جزر الليث.. كنز طبيعي في عمق البحر الأحمر
تاريخ النشر: 17th, September 2023 GMT
تزخر سواحل منطقة مكة المكرمة الجنوبية خاصة المحاذية لسواحل محافظة الليث بعدد من الجزر المتناثرة كعقد من اللؤلؤ بمحاذاة سواحلها البحرية شمالاً وجنوباً، فهي تشمل أرخبيلاً يضم مجموعة من الجزر الطبيعية البكر، متنوعة التضاريس مما يجعلها وجهة سياحية فاخرة من الكنوز الطبيعية.
وتشكل النظم الأيكولوجية لهذه الجزر البحرية من أكثر نظم جزر البحر الأحمر مرونة لاحتضانها جبال ومنحدرات الشعاب المرجانية النقية المزدهرة بألوانها وطبيعتها الزاهية الجاذبة، مما يجعلها محمية طبيعية بحرية غنية بالتنوع النباتي والحيواني.
وتبرز جزيرة "مرمر"، شاهدًا للتنوع الأيكولوجي للجزر البحرية الجنوبية لمنطقة مكة المكرمة فهي تعد محمية طبيعية لأنواع عدة من الطيور المهاجرة والكائنات البحرية، وتعد الجزيرة من أهم مواضع وجود الدلافين، والتي تمثل أحد أهم الكائنات البحرية التي تجذب أعدادًا كبيرة من السياح ومحبي رياضة الغوص حيث تستهوي اللعب معهم في أعماق البحر.
وتمثل شواطئ جزيرة "مرمر" مناطق طبيعية لتعشيش أنواع مختلفة من سلاحف البحر الأحمر، ما جعلها تؤدي دورًا مهما في عملية التنوع البيولوجي البحري والبيئة المحيطة بها.
وبما تزخر به الجزيرة من مقومات طبيعية فريدة التكوين، أفاد المتحدث الرسمي لهيئة المساحة الجيولوجية السعودية طارق أبا الخيل، أن جزيرة "مرمر" هي إحدى جزر مجموعة "محرقات" التي تضم كذلك جزر "الظهرة" و"الجديل" و"مطاط"، وهي جزيرة صغيرة تمتد بشكل طولي باتجاه الشمال الشرقي إلى الجنوب الغربي تقع على شعب مرجاني يحيط بها من كل الاتجاهات، كما تحيط بها مياه عميقة جداً يزيد عمقها على 350 م.
ووصف أبا الخيل سطح الجزيرة بأنه عبارة عن شاطئ رملي مستوٍ تنمو عليه بعض الشجيرات البحرية، وذي طبيعة ملائمة تتزين بوجود الرمال البيضاء الجاذبة ومياه البحر الفيروزية اللون والشعب المرجانية المحيطة بها في منظر آسر وأخاذ.
وكشف أن جزيرة "مرمر" تمتاز بوقوعها على سفح جبل مرجاني شديد الانحدار كما تنفرد بتكوينات الشعاب المرجانية التي تبدو كأنها ناطحة سحاب يغمرها الماء، مبيناً أن الجزيرة تبعد عن الساحل حوالي (25.4) ميلًا بحريًّا جنوب غرب مدينة الليث وتبلغ مساحتها نحو (1.00) كم.
المصدر: صحيفة عاجل
كلمات دلالية: البحر الأحمر منطقة مكة المكرمة
إقرأ أيضاً:
علماء من «كاوست» يقدمون دراسة تؤكد جفاف البحر الأحمر قبل 6 ملايين سنة
قدّم علماء من جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست)، دليلًا قاطعًا يُظهر أن البحر الأحمر جفّ بالكامل قبل نحو 6,2 ملايين سنة، قبل أن يُعاد ملؤه فجأة بفيضان كارثي هائل من المحيط الهندي، ونُشرت نتائج الدراسة في المجلة العلمية Communications Earth & Environment، لتضع حدًا زمنيًا دقيقًا لحَدثٍ جيولوجي كبير غيّر بشكل دائم معالم البحر الأحمر.
