شيخ الأزهر: ما أحوج عالمنا اليوم إلى الاستماع لصوت الأديان السماوية
تاريخ النشر: 10th, September 2023 GMT
قال فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، رئيس مجلس حكماء المسلمين، في كلمته الافتتاحية باللقاء الدولي من أجل السلام بألمانيا، إن عالمنا اليوم، لم يكن في عصر من العصور السابقة بأحوج إلى الاستماع لصوت الأديان السماوية: صوت العقل والحكمة والتعارف، مما عليه الحال في عصرنا هذا: عصر الأهوال والكوارث، والعبث بالأرواح وحرمة الدماء، والسخرية من قيم الأديان وضوابط الأخلاق والفطرة الإنسانية، التي فطر الله الناس عليها، والاستهانة بحقوق المظلومين والمستضعفين والمعذبين في الأرض.
ولفت شيخ الأزهر إلى أننا كنا ننتظر من العقود الأولى من الألفية الثالثة أن تحمل من تحضر الإنسانية وتراحمها وتعارفها بمقدار ما حملته من تقدم مذهل وقفزات مدهشة في مجالات التقدم العلمي والصناعي والحضاري المادي، إلا أن الواقع الأليم أثبت أن هذا التقدم لم يواكبه- مع الأسف- تقدم مواز في مجال المسؤولية الأخلاقية، والإصغاء لنداء الضمير والالتزام بالفطرة الإلهية التي فطر الله الناس عليها.
وأوضح الإمام الطيب أنه قد تبين لذوي العقول أن العلاقة بين التقدم التقني والحضاري وبين الحروب أصبحت- ومع الأسف- علاقة تلازم واطراد، رغم ما بشرنا به فلاسفة النهضة، وأكدوا عليه من أن تقدم الإنسان في العلوم وفي الحضارة سوف يقضي على الحروب وأسبابها قضاء مبرما، وأن السلام سوف يلازم التحضر، ويسير في موكبه أنى سار: رأسا برأس، وقدما بقدم، حتى أن الفيلسوف الفرنسي الشهير: كوندورسيه قال فيما قال عام 1787م: «بقدر ما تتسع رقعة الحضارة على الأرض، سنشهد زوال الحرب، وكذلك زوال العبودية والبؤس».
غير أن هذه الأماني سرعان ما تبين أنها حلم من أحلام اليقظة، فلفت شيخ الأزهر إلى أن صليل الأسلحة وطبول الحروب، ودماء القتلى، وأنين الضحايا، وخسارة الأموال التي تحسب بالمليارات والتريليونات- كان الحقيقة المرة والواقع الأليم الذي صحت عليه الإنسانية في الشرق وفي الغرب أيضا.. .وإن الفيلسوف البلغاري المعاصر «تودورف تزفيتان»، والذي وافته المنية منذ خمس سنوات مضت، أصاب كبد الحقيقة وهو يقول: «إن الثقافات بكل مكوناتها التقنية والفنية تنتشر بسرعة متزايدة في أرجاء الأرض، وتعرفها شرائح كبيرة من سكان العالم، ومع ذلك، فإن الحروب لم تتوقف، والبؤس لم يتراجع، وحتى العبودية لم تلغ إلا من القوانين فقط، أما على مستوى الممارسة فإنها لا زالت باقية»
كلمات مفتاحية
شيخ الأزهر، صوت الأذان
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الأزهر شيخ الأزهر مجلس حكماء المسلمين الأديان السماوية صوت الأذان شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
رسالة ماجستير لباحث بالشرقية توصي بـ «الحيادية» في مقارنة الأديان لإظهار عظمة الإسلام
ناقش قسم مقارنة الأديان بكلية الدراسات والبحوث الأسيوية بجامعة الزقازيق بمحافظة الشرقية رسالة ماجستير بعنوان"الجانب الروحي في الأديان الوضعية "الطاوية أنموذجا"والمقدمة من الباحث محمد أحمد على أحمد عراقى مدير إدارة القرين التعليمية.
وتكونت لجنة الإشراف والمناقشة والحكم على الرسالة من الدكتور ثروت مهنا استاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالزقازيق مشرفاً ورئيساً، الدكتور عبد الغني الغريب طه أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق مناقشاً، الدكتورأحمد على ليلة أستاذ العقيدة والفلسفة بكلية الدراسات الإسلامية والعربية بالزقازيق مشرفاً، الدكتور سارى زين الدين رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بكلية أصول الدين والدعوة بالزقازيق مناقشاً.
