لجريدة عمان:
2025-07-01@00:50:22 GMT

بين التقليد والإبداع في فكر الإنسان وتحولاته

تاريخ النشر: 21st, September 2023 GMT

منذ قرن ونصف تقريبا، ومع الاحتكاك مع النهضة الأوروبية ونهضتها العلمية الكبيرة، ووجود الهوة السحيقة بيننا وبين الغرب، مع هذه النهضة في العلوم والتكنولوجيا ومعارف شتى في الفلسفة والاجتماع انبهر العديد من الأجيال العربية عندما اطلعوا على هذه التحولات الجديدة التي تحققت في غرب أوروبا، منذ أوائل القرن الماضي، والمسافة الضخمة علميا، وتقنيا التي باعدتنا عنه، سواء حصل هذا الانبهار من بعض من درس في الجامعات الغربية، أو منهم من درس في بلدانهم، وتعرّفوا على الفلسفات السياسية والفكرية والعلوم الاجتماعية وغيرها، أو من خلال الترجمات والمعرفة الخاصة من اطلاعهم من خلال معرفتهم باللغة الأجنبية، أو من درسوا في الكليات التي تدرّس تخصصات اجتماعية وفلسفية غربية في بلادهم، وكما هو معروف أن الغرب من خلال النهضة الفكرية والفلسفية، وخاصة في مجال العلوم الإنسانية، حصل لديهم انشطار فكري متعدد في الفكرة الواحدة سنناقشها تاليًا، وهذا حصل بعد التقوقع والانحصار والتراجع الفكري والعلمي عموما الذي فرضته الكنائس الأوروبية في العصور الوسطى، فظهرت العديد من الفلسفات والمصطلحات التي تتناقض مع بعضها البعض، وهذه ربما كانت ردة فعل على التراجعات الكبيرة في الغرب لقرون مضت، والكبت يزرع ردود أفعال كبيرة ومتباينة، ومن هذه الفلسفات التي تبنّت مصطلحات متعددة في التفلسف في مجال الاجتماع، وبرزت أكثر حدة أتت بعد مصطلح الحداثة، وما بعد الحداثة أو الحركة المابعدية التي تلتها، وما برز عنها من فلسفات بعضها عدمية، والبعض الآخر غير ذلك، وتتحدث بعضها عن العقلانية بعيدا عن القيم الدينية، من أمثال فلسفات البنيوية، والتفكيكية، والنزعة التأويلية، والنزعة السلوكية والهرمنيوطيقية، والنزعة الإنسانية -نزعة الأنسنة- وغيرها من الاصطلاحات العديدة التي ظهرت في الغرب بعد عصر ما سُمّي بـ(الأنوار)، وهذه وغيرها، كان لها (رجع الصدى)، بين بعض الباحثين والمثقفين العرب، منذ عقود مضت، ولا تزال هذه النظرات والفلسفات تلاقي الاهتمام من البعض، دون الرؤية الفاحصة لظروف وتحولات الفكر الغربي ومضامينه.

ومن هذه الفلسفات أو النزعات التي كان لها صدى وقبول في واقعنا العربي -كما أشرت آنفا- وإن كانت في حدود بعض النخب المتغرّبة فكريا، لكنها لاقت اهتماما وفق النظرة الغربية وإن حصلت من بعضهم تراجعات فعلية عن هذا المسار. وهذا المصطلح: النزعة الإنسانية، أو الأنسنة، يطلق على هذه بالنزعة بـ(مبدأ الذاتية)، لكن لم تبحث من قبل بعض الكتّاب والباحثين من أبناء أمتنا عن أسباب طرح هذه الفكرة من أساسها في الغرب؟ وهل لها جذور في التاريخ الأوروبي؟ أم هي مجرد فكرة ونظرة مستحدثة؟ وهذه النزعة كما يقول أحمد عاطف في كتابه: (النزعة الإنسانية في الفكر العربي)، إن محتوى هذه: «النزعة الإنسانية من الفلسفة، أنها ليست نظاما فلسفيا ولا هي تعاليم محددة، وإنما هي حوار دائم شهد وجهات نظر مختلفة، ولا يزال، وبالتالي فأي محاولة لتحديد خصائصها لا يمكن الزعم أنها موضوعية، أو نهائية بل تظل دائما تعبيرا عن وجهة نظر شخصية». لكن هذه النزعة تعني بحسب بعض المقولات المتناثرة أن تكون مركزية الإنسان تتقدم على أي مرجعية أخرى تناقضها، وهذا ما جاء بعد القرن الثامن عاشر الذي شهد في هذا القرن، تحولات في الفكر والفلسفة والاجتماع، وحتى إن هذه الأفكار والفلسفات لم تتفق على رؤية فكرية تجاه قضايا متباينة في الفكر الإنساني عموما، وليس فقط مقولة النزعة الإنسانية وحدها، بل غيرها من الأفكار التي برزت، خاصة مقولات ما بعد الحداثة، ونهاية التاريخ، ونهاية الفلسفة، نهاية الأيديولوجيا، موت الإنسان، والكثير من الأفكار التشكيكية، أو التفكيكية.

