بـ 1.9 مليون دولار... شركة ترفيه يديرها الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
إنشاء منصة للإنتاج الترفيهي يديرها الذكاء الاصطناعي، هي هدف رائدي الأعمال الأمريكيين في تكنولوجيا الترفيه الأخوان مايكل وبيتر سيوني، بتخصيصهما 1.9 مليون دولار تمويلاً أوّلياً لإطلاق شركتهما الجديدة "استرادا".
لن تكون المنصة بديلاً للبشر.. بل ستتيح مجالاً للمزيد من الابتكار
مايكل وبيتر سيوني تخليا عن مناصب كبرى من لأأجل تأسيس هذه الشركة
من المتوقع إطلاق الشركة بشكل رسمي بداية العام المقبل
جاء ذلك في خضم إضراب كُتاب السيناريو في هوليوود المناهضين لشركات الإنتاج، التي تسعى إلى كتابة أعمال فنية جديدة ب الذكاء الاصطناعي.
وأعلن مايكل سيوني، الذي سيتولى منصب الرئيس التنفيذي لـ"استرادا"، إطلاق شركة جديدة تعتمد على تكنولوجيا الذكاء الصناعي، تكون مهمتها تحضير كل ما يلزم الإنتاج الترفيهي، قبل وبعد الإنتاج.
وشدّد على أن الذكاء الصناعي الذي يشكل موضوعاً ساخناً، لن يحل في "استرادا" مكان أحد، وستكون له نفس القدرة على تطوير الأعمال، وتنفيذ المهام التي لا يرغب فيها المبتكرون، وفق ما نقلت "هوليوود ريبورتر".
وقال إن خطة الشركة تتمثل في إطلاق منصة ذكاء صناعي بالتوازي مع شبكة إلكترونية، تسمح لكل من يعمل في الإنتاج وما بعد الإنتاج، بإتمام المهام التي تستنفد الكثير من الوقت، في أقل وقت ممكن مع جودة عالية، دون أن تحل مكان البشر المبدعين.
وأعطى مثالاً، فقال إنه يمكن اللجوء إليها لتنقيح الأصوات بعد إتمام الدوبلاج، أو تنقية الموسيقى والمؤثرات البصرية، وهي مهام ستؤديها "استرادا" إلكترونياً.
تركيز على الابتكار
أما بيتر سيوني الذي سيتولى مهمة المدير المالي، فجدّد تأكيد ما قاله شقيقه، إن الشركة لا تتطلع إلى أن تحل الآلة مكان المبدع، بل دعم ابتكاراتهم، وتكليف الذكاء الاصطناعي بتنفيذ المهمات التقنية، التي تستنفذ الكثير من وقتهم.
وفي ردٍّ على سؤال الصحيفة عن "تأثير المنصة على الوظائف الجانبية مثل المساعدين وغيرهم"، أكد أن الهدف والهم الأساسي، هو ألا تُعيق الأمور الثانوية إبداعات المبتكرين، لذلك ستطور قدرات المساعدين عبر الذكاء الصناعي.
من أجل "استرادا"
يُشار إلى أن مايكل، يُعتبر المؤسِّس الشركة Light Iron للبريد في هوليوود، وقائد الابتكارات التقنية في Panavision وأخيراً في Adobe، وغادر بيتر، نتفليكس للتركيز على شركتهما الجديدة.
و وجه الشقيقان الدعوة إلى عملاء "استرادا" للمشاركة في اختبار تجريبي عام، من المتوقع أن يبدأ في مطلع العام المقبل، ليكون منطلق الشركة في عالم الترفيه.
