الفنان التشكيلى الراحل محمد القاسمى.. المسكون بالحرية وأضرحة الأولياء
تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT
واحد من الأسماء التى طبعت مرحلة نضج الفن التشكيلى فى المغرب، تميزت أعماله بحضور مركزى للهم الوجودى والقضايا الإنسانية. عرف مساره تجديدا متواصلا نِشدانا لحداثة وحرية قصوى فى اللوحة وخارجها، فتح حوارًا بين التشكيل والشعر من خلال تجارب مشتركة مع شعراء مغاربة.
المولد والنشأة
ولد محمد القاسمى يوم 28 ديسمبر/كانون الأول 1942، فى مدينة مكناس وترعرع فى أزقتها القديمة وساحاتها التاريخية وفتح عينيه على مشاهدها العمرانية وطقوس أضرحتها الغريبة.
الدراسة والتكوين
تميز مسار تكوينه بالطابع العصامى، فلم يحظ بدراسة أكاديمية للفن التشكيلى، لكنه استفاد أساسا من تردده على ورشة للرسم لفنانة أوروبية مقيمة فى مكناس.
شارك عام 1959 فى دورة تدريبية للفن التشكيلى، نظمتها وزارة الشباب والرياضة، واستفاد بعدها من دورات خارج المغرب ابتداء من 1963، وكان أول حضور فنى له فى مسقط رأسه عام 1965.
الوظائف والمسئوليات
كان عضوا نشطا فى الجمعية المغربية للفنون التشكيلية، والتحق منذ الستينيات باتحاد كتاب المغرب، باعتباره كاتبا وشاعرا أيضا.
انخرط فى حركة الدفاع عن حقوق الإنسان فى المغرب، واختير ضمن نخبة من الشخصيات الفكرية والفنية والعلمية لعضوية اللجنة التى أعدت الميثاق الوطنى لإصلاح نظام التربية والتكوين.
التجربة الفنية التشكيلية
أقر الفنان الراحل فى مناسبات عديدة بالتأثير الذى مارسته على مساره الفنى مكونات المحيط الثقافى الذى نشأ فيه بمكناس.
تحدث عن ذاكرته البصرية التى سكنتها أجواء وطقوس الطائفة «العيساوية» التى تلتئم حول ضريح الولى الصالح بالمدينة، ومواكبها الحاملة لرايات متعددة الألوان، وعلاقتها الخاصة باللون الأسود الذى أصبح خلفية مفضلة للوحاته، فضلا عن حضور الطابع الروحى وتوتر البحث عن الخلاص والحرية فى جانب كبير من أعماله.
ولعل ذلك يفسر التوتر العنيف فى ريشة القاسمى، ورغبته الجامحة فى التحرر والانعتاق من أسر الجسد والزمن، وبحثه الدائب عن آفاق جديدة للحرية والإبداع، فى انشغال مزمن بقضايا الإنسان والعدالة والسلام ومصير الحضارة البشرية.
وفى غمرة ذلك البحث اللامتناهى عن الحرية -التى قد يضيق بها فضاء اللوحة- تنوعت إبداعاته بين فروع فنية مختلفة، لم يتردد فى مزجها ضمن حوارات فنية ذات نفس تجريبى متعدد الألوان، فمارس النحت والتصوير وكتب الشعر، وطَرَق فن الإنشاءات، واشتغل على القماش التقليدى.
قال عنه الناقد الفنى فريد الزاهي: إنه عرف «كيف يعدد المسارات الخصيبة لعمله الإبداعى. كان فوّارا بالأفكار المبتكرَة بحيث لم يفتأ منصتا لجذوته المبدعة، ممارسا الفن باعتباره حركة مفتوحة نحو الآخر وصاغية للصخب الهادر لزمننا».
المعارض
منذ أول معرض له بمكناس عام ١٩٦٥، تواترت مشاركات القاسمى داخل وخارج المغرب، فكان معرض الرواق المركزى بجنيف 1982، ومعرض «مغارة الأزمنة الآتية» بالمركز الثقافى الفرنسى بمدينة الرباط 1993.
كما نظم معرض «الإبداع فى مواجهة الدمار والتخريب» عام ٢٠٠٣ بالدار البيضاء، الذى ناهض الحرب الأميركية على العراق، وتنقلت لوحاته من البحرين إلى تونس وبلجيكا والعراق والولايات المتحدة والكويت. وقد شارك فى بينالات تونس وساو باولو ودكار والبينالى الدولى الخامس بالقاهرة.
وفى حوار الشعر والتشكيل، أصدر مع الشاعر حسن نجمى ديوان «الرياح البنية» ولم يكتب له أن ينهى مشروعا مماثلا مع الشاعر عبداللطيف اللعبى.
الأوسمة والجوائز
حصل القاسمى على جائزة الإبداع الكبرى بالمغرب عام ٢٠٠١، حيث كان أول تشكيلى يفوز بهذه الجائزة، وتوج فى البينالى الدولى الخامس فى القاهرة بالجائزة الأولى ١٩٩٥.
حصد نفس الجائزة بنفس البينالى فى دورته السابعة عام ١٩٩٨، ونال الجائزة الشرفية لبينالى دكار عام ١٩٩٦، وفى عام ١٩٩٩ وشّحه العاهل المغربى بوسام الاستحقاق الوطنى.
الوفاة
توفى محمد القاسمى يوم 27 أكتوبر/تشرين الأول 2003 بالمستشفى العسكرى فى الرباط.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مدينة الرباط الدار البيضاء
إقرأ أيضاً:
محمد الريفي: حفلات أوروبا ناجحة .. واستعد لطرح أغنية حقودي
كشف الفنان المغربي محمد الريفي عن انشغاله الشديد هذا العام بجولة فنية مكثفة في عدد من المدن الأوروبية، مشيرًا إلى أهمية الجالية العربية في أوروبا وحبها للحفلات التي يشارك فيها.
وأوضح محمد الريفي، في لقاء خاص مع الإعلامية شيرين سليمان، ببرنامج سبوت لايت المذاع على قناة صدى البلد، أن حفلاته هناك تلقى إقبالًا واسعًا، قائلاً: "السنة دي عندي حفلات كثيرة بعد القاهرة رايح على روما، لأن أوروبا فيها جنسيات من العالم العربي، وحفلات أوروبا حفلات كبيرة، وفي نجوم ما شاء الله بيروحوا لأوروبا، في المغرب، ومصر، والسعودية، والإمارات، ولبنان، وسوريا، الجالية العربية قوية جداً".
عمل فنى جديدوكشف محمد الريفي عن عمل فني جديد يجمعه مع الفنان عمر كروان، مؤكدًا أن الأغنية المنتظرة ستصدر خلال 20 يومًا تقريبًا، قائلاً: "في أغنية هتنزل ممكن، ممكن يعني 20 يوم، خلاص صورنا الكليب وخلصنا الأغنية، اسمها 'حقودي'، وممكن ناس تفتكر إن الأغنية كمان رسالة لحد، وهي مش رسالة، هو الحظ، هو دومًا حظي كده".
وأكد محمد الريفي على أن اختياراته الفنية دائمًا ما تراعي احترام جمهوره، مشيرًا إلى أنه يرفض أي عمل فني أو حتى تفاصيل صغيرة في الكليبات إذا لم تكن متوافقة مع ذوقه وقيمه.