تحليل أمريكي: الأطفال المجندون اليوم هم بذور الحروب المستقبلية في اليمن
تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT
أوضح تحليل أمريكي نشره معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن الأطفال المجندين في اليمن لن يختفوا ببساطة بغض النظر عن كيفية أو موعد انتهاء الصراع الحالي في البلد منذ سنوات.
وأشار التحليل إلى أن حمل الأطفال للأسلحة ليس ظاهرة جديدة؛ ولعدة قرون كان الصبية الصغار، ممن تتراوح أعمارهم بين 12 و15 عامًا، يحملون السلاح لحماية أسرهم أو الدفاع عن الأراضي القبلية؛ لكن ما يحدث في اليمن الآن أمر مختلف تماما وأكثر إثارة للقلق.
وأوضح أن الأطفال يتم استهدافهم وتجنيدهم وتدريبهم، ثم تحويلهم في نهاية المطاف إلى جنود، حيث تم إضفاء الطابع المؤسسي على هذه العملية في الوقت الذي يتم فيه تمجيد الجنود الأطفال الذين تنتجهم.
التحليل، الذي أعده الباحث جريجوري د. جونسن، عضو سابق في فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن، ويشغل حاليًا منصب المدير المساعد لمعهد الصراع المستقبلي في أكاديمية القوات الجوية الأمريكية.. أوضح، أنه وبغض النظر عن كيفية أو موعد انتهاء الصراع الحالي، فإن الجنود الأطفال لن يختفوا ببساطة، وأن هذه مشكلة ستؤثر على اليمن وجيرانه لعقود قادمة، كون هؤلاء الجنود الأطفال هم بذور حروب اليمن المستقبلية.
تشير معظم التقارير -بما في ذلك تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول "الأطفال والنزاع المسلح"، وتقارير فريق الخبراء المعني باليمن التابع لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، وتقارير فريق الأمم المتحدة المنحل الآن المكون من خبراء دوليين وإقليميين بارزين- تشير إلى أن الحوثيين مسؤولون عن أكثر من ثلثي الأطفال الجنود في اليمن. ويرجع ذلك جزئيًا إلى التاريخ الحديث، وجزئيًا، قد يجادل الحوثيون بأن هذا مدفوع بالضرورة العسكرية، لكنه كله متعمد.
وفي الثمانينيات، أنشأت الجماعة، التي أصبحت تعرف باسم الحوثيين، مخيمات صيفية في المرتفعات الشمالية في صعدة. ظاهرياً، كان الغرض من هذه المعسكرات هو تثقيف الجيل القادم حول أساسيات الزيدية، الطائفة الشيعية السائدة في شمال اليمن. ففي نهاية المطاف، حكم الأئمة الزيديون شمال اليمن طوال معظم الألفية الماضية إلى أن تمت الإطاحة بهم في عام 1962. لكن العقيدة الزيدية كانت تشتمل دائمًا على عنصر عسكري، والزيديون الذين شكلوا هذه المعسكرات الصيفية الأولى، بما في ذلك أفراد من عائلة الحوثي نفسها، أنشأت التدريب العسكري أيضًا.
وأوضح تحليل معهد دول الخليج العربية في واشنطن أن خريجي تلك المعسكرات الصيفية شكلوا نواة الحركة الحوثية في الفترة من 2004 إلى 2010، عندما قاتلت الجماعة حكومة الرئيس آنذاك علي عبد الله صالح، لافتا إلى أنه وطوال النزاع الحالي الذي بدأ في عام 2014، دفع الحوثيون الأطفال باستمرار إلى الخطوط الأمامية، لا سيما في الحديدة وما حولها في عامي 2018 و2019 وفي مأرب في عامي 2020 و2021، كوسيلة لتعويض نقص القوات. كما قام الحوثيون بتجنيد واستخدام الفتيات الصغيرات لزرع الألغام الأرضية وكطاهيات وجواسيس.
ولفت الباحث إلى أن الحوثيين يستخدمون نهج الدفع والجذب لتجنيد الأطفال، وبهذه العملية يعيدون تشكيل المجتمع اليمني، موضحا أن الحوثيين يستغلون الفقر الذي يعد الدافع الأكبر لتجنيد الأطفال في اليمن إلى جانب الاقتصاد السيئ في البلاد. كما أن الحوثيين استغلوا تفاقم معاناة العديد من الأسر وانعدام الأمن الغذائي، من خلال تقديم الوعد بتقديم سلال غذائية للعائلات التي تساهم بجنود، بما في ذلك الأطفال، لافتاً إلى أن الحوثيين استخدموا المساعدات الإنسانية كسلاح.
وبحسب التحليل الأميركي، فإن الفرص التعليمية في اليمن تبخرت وتم تحويل المعلمين الذين لا يحصل الكثير منهم على رواتبهم لعدة أشهر، للانضمام إلى جماعات الميليشيات. وفي حالات أخرى، لم يتم إعادة بناء المدارس التي تعرضت للقصف، مما زاد الطين بلة.
