استقبل الكاتب الصحفي كرم جبر، رئيس المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، روبن هاروتونيان الوزير المستشار للشئون العامة بالسفارة الأمريكية، ووفد السفارة الأمريكية بالقاهرة وضم بيتر ونتر المتحدث الرسمي باسم السفارة، وتوماس تانر نائب المتحدث الرسمي، وأحمد لطفي المنسق الإعلامي بالسفارة الأمريكية، ودينا النحراوي المتخصصة الإعلامية بالسفارة، وذلك بمقر المجلس بماسبيرو، وجرى حوار حول سبل دعم التعاون في المجال الإعلامي بين البلدين.

وشرح الكاتب الصحفي كرم جبر، وظائف المجلس من خلال الصلاحيات الدستورية والقانونية، لضمان حرية الممارسة الإعلامية، وإصدار تراخيص مزاولة النشاط الإعلامي ووضع المعايير والأكواد، لضمان التزام وسائل الإعلام بأصول المهنة وأخلاقياتها.

وأعرب عن أمنياته بأن تشهد السنوات القادمة مزيدا من التواصل بين وسائل الاعلام في البلدين، خاصة وأن الولايات المتحدة تربطها علاقات استراتيجية مع مصر التي تلعب دورًا هامًا في قضايا المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، مضيفًا أن على الإعلام العمل على تهيئة علاقات طيبة بين البلدين من خلال التواصل المستمر لأنه يؤدي إلى تطوير العلاقات.

من جانبه أعرب روبن هاروتونيان عن سعادته بتواجده في المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مشيرًا إلى أنها أول زيارة رسمية يقوم بها لإحدى المؤسسات الرسمية، خاصة وأن بلاده تولي أهمية خاصة لتوطيد العلاقات مع مصر، وتتطلع لتعزيز التعاون مع مصر في مجال كل المجالات وخاصة الإعلام، وتحقيق شراكة في المجال الإعلامي.

وأضاف أن الولايات المتحدة الأمريكية ترى ان مصر هي ضامن أساسي للاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، وتلعب دورًا كبيرًا في كافة القضايا الإقليمية والعالمية بما تمتلكه من علاقات جيدة مع الجميع، وتمتلك إعلام وصحافة مشهود لهما بالمهنية على كل المستويات.

وأشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية تعتمد على الصحافة والإعلام المصري في نقل الأخبار، لذلك ترغب في دراسة إقامة مشروعات إعلامية مشتركة.

وأكد على أن الولايات المتحدة تعتبر وجود علاقات إعلامية مصرية أمريكية أمر جيد جدًا وترغب في دعمه وزيادته، وترغب في أن يكون جميع المصريين على علم بما يحدث في أمريكا من خلال وسائل الإعلام، لأن التواصل المستمر بين الشعوب يؤدي إلى تطوير العلاقات، مطالبًا بوجود بروتوكول تعاون إعلامي بين البلدين.

وأوضح هاروتونيان أهمية دراسة توقيع مذكرة تفاهم مع المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام لتدريب الإعلاميين وتعليم اللغة الإنجليزية، وأشار إلى وجود تعاون مع وسائل الإعلام المصرية ولكن على المستوى الفردي يجب الإرتقاء به على المستوى المؤسسي.

واختتم هاروتونيان، بأنه يتمنى أن تستمر العلاقات الأمريكية المصرية في الازدهار، وأن يلقي الاعلام المصري الأضواء على الأنشطة الاقتصادية والاستثمارية بين البلدين.

اقرأ أيضاًالأعلى للإعلام: جلسة حوارية مع معيط حول استضافة مصر اجتماعات البنك الآسيوي

الأعلى للإعلام يعقد أول اجتماعاته في العاصمة الإدارية

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: مصر الولايات المتحدة العلاقات المصرية الأمريكية أنشطة استثمارية أن الولایات المتحدة بین البلدین مع مصر

إقرأ أيضاً:

متى تتراجع الولايات المتحدة؟

لم تُعرف الولايات المتحدة يوما بتقديم تنازلات سياسية أو إنسانية طوعية، لا تجاه الشعوب ولا حتى تجاه حلفائها. سياستها الخارجية قائمة على منطق الهيمنة، واستخدام كل أدوات الضغط: الحروب، والحصار، والانقلابات، والقواعد العسكرية، والإعلام، والابتزاز الاقتصادي، والاغتيالات. ومع ذلك، يعلّمنا التاريخ الحديث أن هذا الوحش الجبّار لا يعرف الانحناء إلا إذا كُسرت إحدى أذرعه، ولا يتراجع خطوة إلا إذا أُجبر على التراجع.

