شبكة الأمة برس:
2025-06-26@10:06:43 GMT

جهود دولية مكثّفة لدعم ليبيا بعد الفيضانات

تاريخ النشر: 16th, September 2023 GMT

طرابلس - تسارعت الجهود الدولية لمساعدة ليبيا الخميس 16/09/2023 بعدما أودت فيضانات أشبه بتسونامي في شرق البلاد ب4000 شخص على الأقلّ، فيما لا يزال الآلاف في عداد المفقودين في حصيلة موجعة أرجعتها الأمم المتحدة إلى الحرب والفوضى التي تعيشها البلاد منذ سنوات.

وفي مدينة درنة أدّى التدفّق الهائل للمياه الناجمة عن الإعصار دانيال إلى انفجار سدّين في وقت متأخّر من ليل الأحد ليصبح المشهد أشبه بيوم الدينونة إذ جرفت المياه إلى البحر أبنية بأكملها وأعداداً لم تعرف حتى اليوم من السكّان.

وقال ناج أصيب بجروح "ارتفع منسوب المياه فجأة في غضون ثوان"، مشيراً إلى أن المياه جرفته مع والدته عندما وقعت الفيضانات ليلاً قبل أن يتمكنّا من التشبّث بمبنى خال والاحتماء فيه.

وتابع الرجل الذي لم يتم التعريف عن هويته وفق الشهادة التي نشرها مركز بنغازي الطبي "ارتفع منسوب المياه إلى أن وصلنا للطابق الرابع، كانت المياه بارتفاع الطابق الثاني".

وأضاف "سمعنا أشخاصاً يصرخون. رأيت من النافذة سيارات وجثثاً تجرفها المياه. استمرّ الوضع هكذا مدة ساعة أو ساعة ونصف ساعة بدت بالنسبة إلينا كأنّها سنة".

وتصطف حالياً المئات من أكياس الجثث في شوارع درنة الموحلة بانتظار دفنها فيما يبحث السكان الذين لم يستفيقوا بعد من هول الصدمة عن أحبائهم المفقودين في الأبنية المدمّرة بينما تواصل جرّافات إزالة الركام وأكوام الطمي من الشوارع.

وأفاد مراسل وكالة فرانس برس بأنّ فريق إغاثة عثر لدى سحب المياه من أحد المنازل على امرأة ميتة وهي تحضن ولدها المتوفي.

محيت من الخريطة

وقال منسّق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية مارتن غريفيث إن "حجم كارثة الفيضانات في ليبيا صادم ويفطر القلب.. مُحيت أحياء بأكملها من الخريطة. جرفت المياه عائلات كاملة فوجئت بما حصل. لقي الآلاف حتفهم وتشرّد عشرات الآلاف الآن بينما ما زال كثر في عداد المفقودين". 

وتسبّبت الإعصار "دانيال" بهذه الفيضانات وفاقمت الكارثة سنوات الاضطرابات التي هزّت البلاد بعد انتفاضة 2011 التي دعمها حلف شمال الأطلسي وأدت لإطاحة الدكتاتور معمر القذافي. 

وباتت ليبيا منقسمة بين حكومتين متنافستين: واحدة في الغرب معترف بها دوليا وتدعمها الأمم المتحدة برئاسة عبد الحميد الدبيبة وأخرى في الشرق الذي ضربته الكارثة يرأسها أسامة حمّاد بتكليف من البرلمان ودعم من المشير خليفة حفتر.

وأكّدت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتّحدة أنه "كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا" لو أنّ أنظمة التحذير المبكّر وإدارة الطوارئ تعمل كما يجب في البلد الذي عانى من الحرب.

وقال الأمين العام للمنظمة بيتيري تالاس إنه لو تمّ التنسيق بشكل أفضل "لكان بالإمكان إصدار إنذارات ولكانت هيئات إدارة الحالات الطارئة تمكّنت من إجلاء السكان، ولكنّا تفادينا معظم الخسائر البشرية".

