صراحة نيوز- بقلم :خلود الشلول
في صباح يوم الأحد الموافق الثاني من نوفمبر لعام 2025،احتضنت العاصمة عمان النسخة العشرين من مؤتمر الإعلاميات العربيات، تحت الرعاية الكريمة لصاحبة السمو الملكي الأميرة بسمة بنت طلال المعظمة، الرئيسة الفخرية لمركز الإعلاميات العربيات، حيث كان الحضور على موعد مع حدث استثنائي، جسد الجهد الدؤوب والتخطيط الدقيق، ليبرز المؤتمر في أبهى صورة، ليجمع الإعلاميات العربيات من مختلف الدول العربية في قلب العاصمة الأردنية.

فقد انطلقت الجلسات الافتتاحية، وبدأت الحوارات حول التحديات الجوهرية التي تواجه الإعلامية العربية في زمن التحول الرقمي. وتم تناول عدة مواضيع مهمة مثل :حرية التعبير وصراعها مع سلطة الخوارزميات على المنصات الرقمية، وكيفية مقاومة تهميش المحتوى النسوي، بالإضافة إلى روايات حية عن تجارب قمع المحتوى الصحفي ، وقد أضفت هذه الجلسات بعدًا عاطفيًا وفكريًا؛ إذ شعر الحضور بقوة التأثير والمسؤولية في آن واحد.

لم تقتصر مناقشات المؤتمر على حرية الكلمة، بل شملت آفاقًا رحبة للذكاء الاصطناعي ومستقبل الإعلام الرقمي، مع بحث معمق في استخداماته لإثراء المحتوى وأرشفة المعلومات، ومناقشة الفرص والمخاطر التي يفرضها على الصحفيات. كما تم تسليط الضوء على المهارات المطلوبة للإعلامية في زمن التحولات الرقمية المتسارعة، لتصبح قادرة على التكيف والتأثير بفعالية في عالم تتداخل فيه التكنولوجيا مع الرسالة الإعلامية.

وفي اليوم الثاني، تعمق الحوار أكثر، إذ طرحت قضايا محورية تمس الواقع الفعلي للإعلامية العربية، من الانتهاكات التي تتعرض لها إلى التحول من التمييز إلى التمكين، وصولًا إلى بناء مستقبل أكثر عدلاً وتوازنًا.
وقد حظيت جلسات الحماية الرقمية ومواجهة التنمر الإلكتروني باهتمام بالغ، إذ تناولت آليات التصدي لمختلف أشكال الاستهداف الرقمي، وتمكين الإعلاميات من الدفاع عن أنفسهن في فضاء افتراضي مليء بالتحديات.

كما استعرض المؤتمر ريادة المرأة في الفضاء الرقمي، وتحولات سلوك الجمهور والمتلقي في ظل تعدد المنصات الرقمية، وركز على الإعلامية كصانعة محتوى مؤثر في الإعلام التفاعلي الجديد، لتصبح كل تجربة إعلامية شاهدة على قدرة المرأة العربية على مواجهة التحديات وتحويلها إلى فرص إبداعية.

ومما أضاف رونقا للمؤتمر مشاركة متحدثات من القامات الإعلامية العربية العريقة ، اللواتي أضاء حضورهن الجلسات بنور الخبرة والبصيرة، وجعل النقاش ذا طابع مختلف، يزهو برؤى عميقة وتجارب عملية تحمل دروساً وإلهامات لا تقدر بثمن. فلقد اجتمعت الكفاءات المحلية مع التجارب العربية الغنية، لتنسج حوارًا متسقاً يعكس عظمة الإعلام العربي في مواجهة تحديات الرقمنة، ويؤكد دور الإعلاميات في صون حرية الكلمة وصناعة التأثير في فضاءات الإعلام الرقمي الواسعة.

واختتم المؤتمر بعرض التوصيات المقدمة و التي قرأتها الإعلامية محاسن الإمام، لتضع بصمة عملية على النقاشات النظرية وتترجم الأفكار إلى خطوات قابلة للتطبيق، مؤكدة أن مركز الإعلاميات العربيات لا يقتصر دوره على إقامة المؤتمرات، بل يمتد إلى تمكين الإعلامية العربية، وصقل مهاراتها، ورفع مستوى وعيها؛ لمواكبة التحولات الرقمية المتسارعة التي تتغير معها المعايير والتحديات يومياً.

