4 أعوام تساوي 10.. جدل في كربلاء عن مشاريع ردات الفعل وتخطيط ظاهري يبخس التخصيصات
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
بغداد اليوم - كربلاء
التوسع السكاني وإستحداث الأحياء السكنية في كربلاء يبدو هائلًا قبالة مستوى الخدمات المقدمة التي لا تلبي عدد سكان المحافظة الذي بات يربو على الثلاثة ملايين فرد، في حين تفتقر المحافظة للتخطيط الإستراتيجي ويجري فيها تنفيذ المشاريع بشكل عشوائي ووفقاً لرد الفعل بهدف حل مشاكل آنية وصغيرة.
ويرى كربلائيون تحدثوا لـ"بغداد اليوم"، ان" المشاريع التي تنفذ في المحافظة لا ترقى إلى حجم الأموال التي صرفت وهي عبارة عن رسوم ظاهرية، فيما أكدوا إن المدينة تفتقر للتخطيط ولم تنفذ فيها مشاريع بيئية وبنى تحتيى تقابل ما يُصرف من أموال".
يقول الناشط المدني، أيسر زيني، إن" حجم الأموال التي صرفت في كربلاء خلال السنوات الأربعة الأخيرة كبير جداً ويعادل ميزانية المحافظة لأكثر من عشرة أعوام، وكلها ذهبت لمشروعات طرق وحدائق وإضاءة شوارع، دون تنفيذ أي مشروع إستراتيجي يخدم المدينة، مبيناً إن بعض المشاريع التي نُفذت عمرها الإفتراضي لا يتجاوز أربع سنوات في حين ينبغي أن يكون عشرين عاما على أقل تقدير".
رسوم فوتوغرافية
وأضاف زيني، إن ما يحصل في كربلاء الآن وتحت عنوان البناء والإعمار هو ظاهري فقط وعبارة عن رسوم فوتوغرافية سينتهي عمرها سريعاً، وإن قيل إن كربلاء أفضل من باقي المدن بجانب الإعمار، فلا تصح المقارنة مع السيء والفاشل، بل المنطقي أن نقارن بالأفضل ونصّنف كربلاء قباله".
من جانبه قال الناشط المدني، حميد الهلالي، إن" محافظة كربلاء ما زالت تعاني من نقص واضح بالمشاريع الخدمية الإستراتيجية وهناك مشاريع متوقفة منذ سنوات لم يتم إنجازها، منها مشاريع الطرق الرئيسة ودوارات المدينة وهي متأخرة منذ نحو عشرة أعوام نتيجة تأخر إستملاك الأراضي ورفع التجاوزات عليها".
ويكمل الهلالي في حديث لـ "بغداد اليوم"، إن" إن هناك مشاريع لم تنجز تخص البيئة والصحة والبنى التحتية والبلدية ومنها مشروع تدوير النفايات ومستشفى النسائية والتوليد وبناية دائرة الصحة وبنايات أخرى لعدد من المؤسسات الحكومية التي فيها مصالح وخدمة مباشرة للمواطن فضلاً عن النقص الكبير في مشاريع الماء الصالح للشرب".
وزاد الهلالي بالقول، إن" في كربلاء مشاريع متوقفة كانت أبوابًا للسرقة، منها تم وضع حجر الأساس له ولم يُنجز، واُخرى نفذت بشكل سيء وغير مطابق للمواصفات بينها مشروعات الطرق التي بدأت تظهر فيها التخسفات والمشاكل بعد أشهر من تنفيذها".
صحراء كربلاء
وفي منتصف تموز المنصرم أعلنت الهيئة الوطنية للاستثمار، عن مشروع استثمار سكني في محافظة كربلاء بقيمة 420 مليون دولار، فيما أشار محافظ كربلاء نصيف الخطابي، الى أن الاستثمار في المحافظة استطاع أن يوفر العديد من فرصة العمل لابناء المحافظة.
وحسب ممثل رئيس الوزراء رئيس الهيئة الوطنية للاستثمار حيدر مكية فإن" مشروع بوابة كربلاء قيمته 420 مليون دولار سينفذ على مساحة 322 دونماً تقريباً، ويحتوي على فرص عمل كبيرة، وفيه من التطور العقاري الكبير".
