نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي: الفضاء الإلكتروني أرض خصبة لنشر الأفكار والمعتقدات
تاريخ النشر: 9th, September 2023 GMT
قال الدكتور عبد الرحمن بن عبد الله الزيد نائب الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي، إن العالم يشهد اليوم تقدمًا تقنيًا متسارعًا في جميع مجالات الحياة، وأن انتشار خدمة الإنترنت جعل الحاسوب هو العقل الفعلي الذي يفكر من خلاله جيلنا، فقد ربط الملايين من البشر مع أجهزة الحاسوب وتغلغلت في جميع معاملاتهم السياسية والتعليمية والدينية والاقتصادية، ليصبح للفضاء الإلكتروني الجديد الأرض الخصبة التي ينشر من خلالها الأفكار والمعتقدات والفلسفات.
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين تحت عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة".
وأضاف، أن هذا الانتشار الكبير للتقنية ترك أثرًا عميقًا في نفوسنا في زمن صار الحصول على المعلومة الدينية غاية في السهولة، وكان من أهم ما نتج عنه استغناء جمهور واسع عن المؤسسات الدينية التقليدية واستبدالها بالعالم الافتراضي المناسب لإيقاع العالم الجديد المتسارع.
وتابع: “ولاشك فإن كثيرًا من مؤسساتنا متأخر في هذا المجال مما أدى إلى ظهور أغراب في مجال الفتوى والتعليم نتيجة لتصدر بعض التنظيمات المتطرفة لهذا الفضاء، في وقت أصبح الدين مهنة من لا مهنة له ووظيفة من لا وظيفة له، ومن هنا صار لزامًا على المؤسسات الدينية أن تتولى بأنفسها مهمة تجديد الخطاب الديني، لا سيما الرقمي في الفضاء الإلكتروني وتوظيف التقنية بأنواعها لتعزيز الخطاب المعتدل السمح وقيمه السامية ومحبة الخير للعالم أجمع وتقديم صورة صحيحة للإسلام وقيمه وصولا إلى خطاب ديني يركز على جوهر الدين ويحفظ ثوابته ويحاصر الغلو والتطرف ويتماشى مع التطور الرقمي والذي استجدت له تطوراته وضرورياته التي لم تكن من قبل”.
وأكد على أن المسئولية الملقاة على مؤسسات التعليم والفتوى لمسايرة العصر بتطوراته كبيرة، والحاجة الماسة اليوم لاستخدام استراتيجيات جديدة لنشر الدين الوسطي ونشر الفكر المستنير وتقديم خطاب يواجه الفكر المتطرف والإرهاب واجب العصر، ويتعين علينا توظيفها لحل مشكلات العالم الآن، فهناك الكثير من الذين يتعذر عليهم التعلم ولا شك أن التعلم عن بعد يتيح لمثل هؤلاء الاستفادة من العلم والاطلاع عبر التقنيات الحديثة وعبر المنصات والتقنيات الحديثة.
وشدد على أن عمل المؤسسات الإسلامية على بناء الإنسان يعد ركيزة أساسية لتحقيق تنمية مستهدفة ومستدامة تتلخص فيما خص الله به هذه الأمة من اعتدال ووسطية حيث يقول (سبحانه): "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ".
جاء ذلك في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر المجلس الأعلى للشئون الإسلامية الرابع والثلاثين تحت عنوان: "الفضاء الإلكتروني والوسائل العصرية للخطاب الديني بين الاستخدام الرشيد والخروج عن الجادة".
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي التنظيمات المتطرفة حل مشكلات المناسب الافتراضي هناك خدمة الانترنت التطور الرقمي الحصول على الفضاء الإلكتروني استبدالها المسئولية تجديد الخطاب معاملات خطاب ديني التنظيمات المؤسسات الدينية رابطة العالم الإسلامي اقتصادية الخطاب الديني تجديد الخطاب الديني الفضاء الإلکترونی
إقرأ أيضاً:
رابطةُ العالم الإسلامي تُرحِّبُ بإعلان بريطانيا عزمَها الاعتراف بدولة فلسطين
رحّبَتْ رابطةُ العالم الإسلامي بإعلان حكومة المملكة المتحدة عزمَها الاعترافَ بدولة فلسطين ودعمها لحلّ الدولتين.
وفي بيانٍ للأمانة العامة للرابطة، ثمّن معالي الأمين العام رئيس هيئة علماء المسلمين فضيلة الشيخ الدكتور محمد بن عبدالكريم العيسى، هذا الإعلان المُهمّ من الحكومة البريطانية، مؤكدًا أنّه الخيارُ الصحيح نحو الموقف الشرعيّ والمسؤول مع الحقّ التاريخيّ والقانونيّ للشعب الفلسطيني، والسبيل الوحيد لتحقيق السلام الشامل العادل والدائم في المنطقة.
وقال: “إنّ على دول العالم كافّةً تحمّل مسؤوليتها تجاه مظلوميّة الشعب الفلسطيني بالوقوف على الجانب الصحيح من التاريخ، واتخاذ الموقف الشرعيّ المسؤول دعمًا للحق والعدالة، وانتصارًا للشرعيّة الدولية، ووضْع حدٍّ لهذه المأساة الإنسانية المؤلمة، وتداعياتها الخطرة على المنطقة والمجتمع الدولي والعالم أجمع”.
وأكد معاليه على تثمين الرابطة وشعوب العالم الإسلامي الموقفَ الثابت للمملكة العربية السعودية تجاه القضية الفلسطينية، ولا سيما الحِراك الدؤوب والمحوريّ الذي اضطلعت به بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمتابعةٍ حثيثةٍ من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله-، من خلال التحالف الدولي لتنفيذ حلّ الدولتين الذي أطلقته المملكة، وكذا رئاستها اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة، الذي تُوِّج بهذا المؤتمر الدوليّ التاريخيّ لحلّ الدولتين بمبادرة المملكة وبشراكة فاعلة من قبل الجمهورية الفرنسية، وحضور دوليٍّ رفيع المستوى وغير مسبوق.