اختراعات غريبة ومضحكة تفوز بجوائز نوبل للحماقة لعام 2023
تاريخ النشر: 19th, September 2023 GMT
على النقيض من جوائز نوبل المرموقة التي سيتم الإعلان عنها الشهر المقبل، تم في احتفالية أقيمت على الإنترنت الأسبوع الماضي، منح جوائز نوبل للحماقة وأغرب الاختراعات حول العالم.
وتم الكشف، يوم الخميس 14 سبتمبر، عن جوائز نوبل للحماقة السنوية (جائزة إيغ نوبل أو جائزة نوبل للجهلاء أو جائزة نوبل للحماقة العلمية) في دورتها الثالثة والثلاثين والتي تتضمن مجالات بحثية غير عادية حول العالم.
وتُمنح جوائز نوبل للحماقة في سبتمبر من كل عام لدراسات وإنجازات علمية غريبة "تجعل الناس يضحكون، ثم يفكرون". ويتم تنظيم حفل توزيع الجوائز كل عام من قبل مجلة الفكاهة العلمية Annals of Improbable Research.
وتضمنت بعض الأبحاث التي أجريت خلال العام الماضي والتي حصلت على جائزة نوبل للحماقة لعام 2023، بحثا أعاد فيه العلماء تحريك العناكب الميتة لاستخدامها كأدوات إمساك ميكانيكية، وآخر يشرح السلوك الغريب للعديد من الجيولوجيين الذين يلعقون الصخور التي يدرسونها.
وفي فئة الصحة العامة، ذهبت الجائزة هذا العام إلى باحثين اخترعوا مرحاضا "ذكيا" يستخدم مجموعة متنوعة من التقنيات لرصد وتحليل البراز بسرعة.
ويتضمن هذا الابتكار الغريب لعلماء جامعة ستانفورد أجهزة مثل شريط اختبار مقياس تحليل البول، ونظام كمبيوتر لتحليل البراز.
ويحتوي هذا الاختراع، الذي يطلق عليه اسم المرحاض "الذكي"، أيضا على مستشعر مقترن بكاميرا تحديد الهوية التي تقوم بتقييم التجاعيد في بطانة فتحة الشرج للشخص لإنتاج "بصمة شرجية" مشابهة لبصمات الأصابع.
وقال سيونغ مين بارك، من جامعة ستانفورد، والذي كان جزءا من الفريق الذي بنى المرحاض، لوكالة "أسوشيتد برس": "إن حماماتنا، التي غالبا ما يُنظر إليها على أنها أكثر الأماكن خصوصية، لديها القدرة على أن تصبح الحارس الصامت لصحتنا".
وفاز جان زالاسيفيتش، عالم الجيولوجيا بجامعة ليستر، بجائزة هذا العام في فئة الكيمياء والجيولوجيا عن عمله الذي يشرح سبب لعق العلماء للصخور.
وأوضح الجيولوجي في مقال كتبه عام 2017 أن المعادن الموجودة داخل الصخور تميل إلى البروز بشكل أفضل على الأسطح الرطبة مقارنة بالأسطح الجافة، ما يجعل اللعق طريقة أسهل للتعرف عليها في الميدان.
إقرأ المزيدوكشف في مقالته عن حنينه إلى الأيام الخوالي، عندما لم يكن العلماء يلعقون الصخور للتعرف عليها فحسب، بل قاموا أيضا في بعض الأحيان بطهيها وأكلها.
وفازت تجربة غريبة في الشوارع بجائزة فئة علم النفس لدراسة عدد المارة الذين ينظرون إلى الأعلى عندما رأوا غرباء ينظرون إلى الأعلى.
ووجدت الدراسة أنه "مع زيادة حجم الحشد التحفيزي، تبنّت نسبة أكبر من المارة سلوك الحشد". بمعنى أنه كلما زاد عدد الذين ينظرون إلى الأعلى، زاد عدد المارة الذين يحذون حذوهم.
وفي فئة التغذية، ذهبت الجائزة إلى الباحثين الذين اقترحوا اختراع عيدان تناول الطعام وشفاطات شرب "مكهربة"، ما "يعزز مذاق الطعام".
وفاز بجائزة الطب علماء استخدموا الجثث لاستكشاف ما إذا كان هناك عدد متساو من الشعر في فتحتي الأنف في الأشخاص المتوفين.
وفي فئة التعليم، ذهبت الجائزة إلى فريق يدرس الملل لدى المعلمين والطلاب. وقال عالم الاجتماع فيجناند فان تيلبورغ من جامعة إسيكس، الذي أجرى التجربة، إن الدراسة الأخيرة أظهرت أن "مجرد توقع أن الفصول الدراسية ستكون مملة جعل الطلاب يشعرون بالملل".
