سودانايل:
2025-07-02@11:48:13 GMT

الدعم السريع تُعرّي الدويلة العميقة

تاريخ النشر: 20th, September 2023 GMT

لم يندم منظرو التيار المتطرف للنظام البائد في حياتهم، مثلما ندموا على هجومهم الغادر الذي شنّوه على قوات الدعم السريع، صبيحة ذلك اليوم المبارك من أيام رمضان، تلك الحرب التي حددوا مداها الزمني بست ساعات، فامتدت لستة أشهر، وما يزال الحبل على الجرار، كما يردد الدكتور فيصل القاسم صاحب برنامج الاتجاه المعاكس بقناة الجزيرة الإخبارية، الحرب التي تصورها الإرهابيون من فلول الإخوان المسلمين على أنها نزهة قصيرة، تعقبها تكبيرات وتهليلات جوفاء، يعلنون عبرها دحر (المتمردين)، قد أوردت بقايا كتائب ما تسمى زوراً بالحركة الإسلامية موارد الهلاك، على يد هذه القوات المتدربة تدريباً ممتازاً والخائضة لغمار الحروب المحلية والإقليمية، ونزعت القناع الساتر للوجه القبيح للدويلة العميقة الزارعة لبذور الفتنة والحرب بين الكيانات الاجتماعية، ومع بروز السلوك الانتقامي المستهدف للإنسان والحيوان والبنيان الذي هو في الأول والأخير ملك للشعب، رأينا كيف مارسوا هذا الانتقام بإشعال حرائق المتفجرات على أبراج العاصمة الرامزة لكبرى المؤسسات السيادية، فبعدما قهرتهم آلة الدعم السريع الجبّارة وتيقنوا أن لا محيص لهم عنها، وأن المواجهة مع الشباب الحاملين لأرواحهم على أكفهم غير متكافئة مع شبابهم الناعم والنائم على مفارش الحرير، والناهل من مباهج العيش الرغيد، هرعوا نحو تدمير بنيان المؤسسات المشيدة من دم المواطن وعرق جبينه وحر ماله.


لقد ضربت السودانيين حالات من الإحباط والاكتئاب الحاد، نتيجة لردود أفعال الفاعلين في الدولة من بقايا المنظومة الفاسدة البائدة، واحتار الناس في هؤلاء الذين قضوا السنين يطرحون أنفسهم كحماة للسيادة الوطنية، لم يصدم المواطنون مثل صدمتهم في (ولاة أمرهم)، الذين لا يتورعون في توجيه آلة الموت والدمار باتجاه صدور العجزة والمسنين، بدلاً عن توجيهها نحو الشباب الذين لا يطيش لهم سهم منطلق للنيل ممن سام الناس سوء العذاب، لن يفيق المصدومون من هول الفاجعة، إلّا بعد أن تستكمل القوات الداعمة للتحول الديمقراطي أهدافها المشروعة، والتي أولها إزالة الغمة عن صدور الكادحين، المستقبلين لحمم المقذوفات بصدورهم العارية إلّا من الإيمان بالله والوطن، حرب أبريل هذه قد أزاحت الستار عن الوجه الحقيقي للدويلة العميقة المسيطرة على رقاب الناس منذ فجر (الاستقلال)، فرهن الموارد الاقتصادية للمرابين القادمين عبر الحدود كان ديدن رجال حكومات هذه الدويلة الغارقة في الفساد، وتهريب السلع الاستراتيجية بمعاونة المخابرات الخاضعة لأوامر الجواسيس والعملاء لرفد اقتصاديات دول جارة، كان (واجباً وطنياً) يتشرف بالقيام به رموز الدويلة من العسكريين والأمنيين والمدنيين، فهكذا كانت تدار شئون البلاد في ظل حكم هؤلاء (العميقين)، وبالعمليات النوعية استطاعت قوات الدعم السريع اختراق الجدر وهتك الأستار الحاجبة لعورة الحكومات المتعاقبة الممثلة للدويلة العميقة.
أينما حل طائر شؤم الدويلة العميقة بأي جغرافيا من أرض الوطن حط الخراب والدمار، وشرق السودان يعتبر المثال الحي لاستحالة تخلي كلب الدويلة العميقة عن عادته في الجلوس مستنداً على ذيله، فبمجرد هروب رموز الفساد والإرهاب لعاصمة الشرق، بدأ مسلسل بذر بذور الشر بين المكونات الاجتماعية لذلك الإقليم المتمتع بالثراء الانساني والاقتصادي وبالتسامح، لقد رحلت الجوقة المتخصصة في امتصاص دماء الأبرياء والكادحين إلى بورتسودان، لتذيق إنسان هذه المدينة الساحلية الآسرة والجميلة السم الزعاف، فهذه الجوقة العميقة لا تحيا إلا بقتل مواطنيها وتدميرهم تدميراً قاسياً بلا رحمة، فكما مارست الانتقام على مواطني نيالا والخرطوم، وذلك بتوجيه فوهات المدافع من قيادات الفرق والحاميات العسكرية مباشرة لمساكن السكان، ها هي ذات الجماعة المنحرفة تدشن مشروع آخر لسفك دماء أبدان شعب آخر خلوق وتلقائي، لا يعرف سوى احتضان الغريب والقريب، فحرب المصير التي يخوضها أبطال قوات الدعم السريع فضحت سلوك كهنة الدويلة العميقة القاتلة لشعبها، وبصدور الأوامر المباشرة من قمة الجهازين العسكري والأمني، بتصويب المدفعية الأرضية والجوية نحو صدر الانسان وضرع الحيوان وأساس البنيان، بدأ ارتكاب الجرم الذي لن يغفره الشعب لهذه الجوقة المنحرفة، وبعد أن افتضح المسلك سيكون الطريق سالكاً لرصد وتوثيق هذه الانتهاكات والبت في مقاضاة مرتكبيها عاجلاً.

