الدّجّالُ يفتنُك بادِّعائهِ القدرةَ؛ لتنسى قدرةَ اللهِ؛ فتكفُر
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
الدّجّالون هم الذين يدّعون القدرة على القيام بأمورٍ خارقةٍ للعادة، مثل إخراج النار من فمهم، أو المشي على الماء، أو الطيران، أو معرفة الغيب، أو التحدث مع الحيوانات، أو إحياء الموتى، أو شفاء الأمراض المستعصية، أو التحكّم في الطبيعة، فينسبون قدرة الله تعالى إلى قدرتهم.
وهدف الدجالين من هذه الادعاءات هو لفت انتباه الناس إليهم، وإغرائهم باتباعهم، وجعلهم يؤمنون بهم، كما أنهم يهدفون إلى نشر الفتن والاضطرابات في المجتمعات، وإفساد عقائد الناس، كي يغشوا بصيرتهم، من النور إلى الضّلال، فيفتنوهم ويتمكنوا منهم، ويتحكموا بهم.
والله _عزّ وجلّ_ ذكر لنا علامات تفضح الدّجّالين الذين يفترون عليه وعلينا بالكذب والادّعاء :-
ادّعاء النبوّة أو الألوهية، قال تعالى: ﴿ وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ ﴾ [الأنعام: 93]. القدرة على القيام بأمور خارقة للعادة، قال تعالى: ﴿ وَيُرِيهِمُ الْآيَاتِ ﴾ [الزخرف: 48]. القدرة على إغواء الناس، قال تعالى: ﴿ لِيُضِلَّ بِهِ كَثِيرًا وَلِيُهْلِكَ بِهِ كَثِيرًا ﴾ [البقرة: 11]. فِسقهم بقدرة الله بالموت والحياة ويوم الخروج، قال تعالى: ﴿ وَإِذَا جَاءَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ بِالْحَقِّ وَأَيَّدَهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (111) إِذْ قَالَ الْفَاسِقُونَ إِنَّ هَذَا لَسَاحِرٌ مُبِينٌ (112) يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيِّتَ مِنَ الْحَيِّ وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا ۚ وَكَذَٰلِكَ تُخْرَجُونَ (113) ﴾ [البقرة: 111-113].وبناءً على هذه الصفات، يمكننا أن نعرف أن الدجال هو شخص يدعي النبوة أو الألوهية، ويمتلك قدرات خارقة للعادة، ويسعى إلى إغواء الناس وفتنتهم.
وحذّر النبي محمد صلى الله عليه وسلم من الدّجّالين، وأمر المسلمين بتحذير الناس منهم، فقال صلى الله عليه وسلم: “إنه سيخرج فيكم قومٌ يكذبون على الله ورسوله، فاحذروهم”.
وهناك العديد من الطرق التي يستخدمها الدجالون لفتن الناس، منها:
الظهور بمظهرٍ دينيٍ: مثل ارتداء ملابسٍ خاصةٍ، أو ترديد عباراتٍ دينيةٍ، أو ادعاء أنهم يتواصلون مع الأنبياء والأولياء. استخدام السحر والشعوذة: مثل القيام بأعمالٍ خارقةٍ للعادةٍ، أو تلقي الوحي من الجن. استغلال جهل الناس: وقلة علمهم بأمور الدين. التنجيم وقراءة التنبؤات: والسعي لتحقيقها أو أن لها مؤشرات وعلامات سابقة لحدوثها من الله عز وجل.ومن ذلك علامة كثرة الفساد التي يعقبها وعيد الله بالعذاب والفناء، فقال تعالى ﴿ فَأَكْثَرُوا فِيهَا الْفَسَادَ (12) فَصَبَّ عَلَيْهِمْ رَبُّكَ سَوْطَ عَذَابٍ ﴾ من سورة الفجر، فيستغلّ أتباع الشيطان آيات الله، فيصنعون الفساد في المجتمعات المستهدفة، وهم مصدّقون لوعيده لهم، فينسبون قدرة الله لأنفسهم ويستغلونها لصالح أهدافهم، كي يصدقهم الضالّون ويخشونهم، إذ يمكرون ويمكر الله، فهم يتناسون عقاب الله لهم، وإحباط مخططاتهم، بل وانقلابها عليهم بعذاب أشدّ هلاكاً، فهم يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض.
