أكثر من خمسين ألف قطعة أثرية تعرض داخل هذا الصرح، من بينها المجموعة الكاملة للملك توت عنخ آمون لأول مرة في التاريخ، داخل قاعة مصممة لتأخذ الزائر في رحلة إلى قلب مصر القديمة.

 

- من أهم مقتنيات توت عنخ آمون التي ستعرض في المتحف ( التابوت الذهبي- قناع الملك- كرسي العرش- والخنجر).

 

- يضم المتحف تمثال الملك رمسيس الثاني الذي استقر في موقعه المهيب داخل البهو العظيم.

 

- في الأول من نوفمبر، تفتتح مصر أبواب المتحف المصري الكبير للعالم أجمع، افتتاح يعد صفحة جديدة في تاريخ الحضارة، واحتفاء بجهود أجيال عملت على صون تراث لا مثيل له.

 

- المتحف المصري الكبير ليس مجرد مبنى بل رسالة من مصر إلى العالم، بأن الحضارة التي بدأت هنا لا تزال تنبض بالحياة.

 

مقالات مشابهة

  • هل كانت حضارة مصر وثنية؟ عالم أزهري يرد على المُتشددين بالأدلة القرآنية
  • بمشاركة 16 دولة.. كركوك تحتضن مسرح الشارع الدولي
  • وزير الخارجية الإيراني: لم نعتبر السعودية عدواً وهناك أخطاء من جانبنا أيضاَ
  • المومني: المرأة العربية كانت وما زالت حاضرة في قلب المشهد الإعلامي
  • مدحت العدل: افتتاحية المتحف كانت فوق الإبهار "كنا قاعدين متثبتين ومبهورين بكل التفاصيل"
  • السيسي بافتتاح المتحف الكبير: مصر كانت وستظل واحة للاستقرار وراعية للتراث الإنساني
  • محافظ القاهرة: العقود الماضية كانت شاهدة على عمق وتميز العلاقات المصرية اليابانية
  • مصطفى وزيري: مسلة ميدان التحرير كانت 7 أجزاء وقمنا بترميمها
  • بعد نينوى..هزة أرضية بقوة 4.3 درجات تضرب كركوك
  • روسيا .. تدمير طائرة مسيرة كانت تحلق باتجاه موسكو