«ثقافة الشارقة» تختتم فعاليات مهرجان الأدب الموريتاني في نواكشوط
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
نواكشوط (وام)
اختتم مهرجان الأدب الموريتاني، فعالياته التي أُقيمت برعاية صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى، حاكم الشارقة ونظمتها دائرة الثقافة في الشارقة بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والبرلمان في موريتانيا.
وجاء المهرجان بمناسبة اختيار نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي لعام 2023، وتضمن أربعة محاور رئيسة، ناقشت مراحل تطور السرد الموريتاني، وراهن القصة الموريتانية، والرواية الموريتانية من التأسيس إلى المشهد المعاصر، والسرديات الغائبة في الرواية الموريتانية، كما شمل ندوة نقدية بعنوان «الشعر الموريتاني بين الأصالة والتجديد»، بالإضافة إلى جلستين شعريتين بمشاركة أكثر من 40 مبدعاً ومبدعة موريتانيين.
حضر حفل الاختتام، الذي أُقيم في بيت الشعر في نواكشوط، عبدالله بن محمد العويس، رئيس دائرة الثقافة في الشارقة، ومحمد إبراهيم القصير، مدير إدارة الشؤون الثقافية في الدائرة، إلى جانب عدد كبير من المثقفين والأدباء الموريتانيين والعرب وأساتذة جامعات ومعاهد وطلاب ومحبي السرد والشعر العربي.
حضور فاعل
وقال عبدالله العويس: «سعادتنا كبيرة بانعقاد هذا المهرجان وبتجمع أدباء ونقاد وأكاديميين موريتانيين في محفل، حيث يحرص صاحب السمو حاكم الشارقة على أن تكون للإمارات وللشارقة حضور فاعل في هذه الفعاليات الثقافية المميزة، احتفاءً باختيار نواكشوط عاصمة للثقافة في العالم الإسلامي للعام 2023 والذي يعكس أيضاً أهمية التعاون المشترك مع وزارة الثقافة والشباب والرياضة والبرلمان الموريتاني».
وأضاف: «لقد عزّز المهرجان من توضيح المشهد للقارئ حول تاريخ الرواية والقصة القصيرة الموريتانية. لذلك، نحن اليوم أمام صورة واضحة للسرد في بلاد (شنقيط)، كما نقف أمام طموحٍ كبير نجده في الشباب الموريتاني، وعزمه على خوض غمار الإبداع إن كان في السرد أم في الشعر، وقد شهدنا على مدى أيام أجواءً ثقافية مميزة».
وقال د. الشيخ سيدي عبدالله، الأمين العام لوزارة الثقافة والشباب والرياضة والبرلمان الموريتاني، في كلمته، إن العلاقة الثقافية الموريتانية الإماراتية ضاربة في التاريخ، وهما يؤسسان لعلاقة علمية مشهودة، ولا أدل على ذلك من دور الشارقة في دعم الجهود الثقافية في نواكشوط وكافة الدول العربية، مثمناً دعم ورعاية صاحب السمو حاكم الشارقة في هذا الجانب.
وقال إن صاحب السمو حاكم الشارقة الرجل المثقف الذي يعد إحدى حسنات الثقافة العربية والإسلامية ككل، أعطى اهتماماً خاصاً للثقافة في موريتانيا من خلال مشاهد ومعطيات عدة، نذكر منها رعاية سموّه لبيت الشعر في نواكشوط الذي يعتبر مدار حديثنا منذ نشأته، وهو يشكل حراكاً لافتاً في الساحة الثقافية الموريتانية كأنه صخرة رميت في بركة كانت راكدة وأحياها هذا البيت.
وأضاف أن المهرجان جاء بمستوى عالٍ من الرقي والمهنية والتنظيم من قبل دائرة الثقافة في الشارقة التي تحضر بشكل دائم إلى موريتانيا من أجل إنجاح كافة الفعاليات الثقافية، موضحاً أن قدوم الشارقة إلى نواكشوط أعطى دفعة وقيمة لهذه الأنشطة، خاصة أنها تحظى بعناية خاصة.
وأكّد مثقفون موريتانيون مشاركون في مهرجان الأدب الموريتاني، أن الشارقة تقوم بدور كبير لنهضة الثقافة العربية، مشيرين إلى أن العقود الأخيرة كان لها حضور ثقافي مميز في كافة الدول العربية، ولعل أبرزها بيوت الشعر إحدى تمثّلات هذه الرعاية والدعم، موجهين شكرهم لصاحب السمو حاكم الشارقة.