أما التنبؤات الغيبية فالمؤمن يدرك يقيناً بالشهاب الراصد والثاقب الذي أعدّ للشياطين إذا حاولوا تجاوز حدود السماء لاستراق السمع أو اكتشاف الغيب، فيحرقهم به، حيث قال تعالى ﴿وَأَنَّا لَمَسْنَا السَّمَآءَ فَوَجَدْنَاهَا مُلِئَتْ حَرَساً شَدِيداً وَشُهُباً* وَأَنَّا كُنَّا نَقْعُدُ مِنْهَا مَقَاعِدَ لِلسَّمْعِ فَمَن يَسْتَمِعِ الآنَ يَجِدْ لَهُ شِهَاباً رَّصَداً* ﴾ [ الجن : 8 – 9].
وهناك العديد من المخاطر التي يتعرض لها المسلمون بسبب الدّجالين، منها:
الضلال عن دين الله، وارتكاب المعاصي. الفتنة والاضطرابات والخوف في المجتمعات. انتشار الفساد والشرّ.ولذلك؛ يجب على المسلم أن يكون على حذرٍ من الدجالين، وأن يتجنب مجالسهم أو محطاتهم وألا يستمع إليهم، وأن يحذر الناس منهم، كما يجب عليه أن يتعلم دينه جيدًا، حتى لا يقع في فتنتهم.
كيف نحمي أنفسنا من فتن الدجالين؟
هناك العديد من الطرق التي يمكننا من خلالها حماية أنفسنا من فتن الدجالين، منها:
التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. العلم الشرعي، ومعرفة عقائد الدين الصحيحة. الدّعاء، والاستعانة بالله تعالى من شرّ الدجالين. التحذير من الدجالين ونشر الوعي، وعدم الاستماع لهم وعدم تصديقهم، مهما تحقّقت أكاذيبهم، فكذب المنجّمون ولو صدقوا، والله تعالى فقط صاحب القدرة، وقد يختبرك الله بفتنتهم، ويحقّق بقدرته بعض مما يقولوا لحكمته، فلا تصدقهم واعتصم بحبل الله، ولا تكن من الخاسرين.وإن من أعظم ما يمكننا فعله للوقاية من فتن الدجالين، هو التمسك بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فهما الضّمان الوحيد لسلامة عقائدنا وإيماننا، وإن أصابك خوف أو شكّ فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم، واتّق الله وآمن بأنه القوي القدير على كل شيء، ولا قدرة تفوق قدرة، ولا يحصل شيء إلا بأمره، وبالدّعاء يزول كلّ بلاء، فاستعن به وحده دون سواه، وإن كنت بعيداً عنه فاقترب إليه، فهو قريب مجيب رحيم لطيف ناصر غافر.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الإيمان الخرافات الدجل الفساد القدرة القيامة المسيح الدجال المليار الذهبي النظام العالمي الجديد تغير المناخ فيضانات كوارث نهاية العالم صلى الله علیه وسلم قال تعالى
إقرأ أيضاً:
ما سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم؟.. لصعوبة معرفة أقدار الخلائق
لاشك أن معرفة ما سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم يعد من أسرار هذه السورة التي ترتبط بمخاوف البعض، وفي الوقت ذاته تثير فضول البعض ، حيث إن تسمية إحدى سور القرآن الكريم باسم الجن كما يثير في النفوس الخوف فإنه كذلك يثير الحيرة، ولعل معرفة ما سبب تسمية سورة الجن بهذا الاسم ؟، هو السبيل لإنهاء تلك الحيرة ووقف التساؤلات بل وقد يزيل الخوف من القلوب ويحدد قدر كل من الإنس والجن وأيضًا العلاقة بينهما كما أرادها الله سبحانه وتعالى لخلقه.
ورد أنه سُميت سورة الجن بهذا الاسم بسبب ورود قصة فيها عن الجن الذين استمعوا إلى آياتِ القرآنِ الكريم، وآمنوا بها بعد أقروا بندمهم على ما سبق من الضلال، وتوبتهم إلى الله تعالى، وبراءتهم من مَنهج إبليس اللعين.