وأضاف للصحافيين في جنيف أنّ النزاع المستمر في ليبيا منذ سنوات يعني أنّ شبكة الأرصاد التابعة لها "مدمّرة إلى حدّ كبير وأنظمة تكنولوجيا المعلومات مدمّرة".

وأضاف "وقعت الفيضانات ولم تجر أيّ عمليات إجلاء نظراً لعدم وجود أنظمة تحذير مبكر مناسبة".

وتعهّدت الأمم المتحدة والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي إضافة إلى بلدان عدّة من الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إرسال فرق إنقاذ ومساعدات تشمل مواد غذائية وخزّانات مياه ومراكز إيواء طارئة ومعدّات طبية إضافة إلى مزيد من أكياس الجثث.

تغيّر المناخ

وما زال الوصول إلى درنة صعباً للغاية إذ دُمّرت الطرقات والجسور فيما انقطعت خطوط الطاقة والهاتف عن مناطق واسعة من المدينة التي شرّدت الفيضانات فيها 30 ألف شخص على الأقل.

ولم تُعرف حتى الآن الحصيلة الفعلية للقتلى فيما أفاد المسؤولون عن أعداد متضاربة.

وقال الناطق باسم وزارة الداخلية في الحكومة التابعة للسلطات في شرق البلاد الملازم طارق الخراز إنه تم حتى الأربعاء تمّ العثور على 3840 جثة. 

لكن يُعتقد بأن عدداً أكبر بكثير جُرفوا إلى البحر أو دفنوا بالرمل نتيجة المياه الموحلة التي اجتاحت المدينة.

وحذّرت جمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر من أنّ 10 آلاف شخص ما زالوا في عداد المفقودين.

وأرسلت دول عديدة أو تعهّدت تقديم مساعدات بما فيها الجزائر ومصر والأردن والكويت وقطر وتونس وتركيا والإمارات العربية المتّحدة إضافة إلى الفلسطينيين.

كما تعهّدت الولايات المتّحدة تقديم المساعدة بينما انضمت بريطانيا وفنلندا وفرنسا وإيطاليا ورومانيا إلى جهود المساعدة الأوروبية.

وربط خبراء المناخ الكارثة بتداعيات ارتفاع درجة حرارة الأرض إضافة إلى البنى التحتية الليبية المتهالكة.

وازدادت قوة العاصفة "دانيال" خلال صيف حار بشكل غير معهود وضربت تركيا وبلغاريا واليونان في وقت سابق لتحدث فيضانات على نطاق واسع أسفرت عن مقتل 27 شخصا على الأقل.

أعلنت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة الخميس أنه "كان من الممكن تفادي سقوط معظم الضحايا" جراء الفيضانات المدمرة التي خلفت 3840 قتيلا وآلاف المفقودين في شرق ليبيا.

وقال مفوّض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك إنّ "العاصفة دانيال هي تذكير فتّاك آخر بالتأثير الكارثي لتغير المناخ على كوكبنا".

 

ودعا تورك جميع الأطراف في ليبيا إلى "تجاوز الجمود السياسي والانقسامات والتحرّك بشكل جماعي لضمان وصول الإغاثة".

وتابع "هذا وقت وحدة الهدف: على جميع المتضررين أنّ يحصلوا على المساعدة بغض النظر تماما عن ارتباطاتهم".

المصدر: شبكة الأمة برس

كلمات دلالية: الأمم المتحدة إضافة إلى

إقرأ أيضاً:

وزير الري يبحث جهود تسهيل إجراءات إصدار تراخيص المياه الجوفية

 بحث وزير الموارد المائية والري الدكتور هاني سويلم مع عدد من قيادات الوزارة، أعمال قطاع المياه الجوفية، ومجهودات رقمنة أعمال القطاع، وتسهيل إجراءات إصدار التراخيص الخاصة بالمياه الجوفية من خلال إطلاق "منظومة التراخيص الإلكترونية لتراخيص المياه الجوفية".


