لوفيغارو: مأساة شرق ليبيا في 5 أسئلة
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
لخصت صحيفة لوفيغارو الفرنسية في 5 أسئلة ما يمكن جمعه من المعلومات عن الفيضانات غير المسبوقة التي حدثت شرق ليبيا، عندما دمرت العاصفة دانيال جزءًا كبيرا من مدينة درنة، وأودت بحياة الآلاف وخلفت عددًا لا يحصى من المفقودين. فما أسباب هذه الكارثة وماذا تمخض عنها؟
ماذا حدث؟في العاشر من سبتمبر/أيلول الجاري وصلت العاصفة دانيال إلى الساحل الشرقي لليبيا، فضربت مدينة بنغازي قبل أن تتجه شرقا نحو عدة مدن مثل البيضاء ودرنة التي كان عدد سكانها قبل المأساة 100 ألف نسمة، وفي ليلة واحدة انهار السدان الموجودان على وادي درنة، واللذان يحتفظان بمياه الوادي الذي يعبر المدينة، فجرفت السيول القوية أحياء بأكملها بسكانها على جانبي الوادي، قبل أن تتدفق إلى البحر الأبيض المتوسط.
قدرت الأمم المتحدة عدد الضحايا بما لا يقل عن 11 ألفا و300 شخص، إلا أن عدد القتلى لا يزال في ارتفاع متواصل، كما أنه لا يزال هناك 10 آلاف ومئة إنسان آخرون في عداد المفقودين من مدينة درنة وحدها، وإن كان الهلال الأحمر الليبي نفى هذا التقييم الذي أشير إليه.
وأضافت المنظمة في تقييمها أن الفيضانات أودت أيضا بحياة ما لا يقل عن 170 شخصا في أماكن أخرى شرق ليبيا، وحذر مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية الأممي من أنه "من المتوقع أن ترتفع هذه الأرقام مع عمل فرق البحث والإنقاذ على مدار الساعة".
لماذا هذه الكارثة؟
يقول الخبراء إن البنية التحتية المتداعية والإنشاءات المخالفة لقواعد التخطيط الحضري -على مدى العقد الماضي، وعدم الاستعداد لهذا النوع من الكوارث- هو ما أدى لتحويل درنة إلى مقبرة بالهواء الطلق. وقال بيتيري تالاس رئيس المنظمة العالمية للأرصاد الجوية الأممية، يوم الخميس، إن معظم الوفيات "كان من الممكن تجنبها" وأضاف أن سنوات الصراع في ليبيا "دمرت إلى حد كبير شبكة مراقبة الطقس" وكذلك أنظمة الحواسيب.
وقال النائب العام الليبي الصديق الصور -الذي فتح تحقيقا في الموضوع- إن السدين اللذين أديا لوقوع الكارثة يعانيان من تشققات منذ عام 1998، وقد بدأت الأعمال فيهما عام 2010 من قبل شركة تركية بعد سنوات من التأخير، ولكنها توقفت بعد بضعة أشهر في أعقاب الثورة الليبية عام 2011، ولم تستأنف منذ ذلك الحين.
هل تلقت ليبيا مساعدات دولية؟
وأوضحت الصحيفة أن المساعدات الدولية التي وُعد بها بداية الكارثة تصل ويتم تنظيمها، وقد وصلت بنغازي طائرتان محملتان بالمساعدات -حسب الوكالة الفرنسية للصحافة- إحداهما إماراتية والأخرى إيرانية، كما أعلنت منظمة الصحة العالمية أن 29 طنا من المعدات الطبية وصلت إلى هناك أيضا.
وقد أرسلت فنلندا وألمانيا ورومانيا بعض المساعدات، وكذلك بعثت كل من قطر ومصر والأردن والكويت طائرات تحمل مساعدات، كما عرضت المساعدة الجزائر وفرنسا وإيطاليا وتونس والولايات المتحدة، بعد أن أطلقت الأمم المتحدة نداء لجمع أكثر من 71 مليون دولار لمساعدة مئات الآلاف من المحتاجين.
