حسن طوبار إبن المنزلة زعيم المقاومة ضد الفرنسيين
تاريخ النشر: 15th, September 2023 GMT
الشيخ حسن طوبارشيخ مشايخ المجاهدين وبطل المنزلة و اثرى أثرياء القطر المصري، أحد زعماء مصر الشعبيين، والذي ترك بصمته مع المصريين في الدفاع عن حقوقهم، وضرب أروع الأمثال أثناء مواجهة الاحتلال الفرنسي على مصر عام 1798، إذ قاد المقاومة الشعبية ضد الحملة الفرنسية بقيادة الجنرال نابليون بونابرت .
سجل الزعيم المصري، حسن طوبار، اسمه بأحرف من نور كأحد عظماء التاريخ عن أرضه ودينه وحقوق شعبه ضد أي ظالم ينال منهم.
شرع حسن طوبار في مقاومة الفرنسيين منذ بداية الحملة تقريباً، فكان يذهب بنفسه إلى البلاد والقرى يحرّض أهلها على الحرب، ويطمئن على وسائل الدفاع لديهم، وجهز من ماله الخاص الأسطول البحري الذي حارب الفرنسيين في البحيرة،
أرسل نابليون تعليمات خاصة للجنرال داماس مساعدة الجنرال دستنج في إخضاع المنزلة ورسالة اخرى جاء فيها (ان الجنرال فيال منزعج من مقاصد الشيخ حسن طوبار شيخ بلد المنزلة، ومن حشده عددا كبيرا من المراكب في المطرية ، فإذا كان هذا صحيحا فمن الواجب أسر الشيخ حسن طوبار وتحطيم أسطوله ) وبعد هزيمة الحملة الاولى من المقاومة بقيادة حسن طوبار فقد كتب الجنرال لوجيه القائد الأعلى للحملة في لنابليون ( لقد تأكدنا أن حسن طوبار كان يجوب البلاد الواقعة على بحر أشمون يحرض الأهالى على الثورة، وكان يرسل إلى بعض البلاد الأخرى رسله وأتباعه لتنظيم المقاومة ضد الفرنسيين، وأنه هو الذى دبر واقعة الجمالية، غير أنه من الصعب أن نلقى يدنا على هذا الرجل مع نفوذه العظيم بين الأهالى وأن في استطاعته أن يحشد علينا قوات كبيرة جدا، وقد جاءتنا الأخبار أن أهالى بعض القرى الواقعة على النيل أطلقت النار على السفن المقلة للجنود الفرنسية وأن الدلائل تدل على ان الثورة عامة ).
عين نابليون قائد جديد وشن حملة ثانية على المنزلة وكتب الجنرال اندريوس قائد الحملة الثانية إلى نابليون يخبره (انه لا سبيل إلى تسلط الفرنسيين على بحيرة المنزلة إلا بعد سحق حسن طوبار والقضاء على قوته الكبيرة، وانه بالاستيلاء على مدينة المنزلة التى يسكنها تصبح مركزا حربيا للحركات العسكرية في البحيرة ) فأرسل نابليون المدد إلى الجنرال دوجا وكلفه في رسالة بتجريد حملة عسكرية على مدينة المنزلة للإستيلاء عليها، وإرسال كتيبة اخرى إلى الجنرال أندريوسى للاستيلاء على جميع الجزائر الواقعة في بحيرة المنزلة، وشدد عليه في هذه الرسالة ان يأخذ حسن طوبار ولو بالخديعة، وان يرسله إلى القاهرة، وأوصاه بالقسوة على الثائرين واخضاع البلاد الكائنة بين المنصورة ودمياط اخضاعا تاما ووصاه بتجريد القرى من السلاح وقطع الرؤوس واخذ الرهائن ).
وكتب المسيو «ريبو» أحد كتاب فرنسا السياسيين في كتاب تاريخ الحملة الفرنسية في مصر، يصف فيه سكان هذه الجهات بقوله:«إن مديرية المنصورة التي كانت مسرحا للإضطرابات تتصل ببحيرة المنزلة، وهي بحيرة كبيرة تقع بين دمياط وبيلوز القديمة (الطينة)، والجهات المجاورة لهذه البحيرة وكذلك الجزر التي يسكنها قوم أشداء ذوو نخوة ولهم جلد وصبر، وهم أشد بأسا وقوة من سائر المصريين، ثم هم أغنياء بما ينالون من الصيد، ولهم في البحيرة خمسمائة أو ستمائة مركب، تجعل لهم السيادة في البحيرة، ولهؤلاء 40 رئيسا، وكل هؤلاء الرؤساء يتبعون حسن طوبار شيخ المنزلة وهو الزعيم الأكبر لهذه المنطقة».
وكان حسن طوبار يخادع الفرنسيين عن خططه ومقاصده ووفقاً لما يذكره عبد الرحمن الرافعى فى الجزء الأول من"تاريخ الحركة القومية و تطور نظام الحكم فى مصر"فطوبار كان الزعيم الوطنى الذي يشعل نار الثورة فى مختلف البلاد الواقعة بين دمياط والمنزلة والمنصورة وبينما كان يثير الأهالى فى بلاد البحر الصغير كان فى الوقت نفسه يجمع مراكبه فى بحيرة المنزلة لمهاجمة الفرنسيين وكان الرجل فى نظر الفرنسيين عنواناً للمقاومة والعصيان .
