قام اللواء خالد اللبان، مساعد وزير الثقافة لشئون رئاسة الهيئة العامة لقصور الثقافة، بجولة تفقدية لعدد من المواقع الثقافية الجاري تطويرها بمحافظة المنيا.
 


بدأت الجولة بقصر ثقافة المنيا، بحضور محمد يوسف، رئيس الإدارة المركزية لمكتب رئيس الهيئة، ورحاب توفيق مدير عام فرع ثقافة المنيا، والإدارة الهندسية بالهيئة وممثلي الشركة المنفذة لأعمال التطوير، وشملت تفقد قاعة المسرح، قاعات معارض الفنون التشكيلية، غرفة الفنون الشعبية، نادي العلوم، ونادي الأدب، إلى جانب المكاتب الإدارية والفنية بالقصر.

وأوضح "اللبان" أن الجولة تأتي في ضوء توجيهات الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة بمتابعة آليات تطوير المواقع الثقافية بالمحافظات، مؤكدا ضرورة الالتزام بمعايير السلامة والأمان والاشتراطات الفنية والتقنية كافة بمسرح القصر الذي يقع على مساحة 1200 متر مربع، ويتسع لنحو 350 مقعدا، مؤكدا على رفع كفاءته بما يسمح باستضافة مختلف الفعاليات الثقافية والفنية. كما تابع الأنشطة المنفذة داخل القصر، موجها بتكثيفها لخدمة أبناء المحافظة.

وتضمنت الجولة أيضا تفقد قصر ثقافة أبو قرقاص، المكون من ثلاثة أدوار بمساحة 800 متر مربع، ويضم الدور الأرضي: قاعة معارض، غرفة كبار الزوار، مكتبا إداريا، ومسرحا يتسع لـ200 مقعد على مساحة 260 متر مربع، إلى جانب منفذ بيع وعدد من الغرف.

أما الدور الأول فيضم: مكتبة عامة، مكتبة طفل، نادي تكنولوجيا، قاعة فنون تشكيلية، قاعة للطفل، قاعة للمرأة، وغرفتين إداريتين، فيما يحتوي الدور الثاني على: قاعات نادي الأدب، المرسم، مكتب إداري، مخزن للديكور، وقاعات أخرى.

وأكد مساعد وزير الثقافة خلال الجولة أهمية استكمال أعمال التطوير والإنشاءات بما يضمن توفير بيئة آمنة وجاذبة للأطفال، تساعدهم على تنمية مهاراتهم واستثمار طاقاتهم الإبداعية، إلى جانب الارتقاء بمستوى الخدمات الفنية والتعليمية المقدمة لهم.

واختتمت الجولة بتفقد قصر ثقافة المنيا الجديدة وما يضمه من قاعات متنوعة وذلك لبحث سبل آليات تطويره، وشدد اللبان على ضرورة تعزيز إمكانياته وتحديث بنيته التحتية بما يضمن تقديم خدمات ثقافية أكثر تنوعا تلبي احتياجات أهالي عروس الصعيد.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: مساعد وزير الثقافة خالد اللبان قصور الثقافة الهيئة العامة لقصور الثقافة

إقرأ أيضاً:

الخديعة الثقافية الكبرى بأسيوط

لا أحتاج الكثير من التفكير حتى أدرك أن زيارة وزير الثقافة الدكتور احمد فؤاد هنو الى اسيوط لم تكن سوى عرض سريع يبيع الوهم قبل ان يقدم حلا واحدا للمشهد الثقافي المختنق في المحافظة.

فالجميع سمع ضجيج التصريحات عن بحث انشاء دار اوبرا جديدة كما لو ان اسيوط على حافة نهضة فنية غير مسبوقة.

بينما الحقيقة المؤلمة ان الوزير ومحافظ اسيوط اللواء هشام ابوالنصر يمران على مشكلات قاسية تعيشها قصور الثقافة منذ سنوات ثم يغادران وكأن الامر مجرد مناسبة تليق بالكاميرات لا بالمواطن.

