لقي أكثر من 2800 شخص مصرعهم واعتبر الآلاف في عداد المفقودين، من جراء العاصفة دانيال التي ضربت شمال شرقي ليبيا، أمس الإثنين، قبل أن تتجه نحو الأراضي المصرية.

وتركت السيول والفيضانات التي ضربت مدناً بشرق ليبيا نتيجة إعصار دانيال آثاراً كارثية على البلاد، بعدما حوّلت بعضها إلى ركام، وغمرت أحياء كاملة بمواطنيها، لترتفع إحصائية القتلى إلى أكثر من 2800 شخص.

وأعلن المجلس الرئاسي الليبي برقة منطقة منكوبة بسبب الفيضانات، وطلب المجلس من الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية تقديم المساعدة للمناطق المتضررة.

مناطق منكوبة وحداد

وأعلن المجلس الرئاسي في ليبيا في بيان، درنة وشحات والبيضاء في برقة بالشرق مناطق منكوبة بسبب السيول التي اجتاحتها، مطالباً الدول الشقيقة والصديقة والمنظمات الدولية بتقديم المساعدة والدعم.

وأعلن كل من رئيسي الحكومتين المتنازعتين في البلاد، عبد الحميد الدبيبة، وأسامة حماد، الحداد لمدة 3 أيام، وتنكيس الأعلام في كل البلاد، حداداً على ضحايا السيول والفيضانات، بينما قال الأول إن لجان حصر الضحايا والأضرار بدأت في العمل، وفي تحويل الأموال إلى البلديات المنكوبة لتوفير ما يلزم لمساعدة الأسر، وتقديم الدعم للمناطق المتضررة بشكل عاجل.

وقد سبق ذلك إعلان حالة الاستنفار وفرض حظر التجول وإغلاق الموانئ النفطية الرئيسية في البلاد.

ويشار إلى أن العاصفة دانيال انطلقت بداية من اليونان وتركيا قبل أن تتوجه نحو ليبيا، حيث خلفت نحو 30 قتيلاً.

 مساعدات دولية

وأعلنت السفارة الأمريكية لدى ليبيا، أمس الإثنين، عن تواصلها مع الأمم المتحدة والسلطات في ليبيا، بشأن توجيه مساعدات سريعة إلى المناطق الأكثر تضرراً، جراء السيول التي اجتاحت مناطق في الشرق الليبي.

وقالت السفارة، في تغريدة عبر حسابها بموقع "إكس" للتواصل الاجتماعي: "نحن على تواصل مع الأمم المتحدة والسلطات في ليبيا، لتحديد أسرع وقت يمكن خلاله توجيه المساعدة الى الأماكن التي هي في أمس الحاجة إليها"، بحسب موقع "بوابة إفريقيا الإخبارية" الليبي.

وأكدت السفارة الأمريكية أنها تتابع الوضع عن كثب في ليبيا التي شهدت مدنها الشرقية فيضانات كارثية.

وقالت: "قلوبنا مع الذين طالتهم الفيضانات الكارثية في المدن الشرقية من ليبيا، بما في ذلك درنة والبيضاء وشحات وخاصة مع أولئك الذين فقدوا أحبتهم"، وأضافت "نحن نتابع الوضع عن كثب وعلى اطلاع على تقارير تفيد بأن السلطات الليبية من كل الأطراف تعمل معاً على استجابة طارئة".

We are in close contact with the United Nations and with authorities in Libya to determine how quickly we can bring assistance to bear where it is most needed.

— U.S. Embassy - Libya (@USEmbassyLibya) September 11, 2023

فيما، قالت بعثة الأمم المتحدة في ليبيا إنها تتابع عن كثب تطورات العاصفة، وستقدم "مساعدات إغاثة عاجلة لدعم جهود الاستجابة على المستويين المحلي والوطني".