ويبدو أن مقولة «النزعة الإنسانية»، وإن لم تظهر كما قيل إلا في القرن التاسع عشر الميلادي، ضمن ظهور عشرات الرؤى الفلسفية، إلا أن لها جذورا تراثية يونانية كما قيل، بحسب رؤية الدكتور عبدالرزاق الدواي وذلك أن: «النزعة الإنسانية لم تظهر في الثقافة الغربية للمرة الأولى بحسب ما تذكره القواميس والموسوعات المختصة إلا في القرن التاسع عشر، حيث استعملها أحد علماء التربية الألمان، وكان يقصد من خلالها في البداية الدلالة على نظام تعليمي تربوي جديد يقترحه.. عن طريق الثقافة والآداب القديمة وبالأخص الآداب اللاتينية والإغريقية وذلك لغاية تلقينها مثلا أعلى في السلوك وفي المعرفة».

والإشكال الذي وقع في قضية نزعة الأنسنة، وفق المفهوم الغربي، وتابعها بعض من أبناء أمتنا تقليدًا لا إبداعًا، أنهم اعتقدوا أن النزعة الإنسانية رؤية جديدة من رؤى عصر النهضة الأوروبية، بكل ما تحمله من تطورات علمية ومعرفية، ولم يفرقوا بين أفكار معرفية بشرية تخمينية، وبين علوم تعتمد على الاختبار المعملي الخالص، لهذا يعتبرون ذلك قمة الفكر الإنساني الذي يجب أن يُتّبع ويُحتذى دون مناقشة، مع أن هذه النزعة مصدرها كما قيل أُخِذت من التراث الإغريقي واللاتيني! لكن للأسف هذه الأفكار حُوّلت إلى أفكار ونظرات مخالفة للقيمة نفسها قبليًّا مع ظهور عصر ما يُسمى بالأنوار، حتى النزعة الإنسانية القديمة التي خرجت منها، تم تحويرها وتحريفها، وتم جعل الإنسان محور الكون وأن العقل هو الذي يأخذ منه، مع أن ما يبرز من العقل يعتبر نسبيا، وقابلا للخطأ والصواب، وهؤلاء المقلدون للأسف الذين يسمون عصريين أو حداثيين، ومن تعلق بكل ما جاء من الغرب (خيره وشره)، غدت لديهم الأفكار الآتية من هناك مكسبا ثقافيا يجب احتذاؤه وتقليده، واعتبروا أن النزعة الإنسانية من فتوحات العقل الإنساني الجديد، بعد القرنَين الثامن عشر والتاسع عشر، وهذه نظرة غير صحيحة في الواقع بعد حصول التحولات، وكل الفلسفات المعاصرة في الغرب لها رصيد تاريخي من اليونان والرومان، والغربيون لم يرفضوا كل تراثهم الفكري والديني، لكن خاصموا الكنيسة الغربية على تدخلاتها في غير مجالها الأساسي، وهو المجال الروحي.

