نزوح متزايد وأوضاع كارثية.. لماذا عادت الاشتباكات في عين الحلوة؟
تاريخ النشر: 11th, September 2023 GMT
بيروت - خاص صفا
عاد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين جنوبي لبنان إلى مربع الاشتباكات المسلحة مجددًا، الأمر الذي كسر حالة الهدوء التي سادت نحو شهر، وسط أوضاع إنسانية صعبة وتزايد في أعداد النازحين.
ومنذ مساء الخميس الماضي تجددت الاشتباكات بين حركة "فتح" وجماعات متشددة بالمخيم استخدمت فيها أسلحة خفيفة ورشاشة وقذائف أسفرت عن مقتل 5 أشخاص وإصابة العشرات، ما وضع حدًا لوقف إطلاق النار الذي جرى التوصل إليه أوائل أغسطس/ آب المنصرم.
وتعود الأزمة إلى يوم 29 يوليو/ تموز الماضي بعد إقدام مسلحين يُعتقد أنهم محسوبون على حركة "فتح" بإطلاق النار على مسلحين من جماعة متشددة ما أدى لمقتل شاب يدعى عبد فرهود وإصابة محمود خليل الملقب بـ"أبو قتادة".
وردّ المسلحون بعدها بساعات بقتل قائد الأمن الوطني الفلسطيني والقيادي في حركة "فتح" أبو أشرف العرموشي مع أربعة من مرافقيه في كمين نصبوه لهم لتتواصل الاشتباكات عدة أيام أسفرت في مجملها عن مقتل 13 شخصًا وإصابة العشرات.
وانتهت الاشتباكات السابقة بالتوصل إلى وقف إطلاق نار في 6 أغسطس نصّ على سحب المسلحين من الطرقات وعدم إبراز المظاهر المسلحة، وتشكيل لجنة تحقيق من هيئة العمل الوطني الفلسطيني المشترك، لتحديد المتسببين بالأحداث وتقديمهم للعدالة اللبنانية، إضافة لتعويض المتضررين.
سبب عودة الاشتباكات
مدير عام "الهيئة 302 للدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين" على هويدي أوضح أن سبب عودة الاشتباكات في المخيم هو عدم تطبيق ما جرى التوصل إليه من بنود في اتفاق وقف إطلاق النار في أغسطس الماضي.
وأكد هويدي في مقابلة مع وكالة "صفا"، اليوم الإثنين، أن الاشتباكات مستمرة حتى اللحظة لافتًا إلى أن دائرتها تتسع وتمتد إلى مناطق جديدة.
وأشار إلى التطور المقلق هو سقوط قذائف على مراكز للجيش اللبناني قريبة من المخيم أدت لإصابة 5 عسكريين من الجيش.
وشدد هويدي على أن "هذا الأمر مرفوض ومستنكر ويمكن أن يجرّنا إلى مربعات لا تحمد عقباها في المستقبل".
وقال: "اليوم سيصار إلى لقاء بين المدير العام للأمن العام اللبناني وممثلين عن فصائل فلسطينية لمناقشة ما يجري في المخيم، وعلى رأس الأولويات الوقف الفوري لإطلاق النار".
أوضاع مأساوية
وأفاد هويدي بأن "الأوضاع الإنسانية مأساوية إلى أبعد الحدود وما زال من الصعوبة حصر النازحين من المخيم" مؤكدا أن الأعداد بالآلاف.
ونوه إلى أن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) فتحت مراكز جديدة لإيواء النازحين بعد امتلاء مدرسة نابلس في مدينة صيدا بهم، لافتًا لوجود أعداد كبيرة في مراكز أخرى في مدينة صيدا ومنطقة سبلين.
وأردف هويدي أن "مؤسسات المجتمع المدني تبذل جهودها لتقديم ما يلزم من حاجات وخدمات للنازحين"، منوهًا إلى أن الحاجة أكبر من ذلك بكثير.
وأكد أن تنقل الاشتباكات من حي إلى حي وحارة إلى حارة زاد من الأضرار الناجمة عن هذه الاشتباكات وأدى إلى احتراق الكثير من المنازل والمحال التجارية.
وتابع هويدي "هذا عبء وأزمة إنسانية ومعاناة وحتى إن جرى وقف إطلاق النار حاليًا سيجد أصحاب هذه المنازل صعوبة كبيرة في العودة إلى المخيم وبالتالي بقاؤهم في المدارس ومراكز الإيواء أو عند الأقارب والأصدقاء ما يزيد المعاناة ويجعلها معقدة ومركبة".
البعد السياسي للمخيم
ودعا رئيس "الهيئة 302" إلى الوقف الفوري وتجنيب المخيم من الدمار وإخلاء المدارس الثمانية بالمخيم في أسرع وقت ممكن لإفساح المجال للاستعداد للعام الدراسي الجديد واستقبال الطلبة في بداية الشهر المقبل.
وطالب بـ"استحضار البعد السياسي للمخيم وما يمثل من قضية لاجئين وعودة".
و"عين الحلوة" هو أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان تأسس عام 1948، ويضم نحو 50 ألف لاجئ مسجل حسب الأمم المتحدة، بينما تفيد تقديرات غير رسمية بأن عدد سكانه يتجاوز 70 ألفًا.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: مخيم عين الحلوة اشتباكات عين الحلوة لبنان اللاجئين الفلسطينيين إطلاق النار
إقرأ أيضاً:
بيتكوين تحقق مكاسب قياسية خلال مايو وسط زخم مؤسسي وتشريعي متزايد
سجلت عملة بيتكوين أداء قويا خلال شهر مايو الجاري، إذ حققت مكاسب بارزة رغم تعرضها لخسائر في الأسبوع الأخير، بدعم من تدفقات استثمارية مؤسسية كبيرة وتحسن في البيئة التنظيمية، إلى جانب ارتفاع الطلب من الشركات الكبرى.
