جريدة الرؤية العمانية:
2025-05-28@13:50:09 GMT

مجموعة بريكس مقابل حلف الناتو

تاريخ النشر: 18th, September 2023 GMT

مجموعة بريكس مقابل حلف الناتو

 

علي بن مسعود المعشني

ali95312606@gmail.com

مجموعة بريكس وكما هو معلوم، هي مجموعة اقتصادية ناشئة شكلتها كل من: البرازيل وروسيا والهند والصين وجنوب أفريقيا، وتوسعت مؤخرًا بعد ضم كل من: إيران ومصر والسعودية والإمارات وأثيوبيا والأرجنتين.

المجموعة بطبيعة الحال قابلة للتوسع وقبول المزيد من الأعضاء مُستقبلًا، ويبقى السؤال حول هوية المجموعة والتي ستخاطب بها العالم وتعرف بها عن نفسها، وكذلك الأدوات العملية الضامنة لنهوض المجموعة واستمراريتها لتتمكن من الرسوخ والثبات في وجه الرأسمالية المتوحشة التي تغولت وخطفت العالم وقررت مصيره خاصة في العقدين الأخيرين.

في اعتقادي الشخصي، لا يمكن لمجموعة بريكس أن تكتسب هويتها وتحقق فعاليتها وتترجم جديتها كتكتل اقتصادي عالمي فاعل، إلّا عبر الانعتاق من هيمنة وعبودية الدولار الأمريكي أولًا؛ سواءً بالاتفاق على وجود عملة موحدة للتداول التجاري بين أعضاء المجموعة، أو الاتفاق على التداول بالعملات المحلية بينهم.

الأمر الثاني وهو الشروع في إنشاء بنك خاص بالمجموعة تتمكن من خلاله الدول الأعضاء بالمجموعة أولًا وغيرها لاحقًا، من الاستفادة من القروض والتسهيلات المالية بمعزل عن قيود وهيمنة وإملاءات البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، واللذين برهنت الأيام والتجارب على أنهما مجرد أذرع ناعمة للرأسمالية الغربية المتوحشة، وامتداد للحقب الاستعمارية لتكريس التبعية للغرب.

كما لا يمكن لمجموعة بريكس تحقيق هويتها وغاياتها إلّا بحماية نفسها وأعضائها من السطو الغربي الناعم والمسلح، وذلك عبر استحداث منظومة أمنية عسكرية وميثاق دفاع مشترك يوازي حلف الناتو الغربي ويواجهه ويردعه؛ فالتوازن الاقتصادي للمجموعة لن يتحقق- في تقديري- دون ذراع مُسلّح يحمي مكاسبها ويحصن أعضاءها من التهديد والابتزاز الغربي. الغرب اليوم يحتضر ويعاني من كل أسباب الوهن والزوال وفق مؤشرات المدنيات والحضارات التي سبقته، من شيخوخة المجتمعات إلى التفسخ الأخلاقي الحاد والمهدد للغرب وللبشرية السوية من خلالهم.

الغرب اليوم لم يعد الغرب الاستعماري السارق للثروات الطبيعية للشعوب وكما عُرف عنه سابقًا، ولا الغرب السارق للعقول النادرة من شعوب العالم عبر سياسة الترهيب والترغيب؛ بل أصبح الغرب السارق للأيدي العاملة والأجيال الفتية والتي يفتقدها بفعل سياسات القضاء على الأسرة وثقافتها ثم التشجيع على التحلل، واليوم يشجع الغرب على الحروب- خارج جغرافيته بالطبع- بقصد العبث بالمكونات بالداخل وتهجير الآخرين وإكراههم على اللجوء إليه لينتقي منهم حاجته ويبقي من ليس له بهم حاجة داخل أسوار معتقلات تسمى مخيمات الهجرة لترحيلهم لاحقًا إلى جغرافيات أخرى تحت مُسمى الإنسانية وحقوق الإنسان!

لا شك عندي أن الغرب لن يقف متفرجًا ومكتوف الأيدي وهو يرى عالمًا موازيًا يتشكل أمامه ويهدد مصالحه المتمثلة بالاقتصاد؛ بدءًا من التنكر للدولار واليورو ليرسم واقعه ومستقبله بعيدًا عنهما، إضافة الى تجفيف مصالح الغرب تدريجيًا من جغرافيات مختلفة حول العالم مثل: النموذج الأفريقي تجاه فرنسا، وهذا ما سيدفع الغرب إلى التنمر المفاجئ أمام القوى الصاعدة واستنساخ أزمة أوكرانيا في جغرافيات عدة حول العالم، لتهديد خصومه الصاعدين وتفتيت قواهم، فالغرب ما زال يمتلك بقايا قوة قد تساعده في لحظة ضعف على تحقيق نظرية نيرون التاريخية "عليّ وعلى أعدائي"، فهذا آخر ما تبقّى له من جملة خيارات فرط بها.

قبل اللقاء.. من يقرأ التاريخ القريب المعاصر للعالم، يعلم أن المنظمات الأممية التي قامت أعقاب الحرب الأوروبية (العالمية) الثانية، تجاوزها الزمن وتكشفت حقيقتها ولم تعد أممية أو صالحة لعالم اليوم، وأن تعدد الأقطاب وتداول قيادة العالم أصبح من الحتميات الملموسة والواقعة لا محالة.