من فيتنام إلى العراق، ومن أفغانستان إلى غزة واليمن.. أمريكا لا تفاوض إلا تحت النار، ولا تعترف بالخصم إلا إذا فشلت في سحقه.

في غزة.. قنابل أمريكا لا تنتصر

منذ أكثر من عام ونصف، تشنّ إسرائيل حرب إبادة على قطاع غزة، بدعم مباشر من أمريكا عسكريا وسياسيا. مئات آلاف القنابل أُلقيت على السكان المدنيين، عشرات آلاف الشهداء، وتجويع وتدمير ممنهج، ومع ذلك لم تُحقق إسرائيل أيا من أهدافها العسكرية: لا القضاء على حماس، ولا تحرير الأسرى، ولا إعادة السيطرة على غزة.

صمود المقاومة مستمر، والقدرة القتالية لم تنهَر، بل أُعيد تنظيمها رغم شدة الضربات.

الدعم الأمريكي بلغ ذروته: حاملات طائرات، جسر جوي عسكري، فيتو سياسي، ومع ذلك.. الفشل واضح.

ثم جاءت لحظة الاعتراف: "أمريكا تفاوض حماس!" الصفعة الكبرى لهيبة أمريكا جاءت عندما بدأت واشنطن، عبر مدير "CIA" وغيره من الوسطاء، التفاوض غير المباشر مع حماس نفسها -من كانت تصفها بالإرهاب المطلق- بهدف تحرير أسير أمريكي لدى المقاومة.

هنا انكسر القناع: من تقصفه بالصواريخ وبالفيتو، تجلس إليه لتفاوضه من أجل رهينة أمريكية واحدة! وكأن أرواح آلاف الفلسطينيين لا تهم.

وفي اليمن.. من نار الحرب إلى موائد التفاوض

1- الدعم الأمريكي لحرب اليمن: منذ انطلاق "عاصفة الحزم" في 2015، دعمت الولايات المتحدة التحالف السعودي- الإماراتي سياسيا وعسكريا ولوجستيا، عبر صفقات سلاح ضخمة، وتزويد الطائرات بالوقود، وتوفير الغطاء الدولي في مجلس الأمن. الحرب أدّت إلى أكبر كارثة إنسانية في العصر الحديث، قُتل فيها عشرات الآلاف من المدنيين، ودُمرت البنية التحتية، وفُرض حصار خانق على الشعب اليمني. ورغم كل هذه الأدوات، لم تستطع أمريكا ولا حلفاؤها القضاء على أنصار الله (الحوثيين) ولا السيطرة على الشمال اليمني. بل على العكس، تطورت قدرات الحوثيين لتصل إلى ضرب العمق السعودي والإماراتي، واستهدفت حتى مواقع استراتيجية في أبو ظبي والرياض.
الحصيلة: القوة المفرطة والنتائج الهزيلة.

2- فشل الاستراتيجية الأمريكية وتحول الموقف: مع تراكم الفشل، والانقسام داخل التحالف، والضغوط الحقوقية والإعلامية العالمية، بدأت أمريكا تغير خطابها، وانتقلت من مربع "دعم الحرب" إلى مربع "الدعوة للسلام"، ومن تصنيف الحوثيين كـ"إرهابيين" إلى التفاوض معهم بشكل غير مباشر. تراجعت واشنطن، ودعمت اتفاقيات الهدنة، وبدأت تروج لخطاب "إنهاء الحرب" حفاظا على ماء وجهها، في وقتٍ لم تحقق فيه أية نتائج استراتيجية تبرر كل هذا الدمار والدماء.