واستهلت عملة بيتكوين تعاملاتها في بداية مايو عند مستوى 94، 212.86 دولار، وواصلت صعودها حتى بلغت ذروة تاريخية عند 111.970.17 دولار في 22 مايو، مسجلة بذلك أعلى سعر لها على الإطلاق، وفقا لبيانات منصة كوين ماركت كاب.
واستقرت العملة الرقمية الأكبر من حيث القيمة السوقية، خلال تعاملات اليوم السبت، عند 103، 632.41 دولار، مسجلة ارتفاعا شهريا بنحو 9.419.55 دولار، أي ما يعادل زيادة تقارب 8% خلال الشهر.
ورغم هذا الآداء القوي على مدار الشهر، شهد الأسبوع الأخير من مايو تراجعا في سعر بيتكوين، إذ انخفض من حوالي 107.287.80 دولار في بداية الأسبوع إلى 103.632.41 دولار بنهايته، مسجلا خسارة أسبوعية نسبتها 3.4%.
ومع هذا الانخفاض الطفيف في الأيام الأخيرة، حافظت بيتكوين على مكاسبها الشهرية الكبيرة، مما يعكس قوة الطلب ومرونة العملة الرقمية في ظل تقلبات السوق المتزايدة.
وفي خطوة تشريعية بارزة، أعلن النائب الأمريكي فرينش هيل عن طرح مشروع قانون منتظر بشأن هيكل سوق الأصول الرقمية تحت اسم قانون وضوح سوق الأصول الرقمية لعام 2025 (Digital Asset Market Clarity Act of 2025)، أو قانون CLARITY لعام 2025، بدعم من مشرعين من كلا الحزبين.
ويهدف مشروع القانون إلى تحديد أدوار كل من هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) وهيئة تداول السلع الآجلة (CFTC) في الإشراف على الأصول الرقمية، مع السعي لحل الإشكاليات القديمة حول الجهة التي تملك صلاحية الرقابة على أنواع مختلفة من الأصول الرقمية، مما يعزز ثقة المستثمرين في السوق.
وواصلت صناديق البيتكوين المتداولة في البورصة (ETFs)، تسجيل أداء قوي، حيث شهدت تدفقات صافية بقيمة 329 مليون دولار خلال جلسة الثلاثاء 20 مايو، مسجلة بذلك يومها الخامس على التوالي من المكاسب المستمرة.
ويعكس هذا الزخم المتصاعد ثقة متزايدة لدى المستثمرين تجاه صناديق البيتكوين، ويعزز التفاؤل بسوق العملات المشفرة بشكل عام.
وكانت صناديق IBIT التابعة لشركة بلاك روك في مقدمة صناديق البيتكوين المتداولة، حيث جذبت نحو 287.45 مليون دولار، أي ما يقارب 90% من إجمالي التدفقات اليومية.
وعلى صعيد الشركات الكبرى، أعلنت شركة مايكروستراتيجي المدرجة في بورصة ناسداك يوم الاثنين عن شراء 7.390 وحدة من عملة البيتكوين، بقيمة إجمالية بلغت نحو 764.9 مليون دولار، بسعر متوسط قدره 103، 498 دولارًا للوحدة الواحدة.
وبهذا الاستثمار، ترتفع حيازات الشركة من البيتكوين إلى 576.230 وحدة، بقيمة سوقية تقدر بنحو 59 مليار دولار، مما يجعلها أحد أكبر المستثمرين المؤسسيين في البيتكوين عالميًا.
ويعتقد عدد من المحللين أن الزخم الإيجابي الذي تشهده عملة البيتكوين سيستمر خلال الأشهر القادمة، مدعوما بتدفقات الاستثمار المؤسسي المتزايدة، لا سيما عبر صناديق التداول في البورصة (ETFs).
كما تلعب التطورات التنظيمية الواضحة في الولايات المتحدة دورا مهما في تعزيز ثقة المستثمرين، مما يساهم في دعم استقرار الأسعار ودفع البيتكوين نحو مستويات أعلى.
وعلى الرغم من هذا التفاؤل، يحذر الخبراء من أن استمرار التوترات الجيوسياسية أو حدوث تغييرات حادة في السياسات الاقتصادية العالمية قد يسبب تقلبات سعرية جديدة، قد تؤدي إلى تصحيحات مؤقتة في أسعار البيتكوين، الأمر الذي يستوجب مراقبة دقيقة لتطورات السوق.
من جهة أخرى، يتوقع بعض المحللين أن يصل سعر البيتكوين إلى مستويات تتجاوز 150.000 دولار بحلول نهاية عام 2025، شريطة تحسن الظروف الاقتصادية واستمرار زيادة تبني العملة الرقمية من قبل المؤسسات المالية الكبرى، مما يعكس إمكانيات نمو قوية للعملة خلال الفترة المقبلة.
اقرأ أيضاًارتفاع سعر البيتكوين إلى مستوى قياسي جديد
هبوط جماعي للعملات المشفرة وبيتكوين تتراجع إلى 103 آلاف دولار
العملات المشفرة تتراجع وبيتكوين تحت مستوى 95 ألف دولار