وفاز فريق دولي قام بدراسة أدمغة الأشخاص البارعين في التحدث بشكل معكوس بجائزة التواصل.
ويمكن لبعض الأشخاص الذين شاركوا في البحث أن يعكسوا بسرعة جملا تصل إلى 12 كلمة.
وقد فاز البحث الذي نشر في مجلة Advanced Science، والذي أظهر أن الروبوتات المصنوعة باستخدام أجسام العناكب النافقة يمكن أن تساعد في الإمساك بالأشياء التي يزيد وزنها عن وزن العناكب، بجائزة الهندسة الميكانيكية.
وقال العلماء إن "الروبوتات الميتة" يمكن أن تفتح الأبواب أمام عصر جديد من الروبوتات.
وكما جرت العادة كل عام، تلقت الفرق الفائزة في كل فئة مكافئة مالية بقيمة 10 تريليون دولار زيمبابوي (0.027 دولار أمريكي).
المصدر: إندبندنت
المصدر: RT Arabic
كلمات دلالية: كورونا جائزة نوبل طرائف عجائب غرائب معلومات عامة معلومات علمية جائزة نوبل فی فئة
إقرأ أيضاً:
كيف يدعي ترامب إنهاء ثمانية حروب… ولا يفوز بجائزة نوبل للسلام؟!
لم تروج شخصية مرشحة للحصول على جائزة نوبل للسلام، الجائزة الأعلى قيمة على المستوى الدولي، لتتوج الجائزة إنجازاته المهنية، وخاصة قادة الدول، كما يروج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لأحقيته الفوز بالجائزة لكونه مستحقا لها ليتوج بها إنجازاته وحياته السياسية في فترة رئاسته وهو يناهز ثمانين عاما من عمره اليوم. يحفّزه فوز أربعة رؤساء أمريكيين سابقين خلال قرن من الزمن بالجائزة المرموقة: الرئيس ثيودور روزفلت والرئيس وودرو ويلسون والرئيس كارتر وآخرهم الرئيس أوباما عام 2009 بعد عام من بدء رئاسته الأولى ودون أن ينجز ويلعب دورا رئيسيا في حل أي نزاعات وحروب في رئاسته.
من المتعارف أن لجنة نوبل للسلام النرويجية-لجنة مستقلة بمعايير محددة للمرشحين تعتمد على دور وأثر الشخصية أو المنظمة «على السلام وحقوق الإنسان”. وتفضّل المرشحين الذين يلعبون دوراً ويلتزمون بدعم السلام المستدام، وليس انجاز حالة أو حالتين عابرة. وتراعي اللجنة سجل ودور وتأثير المرشح للجائزة بناء على مبدأ نوبل-اسم الجائزة على اسمه.
كما تحدد اللجنة المهلة النهائية لترشيح الشخصيات والمنظمات في 31 كانون الثاني/يناير من كل عام. ومعظم إنجازات الرئيس ترامب في حل النزاعات ووقف ثمانية حروب كما يدعي حدثت بعد المهلة النهائية لترشيح المرشحين للجائزة!!
كما أن مواقف ونهج الرئيس بالترويج وتسويق نفسه، ومواقفه المعادية للمنظمات الدولية، وتوبيخه وتقريعه للأمم المتحدة من على منبرها الشهر الماضي وانسحاب أمريكا من مجلس حقوق الإنسان ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة اليونيسكو ومن اتفاقية باريس للمناخ والاتفاق النووي مع إيران أثروا سلبا على فرصه. لكن لا يستبعد ترشح الرئيس ترامب والوسطاء وخاصة قطر العام القادم للجائزة لدورهم البناء في دبلوماسية الوساطة وحل النزاعات.
لم يخف الرئيس ترامب حلمه وترويجه للفوز بالجائزة منذ رئاسته الأولى. ليتميز وينضم للرؤساء البارزين الذين سبقوه وفازوا بالجائزة خلال قرن. لذلك دأب الرئيس ترامب على تكرار: لماذا مُنح الرئيس أوباما جائزة نوبل للسلام ولم يقم بعمل أي شيء يستحق الجائزة بينما أنا من كابد وتوسط وأنهى نزاعات وحروبا بعضها أمتد لعقود وخاصة بين حماس وإسرائيل الذي أمتد كما يدعي 3000 عام.
وهناك تصريحات متكررة، ومقاطع فيديو في الإعلام الأمريكي تظهر كم ردد وطالب وناشد الرئيس ترامب المجتمع الدولي مقدما سيرته الذاتية ونجاحاته في حل النزاعات وإنهاء الحروب كما يدعي.