لقد كانت النسخة العشرين من المؤتمر حدثًا استثنائيا ولافتا؛ حيث غطته عشرات المحطات والمواقع الإخبارية، وهنا لا بد أن نقولها دون تردد أن الإعلامية العربية اليوم ليست مجرد ناقلة للمعلومة، بل صانعة تأثير ورافعة للوعي والمصداقية في عصر تتداخل فيه الحرية الرقمية مع قوة الخوارزميات، ويصبح لكل كلمة أثرها العميق في تشكيل المستقبل الإعلامي العربي.

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الإعلامیة العربیة

إقرأ أيضاً:

تدشين الخطة الإعلامية العامة لإحياء الذكرى السنوية للشهيد1447هـ

صنعاء|يمانيون
دشنت وزارة الإعلام، اليوم بصنعاء، الخطة الإعلامية العامة لإحياء الذكرى السنوية للشهيد للعام 1447هـ بلقاء إعلامي ضم عدداً من رؤساء المؤسسات والقطاعات والوسائل الإعلامية الحكومية والخاصة.

وفي اللقاء، أكد نائب وزير الإعلام الدكتور عمر البخيتي، الحرص على تدشين الخطة الإعلامية لسنوية الشهيد، لاستحضار تضحيات الشهداء وعطائهم في سبيل الدفاع عن الوطن وسيادته واستقلاله وقضايا الأمة وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

وأشار إلى التضحيات العظيمة التي قدّمها الشعب اليمني، وفي المقدمة الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، وكوكبة من الشهداء العظماء، مؤكدًا ضرورة اضطلاع المؤسسات والوسائل الإعلامية الحكومية والخاصة بدورها في تغطية فعاليات وأنشطة سنوية الشهيد لإبراز تضحيات الشهداء وعطاء أسرهم.

وشدّد الدكتور البخيتي على أهمية دور وسائل الإعلام في مواكبة تغطية فعاليات وأنشطة الذكرى بما يليق بعظمة الشهادة ومكانة الشهداء الذين بذلوا أرواحهم في سبيل الله والدفاع عن كرامة وحرية واستقلال الوطن، وسطروا الملاحم البطولية لنصرة القضية الفلسطينية وإسناد غزة.

وقال “يكفينا فخرًا واعتزازًا في وزارة الإعلام ومؤسساتها، شهادة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي عن الإعلام الوطني ودوره الكبير في مواجهة الماكينة الإعلامية التابعة لقوى العدوان والاستكبار العالمي أمريكا وإسرائيل وبريطانيا وأدواتهم وعملائهم في المنطقة”.

واستعرض نائب وزير الإعلام، المهام والأهداف العامة لإحياء ذكرى سنوية الشهيد المتمثلة في ترسيخ ثقافة الوفاء للشهداء وتعزيز الوعي الجهادي في المجتمع وإبراز تضحياتهم وعطاء أسرهم، ومواجهة الحرب الإعلامية والفكرية التي تستهدف ثبات المجتمع، وتعزيز الانتماء لمحور المقاومة والقضية الفلسطينية وتوحيد الخطاب الإعلامي الوطني عن الذكرى وتحفيز المؤسسات والوسائل الإعلامية على إنتاج محتوى هادف ومؤثر وملهم.

وتطرق إلى المهام التفصيلية لتفعيل دور وسائل الإعلام في إحياء الذكرى، من خلال التغطية والمواكبة للفعاليات الرسمية والشعبية وتعزيز الثقافة المجتمعية بأهمية الجهاد ومواجهة مخططات العدو الأمريكي، الإسرائيلي وفق المنهجية التي أرسى دعائمها الشهيد القائد وإبراز حجم تضحيات الشهداء وأسرهم في سبيل نيل الشعب اليمني حريته واستقلاله من الوصاية والهيمنة، والتعريف بشهداء معركة “الفتح الموعود والجهاد المقدس”.

وأوضح أن من المهام الإعلامية تسليط الضوء على تضحيات قادة محور المقاومة ووحدة المصير في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب، لافتًا إلى دور وسائل الإعلام الرسمية والوطنية في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الوفاء لتضحيات الشهداء وذويهم وأسرهم.

بدوره أكد وكيل وزارة الإعلام لقطاع السياسات والمحتوى الدكتور أحمد الشامي، أهمية إحياء الذكرى السنوية للشهيد، لتعزيز الوعي الجهادي والثقافة القرآنية في أوساط المجتمع وإبراز تضحيات الشهداء وعظمة الشهادة.

وقال “إن الطواغيت عبر التاريخ لم يستطيعوا السيطرة على الشعوب، إلا بالتخويف التي هي قضية يستخدمونها لإخافة الشعوب، لكن ماذا عساهم أن يعمل في حال كانت ثقافة الشعوب، الشهادة في سبيل الله، عند ذلك تنتهي هذه الوسيلة القذرة”.

