لجريدة عمان:
2025-05-22@08:08:05 GMT

هوامش ومتون :العزف على نياط قلب اليمن

تاريخ النشر: 13th, September 2023 GMT

خلال اطلاعي على برنامج الموسم الجديد لدار الأوبرا السلطانية مسقط لفتت نظري فعالية تحمل عنوان (سيمفونيات تراثية من قلب اليمن)، وهي فعاليّة، كما جاء في التعريف، تحتفي بالموسيقى التقليدية الشائعة في أرض اليمن، وهذه الموسيقى القادمة من جنوب الجزيرة العربية تأتي في قالب سيمفوني، في مزاوجة بين الموسيقى التراثية، والآلات الغربيّة، ولنا أن نتخيّل الهيئة التي سيظهر عليها الحفل، فالموسيقى اليمنية تاريخ، ولها حضور في الأغنية الخليجية والعربية يشهد له القاصي والداني، وكثيرا ما عزفت أوتار العود اليمني الأربعة (القنبس) على قيثارة الروح، لأنّها بنت بيئتها، وتضاريس الأرضيّة التي نبتت فيها، ورهافة إحساس إنسانها، الذي ينتمي لأقدم الحضارات التي ظهرت في المنطقة، وتؤكد النقوش التي تعود إلى الحضارات اليمنية: السبئية والمعينية والحميرية أن اليمن عرفت الموسيقى وآلة العود منذ الألف الأول قبل الميلاد، وفي أحد النقوش تظهر امرأة تمسك بالعود اليمني (القنبوس)، ويشير الباحث أحمد تيمور إلى أن (طويس) الذي يعد أول من غنى في الإسلام هو يمني نشأ في المدينة، وله الفضل في نقل الأصوات الغنائية الثمانية إلى الحجاز، كما ورد في كتاب (الأغاني) للأصفهاني، مثلما انتقلت مع اليمنيين الباحثين عن اللؤلؤ في أعماق الخليج، وقد اشتهرت بعض المناطق اليمنية بالموسيقى والغناء، ونسبت إليها، بعض أنماط الغناء المتعدّدة، منها: اللحجي المنسوب إلى منطقة لحج، ومن أبرز من يؤدي هذا النمط الغنائي الراحل أحمد فضل عبدالكريم، الملقب بـ (القمندان)، والفن الحضرمي النمط الغنائي الأكثر انتشارا في منطقة الخليج، وأشهر من غنّاه: حسين أبوبكر المحضار وأبوبكر سالم بلفقيه، والتعزي الذي يؤديه: عبدالباسط عبسي وعبده إبراهيم الصبري وأيوب طارش الذي يُعدّ أبرز الوجوه الفنية لمحافظة تعز، وقد اشتهرت أغانيه في المناسبات الوطنية، وهو ملحن النشيد الوطني للجمهورية اليمنية، والصنعاني الذي تمّ إدراجه ضمن قائمة التراث العالمي عام 2009م بجهود مجموعة من الباحثين على رأسهم الفرنسي جان لامبير، إلى جانب أنماط أخرى من بينها: العدني، واليافعي، والتهامي، وغيرها، ولكل لون من هذه الألوان الغنائية مقاماتها وإيقاعاتها، وخصوصيتها، وتختلف مع الألوان الأخرى باختلاف مشاربها، ويؤكد المهتمون أن الفن الحضرمي «تأثّر بالموسيقى الهندية، فيما تأثّر الفن في لحج وعدن بالموسيقى الأفريقية»، مع ذلك تتشابه هذه الألوان بما يجعلها تحمل سمات واحدة هي سمات الأغنية اليمنية.

وحين زرت منطقة (كوكبان) الواقعة شمال صنعاء، وقفت في مكان شاهق، وكان لا بدّ لي أن أستحضر أغاني فرقة (الثلاثة الكوكباني) التي أسّسها أشقاء ثلاثة شكّلوا فرقة فنية، قال لي رفيق رحلتي اليمني مازحا: اصغِ إلى الريح، إنّها حين تمرّ بـ(كوكبان) يتحوّل صفيرها إلى أنغام عذبة!، فضحكت، وأصغيت لأغنية الفرقة (خطر غصن القنا) التي ترجمت صفير الريح:

«خطر غصن القنا

أنا يابوي أنا

أمان يا نازل الوادي أمان

لمه تجفا لمه؟

أخذ قلبي وراح

وشق صدري بالأعيان الصحاح

يا طول همي ويا طول النواح

من حب من حل هجري واستباح

قتلي وظلمي»

