رغم أن معظم الناس يرمون قشرة الأفوكادو دون تفكير، إلا أن الدراسات الحديثة تكشف أنها تحتوي على كنوز غذائية ومركّبات طبيعية فعالة يمكن أن تعود بفوائد كبيرة على الصحة والجمال.

قشرة صغيرة… بفوائد كبيرة

وتشير الأبحاث إلى أن قشرة الأفوكادو غنية بالكربوهيدرات والبروتين والألياف، بالإضافة إلى مجموعة من الفيتامينات والمعادن، أبرزها فيتامين إي وسي، إلى جانب البوتاسيوم والمغنيسيوم.

لكن القيمة الحقيقية تكمن في وفرتها بالمركبات الحيوية النشطة مثل الفلافونويدات والأحماض الفينولية والتانينات، وهي مواد تعمل كمضادات أكسدة قوية تساعد على مكافحة الالتهابات، وخفض ضغط الدم، وحماية القلب، وتقليل خطر الإصابة بالسرطان.

وفي دراسة على نوع هاس الشهير، اكتشف الباحثون أكثر من 70 مركبا فينوليا داخل القشرة وحدها، ما يجعلها جزءا مهما يمكن استغلاله بدلا من رميه.

طرق لاستهلاك القشرة

وحسب "موقع فيري ويل هيلث" فإنه ورغم طعمها المر وصلابتها، إلا أن هناك طرقا بسيطة لتحضيرها مثل شاي قشرة الأفوكادو، حيث غلى القشر في الماء لمدة 5 دقائق حتى يتحول لون الماء إلى ذهبي فاتح، ويمكن إضافة العسل أو الزنجبيل لتحسين المذاق.

ويمكن أيضا تحضير مسحوق القشرة بعد غسلها وتجفيفها في الفرن أو الميكروويف، يمكن طحنها حتى تصبح بودرة ناعمة تضاف إلى العصائر أو الصلصات أو تتبيلات السلطة.

أي نوع هو الأفضل؟

تختلف نكهة وملمس القشرة باختلاف نوع الأفوكادو، إلا أن بعض الأنواع تبرز كخيار أفضل لتناول القشرة أو استخدامها في المطبخ:

هاس (Hass): الأكثر انتشارا، قشرته داكنة وسميكة وغنية بالمركبات الحيوية.

فويرتي (Fuerte): قشرة ناعمة وسهلة التقشير.

ريد (Reed): قشرة خضراء سميكة ذات نكهة مميزة.

ميكسيكولا (Mexicola): قشرة رقيقة داكنة مائلة إلى الأرجواني، رغم ندرتها في الأسواق.

فوائد جمالية مذهلة

ولم تقتصر فوائد القشرة على التغذية فحسب، بل تمتد أيضا إلى العناية بالبشرة.

فقد أظهرت دراسة أن جيلا مستخلصا من قشرة الأفوكادو يتميز بقدرة عالية على التغلغل في طبقات الجلد العميقة، ويعمل كمضاد أكسدة طبيعي يساعد في مكافحة الشيخوخة وترطيب البشرة.

كما أن استخدام القشور في مستحضرات التجميل يمكن أن يسهم في حماية البيئة عبر تقليل النفايات العضوية الناتجة عن رميها.

وماذا عن النواة؟

أما نواة الأفوكادو، فرغم احتوائها على البروتينات وبعض الفيتامينات والمعادن، إلا أن الأبحاث تشير إلى احتمال احتوائها على مركبات سامة، لذا يفضّل تجنب تناولها حتى تتضح نتائج الدراسات بشكل قاطع.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات الفيتامينات الأفوكادو التغذية صحة الأفوكادو فوائد الأفوكادو الفيتامينات الأفوكادو التغذية صحة إلا أن

إقرأ أيضاً:

المشكلة التي لا يمكن حتى للحواسيب الكمومية حلّها

منذ أكثر من عقدين، يعيش العالم في حالة من الحماس المتزايد تجاه الحوسبة الكمومية، تلك التقنية التي وُعدنا بأنها ستقلب قواعد العلم والتكنولوجيا، وستجعل الحواسيب التقليدية تبدو بطيئة مثل العربة أمام الطائرة النفاثة.

لكن دراسة جديدة من معهد كاليفورنيا للتقنية في الولايات المتحدة تلقي بظلال من الواقعية على هذا الحلم، وتقول لنا ببساطة أن الحاسوب الكمي، بكل قوته وغرابته، له حدود.

إنها حدود لا تفرضها البرمجة أو العتاد، بل الطبيعة نفسها. فهناك أنواع من المسائل، حتى في قلب الفيزياء الكمية، تبدو عصية على الحل في أي وقت معقول، مهما كان الحاسوب "كموميا" أو "ذكيا".

الحاسوب الكمي، بكل قوته وغرابته، له حدود (شترستوك)مشكلة تمييز الأطوار

طبقا لدراسة التي نُشرت في أكتوبر/تشرين الأول 2025 عبر منصة "أركايف" والتي لم تخضع بعد للتحكيم، يصف العلماء مسألة فيزيائية غريبة تعرف باسم "مشكلة تمييز الأطوار الكمومية".

لفهم المشكلة تخيل أنك تملك نظاما فيزيائيا كموميا، يتكون من مجموعة ضخمة من الجسيمات التي تتفاعل فيما بينها.

كل حالة من هذا النظام يمكن أن تنتمي إلى "طور" مختلف، أي نوع من السلوك الجماعي الذي يحدد خصائص المادة (كالصلابة أو السيولة أو الحالة المغناطيسية).