ما "مديكين" الذي أصاب ليبيا؟تتبع الفيضانات الضخمة في ليبيا ظاهرة "مديكين/الإعصار المتوسطي" وهي مناخية نادرة ولكنها مدمرة يعتقد العلماء أنها ستتفاقم في عالم يزداد حرارة، ومع أن هذا المصطلح غير معروف لدى عامة الناس فإنه يستخدم بانتظام من قبل العلماء وخبراء الأرصاد الجوية، وهو منحوت من كلمتي "متوسط وإعصار (Medi+Cane) بالإنجليزية.
وإلى جانب رياحه العنيفة، تصاحب "مديكين" أمطار غزيرة، وقد انهمر ما يصل إلى 170 ملليمترا من المياه في أقل من يومين -على برقة- أثناء العاصفة دانيال شمال شرق ليبيا، حيث يندر هطول الأمطار هذا الموسم.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: شرق لیبیا
إقرأ أيضاً:
غزة تحت نيران الاحتلال: مجازر متواصلة وحصار خانق يُفاقم الكارثة الإنسانية
يمانيون../
تواصل قوات الاحتلال الصهيوني شن حملات القصف المكثّف على قطاع غزة، ما أسفر عن استشهاد 85 فلسطينياً منذ فجر اليوم، بينهم نساء وأطفال، وسط تصاعد غير مسبوق في حجم الاعتداءات الجوية والمدفعية التي تستهدف مختلف مناطق القطاع.
وأفادت وسائل إعلام بسقوط عدد من الشهداء والجرحى في غارات جوية متفرقة شرقي مدينة غزة، خصوصاً بالقرب من مسجد خالد بن الوليد ومنطقة الصفطاوي شمال المدينة، إلى جانب إصابات نتيجة هجوم مسيرة في منطقة الجرن في جباليا. كما استهدفت القوات الاحتلالية مفترقات وشوارع رئيسية، بالإضافة إلى منازل مدنيين في أحياء عدة منها الشجاعية ووسط غزة وخان يونس، ما زاد من حجم الدمار المدني والخسائر البشرية.
وفي ظل هذه الهجمات، استقبل مستشفى العودة وسط غزة عشرات الجرحى، بينهم أطفال، جراء القصف الذي طال مناطق مختلفة، فيما استمر إطلاق النار من الزوارق البحرية على ساحل غزة.
ومع هذا التصعيد العسكري، يشهد القطاع كارثة إنسانية متفاقمة بفعل الحصار المشدد الذي يفرضه الاحتلال منذ أكثر من 80 يوماً، والذي أدى إلى وفاة أكثر من 326 شخصاً بسبب نقص الغذاء والدواء، وتسجيل حالات إجهاض كثيرة بين النساء الحوامل نتيجة سوء التغذية وغياب الرعاية الصحية.
وبحسب المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، لم تدخل أي شاحنة مساعدات أو وقود منذ الثاني من مارس الماضي، رغم الحاجة الماسة لآلاف الشاحنات، وسط استمرار الاحتلال في إغلاق المعابر بشكل كامل وانتهاكه الفاضح للقوانين الدولية.
وأشارت تقارير فلسطينية إلى أن حصيلة العدوان الإسرائيلي منذ أكتوبر 2023 تجاوزت 53 ألف شهيد وأكثر من 121 ألف جريح، بينما سجلت الفترة التي بدأت في مارس 2025 وحدها آلاف الشهداء والجرحى، ما يؤكد استمرار حجم المأساة الإنسانية التي تتعرض لها غزة بلا هوادة.
هذا الواقع المرير يسلط الضوء على الكارثة الإنسانية التي يعيشها القطاع، وسط صمت دولي وتواطؤ مستمر مع الاحتلال الذي يواصل إبادة المدنيين وتدمير البنية التحتية في واحدة من أكبر مآسي العصر الحديث.