وانتشرت أغانيها، فردّدتها الكثير من الحناجر العربية، وهذا ليس بجديد على الأغنية اليمنية، إذ يرجّح الباحثون أن الموشحات الأندلسية مأخوذة من الموشحات اليمنية، وما دمنا قد ولجنا هذا الباب، فإن الإخوة اليمنيين يتحدّثون بمرارة عن (سرقة) التراث الموسيقي والغنائي اليمني، وتثار بين وقت وآخر هذه القضية فالكثير من الأغاني والألحان المشهورة مأخوذة من أغان يمنية، فمن منّا لم يترنّم بأغنية (يا بنات المكلا) لفهد بلّان؟ واكتشفنا فيما بعد أنّها من منبع يمني، وتنسب للشاعر حسين المحضار، لكن لا يوجد تأكيد على ذلك، وفي جميع الأحوال، فالشاعر يتغنّى بجمال بنات مدينة المكلا الواقعة في حضرموت، وكذلك أغنية (يا منيتي يا سلا خاطري)، و(قلّي متى شوفك يا كامل وصوفك، قلّي متى قلّي با تسمح ظروفك)، والأمر صار معروفا للكثيرين؟ فالكاتب السعودي عبده خال ذكر في منشور له «تم سرقة واستنزاف الموروث الغنائي اليمني بصورة أقل ما يقال عنها (جريمة فنية).. وللأسف الشديد المثقفون والفنانون اليمنيون لم يفعلوا شيئا من أجل استرداد الحق الأدبي لهذا الموروث» وخصوصا الفن الحضرمي لتقارب اللهجة من اللهجة المنتشرة في منطقة الخليج ومهما قيل في الأمر فإنّ الغناء والموسيقى تراث إنساني، واليمن كما قيل «أمّ العرب والطرب».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: الذی ی

إقرأ أيضاً:

وزير الداخلية: إعلان الوحدة اليمنية محطة هامة لتاريخ اليمن توجت نضالات الشعب شمالا وجنوبا

أكد وزير الداخلية اليمني اللواء الركن إبراهيم حيدان، أن اعلان قيام الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو عام 1990م، يعد محطة هامة لتاريخ اليمن وتتويجا لنضالات الشعب في شمال وجنوب الوطن.

 

جاء ذلك في برقية تهنئة بعث بها اللواء حيدان لرئيس مجلس القيادة الرئاسي بالذكرى الـ 35 لتحقيق الوحدة اليمنية.

 

وقال حيدان: "إن اعلان قيام الوحدة اليمنية في الـ 22 من مايو عام 1990م، مثل محطة هامة في تاريخ اليمن المعاصر توجت باكورة نضال وتضحيات وآمال الشعب اليمني العظيم بمختلف مكوناته وقواه السياسية والاجتماعية في شمال الوطن وجنوبه ومثل نقطة تحول تاريخي مشرقة في التاريخ اليمني".

 

وأشار إلى أن الذكرى تحل هذا العام في ظل ظروف استثنائية يعيشها الوطن جراء الحرب العبثية التي تشنها جماعة الحوثي على الشعب اليمني، مشدداً على الثقة الكبيرة في قدرت رئيس وأعضاء مجلس القيادة على تجاوز التحديات الراهنة، مستمدين القوة والعزيمة لتوحيد الجهود من أسلافنا الذين صنعوا المنجزات وتخطو الصعاب في كافة المراحل والمنعطفات التاريخية وصولا إلى تحقيق منجز الوحدة اليمنية العظيمة، لاستعادة الدولة والقضاء على جماعة الحوثي.

 

وجدد وزير الداخلية التأكيد على جاهزية كافة الأجهزة الأمنية لتنفيذ مهامها في حفظ الأمن والاستقرار، ومواجهة المخاطر التي تهدد الوطن، وعلى رأسها إرهاب مليشيات الحوثي..


مقالات مشابهة

  • وزير الداخلية: إعلان الوحدة اليمنية محطة هامة لتاريخ اليمن توجت نضالات الشعب شمالا وجنوبا
  • الرئيس اليمني يدعو في خطاب للشعب الى استلهام قيم الوحدة اليمنية الخالدة في مواجهة التهديدات الداخلية والخارجية المحدقة بالجميع
  • أحمد علي عبدالله صالح يهنئ الشعب اليمني بمناسبة العيد الوطني الـ35 لإعادة تحقيق الوحدة اليمنية (نص)
  • رئيس مجلس الشورى: الوحدة اليمنية قيمة روحية ودينية.. ويحييها الشعب اليمني هذا العام وهو يخوض معركة “الجهاد المقدس والفتح الموعود”
  • الراعي يهنئ القيادة والشعب اليمني بالعيد الوطني للجمهورية اليمنية
  • محافظ شبوة: الوحدة اليمنية تُعد أهم وأعظم إنجاز تاريخي تحقق للشعب اليمني
  • استقرار أسعار النفط عالمياً
  • سماء اليمن تُسقط هيبة الطائرات الأمريكية: “أم كيو 9” تفقد سيادتها أمام الدفاعات الجوية اليمنية
  • في ذكرى ميلادها.. زينات علوي “راقصة الهوانم” التي جمعت بين الأناقة والفن(تقرير)
  • وزيرة الاستثمار ووالي الخرطوم يقفان على حجم الدمار الذي طال المنطقة الحرة بقري