وهنا لا اتحدث عن فكرة الاوبرا في ذاتها بل عن طريقة طرحها وكأنها الانقاذ المنتظر رغم ان اسيوط تحتاج ما هو ابسط واشد عمقا من قاعة عروض تصل تكلفتها لمبالغ طائلة لن يلمس معظم اهل المحافظة انعكاسها في حياتهم الثقافية اليومية.

وكأن اسيوط تنتظر هذه الهدية المنقذة بينما الواقع اليومي يكشف مشكلات ثقافية متراكمة لم يلتفت لها هو ولا محافظ اسيوط اللواء هشام ابوالنصر رغم انهما المعنيان برعاية الثقافة وتطويرها.

واذا كان وزير الثقافة يتصور أنه عبر هذا الإعلان سيكسب إعجاب جمهور الصعيد فهو مخطئ لان المشهد ابسط واشد عمقا من مجرد التقاط صور اعلامية او اطلاق وعد ضخم لا يعرف احد جدواه واقعيا ولا اقتصاديا ولا اجتماعيا.

وزير الثقافة استخدم في زيارته عبارات توحي وكأنه يقدم مشروع نهضة ثقافية بينما الحقيقة من وجهة نظري ليست اكثر من استهلاك اعلامي متسرع وربما محاولة لصناعة حضور سياسي سريع في صعيد مصر خصوصا مع الحديث المتكرر عن انشاء اول دار اوبرا في المحافظة من دون توضيح الاسباب او دراسة الاحتياجات الحقيقية للثقافة في اسيوط.

وانا هنا لا أرفض فكرة الفن الراقي ولا اقلل من قيمة الاوبرا لكني اتساءل بوضوح كم من اهل اسيوط سيستفيدون فعليا من مشروع كهذا في ظل نقص الموظفين في قصور الثقافة وغياب الانشطة الجاذبة للشباب وتوقف بعض المواقع الثقافية التي تعاني الفساد الاداري والمحسوبية والتقاعس.

الثقافة في اسيوط تحتاج علاجا جذريا لا مسكنات شكلية وما قاله الوزير خلال الزيارة كان يمكن ان يبدو محترما لو انه ربط الحلم الثقافي بواقع المراكز والقرى التي ما زالت مواقعها الثقافية تقاتل من اجل البقاء.

فهناك اماكن محرومة من الثقافة ومازالت تواجه خصومات ثارية وأخري مناطق نائية قرب الظهير الصحراوي ومع ذلك لم يقدم وزير الثقافة حلولا لوصول الثقافة اليها.

وكذلك عدم تقديم محتوى يحاول احتضان البسطاء والاطفال وتثقيفهم وتوعيتهم لكنه أعلن بإنشاء دار أوبرا في أسيوط أمام تراجع العمل الثقافي بسبب نقص الكوادر وعدم تفعيل البرامج الحيوية للشباب وتراجع دعم الانشطة التي تناقش قضايا العصر بدلا من التركيز على بروتوكولات مملة.

وزير الثقافة بدا وكانه يعيد انتاج القديم بطريقة متكررة فالتقليد لا يصنع ثقافة جديدة والتجربة داخل اسيوط تثبت ان صعيد مصر ليس بحاجة لعنوان مثل دار اوبرا بقدر حاجته لثورة حقيقية داخل قصور الثقافة القائمة ثورة تكسر فكرة ان الثقافة منتج لفئة واحدة من المثقفين فقط بل مشروع مجتمعي يقوم على بناء وعي واسع في التعليم الفن الابداع والانتماء.

وهنا اذكر أن الصعيد عرف رفاعة الطهطاوي التي سرقت مخطوطاته ومازال يئن في قبره لعدم الكشف عن السارق وكذلك عرف الصعيد الدكتور طه حسين والشيخ عمر مكرم مفجر اول ثورة ثقافية وكلهم صنعوا حضورا استثنائيا من قلب الجنوب ولم يحتاجوا لصروح اسمنتية بقدر ما احتاجوا فكرا يؤمن بالمجتمع وينهض به.

محافظ اسيوط اللواء هشام ابوالنصر يبدو هو الاخر بعيدا عن نبض المحافظة فهو تحدث خلال المجلس التنفيذي عن دراسة انشاء دار اوبرا اولى في صعيد مصر وكأنه لا يرى ان الثقافة هناك تختنق بالفساد الاداري ونقص الموظفين وتهديدات اغلاق مواقع ثقافية مهمة.