وقال مكبة حينها، ان" الهيئة أعلنت عن مدن جديدة إحداها في كربلاء المقدسة وسيتم الإعلان عنها في القريب العاجل تضاف كمجمعات سكنية الى المحافظة ".
قبالة ذلك يقول محافظ كربلاء نصيف الخطابي، إن "العراق اليوم يمر بمرحلة مهمة من مراحل البناء والإعمار والتنمية، وهذا ما جاء في البرنامج الحكومي لرئيس الوزراء الذي يعد برنامجاً واعداً وفعالاً وينفذ بجناحين أساسيين هما الوزارات والهيئات الاتحادية والحكومات المحلية"، لافتاً الى أن "العمل المتكامل في العراق يجب أن يكون بهكذا آلية، ورئيس الوزراء قادر على ضم هذه الأجنحة من أجل التنمية والأمن والأمان والرفاهية والازدهار".
حملة كبرى
ويرى المحافظ، أن "خدمات مدينة كربلاء المقدسة لجميع العراقيين وليس لأبنائها فقط، حيث إنها تستقبل أكثر من 70 الى 80 مليون زائر سنوياً في حين تعدادها السكاني أكثر من 3 ملايين نسمة هذه المدينة"، مبيناً أن "كربلاء المقدسة بدأت بحملة البناء والإعمار وخدمات وتنمية ومنذ عام 2019 والجميع شاهد هذه الطفرات الكبيرة ".
ويكمل الخطابي، اننا" استطعنا كما وعدنا أهالي كربلاء بأن الاستثمار يكون ركناً أساسياً في تنمية هذه المحافظة"، مبيناً أن "هناك حملة كبرى من الاستثمار في كربلاء سواء على المستوى الزراعي أو الصناعي والسياحة والسكن".
وزاد المحافظ، ان" الاستثمار السكني وصل الى ما يقارب 25 ألف وحدة سكنية لكن احتياج المحافظة هو أكثر من 120 ألف وحدة سكنية "، موضحاً أن "هيئة الاستثمار في المحافظة لعبت دوراً في استقطاب المستثمرين المميزين".
وحسب الخطابي، فأن" مشروع بوابة كربلاء سينفذ في صحراء محاذية للمحافظة ضمن توسعة تصميم أساس جديدة، وهذه الصحراء اليوم تحولت الى مجموعة من الأحياء والمدن السكنية التي تزهر بالخدمات "، لافتاً الى أن "أكثر من 78 بالمئة من الوحدات السكنية لهيئة الاستثمار في كربلاء المقدسة أسعارها أقل من 600 دولار للمتر الواحد والكثير من هذه الوحدات السكنية تتناغم مع توجه رئيس الوزراء والحكومة المحلية في توفير السكن الكريم لكل الشرائح المجتمعية لاسيما الشرائح المتوسطة والأقل منها".
800 وحدة سكنية
بدوره يقول المدير المفوض لشركة أمواج الدولية بكر ليلمان المنفذة للمشروع، إن "مجمع بوابة كربلاء السكني سيقع على أرض أكثر من 210 دوانم، ويحتوي على أكثر من 800 وحدة سكنية تتراوح مساحة الأرض من (300-450) متر مربع، إضافة الى مدرسة شويفات الدولية وأكبر وأفخم بوليفارد "، مبيناً أن "المشروع يسعى الى تحقيق ثلاثة أهداف، وهي المساعدة في حل أزمة سكن في مدينة كربلاء المقدسة، إضافة الى أن المجمع سيكون معلماً حضارياً في هذه المدينة العريقة، فضلاً عن أنه سيوفر فرص عمل بحوالي أكثر من 17 ألف فرصة عمل 2000 منها بشكل مباشر في المشروع، و 15 ألف فرصة عمل غير مباشرة مثل الأسواق والمخازن الى آخره".
وأشار الى أن" هذا المشروع والمشاريع المماثلة ستؤدي الى ازدهار أي مدينة، وخاصة مدينة كربلاء ذات التاريخ العريق وقبلة لكل المسلمين من جميع بقاع الأرض، فالتطور والعمران فيها سينقلان صورة لكل الزوار من مدن العالم الى الخارج بأن هنالك تطوراً وحضارة في العراق ".