ويدور موضوع الرسالة حول الطاوية باعتبارها مذهباً وضعياً غير سماوي، ولا تنتسب إلى نبي أو رسول، وإنما تنتسب إلى مؤسسها الفيلسوف الصيني (لاوتسو) فهو الأب الروحي لذلك المذهب الوضعي القائم في بلاد الصين إلى الآن، وأنَّ الكتاب المقدس عند الطاوية ليس كتاباً سماوياً، وإنما هو مجموعة من الحكم والعبارات المأثورة عن (لاوتسو) المتعلقة بالإله والإنسان والحياة، والكثير من الأصول الفكرية عند (الطاوية) تقوم على فلسفات صينية قديمة، بالإضافة إلى تأثرها بالبوذية) و (الكونفوشيوسية)، ولهذا فهي خليط من المعتقدات والأفكار المختلطة، ويقوم جوهر الطاوية على العودة إلى الحياة الطبيعية، والوقوف موقفاً سلبياً من الحضارة والمدنية، و يعتبر (الطاو) هو المبدأ العام والمفهوم المحوري الذي تقوم عليه (الطاوية)، بل إنه عامل مشترك في كثير من العقائد الصينية.
وتظهر أهمية هذه الدراسة فى كونها تبحث إبراز العقيدة (الطاوية) كعقيدة يؤمن بها اليوم الملايين من معتنقي الديانات الوضعية، والعمل على إظهار فلسفتها، وإظهار العلاقة بينها وبين العاملين بالحلول والاتحاد ووحدة الوجود، وإظهار العلاقة بينها وبين الزهد والاعتزال، ومعرفة الأسس التي قامت عليها (الطاوية)، وبيان مدى خطورتها ومدى خروجها عن المنهج الإلهي المعصوم، وبيان مدى الفرق الشاسع بينها وبين العقيدة الإسلامية، وقد اعتمدت هذه الدراسة على مجموعة من المناهج البحثية، تشمل المنهج التاريخي، والمنهج التحليلي، والمنهج النقدي، بالإضافة إلى المنهج المقارن.
تناولت الدراسة الطاوية باعتبارها الطريق الوسط بين الكونفوشيوسية والبوذية، وهي من الديانات الصينية العظيمة التي تُمجد تاريخ الصين الموغل في القدم وحضاراتها العريقة، أو بالأحرى هي مجموعة من المبادئ المستنبطة من الـفلسفات والديانات الصينية القديمة، التي ظهرت في القرن السادس قبل الميلاد من قبل الفيلسوف (لاو تسو)، الذي رأى أن الخير يكمن في الزهد والإعتزال والغفران والتسامح مع الناس وعدم مقابلة السيئة بالسيئة بل بمقابلة السيئة بالحسنة، ويعد هذا الطريق الأسلم والأكمل في الوجود للبشرية بحسب رأي المؤسس(لاو تسو)، ويرى بعض المؤرخين أن الطاوية ليست ديناً ويفضلون تسميتها تعليماً أو فلسفة، ولكنها في الحقيقة، تعتبر مزيجا من الفلسفات والتعاليم والتصورات العريقة للكون والحياة والإنسان.
وقد توصل الباحث فى دراسته لضرورة عقد المقارنات بين الدين الإسلامي والأديان الوضعية، وبيان ما امتاز به الإسلام عن تلك الديانات الوضعية، وضرورة الاعتماد قدر الإمكان على الكتب التي تركها أصحاب تلك الديانات الوضعية، لأنها أقرب طريق إلى فهم أفكارهم معتقداتهم، وضرورة التمسك بالحيادية في عرض مقارنات الأديان، دون التعصب لمذهب على حساب الآخر، وقد منحت لجنة المناقشة والحكم علي الرسالة الباحث درجة الماجستير فى دراسات وبحوث الأديان بتقدير مرتبة الشرف الأولى.
حضر المناقشة الدكتور محمد سليم عضو مجلس الشيوخ وعدد من أعضاء هيئة التدريس بجامعتي الأزهر والزقازيق وطلبة الدراسات العليا، ولفيف من القيادات الشعبية والتنفيذية.