وآخرها من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة قبل ثلاثة أسابيع يقدم سيرته الذاتية ويذكر كما في مؤتمراته الصحافية شبه اليومية، بوقفه وانهائه سبعة حروب. وأضاف إليها الأربعاء الماضي الحرب الثامنة بعد مصادقة حركة حماس وحكومة نتنياهو على تطبيق المرحلة الأولى من خطة الرئيس ترامب، بوقف الحرب وانسحاب قوات الاحتلال للمنطقة الصفراء والإفراج عن الأسرى الأحياء لدى حماس في غزة مقابل إفراج إسرائيل عن 250 من الأسرى الذين يمضون مؤبدات-مدى الحياة واحكام طويلة الأمد، وحوالي 1750 أسيراً-أُسروا من غزة بعد طوفان الأقصى من غزة.
رغم جميع إنجازات الرئيس ترامب، لم تمنحه لجنة جائزة نوبل للسلام الجائزة الموعودة، التي كان يُمنّي النفس الظفر بها. في تسييس مستمر للجائزة أعلنت اللجنة النرويجية ظهر الجمعة الماضي الفائزة بالجائزة-مرشحة الرئاسة والمعارضة الفنزويلية ماريا كورينا ماتشادو (خسرت الانتخابات الرئاسية)-بررت اللجنة فوزها بجائزة نوبل للسلام: «لعملها بلا كلل لدعم الانتقال واحترام الحقوق الديمقراطية للشعب الفنزويلي ولنضالها لتحقيق الانتقال السلمي والعادل من الديكتاتورية إلى الديمقراطية».! في اصطفاف معادٍ ورافض لنتائج انتخاب الرئيس نيكولاس ماديرو الشرعي ومحاولات تقويض حكمه.
فيما يستمر ترامب بعد أن أعلن المواجهة العسكرية ،بقصف زوارق مدنية قرب سواحل فنزويلا بذريعة حماية الأمريكيين من كارتيلات المخدرات الإرهابيين. منحت اللجنة ماريا كورينا ماتشادو الجائزة لدورها في دعم الديمقراطية والمقاومة المدنية في فنزويلا. هذا قرار يعبّر عن أولويات اللجنة هذا العام (دعم قوى المعارضة الديمقراطية) ـ من بين 338 مرشحا بينهم 244 شخصية و94 منظمة ـ أبرزهم الرئيس ترامب، و«غرف الاستجابة للطوارئ السودانية» ومنظمة أطباء بلا حدود، وزوجة المعارض الروسي الذي قتل في السجن يوليا نافلينا.
ومعروف أن المعارِضة ماتشادو مدعومة من الغرب وموالية وداعمة لإسرائيل ولحرب إبادتها على غزة. وسبق أرسلت رسالة لنتنياهو، تطالبه بغزو فنزويلا وأن يرتكب في بلادها ما يرتكبه في غزة، وذلك بعد خسارتها الانتخابات…
كما تعهدت في حال فوزها (خسرت) ـ بعزمها نقل السفارة الفنزويلية من تل أبيب إلى القدس المحتلة، كما فعل ترامب عام 2018!! في دعمها لحق إسرائيل على حساب الحق الفلسطيني. لذلك اختارتها اللجنة بين المرشحين للجائزة المرموقة والتي للأسف تم تسيسيها في العقود الأخيرة. وسبق رشحت لجنة جائزة نوبل للسلام أدولف هتلر للجائزة عام 1939 قبل تفجيره الحرب العالمية الثانية.
في أول تعليق لتراخ ٍ بعد عدم فوزه بجائزة نوبل للسلام علق بأسى واستياء:
«لا أكترث إذا لم أحصل على جائزة نوبل للسلام. لم انهي الحروب من أجل الحصول على الجائزة. ويكرر في لازمة تبريره لحقه انتزاع جائزة نوبل للسلام بتكراره «لقد انهيت ثمانية حروب. لكن لجنة جائزة نوبل للسلام تفعل ما تشاء»!! وانتقد مناصرو الرئيس ترامب قرار اللجنة المسيس الذي قدم السياسة على الإنجازات والسلام. كما أنه لا شك، لعبت قرارات الرئيس ترامب بتعزيز الانقسام الداخلي، ومعاداة المنظمات الدولية دورا سلبيا وأضرت بفرص فوزه بالجائزة.
وعلّق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «لقد تم منح جائزة نوبل لشخصيات لم تفعل شيئا لمصلحة العالم… ما تسبب بإضرار كبير بمصداقية الجائزة! « سنرى هل تُعوّض لجنة جائزة نوبل للسلام ترامب العام القادم وترشحه للفوز وتحل عقدته؟!!
القدس العربي