المصدر: وكالة بغداد اليوم
كلمات دلالية: کربلاء المقدسة الاستثمار فی وحدة سکنیة فی کربلاء أکثر من الى أن
إقرأ أيضاً:
مذبحةُ الحجاج اليمنيين في “تنومة”.. 105 أعوام ولم تُـنْـسَ
يمانيون../
يظلُّ الحزنُ متقداً في قلوب اليمنيين لما جرى من مذبحة متوحشة لحجاج بيت الله الحرام في “تنومة” قبل 105 أعوام، حَيثُ قُتل الحجاج اليمنيون بدم بارد، ومضت هذه الجريمة مرور الكرام على الرغم أن ضحاياها فاق 3 آلاف حاج.
لقد أوصل آل سعود رسالتَهم لليمن واليمنيين، وهي مليئة بدماء الأبرياء، ومزينة بالأشلاء والرؤوس المقطوعة إلى كُـلّ بيت يمني، وهي سياسة متوحشة لا تزال مُستمرّة إلى يومنا هذا، وإن كانت مجزرة “تنومة” قد ارتكبت بعيدًا عن الأعين والشواهد، فَـإنَّ جرائم العدوان السعوديّ موثقةٌ بالصوت والصورة وستظل عالقة في أذهان الأجيال جيلاً بعد جيل.
ويؤكّـد الباحث الأكاديمي الدكتور حمود الأهنومي في كتابه “مجزرة الحجاج الكبرى” أن تلك الجريمة تسببت في أضرار ونتائج اجتماعية وإدارية، فقد تقرحت أجفانُ كثيرٍ من الأولاد الذي تيتموا إثر مقتل آبائهم وشغرت الكثير من الوظائف الإدارية في الدولة لفترة من الوقت، وظل الكثير من الأهالي ينتظرون عودتهم، واعتبروهم مفقودين وليسوا شهداء، وظلت بعضُ تركات الشهداء عشرات السنين لم تُقسم ونشأت عنها مشكلاتٌ شرعية، كما في حالة شهيد النصرة وولده أيهما قتل أولاً، ليترتب على ذلك تقسيم المواريث؛ ولهذا يؤكّـد الباحث وجودَ وثيقة بخط الإمام يحيى حميد الدين تثبت أن محكمة الاستئناف بصنعاء حكمت بعد مدة من وقوع المجزرة؛ باعتبَار كُـلّ المفقودين في هذه المجزرة موتى، وعليه يجوز تقسيم مواريثهم، وتزويج نسائهم.
ويؤكّـد الباحثُ الأهنومي أن المجرمَ عبدَ العزيز آل سعود لما قَوِيَ مركَزُه السياسي والاقتصادي والعسكري بدأ بفرض خياراته بشأن عسير ونجران وجيزان وشأن الحجاج بالقوة والإملاء وأفشل المفاوضات وفجّر الحرب اليمنية السعوديّة في عام 1934م والتي انتهت بما عُرِفَ باتّفاقية الطائف في العام نفسه وأملى شروطها المنتصر عسكريًّا في المجمل، ومع ذلك فقد استطاع الإمام يحيى؛ بسَببِ انتصاره وتقدمه في جبهة نجران وعسير وبحصافته أن يتفادى كَثيراً من الاملاءات التي كان يفرضها الوضع العسكري والسياسي آنذاك.
وفي الواقع أن تلك المعاهدة أقرت واقعاً مفروضاً بشأن الحجاج، بحسب الباحث، وهو أن ابن سعود لا علاقة له بالمجزرة وأنه لا تلزمه أيةُ تبعة، ومع أن المعاهدة أفضت إلى نوع من التطبيع بين اليمن والنظام السعوديّ، وبالعودة إلى نصوصها نجد أن مملكة قرن الشيطان بحربها على اليمن قد خالفتها مخالفةً صريحةً وأفرغتها من مضمونها الملزم لليمنيين بالكف عن المطالبة بالأراضي اليمنية المحتلّة واستعادتها.
وبناءً على ذلك وعلى أن تلك المعاهدةَ لم تتناول المجزرة بأي حَـلّ وأن ولاية أولياء الدم باقية فَإنَّه شرعيٌّ وقانونيٌّ يحق لأولياء الدم أن ينتصروا اليوم لقضيتهم، وأن يرفعوا دعاوى حقوقهم المدنية من الديات والتعويضات أمام المحاكم الدولية ضد نظام ابن سعود.