وبالشكر تدوم النعم.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

حال التأهل أمام فلسطين.. ليبيا ضمن مجموعة نارية رفقة قطر وتونس في «كأس العرب 2025»

بخطى ثابتة نحو النسخة الجديدة من كأس العرب 2025، كشف الاتحاد العربي لكرة القدم عن نتائج قرعة البطولة التي حملت في طياتها الكثير من الإثارة والتشويق، خاصة مع وقوع المنتخب الليبي في واحدة من أقوى مجموعات البطولة –المجموعة الأولى– إلى جانب كل من قطر (المستضيف)، تونس، وجنوب أفريقيا أو سوريا، وليبيا أو فلسطين.

مجموعة أولى… نارية بكل المقاييس

المنتخب الليبي يجد نفسه أمام امتحان حقيقي، إذ أوقعته القرعة في مواجهة ثلاثة منتخبات قوية:

قطر: صاحبة الأرض والجمهور، وصاحبة تجربة تنظيمية مميزة من خلال استضافة كأس العالم 2022، فضلاً عن التطور اللافت في مستوى المنتخب.

تونس: أحد عمالقة الكرة الإفريقية، يتمتع بخبرة واسعة ومشاركات منتظمة في كأس العالم وكأس إفريقيا.

مواجهة فلسطين في الملحق: منتخب لا يُستهان به، أثبت قدراته القتالية والتنظيمية في أكثر من مناسبة، ويملك حافزًا كبيرًا لإثبات حضوره عربيًا.

ليبيا بين واقع التحديات وآمال العودة

رغم صعوبة المجموعة، تتطلع الأنظار في الشارع الرياضي الليبي إلى رؤية “فرسان المتوسط” وهم يعودون إلى الواجهة بقوة.
غير أن الرياح لا تسير كما تشتهي السفن، فقد أصدر الاتحاد الليبي لكرة القدم بيانًا رسميًا أعلن فيه إلغاء إقامة أي مباريات ودية للمنتخب الوطني خلال فترة التوقف الدولي الحالية، رغم الترتيب المسبق لخوض مباريات مع منتخبات مثل كوسوفو وأرمينيا.

بيان الاتحاد الليبي… قراءة في المضمون

بيان الاتحاد أكد أن القرار جاء بناءً على طلب الجهاز الفني، الذي فضّل التركيز على الاستعدادات المحلية، نظرًا للظروف الراهنة التي تمر بها المسابقات المحلية، والحرص على تنظيمها بما يخدم مصلحة الكرة الليبية ككل.
كما شدد البيان على ضرورة التوازن بين استحقاقات المنتخب الأول واستعدادات الأندية الليبية للمشاركات القارية المقبلة، خاصة في ظل ضغط الروزنامة.

فرصة للتأمل وإعادة البناء

ورغم هذا التوقف المؤقت، لا يُخفي الاتحاد الليبي رغبته الصريحة في تحقيق مشاركة مشرّفة في كأس العرب 2025، وهو ما أكده البيان بالإشارة إلى أن المنتخب الوطني سيواصل تحضيراته للاستحقاقات القادمة فور تحسن الظروف، مع الإبقاء على التنسيق المستمر مع الجهات المنظمة للبطولة.

الطريق ليس سهلاً… لكنه ليس مستحيلاً

المنتخب الليبي يدخل كأس العرب 2025 من بوابة التحدي، ليس فقط لمواجهة خصومه في المجموعة الأولى، بل أيضًا لمواجهة التحديات الداخلية التي تعيق اكتمال جاهزيته.

ومع ذلك، فإن كرة القدم لا تعترف دائمًا بالأسماء والتاريخ، بل بروح القتال والإصرار. وإذا ما أحسنت ليبيا الاستعداد واستثمرت في طاقاتها الشابة، فإن الحلم العربي قد يبدأ من مواجهة فلسطين في الملحق، مرورًا بهذه المجموعة الصعبة.

الجمهور ينتظر، واللاعبون على المحك، والبطولة تلوّح في الأفق… فهل يُعيد “فرسان المتوسط” رسم البهجة على وجوه الليبيين؟

مقالات مشابهة

  • تمدد تعليق رحلاتها إلى الأراضي الفلسطينية المحتلة حتى 15 يونيو
  • وزير الطاقة الإماراتي: الطلب النفطي سيفاجئ العالم إذا تخلف الاستثمار
  • اليمن في مجموعة نارية بكأس العرب اذا فازت على جزر القمر.. تعرف على نتائج القرعة
  • تقديرا لجهودها.. وزير الاتصالات يكرم مجموعة «طلال أبو غزالة للتدريب المهني»
  • «إي آند» تمكّن 284 مواطناً إماراتياً في تقنية الذكاء الاصطناعي
  • حال التأهل أمام فلسطين.. ليبيا ضمن مجموعة نارية رفقة قطر وتونس في «كأس العرب 2025»
  • قرعة كأس العرب .. النشامى في مجموعة مصر والإمارات
  • منتخب الناشئين في مجموعة السنغال وكرواتيا وكوستاريكا بـ «مونديال 2025»
  • منتخب مصر في مجموعة إنجلترا بكأس العالم للناشئين
  • قرعة كأس العرب 2025.. الأخضر في مجموعة المغرب