"شكاير الموت".. تفاصيل إنهاء مادة سامة مجهولة حياة شقيقين في الغربية
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
الخطر والغموض.. هذه هي الكلمات التي يمكن بها وصف تلك المادة السامة المجهولة، التي عُثر عليها مُلقاة في شكائر بمركز زفتي بمحافظة الغربية، وتحديدًا على حافة الترعة بين قريتي حانوت وعزبة عويس، وتسببت في وفاة 2 أشقاء وإصابة 8 آخرين ونفوق 2 من الماشية، وهي مادة شبيهة بـ الأسمنت.
اقرأ أيضًا..
الداخلية تعيد فتاة الغربية المتغيبة عن منزلهاالقصة بدأت يوم الإثنين الماضي، بورود إشارة للشرطة بحدوث حالات اختناق داخل منزل أسرة بعزبة عويس التابعة لمركز زفتي بمحافظة الغربية نتيجة انبعاث غاز سام من مادة مجهولة، وقتها تحركت أجهزة الأمن وسيارات إسعاف لمكان البلاغ.
وتبين فيما بعد قيام أحد الأشخاص من عزبة عويس بأخذ بعض من هذه الشكائر التي تحتوى على هذه المادة السامة، ظنًا منها أنها أسمنت للاستفادة منها في بعض الأغراض، الأمر نفسه فعل شخص آخر من قرية كفر سنباط التابعة لمركز زفتى هي الآخرى.
وعند اختلاط هذه المادة بالماء حدثت تفاعلات كميائية نتج عنها انبعاث غاز سام يؤدي إلى الاختناق، وتسبب هذا الغاز في وفاة أحمد ابو المعاطي حجازي 43 سنة، نتيجة استنشاقه الغاز السام، ولحق به شقيقه محمود أبو المعاطي حجازي 30 سنة، أمس السبت، ونفوق 2 من الماشية الخاصة بهم.
وتم نقل كلا من إبراهيم أبو المعاطي حجازي 25 سنة، هندية أحمد حجازي 20 سنة، بثينة أحمد حجازي 9 سنوات، محمد ابراهيم عابد 25 سنة، بطة سلام منصور 30 سنة، عبد الستار عبد المعطي 35 سنة، صفاء فوزي السيد 65 سنة اختناق، هبة عباس البيومي 25 سنة اختناق، إلى العناية المركزة لاصابتهم باختناق شديد.
واستمر وجود هذه المادة على حافة الترعة منذ الاثنين الماضى وحتى أمس السبت، وسط خوف وحزن وترقب وفزع من هذه المادة المجهولة، التي تم فرض كردون أمني حول مناطق تواجدها، ووضع إشارات مرورية لمنع الوصول إليه.
القصة الكاملة لوفيات الغربية بسبب مادة شبيهة بالأسمنتوأكد مصدر مسئول بالمجلس المحلي لمركز ومدينة زفتى، أنه تم التخلص من هذه المادة السامة مجهولة المصدر مساء أمس السبت وحتى الساعات الأولى من صباح اليوم الأحد، وتم رفعها بطريقة آمنة من خلال تغليفها في مشمع، ووضعها في سيارة مخصصة لذلك، ودفنها في مدافن مخصصة للنفايات بالأسكندرية، بحضور المختصين والشرطة.
وتابع في تصريحات خاصة لجريدة الوفد، أنهم وجدوا حوالي 4 شاحنات مُلقاة خلف مركز الشباب بقرية حانوت، بالإضافة إلى الموجود على الطريق بين حانوت وعزبة عويس، مؤكدًا أن الكمية كانت كبيرة جدًا، ولكن تم التخلص منها كلها، كما تم التأكد من عدم وجود هذه المادة في أماكن آخرى من خلال الرصد الميداني وبحث المجلس المحلي بزفتى والوحدات المحلية بالمركز بالتعاون مع الشرطة وجهات آخرى.
وذكر المصدر، أنهم طلبوا من الناس بضرورة الإبلاغ في حال رؤية هذه المادة السامة أو إذا كان هناك أحد قد أخذ منها لاستخدامها فليخرجها ولن يتعرض لأي مسائلة، موضحًا أن المادة نفسها غير معروفة، ولكن من خلال ما كشفه الأمن، فهي متعلقة بعمل بأحد مصانع الألومنيوم أو نفاياته بميت غمر.
وأضاف المصدر، أن صاحب مصنع الألومنيوم قيد التحقيقات، كما أنه تم القبض على صاحب الجرار الذي ألقى بهذه المادة السامة، وهو المقيمين بقرية حانوت، وألقاها بجهل دون معرفة خطورة المادة التي القاها واثرها.
