فاز فيلم "انتفاضة الحاخامات" للمخرجة هيثر تينزر بالجائزة الكبرى (25 ألف دولار أميركي) للجزيرة الوثائقية في فئة الإنتاج المشترك لأفضل مشروع قيد التطوير، ضمن فعاليات الدورة الثانية من "أيام الجزيرة الوثائقية" مساء الاثنين الماضي 11 سبتمبر/أيلول الجاري.

ونال فيلم "حتى يتوقف الطنين" للمخرج السوري عبد القادر حبك، جائزة فئة الأعمال قيد التنفيذ والبالغة 15 ألف دولار مقدمة من قناة الجزيرة الوثائقية، أما في قائمة جائزة نجوم البلقان، فقد فاز فيلم "لا أريد" للمخرج هانيس باغوشوف، بالجائزة البالغة 10 آلاف دولار مقدمة من قناة الجزيرة بلقان.

انتفاضة الحاخامات

يتابع الفيلم الفائز بالجائزة الكبرى رحلة 4 حاخامات يهود من جماعة "ناطوري كارتا“ ويرصد ما يقدموه للقضية الفلسطينية في مختلف بلدان العالم، وقصتهم في الدفاع عن حرية الفلسطينيين.

كما يحكي الفيلم قصة منتجته ومخرجته اليهودية هيثر تينزر التي أحبت إسرائيل في طفولتها، وكان لديها حلم زيارة القدس والتعرف إلى الدولة اليهودية عن قرب، إلا أن الكم الهائل من العنف الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين دفعها للبحث في طريقة تعبر فيها عن رفضها للعنف وللمطالبة بحياة أفضل للفلسطينيين.

ورغم أن المخرجة من خلفية يهودية متدينة، داعمة لإسرائيل ومشاركة في كثير من النشاطات الداعمة لسياساتها، جاء الفيلم محاولة للتخلص من العيش في فقاعة أيديولوجية رافقت المخرجة فترة طويلة من حياتها حتى قررت مواجهتها في النهاية والحديث عنها.

قادها البحث بعد ذلك إلى جماعة "ناطوري كارتا" وتعني "حارس المدينة" باللغة الآرامية (لغة سامية شرق أوسطية قديمة)، وهي حركة يهودية مناهضة للصهيونية وضد قيام دولة إسرائيل، لترافق 4 من حاخامات الحركة خلال مؤتمراتهم أو زياراتهم الميدانية لبعض الدول.

يبدأ الفيلم بعرض مسيرة يهودية في الولايات المتحدة الأميركية، وينتقل مباشرة لعرض مظاهرة مناوئة لهذه المسيرة، يقودها متدينون يهود يحملون الأعلام الفلسطينية، ويهتفون لحرية فلسطين.

ويعرض الفيلم مشاهد أرشيفية من وصول الجماعة إلى مدينة غزة المحاصرة ولقائهم بعض القيادات الفلسطينية هناك، ومطالبتهم بتحقيق سلام عادل للفلسطينيين، منطلقين من فكرة أن هذه الممارسات مستهجنة في الديانة اليهودية التي تنص على تحريم القتل والظلم.

المخرجة هيثر تينزر تستلم الجائزة من مدير قناة الجزيرة الوثائقية أحمد محفوظ (الجزيرة)

تقول المخرجة هيثر تينزر إنها تود أن تحكي قصتها كيف عرفت عن هذه الجماعة وسافرت معهم إلى عدة دول عربية، وكيف يتم استقبالهم من قبل المجتمعات العربية والإسلامية والعربية، والتواصل الذي تخلقه مثل هذه التحركات.

وتؤمن المخرجة أنه أصبح عليها الآن عبء أكبر، لكشف كمية الظلم التي يتعرض لها عدد من أبناء جلدتها من اليهود على يد المنظمات الصهيونية، وذلك لمطالبتهم بالعدالة للشعب الفلسطيني. كما تؤمن أن هذه الرسالة يجب أن تصل إلى اليهود قبل غيرهم.

تسعى المخرجة للحصول على 451 ألف دولار أميركي لإتمام الفيلم، جمعت منها حتى الآن قرابة 175 ألف دولار، فيما تستمر في البحث عن تمويل بقية المبلغ من خلال المؤسسات الراعية لصناع الأفلام حول العالم.