وباستخدام التصوير الزلزالي وأدلة الأحافير الدقيقة وتقنيات تحديد العمر الجغرافي الكيميائي، أظهر الباحثون في (كاوست) أن هذا التغيّر الهائل حدث في فترة لا تتجاوز مئة ألف عام وهي فترة قصيرة جدًا بالنسبة لحدث جيولوجي ضخم، فقد تحوّل البحر الأحمر من بحرٍ متصل بالبحر الأبيض المتوسط إلى حوضٍ جافٍ مليء بالأملاح، قبل أن يتسبب فيضان ضخم في اختراق الحواجز البركانية وفتح مضيق باب المندب ليُعيد اتصال البحر الأحمر بالمحيطات العالمية.
وقالت الدكتورة الباحثة الرئيسة في (كاوست) تيهانا بنسا: "تكشف نتائجنا أن حوض البحر الأحمر يُسجل أحد أكثر الأحداث البيئية تطرفًا على وجه الأرض، إذ جفّ بالكامل، ثم غُمر فجأة قبل نحو 6,2 ملايين سنة، ولقد غيّر ذلك الفيضان شكل الحوض وأعاد الحياة البحرية إليه، مؤسسًا الاتصال الدائم بين البحر الأحمر والمحيط الهندي".
وأضافت: "في البداية كان البحر الأحمر متصلًا من الشمال بالبحر الأبيض المتوسط عبر حاجز ضحل لكن هذا الاتصال انقطع؛ مما أدى إلى جفاف البحر الأحمر وتحوله إلى صحراء ملحية قاحلة، وفي الجنوب بالقرب من جزر حنيش، كانت سلسلة بركانية تفصل الحوض عن مياه المحيط الهندي، وبعد حوالي 6,2 مليون سنة مضت اندفعت مياه المحيط الهندي عبر هذا الحاجز في فيضان كارثي، نحت خندقًا بحريًا يبلغ طوله نحو 320 كيلومترًا، ما زال مرئيًا حتى اليوم في قاع البحر".
موضحة أنه سرعان ما امتلأ الحوض مجددًا لتغمر المياه السهول الملحية، وتُعيد الظروف البحرية الطبيعية خلال أقل من مئة ألف سنة, وقد حدث ذلك قبل نحو مليون سنة من الفيضان الشهير الذي أعاد ملء البحر الأبيض المتوسط (فيضان زانكلي)، مما يمنح البحر الأحمر قصة فريدة عن ولادته من جديد.
وتكوَّن البحر الأحمر نتيجة انفصال الصفيحة العربية عن الصفيحة الأفريقية قبل نحو 30 مليون سنة، وفي بدايته كان عبارة عن وادي صدعي ضيق مليء بالبحيرات، ثم اتّسع تدريجيًا ليصبح خليجًا واسعًا عندما غمرته مياه البحر الأبيض المتوسط قبل 23 مليون سنة.
وازدهرت الحياة البحرية آنذاك، كما يتضح من الشعاب المرجانية الأحفورية الممتدة على الساحل الشمالي قرب ضبا وأملج، لكن مع مرور الوقت أدت الحرارة العالية وضعف دوران المياه إلى زيادة الملوحة، مما تسبب في انقراض الكائنات البحرية بين 15 و 6 ملايين سنة مضت، وتراكمت في الحوض طبقات سميكة من الملح والجبس إلى أن انتهى الأمر بجفاف البحر تمامًا، ثم جاء الفيضان الهائل من المحيط الهندي ليُعيد الحياة إلى البحر الأحمر، وهي الحياة التي ما زالت مزدهرة في شعابه المرجانية حتى اليوم.
ويُعدّ البحر الأحمر مختبرًا طبيعيًا فريدًا لفهم كيفية نشوء المحيطات، وتراكم الترسبات الملحية العملاقة، وكيفية تفاعل المناخ مع الحركات التكتونية عبر ملايين السنين، وتؤكد هذه الاكتشافات الترابط الوثيق بين تاريخ البحر الأحمر وتغير المحيطات العالمية، كما تُظهر أن المنطقة قد شهدت من قبل ظروفًا بيئية قاسية، لكنها تمكنت في نهاية المطاف من استعادة نظامها البيئي البحري المزدهر.
أخبار السعوديةالمحيط الهنديجامعة الملك عبداللهقد يعجبك أيضاًNo stories found.