بينما كان النبي - عليه الصلاة والسلام - متوجهاً هو وأصحابه إلى سوقِ عُكاظ، لاحظ الجن أنَّ أمراً ما استجدَ وتغير؛ فبعدَ أنْ كان الجن يسترقونَ السمع إلى خبر السماء وما يُقدرُه الله تعالى للخلائق من أمورِ الغيب، أصبح الأمر صعباً وشاقاً للغاية، فقد سخر الله تعالى الشُهُب والنيازك تَتَربص بالجن الذين يسترقون السمع، وتقذفهم من كل جانبٍ يأتونَ منه.
وجاءَ الجن إلى أقوامهم لِيُعلِموا الخبر ويستبينوا المسألة فقال بعضهم: أذهبوا في مشارق الأرض ومغاربها حتى تعلموا ما استجد من أمر ذلك، فذهب بعضهم نحو تهامة إلى رسول الله - عليه الصلاة والسلام - وهو يُصلي بأصحابهِ صلاة الفجر، وفي هذه اللحظات استمع الجن إلى آيات القرآن الكريم فعلموا الأمر.
وسارع الجن إلى أقوامهم يعلمونهم الخبر وكيف أنّهم استمعوا إلى القرآن العجب الذي لم يَسبق لهم سماعُ مثل آياته، وآمن الجن بدعوة الله تعالى وامتثلوا لرسالة التوحيد بعد أنْ أدرَكوا أنّهم لنْ يعجزوا الله تعالى في الأرض.
وبعد أنْ أدركوا أنَّ الرّشد والبعد عن الضلالة هو السبيل الوحيد لنيل رضى الله تعالى وثوابه، ونَعتَ الجن حال البشر الذين يلوذون بالقاسطين منهم ظانين أنّ عندهم الخبر واليقين، وهم في واقع الحال لا يزيدونهم إلا رهقاً وتعباً وعجزاً.
سورة الجنورد أن سورة الجنِّ هي سورة مكيَّة بالاتفاق، ، من المفصل، وعدد آياتها هو 28 آية، وترتيبها في المصحف 72، في الجزء التاسع والعشرين ، ومن المرجّح نزولها في السنة العاشرة للبعثة.
وقد وردت آثار تقول بأنّها نزلت عقب عودة رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من الطائف بهدف دعوة قبيلة ثقيف، وقد نزلت بين سورتي الأعراف ويس، وتقع بين سورة نوح والمزّمل في ترتيب سور المصحف، وتسمَّى بسورة (قل أوحيَ).
و بدأت بفعل أمر قُلْ أُوحِيَ إِلَيَّ أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنَ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا، نزلت بعد سورة الأعراف، وقد بينت سورة الجن أن الجن مكلفون كبني آدم، ومنهم المؤمن الكافر، وأن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ما عليه إلا التبليغ بالرسالة، وإيصال القرآن الكريم؛ ليكون منهجًا للمسلمين في الحياة الدنيا، ولكي يصل بهم إلى السعاد الدنيوية والأخروية.
الإنس والجنخاطب الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز صِنفين من مخلوقاته وهما الإنس والجن؛ فالإنس هم ذرية آدم - عليه السلام - الذين استخلفهم الله تعالى في الأرض وأمرهم بعبادته وتوحيده، ورتب لهم يوم القيامة ثواباً للصالحين وعقاباً للمسيئين.
وكرم الله تعالى الإنس على كثيرٍ من خلقه بأنْ خلقهم في أحسنِ تقويم، ورزقهم من صنوف الطيبات والخيرات المسخّرة لهم في البر والبحر. الجن هم خلق الله الآخر؛ إذ خُلقوا من نار بينما خُلق الإنس من طين.
وجاء الجِن فيهم الصالحون الذين آمنوا برسالاتِ الله تعالى السماوية والتي أنزلها على أنبيائه، ومنهم القاسطون والظالمون الذين تمرّدوا على أمر الله تعالى وفسقوا وطغوا.
وورد أن زعيم هؤلاء هو إبليس عليه لعنةُ الله تعالى الذي أبى الامتثالِ لأمرِ الله تعالى والسجودِ لآدم، وقد وَرد ذكر الجن في مواطنَ عدةَ في القرآن الكريم، كما سُمّيت سورةٌ في القرآن باسم الجن.