مهرجان الجزيرة بلقان السادس

واختتمت في العاصمة البوسنية سراييفو الثلاثاء 12 سبتمبر/أيلول الجاري أعمال مهرجان الجزيرة بلقان السادس للأفلام الوثائقية الذي نظمته شبكة الجزيرة الإعلامية.

وسلّط الحدث الثقافي والفني الضوء على القصص المرتكزة على الإنسان في مناطق جنوب شرق أوروبا، ومنطقة القوقاز والشرق الأوسط، وهو ما انعكس من خلال مشاركة شركات الإنتاج وقنوات البث الفضائي ومتخصصين من مختلف المؤسسات الإعلامية.

وبالتزامن مع أعمال المهرجان نُظمت النسخة الثانية من "أيام الجزيرة الوثائقية" وقُدمت خلالها مجموعة متنوعة من مشاريع الأفلام للجنة تحكيم متخصصة في الصناعة الوثائقية لتقييم الأفلام وتقديم الدعم اللازم لها.

ويقول مدير "أيام الجزيرة الوثائقية" عادل الكسيكسي "إن الحدث يشكل فرصة لصناع الأفلام والمخرجين لعرض أفكارهم ومشاريعهم وتلقي الدعم من زملائهم في الصناعة الوثائقية".

وتعتبر "أيام الجزيرة الوثائقية" فرصة فريدة للمخرجين الشباب الباحثين عن تمويل لمشاريعهم، حيث تبلغ القيمة المالية لجوائز هذه السنة 70 ألف دولار أميركي، بالإضافة لجوائز نقدية بقيمة 20 ألف دولار، قدمت من قبل الشركاء والرعاة.

ليست الجوائز المالية وحدها ما يجذب المخرجين وصناع الأفلام الوثائقية، حيث تشارك الخبرات بين أبناء الصناعة في جلسات نقاشية مطولة، يحصل فيها المخرجون على التوجيه والدعم الفني والتقني اللازم من خلال عدد من المخرجين أصحاب الخبرات الطويلة.

من جانبها، عبرت ماريا سيد منتجة فيلم "جانا" للجزيرة نت عن سعادتها بالمشاركة في المهرجان، وقالت إنه "على الرغم من أن تصوير فيلمنا شارف على الانتهاء، فإن النصائح والإرشادات التي تلقيناها من قادة الصناعة الوثائقية خلال الأيام الثلاثة الماضية، كانت كفيلة بمنحنا الكثير من الأفكار التي ستساعدنا على إنهاء الفيلم إخراجيا وتحريريا".

وقال رئيس مهرجان الجزيرة بلقان للأفلام الوثائقية أدهم فوتشو "لقد كان هذا حدثا استثنائيا استطعنا أن نميز أنفسنا عن الكم الهائل من المهرجانات المختلفة، من خلال جذب أهم صناع القرار في مختلف المؤسسات الإعلامية، أصبحنا أفضل حدث وثائقي في المنطقة الممتدة من إيطاليا إلى اليونان".

وعلى هامش المهرجان، نظم القطاع الرقمي في شبكة الجزيرة الإعلامية ورشة تعريفية بالمشاريع الجديدة التي يعمل عليها القطاع، قدم خلالها أبرز ما يميز المحتوى الإعلامي الذي سيتاح لمتصفحي المنصات الجديدة، ومجالات التعاون والعمل المشترك الممكنة مع صناع الأفلام ومنتجي الوثائقيات من أنحاء العالم.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: ألف دولار من خلال

إقرأ أيضاً:

حسن عيد يروّج لفيلمه الجديد "الغربان": ملحمة تاريخية مشوّقة عن الحرب العالمية الثانية

روّج الفنان حسن عيد لفيلمه السينمائي الجديد "الغربان"، وذلك عبر حسابه الرسمي على موقع تبادل الصور والفيديوهات الشهير "إنستجرام"، حيث شارك متابعيه البوستر الرسمي للعمل، مرفقًا بتعليق تحفيزي أثار حماس جمهوره لمشاهدة الفيلم المنتظر.