وجمع المبلغ من الشركاء الداعمين، وهم صانعا الأفلام غلين فيكارا، وجون ريكوا، المدير التنفيذي السابق للتكنولوجيا في استوديوهاتVFX جيسون فوتر، إضافة إلى مجموعة إعلامية، ومديري استوديوهات فنية.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: زلزال المغرب التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان النيجر مانشستر سيتي الحرب الأوكرانية عام الاستدامة الملف النووي الإيراني الذكاء الاصطناعي الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل يُنقذ الذكاء الاصطناعي الاقتصادات المتقدمة من أعباء الديون؟
كينيث روجوف / ترجمة - فاخرة الراشدية -
لا يوجد شك بأن الذكاء الاصطناعي يُغير الاقتصاد العالمي اليوم بوتيرة متسارعة، لكن هل للحد الذي يُنقذ الدول الغنية من ضغوط الديون المتزايدة؟ لا سيما مع تفاقم العبء على برامج الرعاية نتيجة شيخوخة السكان، وإن يكن كذلك، فهل يمكن لهذه الدول أن تدير عجزًا ماليًا أكبر، وكأنها تحمّل الأجيال القادمة عبء الديون الحالية؟
بالتأكيد أن التقييم المتفائل للتأثير المحتمل للذكاء الاصطناعي على النمو الاقتصادي قد رفع أسواق الأصول خلال السنوات الماضية، ويتجلى ذلك بشكل لافت في أسواق الأسهم التي تواصل صعودها، رغم الشلل السياسي في فرنسا، وإغلاق الحكومة والتدخلات في استقلالية البنك المركزي في الولايات المتحدة، فضلًا عن هجرة الكفاءات عالية المهارة من المملكة المتحدة. مع أنني لطالما جادلت بأن الذكاء الاصطناعي سيحل في نهاية المطاف مشكلة ضعف النمو في الاقتصادات المتقدمة، إلا أنني حذرت أيضًا من أن العديد من العقبات المحتملة قد تبطئ وتيرة هذا التحول. ومن العوامل المادية والقانونية والاقتصادية والاجتماعية العديدة التي يجب أخذها في الاعتبار، إمدادات الكهرباء، وحقوق الملكية الفكرية، ونقص الكفاءات الماهرة في مجال الذكاء الاصطناعي، والحاجة إلى إنشاء نظام شامل يحكم كيفية تواصل روبوتات الدردشة وتبادل المعلومات، بما في ذلك آلية التسعير. وقد استثمرت شركات الذكاء الاصطناعي مبالغ طائلة للهيمنة على السوق (إذا سمحت الحكومات بذلك)، واستعدادها لاستنزاف الأموال مقابل المستخدمين والمعلومات، وربما في المستقبل غير البعيد، ستحتاج هذه الشركات إلى إنشاء مصادر دخل وعلى الأغلب سيكون ذلك عبر الإعلانات، تمامًا كما فعلت شركات التواصل الاجتماعي من قبل.
على الرغم من أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد أشارت إلى تبني مجال الذكاء الاصطناعي، إلا أن المسائل الشائكة المتعلقة بكيفية ترميز الأحكام الأخلاقية في هذه النماذج، والتي تقع حاليًا ضمن اختصاص مجموعة صغيرة من المطورين، ستُعالج في نهاية المطاف من قِبل الكونجرس الأمريكي والمحاكم، وكذلك من قِبل السلطات في دول أخرى. ومع ذلك، فإن أكبر موجة اعتراض ستصدر على الأرجح من مئات الملايين من العاملين في الوظائف المكتبية الذين ستطيح بهم هذه التكنولوجيا، ليصبحوا القضية السياسية الجديدة، تمامًا كما كان عمّال المصانع في العقود الماضية، وعمّال الزراعة في ستينيات وسبعينيات القرن الماضي.