إسماعيل عبدالله
20سبتمبر2023
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الدعم السریع

إقرأ أيضاً:

بعد زيارة البرهان لمصر.. هل يشهد السودان هدنة قريبة بين الجيش و(الدعم السريع)؟

طرحت زيارة رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق عبد الفتاح البرهان، إلى مصر ولقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في العلمين، الكثير من التساؤلات حول الهدف من تلك الزيارة في هذا التوقيت وهل تحمل جديدا فيما يتعلق بوقف الحرب أو قبول الهدنة التي طرحتها الأمم المتحدة لإيصال المساعدات الإنسانية، بحسب سبوتنيك.

ويرى مراقبون أن تلك الزيارة والتي جمعت بين الرئيس السيسي والمشير الليبي خليفة حفتر، والبرهان، كان لها دلالة كبيرة على الوضع الراهن، خاصة وأنها تأتي في أعقاب وصول قوات الدعم السريع لأول مرة على الحدود المصرية بشكل مباشر في منطقة "المثلث" واتهام مجلس السيادة لقوات حفتر، بالمساعدة والتدريب وتقديم الدعم اللوجستي لقوات الدعم السريع، لذا لا يمكن أن تكون تلك الزيارة عادية ولا تحمل جديدا لتغيير الواقع على الأرض وأول تلك الخطوات قبول الدعم السريع لهدنة إنسانية طلبتها الأمم المتحدة ووافق عليها البرهان.

فما هي أهداف زيارة البرهان إلى مصر؟

بداية، يقول الدكتور أحمد المفتي، الحقوقي السوداني، مدير "مركز الخرطوم الدولي لحقوق الإنسان"، إن "الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان، كانا متواجدين في قمة أسبانيا، ولا نستبعد أن يكون الرجلان قد التقيا، لذلك نرى أن زيارة البرهان لمصر في طريق عودته، لابد أن يكون فيها جديد".

الهدنة المرتقبة

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "من الجديد الذي ربما تحمله تلك الزيارة هو ظهور السيسي، متوسطا البرهان وحفتر، ومعلوم دعم حفتر للدعم السريع أو على أقل تقدير اتخاذ الدعم السريع لأراضي ليبيا، التي يسيطر عليها حفتر، ومعسكرات للتدريب وطريقا للتموين، بعد أن ضاقت الطرق الأخرى، وقد يكون توسط السيسي في الصورة، هو وساطة بين البرهان وحفتر".

وتابع المفتي: "من الأشياء التي أراها جديدة أيضا، توجهات حميدتي الودية تجاه مصر، وحرص البرهان على أن لا يكون ذلك على حساب حكومة السودان".

وأشار المفتي إلى أن "المعلوم أن مصر هي واحدة من وسطاء السلام في السودان، وسبق لها أن طرحت مبادرة دول الجوار، وقد تريد أن تُعظم دورها كوسيط بتناول أبعاد المشكلة التي يصعب علي الوسطاء الآخرين الولوج فيها، مثل استياء البرهان من دعم حفتر للدعم السريع".

وفيما يتعلق بالدعوة الأممية للهدنة في هذا التوقيت، يقول المفتي: "العلاقة مع الأمم المتحدة، فقد يكون لحفتر تأثير على الدعم السريع لقبول هدنة الأمم المتحدة، التي قبلها البرهان وسعدت بها الأمم المتحدة، لكنها لا تريد تطوير تلك السعادة إلى إدانة للدعم السريع، ويسعدها كل من يقنع الدعم السريع بقبول الهدنة ولو كان حفتر بوساطة السيسي".

دور مصري فاعل

من جانبه، يقول المحلل السياسي السوداني وليد علي: "هذه الزيارة تبدو مثيرة للاهتمام والجدل، وذلك ليس لأنها جاءت بدون إعلان مسبق، لأن السيد البرهان اعتاد الزيارات غير المعلنة للرئيس السيسي أكثر من مرة".