3- التفاوض مع الحوثيين بعد التجاهل والتصنيف: من كانت أمريكا تنكر شرعيتهم وتدعو لعزلهم، باتت ترسل عبر وسطاء من سلطنة عمان رسائل تفاوضية مباشرة، بل وتضغط على السعودية للقبول باتفاقات طويلة المدى معهم، بعد أن فشلت في إخضاعهم بالقوة. هذا التراجع لا يعكس تغيرا في المبادئ، بل هو ترجمة عملية لفشل الخيارات العسكرية، وكأن أمريكا تقول: "نحن لا نتحدث معكم إلا إذا فشلنا في سحقكم"، وهذا ما حدث.

أفغانستان والعراق

في أفغانستان: بعد 20 عاما من الاحتلال، وإنفاق تريليونات الدولارات، انسحبت أمريكا ذليلة من كابل، ووقّعت اتفاقية مع "طالبان"، بعد أن فشلت في إنهائها رغم كل التفوق الجوي والتكنولوجي.

وفي العراق: رغم الاحتلال الشامل، ما زالت أمريكا غير قادرة على فرض إرادتها السياسية كاملة، واضطرت إلى الانسحاب جزئيا، بينما تتعرض قواعدها لضربات متواصلة حتى اليوم.

ما الذي نتوقعه؟

من المقاومة:

- الثبات والتطوير.

- عدم الاستسلام للضغوط الدولية.

- تطوير أدوات المقاومة، إعلاميا وعسكريا.

- فضح التناقض في المواقف الأمريكية أمام العالم.

- استخدام كل انتصار ميداني لفرض وقائع سياسية جديدة.

من الشعوب:

- كسر الوهم الأمريكي.

- فضح الهيمنة الأمريكية بوصفها مصدر الحروب والفقر في منطقتنا.

- دعم قضايا التحرر لا كـ"تضامن إنساني" بل كـ"صراع وجودي".

- الضغط على الحكومات المتواطئة، ورفض كل تطبيع أو اصطفاف مع واشنطن.

ومن الحكومات:

- عدم الثقة بالقاتل.

- من يتخلى عن عملائه في كابل وبغداد لن يدافع عنكم إن حانت لحظة الحقيقة.

- الاعتماد على القوة الذاتية والشراكات العادلة، لا على الوعود الأمريكية.

- دعم المقاومة لا يضعف الأمن، بل يُعزز التوازن ويمنع الانهيار الكلي أمام إسرائيل.

الخلاصة: ما جرى ويجري في فيتنام، والعراق، وأفغانستان، وغزة، واليمن؛ يؤكد نفس المعادلة: أمريكا لا تتراجع إلا إذا عجزت عن التقدم خطوة أخرى. فما تسميه "تفاوضا" هو غالبا نتيجة لهزيمة ميدانية أو مأزق سياسي لا مخرج منه إلا ببوابة من كانت تحاربه، بينما التوسل إلى "عدالة واشنطن" هو وهْم سقط في كل الميادين.

مقالات مشابهة

  • رئيس تجارة الأردن: المملكة بوابة استراتيجية لاستثمارات البرازيل بالمنطقة
  • متى تتراجع الولايات المتحدة؟
  • المجلس الأعلى لحقوق الإنسان يكرم انتصار لدورها في 80 باكو
  • تفاصل اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بجامعة المنوفية
  • رئيس جامعة الوادي الجديد يشارك في اجتماع الأعلى للجامعات: دفعة قوية لتطوير التعليم الجامعي
  • المجلس الأعلى للجامعات يعتمد قواعد تنسيق القبول بالجامعات الحكومية والمعاهد
  • رئيس جامعة أسيوط يشارك فى اجتماع المجلس الأعلى للجامعات بجامعة المنوفية
  • رئيس الدولة والرئيس اللبناني يبحثان علاقات التعاون بين البلدين
  • الدكتور المصطفى: رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا تم بدون شروط مسبقة، ومسار العلاقة مع الولايات المتحدة الأمريكية بدأ للتو
  • رئيس طاجيكستان يقترح وضع استراتيجية لحماية الأنهار الجليدية