حركة آل الحاضري الشعبيّة:
وبما أن معاهدةَ الطائف 1934م لم تحمل أي حَـلّ أَو إنصاف لشهداء تنومة، بل طوت القضية ووأدتها سياسيًّا تحت وطأة الانتصار العسكري لابن سعود، فقد شعر اليمنيون عندها بالغيظ والحنق والإحباط، ولمسوا خسارةَ أراضٍ يمنية، فتحَرّك حينها الجانبُ الشعبي اليمني لأخذ الثأر والقصاص بنفسه، ففي الساعة السابعة والنصف صباح يوم الأضحى 10 ذي الحجّـة 1353 – 1935م انبرىثلاثة رجال من أسرة بيت الهجام من بيت حاضر سنحان، للاقتصاص من ابن سعود، حينما كان يطوف طوافَ الإفاضة في الحرم المكي، حَيثُ انقضوا عليه وخلفه ابنه سعود وحرسه، وبحسب الروايات فقد أُصيب وليُّ العهد سعود بطعنة في كتفه وأفَادت بمقتل شرطي يُدعى أحمد العسيري طعناً ومقتل شرطي آخر يُدعى مجدوع بن هيثان.
وحول الدافع الأَسَاسي لهؤلاء الفدائيين الثلاثة (النقيب علي بن علي حزام الهجام، صالح بن علي الهجام، مبخوت بن مبخوت بن حسين النجار الهجام) يقول الباحث كان المشهور على ألسنة الناس أن الدافع لهم هو الثأرُ لشهداء “تنومة”، لكن تاريخ الفدائيين الثلاثة كما تشير إليه المذكرات المنسوبة إلى أحدهم عن طبيعة تفكيرهم ووعيهم الأممي وَالإسلامي ووعيهم بعلاقة ابن سعود ببريطانيا في السعي إلى إقامة دولة يهودية في فلسطين يرجح أن الدافع لهم دافعٌ شعبي وإسلامي ينطلقُ من الدين والحمية الإسلامية.
ويستنتجُ الباحثُ الأهنومي في خلاصة بحثه أن ما حدُثُ من عدوان سعوديّ ضد اليمن ليس كما يتوَهمه البعض نتيجة عدوان استجد أَو رغبة عدائية طارئة، بل لم يعرف اليمنيون النجديين من أول يوم إلا وهم يعتدون على هذا الشعب ويوجهون إليه مجازرهم، ومنها مجزرة “تنومة”، وبعدها استخدم النجديون الحرب الباردة أَو الهيمنة ثم بالحرب الساخنة والمجازر المروعة التي أرتكبها العدوان الأمريكي السعودي خلال التسعة الأعوام الماضية.
ويشير الباحث إلى أن الفترة من عام 1918 م إلى عام 1923م كانت أهم وأخطر فترة في تأريخ اليمن المعاصر وأن ابن سعود كان حليفَ بريطانيا المفضَّل، وأنه كان الحاكم العربي الوحيد الذي يقبض إعاناته الشهرية من الإيرادات الإمبراطورية البريطانية، بالإضافة إلى الأسلحة والذخائر، وأنه هو من أسّس هِجَرِ الإخوان التكفيريينومنها هجرة الغطغط الذين قتلوا الحجاج في تنومة وسَدْوَان، لافتاً إلى أن المجزرة وقعت في ظهر يوم الأحد، 17 ذي القعدة 1341 للهجرة الموافق وَالأول من يوليو 1923م وكان الحجاج قد نزلوا على ثلاث فرق: الفرقة الأولى نزلت في تنومة والفرقة الثانية والثالثة في سدوان، وأن جملةً من الأسباب السياسية والعقائدية والمادية كانت وراءَ الحادث، وأنها مجزرة دُبِّــرَ أمرُها بليل شيطاني، وأن ابن سعود وحدَه هو الشخصُ الذي يمكنه اتِّخاذُ قرار بذلك الحجم وتلك الخطورة وأن هناك دلائلَ وإماراتٍ تؤكّـدُ أنه العقلُ المدبِّرُ لتلك المجزرة.