وزيارة وزير الثقافة كانت فرصة ذهبية لإطلاق حلول فورية لكنها تحولت الى احتفال بتصريحات لا تسمن ولا تغني عن شيء ثم يغادر سيادته من دون ان يلمس الجوهر الحقيقي لهذه الازمة او يواجه ما يعانيه المواطن الاسيوطي في الواقع.

من موقعي كمواطن وكمهتم بالشأن الثقافي اقول ان الثقافة مسؤولية لا تحتمل الاستعراض وان احتفال وزير الثقافة بفكرة دار اوبرا في اسيوط هو مشروع فاشل اذا لم يسبقه اصلاح حقيقي لمشاكل قصور الثقافة تعزيز الكوادر مواجهة الفساد تطوير الانشطة التي تجذب الشباب التركيز على قضاياهم دعم الخريجين تدريبهم .

واعادة توجيه الثقافة نحو التنمية لا نحو ترف نخبوي قد لا يجني ثماره سوى عدد محدود جدا من الاشخاص بينما الغالبية ستظل بعيدة عن هذا الصرح الذي سيكلف الدولة اموالا ضخمة قد تذهب هباء ولذلك يبدو الامر اهدارا محتملا للمال العام اذا لم يتم ترتيب الاولويات بعقلانية.

انا لا اطالب بمنع المشاريع الفنية الراقية بل اطالب وزير الثقافة بوعي حقيقي يدرك ان اسيوط تحتاج خططا تستعيد المكانة الثقافية التي عرفتها منذ قرون وان رجل الدولة لا يجوز ان يكرر الخطأ ذاته في كل زيارة وان الفخر الحقيقي هو اصلاح البنية الثقافية من جذورها وليس التقاط صور مع وعد بقاعة موسيقية قد لا تعني شيئا للجمهور.

وأرجو من وزير الثقافة ان يعيد التفكير قبل اتخاذ خطوات تنفيذية وان يراجع كل ما قيل في هذه الجولة لان الثقافة ابعد بكثير من مساحة اعلامية عابرة.

اخيرا هذه دعوة صادقة لوزير الثقافة الدكتور احمد فؤاد هنو ومحافظ اسيوط اللواء هشام ابوالنصر لاعادة تقييم ما قدموه خلال هذه الزيارة واعتبارها انذارا مبكرا لا ينبغي تجاهله فصعيد مصر يستحق رؤية ثقافية حقيقية تقوم على اصلاح جذري وتطوير شامل ومواجهة الفساد وتفعيل قصور الثقافة واحتضان الشباب وابتكار انشطة واقعية.

أما الأوبرا فلن تكون سوى بناية صامتة اذا لم نجد الثقافة الحية التي تعيد للناس ثقتهم في ان الدولة تعرف فعلا ماذا يعني ان تنهض الثقافة في صعيد مصر حيث الحضارة التاريخ والمستقبل معا.

مقالات مشابهة

  • اللبان يتفقد عددا من المواقع الثقافية بالمنيا
  • خالد اللبان يشهد الاحتفال باليوم العالمي للأشخاص ذوي الإعاقة ببني سويف
  • غدا .. بدء عرض فيلم الست بسينما الشعب في 9 محافظات
  • ثقافة أسيوط تنظم عددا من الفعاليات والندوات والمسابقات بالمحافظة
  • وفد من المسابقة العالمية للقرآن يزور المعالم الثقافية بالعاصمة الجديدة
  • رئيس "قصور الثقافة": السوشيال ميديا قلّلت الإقبال.. وأطلقنا 4 منصات وتطبيقًا لاكتشاف المواهب
  • اللواء خالد اللبان: هيئة قصور الثقافة تمتلك تاريخا طويلا ومكانة ثقافية راسخة
  • العنصر البشري أهم من المباني.. اللواء خالد اللبان : خطة شاملة لتطوير قصور الثقافة
  • الخديعة الثقافية الكبرى بأسيوط