وقد ظهرت اتجاهات في عصر الإصلاح الديني الأوروبي، في القرن الخامس عشر نظرة، كما يقول الكاتب مصطفى عاشور نوجه: «لإضفاء الصبغة الدينية على دور الإنسان في الحياة الدنيوية اليومية، وبرروا ذلك بأن الدِّين يتعرض للأمور التي تهتم بالحياة الدنيوية للإنسان، فطلب المصلح الديني «مارتن لوثر» جميع المسيحيين أن يكونوا قساوسة، وهي رؤية تكررت عند آخرين مثل «جون كالفن»، في حين ركز المفكرون الإنجليز مثل «جان كولت» و «السير توماس مور» على دور الدِّين في إصلاح الإنسان من الداخل، وسعى هؤلاء للتوفيق بين المسيحية وبين والإنسانوية المستلهمة من فلاسفة الإغريق القدماء. لكن مع القرن السادس عشر الميلادي، بدأت الإنسانوية ترتحل تدريجيًا بعيدًا عن الآراء الإصلاحية الدينية، وذلك مع الاهتمام بدراسة القانون في فرنسا. ومع تبلور نظام قانون يستقي من القانون الروماني القديم، تم تعريف إنسان عصر النهضة وفق الأسس والأنظمة الفكرية والفلسفية لأرسطو وأفلاطون، وفي ذلك العصر أصبحت فكرة مركزية الإنسان طاغية». لكن قضية النزعة الإنسانية سبقت في الإسلام قبل حركة الإصلاح الديني الغربي، وقبل عصر الأنوار، ولذلك النزعة الإنسانية تبنّاها الإسلام منذ العصر الأول، سواء في آيات الكتاب الكريم، أو أحاديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- وقد أشرت في كتابي (أكاديميون ومفكرون عرفتهم)، إلى قضية النزعة الإنسانية، التي تختلف عما تم تحويره وتغييره فيما سُمّي بـ(الأنسنة) في الغرب، وقد أشرت إلى ما طرحه المفكر المغربي الدكتور محمد عابد الجابري، حول ما أشار إليه بعض المثقفين الأوروبيين، الذين تعرفوا على القرآن الكريم، من خلال الترجمات، خاصة ما يتعلق بالنزعة الإنسانية في الإسلام، وإذ سارعوا -كما يشير الجابري- إلى: «توظيف ترجمات القرآن للاستعانة بها في تعزيز موقفهم ونشر ثقافة جديدة تعتبر الإنسان غاية في حد ذاته ونعلي من شأنه كفرد حر... وأكثر ما كان يشدهم إلى القرآن (...)، قوله تعالى: «ولقد كرَّمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضَّلناهم على كثيرٍ ممن خلقنا تفضيلا». ولذلك الإصلاح الديني الغربي، استمد بلا شك مما جاء في الكتاب الكريم، ومن هؤلاء المصلح الإيطالي «جيوفاني بيكو» الذي كتب كتابا عن الكرامة الإنسانية، ومما قاله فيه: (لقد قرأت في كتب العرب أنه ليس ثمة في الكون أكثر روعة من الإنسان)، لذلك كان يفترض ممن تلقّف الأفكار من خارج محيطه أن يبحث في فكره، وقيمه، وتراثه، قبل أن يأخذها من الخارج، ويعتبرها من الفتوحات المعرفية من الخارج، بينهما بعض الغربيين اعترف أن النزعة الإنسانية، جاءت من مضامين الثقافة العربية/ الإسلامية.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: فی الفکر فی الغرب من خلال

إقرأ أيضاً:

روسيا تتحدى الغرب: أوكرانيا لن تكون أداة لهزيمتنا

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الأحد، أن الغرب الجماعي يسعى لاستخدام النظام في كييف كـ”كبش فداء” لمحاولة إلحاق هزيمة استراتيجية بروسيا، لكنه لن ينجح في ذلك.

وجاء ذلك خلال محادثات أجراها لافروف مع نظيره القيرغيزي جانبيك كولوباييف في مدينة بشكيك، حيث أوضح لافروف أن الغرب قرر خوض حرب ضد روسيا باستخدام أوكرانيا كأداة، لكنه لم يحقق هذا الهدف سابقًا ولن يحققه هذه المرة، معربًا عن اعتقاده بأن القوى الغربية بدأت تدرك ذلك.

وأشار لافروف إلى أن العلاقات الروسية-القرغيزية وثيقة في كافة المجالات، خصوصًا في ظل الأوضاع الدولية الراهنة المتقلبة، مؤكداً حرص روسيا على الدبلوماسية في معالجة القضايا الدولية، ومن بينها الملف الأوكراني.

من جانبه، أبدى كولوباييف دعم بلاده للحفاظ على الذاكرة التاريخية ومنع تشويه الحقائق المرتبطة بالحرب الوطنية العظمى.

روسيا تشن أكبر هجوم جوي منذ بدء الحرب.. وتصعيد واسع يبدد آمال السلام

شنت روسيا خلال الليل أكبر هجوم جوي على أوكرانيا منذ اندلاع الحرب قبل ثلاث سنوات، في تصعيد غير مسبوق اعتبرته كييف انتكاسة كبيرة للجهود الرامية إلى إنهاء الصراع المستمر.

وقال يوري إهنات، رئيس قسم الاتصالات في القوات الجوية الأوكرانية، لوكالة “أسوشيتد برس”، إن الهجوم الجوي الذي استُخدمت فيه طائرات مسيرة وصواريخ متعددة الطرازات، يُعد “الأضخم” من حيث عدد الأسلحة المستخدمة ونطاق المناطق المستهدفة.