ويوضح الباحث الأهنومي أن الخطة الشيطانية النجدية اقتضت إيجاد طرف ثالث يتولى المجزرة في كمين ينقض على الحجاج ويتحمل في الظاهر وزر قتلهم، وتبين أن سلوكيات داعش والقاعدة كانت حاضرة فيها، حَيثُ يصل عدد من طالتهم سكاكين الإخوان الوهَّـابيين كانوا حوالي تسع مِئة شهيد وأن عدد الشهداء أكثر من ثلاثة آلاف شهيد وأن الناجين منهم حوالي خمسمِئة شخص.
معاهدةُ الطائف لم تحسم مِلَفَّ المجزرة:
لقد وضعت تلك المجزرة الإمام يحيى في وضع صعب لا يُحسَدُ عليه، وترجح للباحث أن خيارَ المواجهة السلمية السياسية والقضائية الذي سلكه كان رهاناً خاسراً، وأنه بذلك حُرِمَ من شرف التصدي العسكري لأخطر مشروع منتحلٍ للإسلام، كما لا يُعفى من المسؤولية أُولئك الطامحون والمتمردون وأُولئك المرتزِقة المنافقون الذين فضّلوا حكمَ الانجليز على حكم الإمام يحيى، مبينًا أن تلك المجزرةَ أشعلت الغضبَ الشديدَ في قلوب اليمنيين، ولذلك عبّروا رسميًّا وشعبياً عن استعدادهم للاقتصاص من القتلة أينما كانوا، كما أَدَّت المماطلةُ من ابن سعود في الإنصاف، بالإضافة إلى مِلف عسير ونجران وجيزان إلى توتر العلاقات السياسية بين الطرفين ثم إلى إشعال حرب 1934م.
وتبين للباحث أن قضية الحجاج ظلت مطروحة طوال المسار التفاوضي بين الإمام يحيى وابن سعود قبل الحرب وأن الأخير كان يلاين الجانب اليمني، لكنه ما أن قوي موقفه العسكري والسياسي والاقتصادي حتى أنه كشف عن حقيقة موقفه الرافض لتعويض الحجاج أَو دفع دياتهم.
وظهر له أن معاهدة الطائف إنما أقرت بشأن تعويض الحجاج واقعاً مفروضاً بالقوة العسكرية وهو أن لا علاقة لابن سعود بهذه المجزرة وأنه لا تلزمه أية تبعة، ولهذا لم تتناولِ المجزرة بأي ذكر، وأن محاولةَ الاقتصاص من قبل الفدائيين من آل الحاضري كانت تعبيراً شعبياً عفوياً عن السخط والإحباط والشعور بالغَبن الشديد.
طرحُ تعويضات شهداء تنومة في مفاوضات قادمة:
ويوصي الباحثُ الأهنومي في كتابه “مجزرة الحجاج الكبرى” بإجراء المزيد من الدراسات حول العلاقة بين اليمن والنظام النجدي وكشف المزيد من الحقائق حول تلك المجزرة وتداعياتها واشتمال المناهج التربوية على مظلومية تلك المجزرة ومجازر العدوان الأمريكي السعوديّ مقرونة بذكر الانتصارات التي حقّقها الشعب اليمني وأبطال قواته المسلحة .
كما يوصي أن تكونَ مجزرةُ تنومة ومجازر هذا العدوان القائم ضمن مفردات حملة التعبئة الجِهادية وإثارة السخط والتحريض ضد المعتدين، وأن تتولى الدولةُ تهيئةَ الظروف المختلة لرفع الدعاوى القضائية ضد المعتدين أمام المحاكم الدولية، بشأن ضحايا مجزرة تنومة وتعويضهم، وأن يتمَّ التوثيقُ بشكل يومي لكل أحداث وجرائم هذا العدوان الأمريكي السعوديّ القائم وتمكين الباحثين من الوصول إليه، وأن يعادَ طرحُ موضوع تعويضات شهداء تنومة في أية مفاوضات قد تنشأ بين اليمن والسعوديّين؛ باعتبَاره مِلفًّاً ما زال مفتوحاً لم تحسمْه معاهدةُ الطائف.
المسيرة- عباس القاعدي