The United Nations in Libya is closely following the emergency caused by severe weather conditions in the eastern region of the country. We express our heartfelt condolences to the families of those who have lost their lives and our thoughts for all people affected. pic.twitter.com/KahuA1P4g9

— UNSMIL (@UNSMILibya) September 11, 2023

ومن جهتها، قالت وزارة الخارجية التركية، اليوم الثلاثاء، إن تركيا سترسل 3 طائرات لنقل فريق إنقاذ ومساعدات إنسانية إلى ليبيا.

وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في وقت لاحق على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، المعروفة سابقاً باسم تويتر، إن فريق الإنقاذ سيضم 168 فرداً ومركبتين للبحث والإنقاذ وزورقين للإنقاذ.

وأضاف أن الطائرات، التي تحمل أيضا مئات الخيام والمولدات الكهربائية والمواد الغذائية ومنتجات النظافة والملابس، ستغادر إلى بنغازي في الصباح، مضيفاً أن أفراداً من قوات الدرك وإدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) سيكونون من بين رجال الإنقاذ.

وبدورها،   أكدت السفارة الإيطالية لدي ليبيا، أمس الإثنين، عن استعدادها لتقديم الدعم اللازم لليبيا عبر مرافقها الخاصة بالمساعدات الإنسانية، للمساعدة في مواجهة آثار الفيضانات.

#SONDURUM
Türkiye’den Libya’ya yardım eli

Milli Savunma Bakanlığı’na ait 3 nakliye uçağından ilki Bingazi’ye gitti pic.twitter.com/veQ4mhAjiF

— A Haber (@ahaber) September 12, 2023

وأعربت سفارة إيطاليا لدى ليبيا، عبر صفحتها بموقع "إكس" للتواصل الاجتماعي ، عن تعازيها العميقة في ضحايا إعصار "دانيال" الذي ضرب بشدة شرق ليبيا، وتسبب في فيضانات ودمار بمدن مختلفة، وفقاً لموقع "بوابة إفريقيا الإخبارية" الليبي.

وأشارت السفارة الإيطالية إلى تضامنها مع السلطات المحلية والمنظمات المشاركة في جهود الإغاثة، وقالت إن "إيطاليا مستعدة لتقديم يد العون من خلال مرافقها الخاصة بالمساعدات الإنسانية".

تعبر إيطاليا عن عميق تعازيها في ضحايا إعصار دانيال الذي ضرب بشدة شرق ليبيا، وتسبب في فيضانات ودمار في مدن مختلفة.

تضامننا مع السلطات المحلية والمنظمات المشاركة في جهود الإغاثة، وإيطاليا مستعدة لتقديم يد العون من خلال مرافقها الخاصة بالمساعدة الإنسانية. pic.twitter.com/o0lFLbMe28

— Italy in Libya (@ItalyinLibya) September 11, 2023

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني ليبيا فی لیبیا

إقرأ أيضاً:

أسواق اليمن في وجه العاصفة.. تدهور سريع للريال واضطراب سلاسل الإمداد

تترقب الأسواق المحلية في اليمن وسط قلق بالغ، مجريات الأحداث المتصاعدة التي أعقبت الهجمات التي شنتها إسرائيل على إيران والقصف المتبادل بينهما، وانعكاس ذلك على تأجيج واضطراب الأسواق العالمية. وفي استجابة سريعة للحرب الإسرائيلية الإيرانية، سجل سعر صرف العملة المحلية تدهوراً ملحوظاً، أول من أمس السبت، من 2585 ريالا إلى 2614 ريالا مقابل الدولار.

 

يأتي ذلك مع ارتفاع أسعار النفط والذهب، في ظل توقعات بسيناريوهات خطيرة للأحداث قد تشمل المضائق المائية وممرات التجارة الدولية، وسط مخاوف باضطراب سلاسل الإمداد وارتفاع تكاليف الشحن. وما قد يضيف أعباء على اليمن الذي لا يعتبر بعيداً عما يدور، بل في قلب الأحداث منذ أكثر من عام ونصف العام، سخونة الأوضاع في البحر الأحمر والممرات المائية اليمنية، وتعرّض البلاد لعدوان إسرائيلي كان له تبعات جسيمة على موانئ الحديدة وخطوط الشحن في البحر الأحمر. وجاء ذلك مع استمرار الحوثيين في إطلاق الصواريخ التي تستهدف مطارات وموانئ الاحتلال الإسرائيلي، في ظل موقفهم المساند للشعب الفلسطيني في قطاع غزة، حسب بيانات رسمية.