وبين المصدر للوفد، أن الاصابات الأولى واكتشافها كان في عزبة عويس، وكانوا 3 حالات مصابة، وجميعهم تلقوا العلاج وخرجوا من المستشفي، وبعدها جاءت وفاة 2 أشقاء من كفر سنباط ونفوق الماشية الخاصة بهم، وبعض الاصابات الآخرى التي لا تزال تحت الملاحظة، والطفلة المصابة صاحبة الـ 9 سنوات، كانت في حالة حرجة وتتلقى العلاج حاليًا بمركز السموم في طنطا.
وأشار إلى أن تواجد المادة خلال الماضية وعدم رفعها في الحال من المجلس المحلي، لأنها كانت تحت تصرف النيابة كما أنهم لم يكونوا على دراية بماهية المادة ومدى خطورتها، وأن كل لحظة كانت هذه المادة موجودة فها على الطريق كانت تحت الملاحظة والرقابة، قائلًا:"مكنش ينفع أشيلهم لأنهم مش شوية زبالة الوحدة المحلية هتشيلهم وانتهى الموضوع".
وأضاف أن المواشي التي نفقت تم دفنها تحت الاشراف البيطري بعد أن أخذوا منها عينة، وتم دفنهم تحت عمق كبير من الأرض، مشيرًا إلى أن الجيش الثالث كان موجود وأخذ عينة من المادة ومن المياه التي تفاعلت معها، لتحليلهما والوقوف على طبيعة المادة السامة.
ويذكر محافظ الغربية، الدكتور طارق رحمي، وجه الأربعاء الماضي بفرض حراسة أمنية على مكان الحادث، وتشكيل لجنة مكبرة من الصحة والطب البيطري والبيئة لفحص المادة واعداد تقرير مفصل بملابسات الحادث.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الغربية اختناق المادة الغاز السام
إقرأ أيضاً:
تفاصيل مثيرة حول الطائرة القطرية التي قد تكلف ترامب رئاسته.. أثارت غضب الكونغرس
واجه الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، موجة من التساؤلات المتصاعدة بخصوص مدى ملاءمة قرار قبوله لطائرة فاخرة مقدمة من قطر بقيمة 400 مليون دولار، وذلك مُباشرة عقب الجولة التي قام بها لعدد من الدول الخليجية.
وأعلن الرئيس دونالد ترامب، مساء الأحد، على حساباته بمواقع التواصل الاجتماعي أنّ: "وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" تعتزم قبول الطائرة الفاخرة كهدية مجانية".
وفيما يرى بعض الجمهوريين أنّ: "الهدية لن تكون مجانية فعليا، لأن تجهيز الطائرة لتكون آمنة ومناسبة للطيران الرئاسي سيستغرق وقتا طويلا، لتفي بجميع المعايير الأمنية والفنية اللازمة"، أعرب آخريين عمّا وصفوه بـ"قلقهم من مخاطر محتملة تتعلق بالأمن القومي ونقل أسرار الدولة على متن الطائرة".
وأمس الاثنين، قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، إنّ: "الطائرة القطرية الفاخرة المثيرة للجدل التي أعلن الرئيس دونالد ترامب اعتزامه قبولها هي: مشروع القوات الجوية، وإنّ ترامب لا علاقة له بها".
وفي السياق ذاته، نفت ليفيت، كافة ما يروج من تقارير تفيد بأن: "العائلة المالكة القطرية ستهدي إدارة ترامب الطائرة الفاخرة، التي سيتم تعديلها واستخدامها كطائرة رئاسية خلال فترة ولاية ترامب الثانية". فيما انتقدت وسائل الإعلام لما وصفته بـ"التضليل الإعلامي بخصوص الهدية".
"لنكن واضحين تماما، حكومة قطر، والعائلة القطرية، عرضت التبرع بهذه الطائرة للقوات الجوية الأمريكية، وسيتم قبول هذا التبرع وفقًا لجميع الالتزامات القانونية والأخلاقية" تابعت المتحدثة باسم البيت الأبيض.
وأردفت: "سيتم تحديثها وفقا لأعلى المعايير من قِبل وزارة الدفاع والقوات الجوية الأمريكية"، مبرزة: "هذه الطائرة ليست تبرعا شخصيا أو هدية لرئيس الولايات المتحدة، وعلى كل من كتب ذلك الأسبوع الماضي تصحيح أخباره، لأن هذا تبرع لبلدنا وللقوات الجوية الأمريكية".
وكانت الأزمة نفسها قد تصاعدت خلال نهاية الأسبوع الماضي، حين أكّد ترامب استعداده لقبول طائرة فاخرة من قطر، من طراز (Boeing 747-8 Jumbo) كهدية تسلّم لوزارة الدفاع، على أن تنقل لاحقا لمكتبته الرئاسية عقب انتهاء ولايته.
آنذاك، قالت السيناتور سوزان كولينز: "هذه الهدية من قطر محفوفة بتحديات قانونية وأخلاقية وعملية، بينها خطر التجسس. لا أعلم كيف يمكننا تفتيشها وتجهيزها بالشكل الكافي لمنع ذلك".