ووفقاً لبيان القوات الجوية الأوكرانية، فقد أطلقت روسيا 537 سلاحاً جوياً، شملت 477 طائرة مسيرة وهجمات خداعية، إضافة إلى 60 صاروخاً. وتمكنت الدفاعات الأوكرانية من إسقاط 249 طائرة مسيرة، بينما يُعتقد أن 226 طائرة أخرى سقطت بفعل إجراءات الحرب الإلكترونية الروسية.

الهجمات استهدفت مناطق في أنحاء البلاد، بما في ذلك غرب أوكرانيا، بعيداً عن خطوط التماس، حيث أفاد مسؤولون محليون بوقوع خسائر بشرية وأضرار مادية واسعة، وفي منطقة خيرسون، قُتل شخص جراء هجوم بطائرة مسيّرة، بينما أُصيب ستة أشخاص في تشيركاسي، بينهم طفل. كما أدى هجوم بطائرات مسيّرة على منشأة صناعية في مدينة دروهوبيتش بمنطقة لفيف إلى اندلاع حريق كبير وانقطاع الكهرباء عن أجزاء من المدينة.

وفي ظل هذا التصعيد، أعلنت القوات الجوية البولندية أن بولندا ودولاً حليفة سارعت إلى إرسال طائرات لحماية مجالها الجوي، في إجراء احترازي وسط المخاوف من اتساع نطاق الهجمات.

وتأتي هذه الضربات المكثفة بعد يومين فقط من إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداد موسكو لاستئناف محادثات السلام المباشرة في إسطنبول، رغم فشل الجولات السابقة في تحقيق أي تقدم.

ميرتس يحذر من “رعب الألمان” من الحرب مع روسيا: دعوات لإعادة التجنيد الإجباري وزيادة الضغوط على موسكو

أعرب المستشار الألماني فريدريش ميرتس عن مخاوف متصاعدة داخل المجتمع الألماني بشأن احتمال اندلاع حرب مع روسيا، محذراً من حالة “الخوف العميق” التي تسيطر على بعض شرائح الشعب الألماني نتيجة التصعيد العسكري المستمر في أوروبا الشرقية.

وقال ميرتس في مقابلة مع صحيفة زود دويتشه تسايتونغ، إن “هناك خوفاً متجذراً من الحرب (مع روسيا) بين بعض شرائح شعبنا، أنا لا أشاركهم هذا الخوف، لكنني أستطيع فهمه جزئياً”.

وأضاف أن ألمانيا تقف أمام تحديات كبيرة، لا سيما في ظل النقص في الأفراد والمعدات، رغم توفر الميزانية الكافية لتعزيز القدرات الدفاعية.

وفتح ميرتس الباب أمام احتمالات إعادة العمل بالخدمة العسكرية الإلزامية، قائلاً إن بلاده “ستضطر قريباً لاتخاذ قرار بشأن إعادة التجنيد”، مشدداً على ضرورة التحرك السريع لمواكبة التحديات الأمنية في القارة الأوروبية.

وفي إشارة واضحة إلى موقفه المتشدد تجاه موسكو، أعرب ميرتس عن تشككه في إمكانية تحسين العلاقات مع روسيا في ظل الظروف الراهنة، داعياً إلى زيادة الضغوط الغربية على الكرملين.

من جانبه، رد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على هذه التصريحات خلال مشاركته في قمة الاتحاد الاقتصادي الأوراسي، معتبراً مزاعم تهديد روسيا لدول “الناتو” بأنها “هراء تام”، وأكد أن الإنفاق العسكري الروسي سيتجه نحو الانخفاض في المرحلة المقبلة، على عكس دول الغرب التي وصف إنفاقها الدفاعي المتصاعد بأنه “مؤشر خطر”.

وكانت قمة “الناتو” السنوية قد انعقدت هذا الأسبوع في مدينة لاهاي الهولندية، حيث تبنت الدول الأعضاء التزاماً مشروطاً بزيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي سنوياً بحلول عام 2035، ما يعكس تصعيداً جديداً في سباق التسلح بين الشرق والغرب.

صحيفة تركية تحذر المجتمع الدولي: تصريحات بوتين في الشرق الأوسط تحمل رسائل مهمة ويجب الانتباه لها

أكدت صحيفة “ديك غازيتي” التركية على أهمية الاستماع بانتباه لتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مشيرة إلى أن العديد من توقعاته الجيوسياسية قد تحققت بالفعل، وهو ما يجعل تصريحات بوتين حول الأحداث في الشرق الأوسط ذات وزن وتأثير كبيرين.