 

تدهور العملة المحلية

 

الباحث المصرفي اليمني نشوان سلام، يرجع لـ"العربي الجديد"، سبب التدهور المتجدد للعملة المحلية بهذا المستوى، حيث كانت منذ بداية العام تتأرجح بين 2500 و2590 ريالا للدولار الواحد، إلى التوتر والاضطراب الحاصل في المنطقة بسبب الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، في بلد يفتقد للأدوات التي تمكنه من التعامل مع الأحداث الطارئة، إذ تستجيب الأسواق المحلية بشكل سريع لارتدادات أي اضطرابات بالمنطقة والتي ستجد طريقها بعد الريال إلى أسواق الذهب والنفط، مع اعتماد البلاد بشكل كلي على استيراد احتياجاتها من الخارج.

 

ومع اشتعال الأوضاع في المنطقة وما ينذر ذلك من تبعات كارثية على الدول المرتبطة بما يحصل؛ يعيش اليمن على وقع تبعات العدوان الإسرائيلي على كافة المستويات، حيث أثر بشكل بالغ على الحركة التجارية في الأسواق التي تعاني شحا في المعروض من مختلف السلع الغذائية والاستهلاكية.

 

ويتزامن هذا مع ارتفاع الأسعار بشكل قياسي في ظل تراجع ملحوظ في القوة الشرائية، حيث يعاني اليمنيون من أزمة سيولة خانقة، يتوقع خبراء اقتصاد تفاقمها بسبب الأحداث المشتعلة في المنطقة التي أعقبت الهجمات الإسرائيلية على إيران، إضافة إلى معاناة التجار والمستوردين من صعوبات وتعقيدات بالغة، سواءً على مستوى توفير الدولار في ظل تفاقم أزمة السيولة من العملات الأجنبية والمحلية، أو في جانب الاستيراد ووصول بضائعهم إلى المخازن والأسواق في مختلف المدن اليمنية.

 

أزمة الممرات المائية

 

الخبير اليمني في الشحن البحري محمد شايف، يؤكد في حديث لـ"العربي الجديد"، أن اليمن سيتأثر بشكل بالغ في حال امتداد الأحداث والتوترات والصراع إلى المضائق المائية، إذ قد تلجأ إيران إلى استخدام ورقة مهمة لديها، في ظل الدعم الأميركي والغربي اللامحدود لإسرائيل، تتمثل في إغلاق مضيق هرمز وباب المندب، وبالتالي تعطيل أحد أهم ممرات التجارة العالمية التي تعبر من خلالها نسبة كبيرة من تجارة النفط العالمية.

 

ويشير شايف إلى أن اليمن مرتبط بشكل مباشر بهذه التوترات، فالعدوان الإسرائيلي ومن قبله الأميركي تسبب في اضطراب كبير في سلاسل التوريد، مع توقف الشحن التجاري ودخول السفن المحملة بالوقود والبضائع إلى ميناء الحديدة، بالتزامن مع القصف العنيف للعدوان الذي طاول موانئ البحر الأحمر الثلاثة في الساحل الغربي لليمن، والذي أدى إلى خروجها عن الخدمة لأكثر من مرة طوال الشهرين الماضيين.

 

وحسب مراقبين، يعتبر اليمن في قلب الأحداث الراهنة، حيث تعاني البلاد بشكل ملحوظ منذ مطلع العام الحالي، من انفجار في الأزمات الاقتصادية والمالية والمعيشية، عدا عن تأثرها بشكل كبير بمجموعة من التحديات الناتجة عن تصنيف الإدارة الأميركية الجديدة للحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وبالصراع الدائر في البحر الأحمر. والأهم التبعات الجسيمة التي خلّفها العدوان الأميركي والإسرائيلي على كافة المستويات، إضافة إلى التأثير الناتج عن حرب الرسوم الجمركية التي تسبب فيها ترامب، والآن مع انفجار الأوضاع في المنطقة بسبب الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، وفق المراقبين.