وفي إطار نتائج زيارته مؤخراً لمحافظة الوادي الجديد لتفقد المعمل المركزي للمياه الجوفية، أكد وزير الري - خلال الاجتماع - استمرار قيام أجهزة قطاع المياه الجوفية بمتابعة التزام المنتفعين بضوابط وإشتراطات استخدام المياه الجوفية سواء بمحافظة الوادي الجديد أو غيرها من المحافظات، بهدف تحقيق الإدارة المثلى والاستدامة لهذا المورد المائي الهام والاستخدام الرشيد له.


وتم خلال الاجتماع استعراض الإعداد لإطلاق "منظومة التراخيص الإلكترونية لتراخيص المياه الجوفية" بإدارات المياه الجوفية بالدلتا والمنيا وقنا والداخلة (كمرحلة أولى)، والتي ستمكن المنتفعين من التقديم على التراخيص من خلال منظومة إلكترونية وتقديم المستندات المطلوبة إلكترونياً ومتابعة نتيجة الطلب من خلال المنظومة، وستمكن المنظومة من الإسراع في إجراءات التراخيص ومراقبة وتحديد المتسبب في أي تأخير.


وقد وجه الدكتور سويلم بمواصلة العمل على إمداد المنظومة الإلكترونية بالبيانات، وتشجيع المنتفعين من مياه الآبار الجوفية على تقديم المستندات الخاصة بهم على المنظومة، سواء للطلبات المعنية بتجديد التراخيص للآبار القائمة أو الترخيص لآبار جوفية جديدة.


كما تم خلال الاجتماع عرض الرؤية الفنية لتحقيق الحوكمة الإلكترونية لأعمال قطاع المياه الجوفية من خلال رقمنة أعمال القطاع وتحديث قواعد البيانات والتعاون مع مركز التدريب الإقليمي للموارد المائية والري لتشكيل فريق فني متخصص من شباب المهندسين بإدارات المياه الجوفية ليتم تدريبهم على البرامج المتخصصة في المياه الجوفية وهيدرولوجيا الأودية.


وأكد الوزير أهمية تسهيل إجراءات استصدار التراخيص للمواطنين وتحسين الخدمات المقدمة للمنتفعين، وتفعيل مشاركة أصحاب المصلحة، وزيادة قدرة أجهزة قطاع المياه الجوفية على متابعة ومراقبة الآبار الجوفية على مستوى الجمهورية، لتحقيق الإدارة الفعالة للمياه الجوفية للحفاظ على الخزانات الجوفية ومنع الاستنزاف الجائر لها، وتحقيق الشفافية وتطبيق القوانين والتشريعات، وتحقيق تكامل البيانات لضمان التحكم والحماية والاستخدام المستدام لموارد المياه الجوفية.
 

طباعة شارك وزير الموارد المائية والري قطاع المياه الجوفية منظومة التراخيص الإلكترونية لتراخيص المياه الجوفية

مقالات مشابهة

  • وزير الري يبحث جهود تسهيل إجراءات إصدار تراخيص المياه الجوفية
  • جلسة نقاش تستعرض جهود المملكة لحماية الأطفال في الفضاء السيبراني
  • الرئاسي: المنفي والدبيبة يجددان دعمهما لجهود بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا
  • مياه سوهاج: تخصيص 3 مليون من منظمة الأمم المتحدة للطفولة لتفيذ وصلات المياه
  • كويدير: غير مقتنع بـ “تيته” ولا بباقي ممثلي الأمم المتحدة في ليبيا
  • دومة: إحاطة تيته زادت الطين بلة في ليبيا
  • الأمم المتحدة تحذر: الصراع الإيراني الإسرائيلي يُهدد استقرار أفغانستان ويُفاقم أزماتها الإنسانية
  • مصر تطالب بإصلاح الأمم المتحدة وتمنحها هدية في الذكرى 80 لتأسيسها
  • الأمم المتحدة: الأمين العام مستعد لدعم أي جهود تهدف إلى الحل السلمي للصراع بين إسرائيل وإيران
  • السفير البريطاني: مستعدون لدعم مفوضية الانتخابات في ليبيا