ويقول الرافعى نقلاً عن الجبرتى : "وجد نابليون أنه لابد من إخضاع هذا الزعيم بالحرب وأنه لن يكون له سلطان على هذه المنطقة إلا بالقضاء عليه ،فأمر بتجهيز حملتين كبيرتين أحدهما بحرية والأخرى برية ،واستطاعت الحملتان أن تخضعا طوبار وتدخلا المنزلة يوم 5 اكتوبر 1798 ،ولم يكن أمام طوبار إلا الفرار الى الشام ودخل الفرنسيين منازل طوبار وقصره ،ولكنهم لم يجدوه ، حتى عاد طوبار الى مصر من غزة بإذن من نابليون ،وأراد القائد الفرنسى أن يؤمن هجومه على دمياط أو غيرها فأمر بإرسال إبن طوبار للقاهرة تحت المراقبة ،أما الأب حسن طوبار فأقام بدمياط ،ولما تولى كليبر قيادة الحملة بعد مغادرة نابليون مصر شدد كليبر المراقبة على طوبار حتى مات فى 29 نوفمبر 1800 .
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الحكم في مصر مواجهة الاحتلال شيخ مشايخ نابليون بونابرت المقاومة الشعبية الشيخ فی البحیرة
إقرأ أيضاً:
عاجل: عيدروس الزبيدي يغازل السعودية والحكومة اليمنية بتصريحات تناقض أفعاله مع أقواله.. زعيم الانتقالي يدعو إلى تحرير محافظة البيضاء
بعد أقل من 48 ساعة من تقدم الحكومة اليمنية إلى الرعاة الدوليين بشكوى ضد المجلس الانتقالي بعد انقلابه على قرارات نقل السلطة والمبادرة الخليجية وقرارات الأمم المتحدة , فاجئ عيدروس الزبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ونائب رئيس مجلس القيادة الرئاسي في اليمن، اليوم الأربعاء بتصريحات قال فيها "أن تحرير محافظة البيضاء يعد “أولوية لضمان الأمن والاستقرار”, وهي تمثل “عمقًا استراتيجيًا للجنوب، وأضاف أن الاستقرار الأمني الذي تحقق في المحافظات الجنوبية “ليس هدفًا بحد ذاته، بل منطلق لأي معركة جادة لتحرير الشمال”.
وأضاف " إن تأمين الجنوب يمثل “حجر الزاوية” لأي معركة تهدف لاستعادة السيطرة على المناطق الخاضعة لجماعة الحوثي في الشمال، وذلك خلال لقائه محافظ البيضاء الخضر السوادي في عدن.
وقال الزبيدي إن “لا إمكانية لتحرير صنعاء بظهير مكشوف”، مشيرًا إلى أن “شرايين التهريب التي تغذي الحوثيين يجب قطعها”.
وخلال حديثه بدأ عيدروس في مغازلة الشرعية باستعداده المضي في استكمال عمليات التحرير حسب اتفاق نقل السلطة , حيث قال أن قوات المجلس الانتقالي “مستعدة لوضع قدراتها القتالية في خدمة أي تحرك مشترك ضد الحوثيين”.
وجدد الزبيدي دعوته إلى توحيد الجهود مع القوى المناهضة للحوثيين في الشمال، مؤكدًا دعم المجلس للمقاومة الشعبية في البيضاء، وحق أبناء المحافظة في “العيش بكرامة وسلام”.
كما مضى مغازلا السعودية حيث جدد "التزام المجلس الانتقالي بالشراكة مع التحالف بقيادة السعودية، قائلاً إن الجنوب “ما زال رأس الحربة في مواجهة النفوذ الإيراني وإنهاء تهديد الحوثيين للملاحة الدولية”.
وفي إنقلاب صريح بين أقواله وأفعاله قال عيدروس " أن “زمن المعارك الجانبية انتهى”، وأن الهدف المشترك يجب أن يتركز على صنعاء، سواء عبر “حل سياسي أو عمل عسكري”.
متناسيا انه هو من أحدث اكثر أكبر معركة جانية في رحم الشرعية وصلب المجلس الرئاسي.
من جهته، عبّر المحافظ السوادي عن شكره للزبيدي، قائلاً إن أبناء البيضاء “على استعداد لخوض معركة استعادة المحافظة” بدعم من المجلس الانتقالي.
تأتي تصريحات الزبيدي وسط توترات متصاعدة في شرق اليمن، بعد التطورات الأخيرة في محافظتي حضرموت والمهرة، حيث شهدت المناطق النفطية والعسكرية تحركات ميدانية وسياسية أعادت خلط الأوراق داخل المعسكر المناهض للحوثيين.
وخلال الأسابيع الماضية، عزّز المجلس الانتقالي الجنوبي حضوره في وادي حضرموت ومراكز عسكرية في المهرة، عقب انسحاب قوات تابعة للحكومة ووحدات من “درع الوطن”، ما أثار مخاوف لدى بعض القوى السياسية التي اعتبرت التحركات محاولة لتغيير موازين السيطرة قبل أي تسوية سياسية محتملة.
وفي المقابل، شددت السعودية—الراعي الرئيسي لمجلس القيادة الرئاسي—على ضرورة الحفاظ على استقرار حضرموت والمهرة، وأكدت أن “المعركة الرئيسية يجب أن تبقى ضد الحوثيين”، في رسائل اعتبرها مراقبون دعوة للابتعاد عن الصراع الجانبي داخل معسكر الشرعية.