السؤال الذي تطرحه الدراسة بسيط في الظاهر، ولكنه معقد جدا: هل يمكن للحاسوب أن يحدد إلى أي طور تنتمي الحالة التي أمامه؟

في العالم الكلاسيكي، هذا ممكن، حيث نحلّل البيانات، نقيس الخصائص، ثم نصنّف النتيجة، لكن في العالم الكمي، يصبح التحدي هائلا. فالجسيمات تتشابك بطرق تجعل المعلومات موزعة على النظام بأكمله، وليس في نقاط محددة.

كل حالة من هذا النظام يمكن أن تنتمي إلى "طور" مختلف (ويكيبيديا)التشابك الكمي

التشابك الكمي هو ظاهرة فيزيائية عجيبة تحدث عندما يتكوّن ارتباط عميق بين جسيمين (مثل فوتونين أو إلكترونين)، بحيث تصبح حالتهما مترابطة مهما ابتعدا عن بعضهما في المكان.

إعلان

فإذا تغيّرت حالة أحد الجسيمين، يتغيّر الآخر فورا بطريقة منسقة، وكأن بينهما تواصلا خفيا يتجاوز المسافات.

لفهم الفكرة تخيل أن لديك زوجا من نرد سحري، قطعة معك في مدينة القاهرة المصرية، والأخرى مع صديقك في مدينة طوكيو في اليابان. في نفس اللحظة، يرمي كل منكما النرد، والغريبة أن الرقم متشابه في كل مرة، رغم أن النرد بلاستيكي عادي، لا يمكنه أن يرى أو يحس شيئا.

هكذا هو التشابك الكمّي في الطبيعة، جسيمان وُلدا من المصدر نفسه يظلان مرتبطين، فإذا قيست حالة أحدهما، تحددت فورا حالة الآخر، مهما كانت المسافة بينهما.

الكون ربما يحتفظ ببعض من أسراره لنفسه (ناسا)التعقيد الفيزيائي

وكلما ازداد "نطاق التشابك الكمي" بين الجسيمات (أي مدى تأثيرها المتبادل)، تضخّمت كمية الحسابات المطلوبة بشكل يفوق الخيال.

والنتيجة التي توصّل إليها الفريق كانت صادمة، حيث ظهر أنه حتى الحواسيب الكمومية، التي نفترض أنها تتعامل مع هذه الأنظمة بسلاسة، ستحتاج إلى زمن فلكي لتحديد الطور في بعض الحالات.

يشرح الباحثون أن النظام يصبح أشبه بـ "متاهة من الاحتمالات"، بحيث إن كل خطوة تحليل تفتح فروعا جديدة بلا نهاية واضحة، وتتضخم كمية المعلومات التي يجب التعامل معها بوتيرة أُسّية، أي أن زيادة بسيطة في عدد الجسيمات تجعل الحسابات تقفز من ملايين إلى تريليونات العمليات في لحظات.

وحتى الخوارزميات الكمومية المتطورة، التي تعتمد على التراكب والتشابك الكمي، لا تستطيع كسر هذه المعضلة لأن المشكلة لا تكمن في "الأداة"، بل في بنية الواقع الكمومي نفسه.

هنا يظهر الجانب الفلسفي للدراسة، فإذا كان أقوى الحواسيب في العالم، بل ربما في الكون، لا يمكنه فهم بعض الحالات الكمومية في زمن معقول، فهل يعني ذلك أن الواقع يحتوي على مناطق غير قابلة للفهم البشري أصلا؟ هل هناك حدود لما يمكن للفيزياء نفسها أن تُخبرنا به عن بعض أنظمتها؟

طبيعة الكون

هذا يعني وجود درجة من التعقيد الجوهري، أي أن بعض الظواهر ليست غامضة بسبب نقصنا في الأدوات، بل لأنها مبنية بطبيعتها على تعقيد يفوق أي وسيلة حسابية.

من هذا المنطلق، فالدراسة تعيد إلى الأذهان فكرة أن الفيزياء ليست فقط اكتشافا للعالم، بل أيضا مواجهة لحدود المعرفة، فالعقل البشري يبني نماذج للواقع، لكن بعض النماذج قد تصبح معقدة لدرجة أن لا أحد، لا إنسان ولا آلة، يستطيع حلها بالكامل.

وربما يكون هذا التواضع العلمي ضروريا في عصر يتحدث فيه كثيرون عن "الذكاء الكامل" و"القدرة المطلقة" للحواسيب الكمومية، فحتى في أعمق مختبرات الفيزياء، يظهر لنا أن الكون ربما يحتفظ ببعض من أسراره لنفسه، ليس عنادا، بل لأن طبيعته نفسها لا تسمح بغير ذلك.

مقالات مشابهة

  • غوتيريش: جرائم الحرب في السودان لا يمكن أن تمر دون مساءلة
  • خطر الطاقة! كيف يمكن لمشروبات الطاقة ان تضر قلب وعقل المراهقين ؟
  • الأفوكادو.. فاكهة دهنية ستغير شكل بشرتك وجسمك
  • هل جربت يوماً قهوة الكركم؟.. إليك أبرز فوائدها الصحية
  • السوداني: لا يمكن نزع سلاح الفصائل إلا بانسحاب أميركا
  • زمن التفاوض.. ماذا يمكن للبنان تقديمه؟
  • نيجيريا ترد على تهديد ترمب العسكري: لا يمكن تنفيذه
  • المشكلة التي لا يمكن حتى للحواسيب الكمومية حلّها
  • نقاط الزناد.. لماذا تسبب ألاما شديدة وكيف يمكن التخفيف منها؟