أي شخص يعمل على الحاسوب معرضٌ للأتمتة، والاعتقاد بأن عددًا قليلًا من الشركات يمكنه استبدال جزء كبير من القوى العاملة دون أي اضطرابات سياسية ليس سوى ضربًا من الخيال. فباستثناء حدوث تحوّل سلطوي جذري، سيكون الاضطراب الاجتماعي أمرًا لابد منه، وهو ما سيمنح مادة سياسية قوية لشخصيات مثل زهران ممداني السياسي الاشتراكي وعمدة نيويورك البالغ من العمر 33 عامًا، خاصة في ظل تأثير الذكاء الاصطناعي على تقليص فرص العمل أمام الأجيال الشابة. إلى جانب ذلك، هناك حقيقة مقلقة تتمثل في تركيز العديد من التطبيقات الأكثر تقدمًا للذكاء الاصطناعي في المجال العسكري، ما قد يشعل سباق تسلح واسع النطاق، وربما يؤدي إلى انتشار حروب تُدار بأنظمة قتالية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، تشمل جيوشًا من الطائرات المسيّرة. كما أن الانقسامات والصراعات الجيوسياسية تضر بالنمو الاقتصادي على المدى الطويل، ومن المحتمل أن تُضعف الإيرادات الضريبية بقدر ما قد تعززها. ومن جهة أخرى، قد يمنح الذكاء الاصطناعي دولًا صغيرة وجماعات إرهابية القدرة على الوصول إلى أبرز العلماء في مجالي الفيزياء والبيولوجيا بضغطة زر واحدة. وأخيرًا، فإن عودة ترامب إلى البيت الأبيض، رغم إنكاره المستمر لتغير المناخ، لا تعني أن التهديدات التي يشكلها الاحتباس الحراري العالمي قد زالت، حيث من المتوقع أن تتصاعد تكاليف تغير المناخ غير المنضبط بشكل حاد خلال العقود القادمة، ما لم يتمكن أسياد الذكاء الاصطناعي من حل المشكلة، رغم توصلهم إلى أن الحل يكمن في تقليل عدد السكان بشكل كبير.
ومن المغالطة أن فكرة ظهور الذكاء الاصطناعي العام، بعد فترة انتقالية طويلة وسيئة، سيحل جميع مشاكل العالم الغني. فحتى لو عزز الذكاء الاصطناعي العام النمو الاقتصادي، فمن شبه المؤكد أنه سيؤدي إلى زيادة كبيرة في حصة رأس المال في الناتج، وانخفاض مماثل في حصة العمالة. في الواقع، يشهد سوق الأسهم ازدهارًا لأن الشركات تتوقع انخفاض تكاليف العمالة. وبناءً على ذلك، لا يمكن ترجمة توقعات الأرباح المرتفعة المنعكسة عن ارتفاع أسعار الأسهم على أنها نمو اقتصادي شامل.
ويعيدنا هذا إلى مسألة الدين الحكومي، حيث لا يوجد ما يدعو إلى افتراض أن النمو الناتج عن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى زيادة مُماثلة في عائدات الضرائب الحكومية، مع أن هذا الافتراض يُعد مُنطقيًا في الماضي. فحصّة رأس المال باتت أكثر تركّزًا في أيدي فئة محدودة تمتلك نفوذًا سياسيًا واسعًا، كما أن رأس المال نفسه قادر على الانتقال بسهولة عبر الحدود بحثًا عن بيئات ضريبية أقل تكلفة، ما يجعل فرض الضرائب عليه أصعب بكثير مقارنة بضرائب العمالة.
وبالرغم من أن رفع الحواجز الجمركية قد يحدّ نظريًا من هذا الهروب الرأسمالي، فإن مثل هذه السياسات ستنعكس سلبًا على اقتصادات الدول نفسها في نهاية المطاف. صحيح أن الذكاء الاصطناعي يقود تحولًا واسعًا، وأصبح بالفعل عاملًا محوريًا في تسريع سباق تسلّح جديد بين الولايات المتحدة والصين مع اعتماده المتزايد في الأنظمة العسكرية المتقدمة، إلا أنه سيكون من المغامرة أن تفترض الاقتصادات المتقدمة أن هذه التقنية قادرة وحدها على معالجة مشكلات الميزانيات العامة التي عجز السياسيون عن حلّها.
كينيث روجوف، كبير الاقتصاديين السابق في صندوق النقد الدولي، وأستاذ الاقتصاد والسياسات العامة في جامعة هارفارد