رئيس وزراء بولندا ينتقد الاستراتيجية الأمنية الأمريكية الجديدة: أوروبا حليفكم الأقرب لا مشكلتكم
تاريخ النشر: 7th, December 2025 GMT
وجه رئيس الوزراء البولندي دونالد توسك رسالة واضحة إلى الولايات المتحدة الأمريكية دعا فيها واشنطن إلى عدم التعامل مع أوروبا كعبء، وذلك عقب الجدل الواسع الذي أثارته الاستراتيجية الأمنية القومية الأمريكية الجديدة التي وصفت الاتحاد الأوروبي بأنه كيان "مناهض للديمقراطية" ويقوض حرية التعبير والسيادة الوطنية.
سماهم "الأصدقاء الأمريكيين":"أوروبا هي أقرب حلفائكم، وليست مشكلتكم، ولدينا أعداء مشتركون، هكذا كان الحال طوال الثمانين عامًا الماضية، يجب أن نتمسك بهذه الحقيقة، فهي الاستراتيجية المعقولة الوحيدة لأمننا المشترك… إلا إذا كان هناك شيء قد تغير".
وجاءت هذه التصريحات بعد ما تضمنته الوثيقة الأمريكية من اتهامات حادة للاتحاد الأوروبي، من بينها أنه يشجع على "طمس الهوية الحضارية" و"يصنع النزاعات" عبر سياسات الهجرة، وهي لغة تتقاطع مع خطاب أحزاب قومية وشعبوية في أوروبا.
وسجل المراقبون أن انتقادًا من هذا النوع نادر من جانب مسئول بولندي تجاه واشنطن، إذ تعد بولندا من أقرب حلفاء الولايات المتحدة، وسبق أن وصف وزير الدفاع الأمريكي بيت هيغسيث وارسو هذا العام بأنها "حليف نموذجي" نظرًا لإنفاقها الدفاعي المرتفع، بحسب تقرير نشرته اليوم الأحد شبكة "تي في بولندا" الإخبارية.
ويعد توسك، الرئيس السابق للمجلس الأوروبي، من أبرز المدافعين عن الاتحاد الأوروبي، الذي تعرض لانتقادات قاسية في الوثيقة الأمريكية، كما رأت تعليقات سياسية أن الاستراتيجية تتوافق مع خطاب "أمريكا أولًا" وحركات اليمين المتشدد في القارة الأوروبية.
وفي السياق ذاته، دعم وزير الخارجية الأمريكي ماركيو روبيو، الموقف المتشدد تجاه بروكسل، مهاجمًا المفوضية الأوروبية بسبب تغريمها منصة "إكس" التابعة لإيلون ماسك، ودخل ماسك نفسه في جدل جديد عبر الإنترنت مع وزير الخارجية البولندي رادوسواف سيكورسكي، وكرر نائب روبيو، كريستوفر لاندو، الاتهامات ضد الاتحاد الأوروبي واصفًا إياه بأنه "بيروقراطية غير منتخبة وغير ديمقراطية" تنتهج "سياسات انتحار حضاري".
ورغم بدايات متوترة لولاية ترامب الثانية، يشير محللون إلى أن أوروبا استجابت لأحد مطالبه الأساسية، وهو زيادة الإنفاق العسكري. ومع ذلك، تستمر الخلافات، خصوصًا في الموقف من الحرب في أوكرانيا.
ويأتي هذا الجدل فيما تسعى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية إلى الحفاظ على وحدة الصف عبر الأطلسي رغم اختلاف المقاربات، خصوصًا مع تصاعد التحديات الأمنية في أوكرانيا والجناح الشرقي لحلف شمال الأطلنطي "الناتو".
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: دونالد توسك بولندا رئيس وزراء بولندا أوروبا الأمنية الأمريكية
إقرأ أيضاً:
ماسك يشبه الاتحاد الأوروبي بألمانيا النازية
شبه إيلون ماسك مالك منصة إكس للتواصل الاجتماعي الاتحاد الأوروبي بألمانيا النازية، وذلك ردا على قيام المفوضية الأوروبية بفرض غرامة تبلغ 120 مليون يورو (140 مليون دولار) على المنصة "لانتهاك قواعد الشفافية".
وبعد يومين من فرض هذه الغرامة حذفت منصة إكس حسابا إعلانيا تستخدمه المفوضية الأوروبية، وكتب رئيس قسم المنتجات في إكس، نيكيتا بير، اليوم الأحد في رد على منشور المفوضية الأوروبية الذي أعلنت فيه عن غرامتها بقوله "تم إنهاء حسابكم الإعلاني".
وقال بير إن حساب الاتحاد الأوروبي أنشأ منشورا "يخدع المستخدمين للاعتقاد بأنه مقطع فيديو ويزيد من وصوله بشكل مصطنع". ومع ذلك، لا يزال حساب المفوضية الأوروبية ومنشوراتها مرئية.
ومن ناحيته، واصل ملياردير التكنولوجيا ماسك التعبير عن عدائه تجاه ما وصفها بـ"البيروقراطية الاستبدادية غير المنتخبة التي تضطهد شعوب أوروبا"، وأعاد ماسك اليوم نشر تعليق أحد المستخدمين بأن الاتحاد الأوروبي هو "الرايخ الرابع"، إلى جانب صورة لعلم الاتحاد الأوروبي يتقشر ليكشف عن علم ألمانيا النازية الذي يحمل الصليب المعقوف.
وكان ماسك قال في حسابه على إكس تعليقا على الغرامة "يجب إلغاء الاتحاد الأوروبي وإعادة السيادة إلى الدول، لكي تتمكن الحكومات من تمثيل شعوبها على نحو أفضل". وتابع في منشور آخر "أنا أحب أوروبا، لكن ليس الوحش البيروقراطي الذي هو الاتحاد الأوروبي".
The EU should be abolished and sovereignty returned to individual countries, so that governments can better represent their people
— Elon Musk (@elonmusk) December 6, 2025
انتقاد أميركيوكان الاتحاد الأوروبي أعلن يوم الجمعة الماضي عن الغرامة، متهما المنصة بتوثيق حسابات المستخدمين بعلامات زرقاء بشكل مضلل، وحجب البيانات عن الباحثين، وعدم توثيق الإعلانات المنشورة على المنصة بشفافية.
إعلانوالغرامة هذه هي الأولى التي تفرضها المفوضية الأوروبية بموجب قانون الخدمات الرقمية لمكافحة المحتوى غير القانوني والضار على الإنترنت.
وأثارت الغرامة انتقادات من وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو، الذي وصف الغرامة بأنها "هجوم على جميع المنصات التكنولوجية الأميركية والشعب الأميركي".
وانتقد رئيس لجنة الاتصالات الاتحادية الأميركية بريندان كار الاتحاد الأوروبي وقال في منشور على منصة إكس أول أمس الجمعة "مرة أخرى، تفرض أوروبا غرامة على شركة تكنولوجيا أميركية ناجحة لأنها.. ناجحة".
وأضاف "أوروبا تفرض ضرائب على الأميركيين لدعم قارة تعيقها لوائحها الخانقة".