 

وكتب حسن عيد معلقًا:" قريبًا.. الغربان فيلم من قلب الصحراء الغربية، عن معارك صنعت التاريخ ووجوه لم تُنسَ، انتظرونا في تجربة مختلفة ومليئة بالتشويق". وقد لاقى المنشور تفاعلًا كبيرًا من محبي النجم ومتابعيه، الذين عبروا عن حماستهم لمشاهدة الفيلم، خاصة مع طابعه التاريخي المميز.

"الغربان" فيلم حركة وتشويق تاريخي ضخم

 

فيلم "الغربان" يُعد من الأعمال السينمائية المنتظرة لعام 2025، وهو من إخراج ياسين حسن، ويضم نخبة من النجوم من مختلف أنحاء العالم، في تعاون فني غير مسبوق. يشارك في بطولة الفيلم النجم عمرو سعد، والنجمة التونسية عائشة بن أحمد، والفنان القدير عبد العزيز مخيون، بالإضافة إلى فارس رحومة، وحسن عيد.

تدور أحداث الفيلم في الصحراء الغربية المصرية خلال عام 1942، في أجواء الحرب العالمية الثانية، تحديدًا قبل معركة العلمين الشهيرة. ويركز العمل على الصراع المحتدم بين قوى متعددة آنذاك، مع تسليط الضوء على تحركات القائد الألماني إرفين روميل والمعارك التي خاضها، وصولًا إلى الهزيمة التي لحقت بالقوات الألمانية في واحدة من أهم المحطات الفاصلة في التاريخ العسكري الحديث.

ملحمة سينمائية تحاكي الواقع بدقة

 

يمزج الفيلم بين الأحداث الحقيقية والعناصر الدرامية المشوقة، ليقدّم رؤية سينمائية جديدة تسلط الضوء على تلك المرحلة المصيرية من تاريخ العالم والمنطقة. ويُتوقع أن يشكّل الفيلم نقلة نوعية في صناعة الأفلام التاريخية العربية، خاصة مع ضخامة الإنتاج وتنوع مواقع التصوير والمشاركة الدولية المميزة.

من المقرر طرح الفيلم في دور العرض خلال موسم نهاية العام، وسط توقعات بأن يحظى باهتمام نقدي وجماهيري كبير، خاصة من عشّاق السينما التاريخية والأعمال التي تعيد إحياء فصول منسية من الماضي.

حسن عيد يعود بقوة

ويعود الفنان حسن عيد بهذا الفيلم إلى أدوار البطولة المميزة بعد فترة من الغياب النسبي عن الأضواء، مؤكدًا حرصه على انتقاء أعمال تحمل رسالة وقيمة فنية. وتُعد مشاركته في "الغربان" محطة مهمة في مشواره الفني، نظرًا لثقل الدور وأهمية العمل على مستوى الفكرة والتنفيذ.

ومن المتوقع أن يواصل حسن عيد الترويج للفيلم خلال الأيام المقبلة عبر حساباته الرسمية، تمهيدًا لحملة دعائية موسعة يشارك فيها كافة أبطال وصنّاع الفيلم.

مقالات مشابهة

  • وفد صحافي موريتاني يشيد بدينامية التنمية بمدينة العيون خلال زيارة ميدانية للأوراش الكبرى
  • “مصرف عجمان” يفوز بجائزة “ميا فاينانس 2025”
  • انتفاضة بوبليك تطرد دي مينور من رولان جاروس
  • الجزيرة نت تحصل على معلومات تفصيلية عن مقترح ويتكوف الجديد حول غزة
  • برعاية منصور بن زايد.. جائزة خليفة التربوية تكرم الفائزين بدورتها الـ 18
  • السعودية تفرج عن رجل دين إيراني بعد اعتقاله لأيام في مكة (صورة)
  • منتجون يطالبون بدعم الأفلام الاجتماعية
  • لازريني: لو أن جزءا ضئيلا من التريليونات التي حصل عليها ترامب تذهب للأونروا
  • الصفقة الثانية.. الهلال يضم نجم الأهلي
  • حسن عيد يروّج لفيلمه الجديد "الغربان": ملحمة تاريخية مشوّقة عن الحرب العالمية الثانية