وأضاف في حديثه لـ"سبوتنيك": "هذه الزيارة تأتي وقد عقد الرئيس السيسي عدة لقاءات مباشرة قبلها مع جهات مرتبطة بالشأن السوداني، أو بصورة مباشرة بأحداث حرب 15 أبريل(نيسان) 2023، التي لازالت مستمرة بشراسة، لكن هذه المرة يبدو أن السيسي في جعبته أكثر من مجرد دعوة لإيقاف الحرب، وقد يكون قد توصل بالفعل لمعادلة معقولة مع الأطراف التي يُعرف عنها دعمها لقوات الدعم السريع في هذه المعركة سواء بصورة مباشرة أو غير مباشرة، وهو الآن بصدد عرض ما توصل إليه مع هذه الأطراف على البرهان".

وتابع علي: "يبدو أن السيسي قد توصل لشيء مهم، لأنه طلب حضور البرهان الذي كان في رحلة إلى إسبانيا لحضور مؤتمر يخص الأمم المتحدة، و يبدو للأهمية قد استجاب البرهان لطلب السيسي وعرّج سريعا على مصر في طريق عودته للسودان".

حميدتي والمثلث الحدودي

وأشار المحلل السياسي إلى أن "السيسي التقى قائد الجيش الليبي المشير حفتر، قبل لقاء البرهان بقليل، وبدون شك أن قضية حرب السودان كانت تتصدر أجندة حواره مع القائد الليبي، الذي يُتهم بتسهيل دخول السلاح والوقود لقوات الدعم السريع، ويأتي هذا اللقاء بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا، مما يجعل هذه القوات متاخمة لأول مرة للحدود المصرية".

وقال علي إن "حميدتي في تصريح سابق أعرب عن رغبته في حل خلافاته بالحوار مع القيادة المصرية التي يتهمها بدعم الجيش السوداني ضده، مما يعني أنه قد تلقى نصيحة بذلك قد تكون من حليف خليجي لمصر، لأنه سوف يواجه إشكالية كبيرة في حالة قام بتصعيد خلافه مع مصر التي تعتبر الأقوى في المنطقة، وذات ثقل مهم داخل مؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي".

واستطرد: "لم تخرج حتى الآن تأكيدات حول ما جرى في الاجتماع ولن تخرج كل المحادثات بالتأكيد، لأنها أمنية بالدرجة الأولى، ولكن أتوقع أن حفتر سوف يتراجع عن تقديم تسهيلات كثيرة كان يقدمها لحليفه القديم حميدتي، وربما يضغط عليه للدخول في حوار مع الجيش السوداني لوقف الحرب".

حميدتي والمثلث الحدودي

وأشار المحلل السياسي إلى أن "السيسي التقى قائد الجيش الليبي المشير حفتر، قبل لقاء البرهان بقليل، وبدون شك أن قضية حرب السودان كانت تتصدر أجندة حواره مع القائد الليبي، الذي يُتهم بتسهيل دخول السلاح والوقود لقوات الدعم السريع، ويأتي هذا اللقاء بعد سيطرة قوات الدعم السريع على المثلث الحدودي بين مصر والسودان وليبيا، مما يجعل هذه القوات متاخمة لأول مرة للحدود المصرية".

وقال علي إن "حميدتي في تصريح سابق أعرب عن رغبته في حل خلافاته بالحوار مع القيادة المصرية التي يتهمها بدعم الجيش السوداني ضده، مما يعني أنه قد تلقى نصيحة بذلك قد تكون من حليف خليجي لمصر، لأنه سوف يواجه إشكالية كبيرة في حالة قام بتصعيد خلافه مع مصر التي تعتبر الأقوى في المنطقة، وذات ثقل مهم داخل مؤسسات الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي".

واستطرد: "لم تخرج حتى الآن تأكيدات حول ما جرى في الاجتماع ولن تخرج كل المحادثات بالتأكيد، لأنها أمنية بالدرجة الأولى، ولكن أتوقع أن حفتر سوف يتراجع عن تقديم تسهيلات كثيرة كان يقدمها لحليفه القديم حميدتي، وربما يضغط عليه للدخول في حوار مع الجيش السوداني لوقف الحرب".

مقالات مشابهة

  • “الدعم السريع” تهاجم مدينة في غرب كردفان مجددا والجيش السوداني تصدى
  • بعد زيارة البرهان لمصر.. هل يشهد السودان هدنة قريبة بين الجيش و(الدعم السريع)؟
  • حكومة السودان تنصب للدعم السريع فخاً
  • الجيش السوداني يصد هجوما واسعا لقوات الدعم السريع على الفاشر
  • “الدعم السريع” يتسلل إلى مدينة مهمة والجيش السوداني يتصدى
  • المسيرية والدينكا يرفضون تواجد “الدعم السريع” في أحد الأسواق
  • “نيويورك تايمز”: الإمارات ضالعة في حرب السودان وبن زايد سلح “الدعم السريع”
  • تعنت وتصعيد جديد للأزمة السودانية.. الدعم السريع يرفض الهدنة الجزئية في الفاشر
  • إمعانا في خنقها.. “الدعم السريع” تفعل هذا في الفاشر
  • الدعم السريع ترد على «هدنة الفاشر» وتتمسك بشروط لوقف إطلاق النار