وأشار التحاليل إلى أنه ووفقاً لمقابلات مع أشخاص على الأرض، بدأ الحوثيون في فرض ما يرقى إلى ضريبة على الأطفال الملتحقين بالمدارس الحكومية. المبلغ المضاف حوالي 1000 ريال يمني شهرياً، وهذا أثنى بعض الأسر عن إرسال أطفالها إلى المدرسة، موضحا أن مجندي الحوثيين يقومون بالهمس في آذان الآباء بدلاً من دفع الرسوم المدرسية، يمكن أن تتلقى العائلات في حال انضم أطفالهم للقتال فقط.
وفي أبريل/نيسان 2022، وبالتزامن مع الهدنة الوطنية، وقع الحوثيون اتفاقا مع الأمم المتحدة ألزمت الجماعة بالتوقف عن تجنيد الأطفال. ولكن على الرغم من هذا الاتفاق، وجد فريق خبراء الأمم المتحدة المعني باليمن أن الحوثيين "يواصلون التلقين والتجنيد، وفي بعض الحالات، التدريب العسكري للأطفال في المعسكرات الصيفية". وفي الواقع، زاد الحوثيون من جهودهم لتجنيد الأطفال وتدريبهم.
وبحسب الباحث د. جونسن، فإن الكتب المدرسية الحوثية تحتوي الآن على أقسام عن "الشهداء" الأطفال الذين قاتلوا وماتوا في الحرب الحالية. غالبًا ما تحمل شوارع صنعاء ومدن أخرى في الشمال ملصقات لجنود أطفال تُلصق على جدران المتاجر. الزامل، الشعر الشعبي المنشَد الذي غالباً ما يُعرض على الإذاعة التي يسيطر عليها الحوثيون، يعظم ويمجد الأطفال الذين "ضحوا" بأنفسهم للدفاع عن اليمن.
وأكد تحليل معهد دول الخليج العربية في واشنطن، أن الأولاد والبنات في اليمن اليوم تم التلاعب بهم ودفعهم لحمل السلاح؛ وأن هؤلاء هم نفسهم الشبان والشابات الذين سيخوضون حروب اليمن القادمة.
المصدر: نيوزيمن
كلمات دلالية: الأمم المتحدة أن الحوثیین فی الیمن إلى أن
إقرأ أيضاً:
ليبرمان يطالب بإبعاد نواب الذين قاطعوا كلمة ترامب في الكنيست
دعا وزير الحرب الإسرائيلي الأسبق وزعيم حزب "إسرائيل بيتنا" أفيغدور ليبرمان، الإثنين الماضي، إلى إبعاد النائبين أيمن عودة٬ وعوفر كاسيف من الكنيست، بعد رفعهما لافتات تطالب بالاعتراف بدولة فلسطين أثناء خطاب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الهيئة التشريعية الإسرائيلية.
وكتب ليبرمان في منشور على منصة "إكس" أن عودة وكاسيف "أعداء دولة إسرائيل"، متهماً إياهما بـ"خدمة الدعاية الشيطانية لكارهي إسرائيل"، وفق تعبيره.
وكان رئيس الكنيست أمير أوحانا قد أمر بإخراج النائبين، المنتميين إلى "الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة"، بعد أن رفعا لافتة كتب عليها: "اعترف بفلسطين". وأظهر بث متلفز مباشر لحظة تدخل عناصر الأمن لإخراجهما بالقوة من القاعة، وسط تصفيق بعض النواب.
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية أن اللافتة أثارت استياء النواب المؤيدين لترامب، الذي ألقى كلمة أمام الكنيست بعد وصوله إلى الاحتلال الإسرائيلي في مستهل جولة شرق أوسطية تشمل مصر، حيث شارك مع رئيس النظام المصري عبد الفتاح السيسي في "قمة شرم الشيخ للسلام".
وتستضيف مصر القمة بمشاركة قادة أكثر من 20 دولة، بهدف إنهاء الحرب في غزة وتعزيز مسار التسوية السياسية، بعد دخول اتفاق وقف إطلاق النار بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس حيز التنفيذ ظهر الجمعة الماضية.
وبحسب نص الاتفاق، أفرجت "حماس" عن 20 أسيراً إسرائيلياً أحياءً وسلمت رفات 4 آخرين من أصل 28 يقول الاحتلال الإسرائيلي إنهم محتجزون في غزة، فيما أطلقت تل أبيب سراح 1968 أسيراً فلسطينياً، بينهم 250 محكوماً بالمؤبد و1718 من معتقلي غزة الذين اعتُقلوا بعد الحرب، وفق بيان مشترك لهيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني.
وتأتي هذه التطورات وسط اتهامات فلسطينية للاحتلال الإسرائيلي بالتلاعب بقوائم الأسرى المفرج عنهم، في وقت ترفض فيه الولايات المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين، رغم أن 159 دولة من أصل 193 عضواً بالأمم المتحدة اعترفت بها حتى أيلول/سبتمبر الماضي.
وخلال اجتماعات الجمعية العامة الأخيرة للأمم المتحدة، أعلنت 11 دولة جديدة اعترافها بدولة فلسطين، من بينها بريطانيا، وكندا، وأستراليا، وبلجيكا، وفرنسا، ولوكسمبورغ، ومالطا، وموناكو، وأندورا، وسان مارينو، والبرتغال، في خطوة وُصفت حينها بأنها تحول دبلوماسي لافت في الغرب.