وأضاف الدكتور الشامي “يُعول على المؤسسات الإعلامية بعد الله تعالى، في التحرك بصورة فاعلة عبر الوسائل الإعلامية ووسائل التواصل لترسيخ ثقافة الجهاد والاستشهاد، لتحصين الشعب اليمني والمجتمع بشكل عام”.

فيما أشار وكيل وزارة الإعلام لقطاع العلاقات والإعلام الخارجي محمد منصور إلى أهمية إحياء ذكرى سنوية الشهيد وتسليط الضوء على فعاليات وأنشطة الذكرى لتعزيز ثقافة الشهادة في أوساط المجتمع ذوداً عن الوطن وأمنه واستقراره.

وأكد ضرورة إعطاء مساحة كافية للحديث عن الشهداء العظماء من مختلف محافظات الجمهورية، بما في ذلك الشهداء من أبناء المحافظات الجنوبية والشرقية، والتركيز على واحدية المعركة، إضافة إلى إبراز نماذج من شهداء الدول الأخرى التي يعبث الأعداء فيها كما في السودان وغيرها.

ولفت الوكيل منصور، إلى ضرورة التنسيق بين الجهات والمؤسسات الإعلامية، عبر غرفة عمليات موحدة، وإعطاء أسر الشهداء الوقت الكافي لإبراز عطائهم وتضحيات ذويهم، مع التركيز على الشهداء العظماء الذين قدّموا أرواحهم رخيصة دفاعًا عن الوطن ونصرة قضايا الأمة وعلى رأسها قضية فلسطين وإسناد المجاهدين في غزة.

وقال “عندما نقدّم تضحيات من القادة العظماء، معنى ذلك أن الفعل اليمني كان مؤثرًا وفاعلًا على مستوى كبير”، مشيدًا بدور وسائل الإعلام وجهودها في إبراز تضحيات الشهداء خلال الأعوام الماضية وتسليطها الضوء على بطولاتهم في مواجهة العدوان وآلته الإجرامية.

تخللت اللقاء، الذي حضره نائب رئيس مجلس إدارة وكالة الأنباء اليمنية سبأ – نائب رئيس التحرير محمد عبدالقدوس الشرعي، مداخلات من رئيس مجلس إدارة مؤسسة الثورة للصحافة والطباعة والنشر أحمد راصع، ومدير عام المؤسسة العامة اليمنية للإذاعة والتلفزيون عبدالرحمن الأهنومي، ورئيس قطاع البرنامج العام ـ إذاعة صنعاء عبدالرحمن الحمران، أكدت في مجملها الحرص على اهتمام وسائل الإعلام بتضحيات الشهداء وما سطروه من ملاحم بطولية في مواجهة العدوان الأمريكي، السعودي، الإماراتي الصهيوني وعملائهم.

وأشاروا إلى ضرورة التنسيق بين الجهات والمؤسسات والوسائل الإعلامية، لإبراز عظمة الشهادة ومكانة الشهداء ودورهم المشرف في مواجهة العدوان ومرتزقته، معتبرين إحياء الذكرى محطة مهمة لاستذكار تضحيات الرجال الأوفياء الذين سطروا بدمائهم ملاحم بطولية سيسجلها التاريخ في أنصع صفحاته.

#الذكرى_السنوية_للشهيد_1447هـ

مقالات مشابهة

  • مؤتمر اللغة العربية (١١) يعلن عن الأبحاث العلمية الفائزة المميزة
  • غروندبرغ: السلام في اليمن يتطلب إرادة سياسية ومسؤولية وطنية
  • أحمد حلمي عن افتتاح المتحف المصري الكبير: أسطوري بمعنى الكلمة
  • ميلان ضد روما في الدوري الإيطالي.. لمن الكلمة العليا تاريخيا؟
  • الرئيس السيسي يفتتح المتحف المصري الكبير بحضور 80 وفدًا.. نص الكلمة
  • الوفدي باسم حجازي وسط أهالي عزبة زهران : خدمة الناس شرف ومسؤولية.. وسأظل صوت كفر الشيخ تحت قبة البرلمان
  • المدينة الإعلامية وجامعة قطر تنظمان دورة "أكاديمية يورونيوز" الثانية للتدريب على الصحافة الرقمية
  • تدشين الخطة الإعلامية العامة لإحياء الذكرى السنوية للشهيد1447هـ
  • مستشار أممي: احتياجات الصحة النفسية في غزة رحلة طويلة ومسؤولية جماعية