وأضافت: "بحلول الوقت الذي تجهز فيه الطائرة من أجل الاستخدام، قد تكون ولاية الرئيس قد شارفت على نهايتها. ولست مقتنعة أصلا بوجود حاجة لهذه الطائرة من الأساس". فيما أعرب السناتور ريك سكوت، أيضا، عن مخاوفه بالقول إنه لا يرى وسيلة مضمونة لجعل الطائرة آمنة بما فيه الكفاية لاستخدام الرئيس.
إلى ذلك، أبرزت شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أنّ: "وزارة الدفاع تخطط لقبول طائرة بوينغ 747-8 الفاخرة، وسيتم تحديثها لاستخدام الرئيس مع ميزات أمنية وتعديلات قبل التبرع بها لمكتبة ترامب الرئاسية بعد انتهاء ولايته". بينما نفى ترامب أنه سيستخدم الطائرة بعد انتهاء ولايته.
وعبر مقابلة بُثت الأسبوع الماضي، أشار ترامب إلى أنّ: "المسؤولين القطريين تواصلوا معه بشكل مباشر بخصوص إمكانية إهدائه طائرة فاخرة بديلة لطائرة الرئاسة الأمريكية". مردفا أنّ أحد المسؤولين القطريين قال: "إذا كان بإمكاني مساعدتك، فدعني أفعل ذلك".
وبحسب الرئيس الأمريكي لقناة "فوكس نيوز": "قال: لقد كان بلدكم كريما معنا، أود أن أفعل شيئًا للمساعدة في هذا الوضع الذي تواجهونه مع طائرة الرئاسة. قلت: هذا جيد. ماذا تقترح؟ واقترح هذا، فقلت: أتعلمون؟ هذا جيد جدًا. هذا جيد جدًا. أُقدّر ذلك'".
من جهته، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري، محمد بن عبد الرحمن بن جاسم آل ثاني، إنّ: "الحكومة القطرية، عرضت، طائرة، بملايين الدولارات للرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، لاستخدامها كطائرة رئاسية".
ووصف جاسم آل ثاني، العرض بكونه: "صفقة بين حكومتين، وليس هدية شخصية لترامب"، مشيرا في الوقت نفسه إلى أنه "لا يزال قيد المراجعة، من الطرفين".
وعبر مقابلة له، مع بيكي أندرسون من شبكة "سي إن إن" الأمريكية، أبرز رئيس الوزراء القطري، الأربعاء الماضي: "هذه صفقة بسيطة للغاية بين حكومتين، في حين أن وزارة الدفاع القطرية والبنتاغون لا تزالان تتبادلان إمكانية نقل إحدى طائراتنا من طراز 747-8 لاستخدامها كطائرة رئاسية".
وتابع: "لا تزال قيد المراجعة القانونية، لذا لا يوجد شيء، ولا أعرف سبب تحولها إلى خبر كبير كهذا، وهو أمر، كما تعلمون، يُنظر إليه بطريقة غريبة للغاية"، مضيفا: "إنها صفقة بين حكومتين، لا علاقة لها بالموظفين، سواء كانوا من الجانب الأمريكي أو الجانب القطري، إنها بين وزارتي الدفاع".
وبيّن: "لا شيء يغير قرارنا، في نهاية المطاف، إذا كان هناك شيء تحتاجه الولايات المتحدة وكان قانونيًا تمامًا، ويمكننا، فنحن قادرون على مساعدة ودعم الولايات المتحدة، فلن نتردد، حتى لو كان هناك شيء قادم من قطر للولايات المتحدة، فهو نابع من الحب، وليس من أي تبادل".
وأكد بأنه: "بالطبع، سيتم سحب العرض إذا اعتُبرت الصفقة غير قانونية"، مبرزا: "لن نفعل أي شيء غير قانوني، لو كان هناك شيء غير قانوني، لكانت هناك طرق عديدة لإخفاء هذا النوع من المعاملات، ولن تكون ظاهرة للعامة، هذا تبادل واضح للغاية بين حكومتين، ولا أرى أي جدل في ذلك.".
وأبرز: "قطر دائمًا ما تكثف جهودها لمساعدة ودعم الولايات المتحدة، سواء كان ذلك في الحرب على الإرهاب، أو في إجلاء أفغانستان، أو في إطلاق سراح الأسرى من مختلف دول العالم"، مردفا: "لأننا نؤمن بأن هذه الصداقة يجب أن تعود بالنفع على كلا البلدين".
تجدر الإشارة إلى أنّ ترامب كان قد عبّر مرارا عن استيائه من التأخيرات والتكاليف الزائدة في مشروع استبدال الطائرة الرئاسية Air Force One القائم، وهو الذي تنفذه شركة "بوينغ" عبر عقد حكومي لبناء طائرتين جديدتين للرئاسة الأمريكية. غير أنّ المشروع لا يزال يواجه عقبات تعرقل إنجازه.