وشهد اليوم الختامي من مهرجان الأدب الموريتاني جلستين شعريتين، شاركت فيهما مجموعة من الشعراء، حيث تنوعت القصائد في طرحها الإبداعي، وحملت بعض النصوص عبق الماضي، مستعيدةً صور ومشهديات راسخة في الذات، فيما انحازت أخرى إلى الحاضر عبر موضوعات متعددة، مثل الحب والأمل والوطن.
في ختام المهرجان، سلّم عبدالله بن محمد العويس ومحمد القصير شهادات تقديرية للمشاركين تكريماً لجهودهم الإبداعية. أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: مهرجان الأدب الموريتاني دائرة الثقافة الشارقة مهرجان الأدب الموریتانی صاحب السمو حاکم الشارقة فی نواکشوط
إقرأ أيضاً:
الجوائز الثقافية الوطنية 2025.. روح متجددة
خمس سنوات فقط كانت كافية لتحوّل الجوائز الثقافية الوطنية من مبادرة ناشئة إلى تقليدٍ راسخ ينتظره الوسط الثقافي السعودي كل عام. خمس دورات متتالية صنعت خلالها الجوائز سجلّها الخاص، وأرّخت من خلاله لحظة التحوّل الثقافي التي تعيشها المملكة، لتصبح المنصة اليوم مرجعاً يتتبّع عبره المتابعون ملامح الإبداع السعودي واتساع فضاءاته.
وكانت الدورة الخامسة التي اختتمت في سبتمبر 2025 قد بدا واضحًا عليها أنها لا تكتفي بتكرار ما حققته سابقًا، بل تبحث عن روح جديدة، تعكس نضج المشهد الثقافي وثراء مساراته، بعد محافظتها منذ انطلاقتها برعاية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – على تألقها ووضوح رؤيتها؛ إذ جاءت منذ لحظتها الأولى لتُعلن أن الثقافة ليست إضافة تجميلية للحياة، بل جزء من بنية التحول الوطني.
لذلك استمرت الجوائز الثقافية الوطنية على هذا النهج، في تطوير معاييرها واختيارها لمجالات جديدة تستجيب لحركة الثقافة المتسارعة، وكان من أبرز هذه الإضافات استحداث جائزتي الحِرف اليدوية والإعلام الثقافي، وهما مجالان يعكسان اتساع معنى الثقافة في المملكة، وتداخلها مع الهوية والاقتصاد والصناعة المعرفية.
وتكشف دورة 2025 عن قراءة أوسع لمفهوم “الجائزة”، فهي لا تحتفي بالمنجز بوصفه نتيجة، بل تنظر إليه كامتداد لمسار من العمل والبحث والابتكار، لهذا امتدت فروع الجائزة كعادتها السنوية لتشمل جوائز جديدة، إضافة للمجالات السابقة المتضمنة للأدب، الموسيقى، الأفلام، المسرح، الفنون البصرية، العمارة والتصميم، الأزياء، الترجمة، النشر، وفنون الطهي، التراث الوطني، إضافة إلى جوائز شخصية العام الثقافية والثقافة للشباب، والمؤسسات الثقافية (الربحية، وغير الربحية)، وسيدات ورجال الأعمال الداعمين للثقافة، والتميّز الثقافي الدولي.
هذه الشمولية تؤكد أن الجوائز الثقافية الوطنية تعد خريطة واسعة تتعامل مع الثقافة بوصفها منظومة بيئية مكتملة العناصر، تتفاعل فيها الإبداعية مع البحث، والحِرفة مع التعليم، والفن مع الاقتصاد.
ومن أبرز ملامح هذه الدورة التفاعل الكبير من قبل المجتمع والأوساط الثقافية، خصوصاً مع التحديثات المستمرة على قائمة الجوائز، وهو ما يعزز من دورها في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030 في جوانبها الثقافية، من خلال ما تقدمه من دعم وتمكين للمواهب الوطنية، وما تسهم به في بناء اقتصاد إبداعي متنوع، وحضور ثقافي قوي على الساحة الدولية.
ومع اكتمال عامها الخامس تبدو الجوائز الثقافية الوطنية في موقع أكثر رسوخاً ونضجاً؛ فهي لا توثّق أسماء الفائزين فقط، بل ترسم عبرهم ملامح التحوّل الثقافي الذي تخوضه المملكة، وتقدّم قراءة سنوية للمشهد الإبداعي بمختلف اتجاهاته. وهكذا تحولت دورة 2025 لفصل جديد في رواية تتطور مع كل عام، لتواصل فيها وزارة الثقافة كتابة سيرة المملكة الثقافية بثقة واتساع ورؤية تتجاوز حدود اللحظة إلى ما بعدها.