 

استيراد معظم الاحتياجات

 

المحلل الاقتصادي وفيق صالح يقول لـ"العربي الجديد": الوضع الحالي على المستوى المصرفي أو التجاري والأسواق أو في الجانب المعيشي والسيولة متوقع للغاية، في ظل كل هذه المستجدات والأحداث المؤثرة.

 

يشير صالح إلى أن اليمن بلد يستورد معظم احتياجاته من السلع الأساسية والاستهلاكية، وبالتالي أي اضطراب في سلاسل الإمدادات العالمية، يحد من قدرة البلاد على الاستيراد، ويقلص من حجم تدفق السلع والبضائع إلى الموانئ اليمنية، إضافة إلى أن ارتفاع تكاليف الشحن البحري والتأمين على السفن، يؤدي إلى مضاعفة تضخم أسعار السلع في الأسواق المحلية.

 

وتسببت الاضطرابات بالمنطقة في عجز اليمن عن الوصول إلى استيراد أهم المواد الأساسية مثل القمح، وفق حديث صالح، علاوة على أن هكذا وضع يدفع بالدول إلى العزوف عن تقديم المساعدات الإنسانية لليمن التي تعد أحد العوامل التي تساهم في الحركة النقدية والتجارية في الأسواق. واليمن بأمسّ الحاجة إلى استمرار هذه المساعدات لتحسين مستوى الأمن الغذائي والحد من تفاقم الأزمة الإنسانية، حسب صالح. ولمواجهة تكاليف التأمين المتوقع ارتفاعها، وخطوط الشحن الطارئة التي ستفرضها الأحداث والتوترات المتصاعدة؛ يأمل المستوردون والقطاع الخاص اليمني في فتح مسارات برية مؤمنة عبر سلطنة عمان أو السعودية، وحتى ميناء عدن لتقليل كلف الواردات.

 

بدوره، يذهب الباحث الاقتصادي نبيل الشرعبي، في حديثه لـ"العربي الجديد"، إلى أن التأثير الأهم، خصوصاً في أزمة السيولة، تمثل في تراجع التمويلات الأممية والدولية، وانعكاس ذلك على تقليص أنشطتها التي كانت تعمل على خلق دورة نقدية مهمة تساعد في حركة الأسواق التجارية والمالية والمصرفية، مشيراً إلى التبعات الكبيرة التي ستنتج عن انفجار الأوضاع بهذا الشكل بعد الهجمات الإسرائيلية على إيران، حيث ستعمق من تدهور سعر صرف، وأزمة السيولة وتدهور المعيشة، والتي تتفاقم مع كل حدث جديد وطارئ، سواءً على مستوى اليمن أو المنطقة.


مقالات مشابهة

  • باحث في الشأن الإيراني: إسرائيل تسعى لتحويل طهران إلى مدينة منكوبة وخالية من السكان
  • سوق العمل في مواجهة العاصفة التكنولوجية والحاجة إلى سياسات استباقية
  • تحذيرات من حدوثها 18 يونيو.. ما تريد معرفته عن العاصفة الشمسية
  • غزة والسودان في عين العاصفة.. الأمم المتحدة تحذر من مجاعة وشيكة في 13 منطقة
  • أسواق اليمن في وجه العاصفة.. تدهور سريع للريال واضطراب سلاسل الإمداد
  • الجراد الصحراوي في ليبيا.. تصاعد الغزو ونداءات بالحل
  • إلغاء جميع رحلات الطيران الإسرائيلية حتى 30 يونيو بسبب التصعيد العسكري
  • الأردن في قلب العاصفة: سياسة الحكمة بدل التهور والمغامرة
  • مقتل رئيس استخبارات الحرس الثوري ونائبه في غارة على طهران
  • إيران تحسم الجدل حول المباحثات تحت النار