وأوضحت الصحيفة أن بوتين سبق وحذر من أن أوكرانيا وحلف “الناتو”، خصوصًا الولايات المتحدة، قد يصبحون معادين لروسيا وعدد من الدول الآسيوية مثل الصين، مؤكدة أن هذه التوقعات باتت حقيقة ملموسة مع تصاعد الأزمة الأوكرانية والصراع المتصاعد بين إيران وإسرائيل.

ودعت الصحيفة القوى العالمية إلى الضغط على أوكرانيا وإسرائيل باعتبارهما المصدر الرئيس للأزمة الحالية، خاصة في ظل المخاوف المتزايدة من اندلاع حرب عالمية ثالثة نتيجة تصعيد التوترات في المنطقة.

وجاء ذلك في تصريحات أدلى بها بوتين خلال الجلسة العامة لمنتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، حيث أعرب عن قلقه البالغ من خطر اندلاع نزاع عالمي جديد، مشيرًا إلى أن روسيا تتابع عن كثب التصعيد المستمر في منطقة الشرق الأوسط.

 فرنسا: اتفاق أوروبي وشيك على الحزمة الـ18 من العقوبات ضد روسيا رغم الخلافات

توقّع وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، أن يتوصل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق بشأن الحزمة الثامنة عشرة من العقوبات ضد روسيا خلال الأيام القليلة المقبلة، في خطوة تؤشر إلى تزايد الضغوط الأوروبية على موسكو رغم الانقسامات داخل التكتل.

وقال بارو في مقابلة مع قناة LCI الفرنسية: “نتوقع الاتفاق خلال الأيام القريبة، لأن المباحثات تشرف على الانتهاء”، مؤكداً أن هناك تنسيقاً مكثفاً بين الاتحاد الأوروبي والكونغرس الأميركي لضمان فاعلية الحزمة الجديدة.

وتأتي هذه التصريحات عقب فشل القادة الأوروبيين في التوصل إلى توافق خلال قمتهم الأخيرة، حيث أفادت مصادر دبلوماسية بأن سلوفاكيا كانت من أبرز المعارضين للحزمة الجديدة، وهو ما تسبب في تعطيل إقرارها مؤقتاً.

ورغم ذلك، تستمر المفاوضات بين الدول الأعضاء بهدف تجاوز الخلافات، بينما تسعى بروكسل إلى توسيع قائمة العقوبات لتشمل قطاعات إضافية ومؤسسات مالية وتكنولوجية ذات صلة بمجهود روسيا الحربي في أوكرانيا.

من جهته، أعرب رئيس الوزراء السلوفاكي روبرت فيتسو عن تحفظاته، قائلاً إن “الحزمة الجديدة تبدو جذابة سياسياً، لكنها غير فعالة عملياً”، في إشارة إلى عدم جدواها الاقتصادية أو السياسية في ردع موسكو.

وتُعد هذه الحزمة هي الثامنة عشرة منذ بدء الحرب الروسية الأوكرانية في فبراير 2022، وتستهدف تقويض القدرات الاقتصادية والعسكرية الروسية من خلال تقييد صادرات التكنولوجيا، وتجميد أصول، وفرض قيود على قطاعات الطاقة والمال والنقل.

 الولايات المتحدة تؤكد استمرار دعم أوكرانيا مع التركيز على الحل الدبلوماسي

قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، إن الولايات المتحدة تظل الداعم الرئيسي لأوكرانيا لكنها تولي أولوية للتسوية الدبلوماسية للنزاع المستمر.

وأضافت بروس في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” أن الدبلوماسية الأمريكية مستمرة والمفاوضات جارية، مشيرة إلى أن الصراع تحول إلى جبهة متعددة الجنسيات يشارك فيها العديد من الدول.

وكانت الجولة الثانية من المفاوضات الروسية-الأوكرانية قد عقدت في الثاني من يونيو في إسطنبول، حيث تم التباحث في تبادل واسع للأسرى ووقف إطلاق نار محدود لجمع جثث القتلى، لكن الجانب الأوكراني تراجع لاحقاً عن الاتفاق.

يُذكر أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شدد على ضرورة تحقيق سلام طويل الأمد في أوكرانيا، قائلاً إن الحل يجب أن يحترم مصالح جميع الأطراف المعنية.

 أوكرانيا تبدأ الإعداد لمرحلة ما بعد الحرب: البرلمان يعمل على مشروع قانون لتنظيم الانتخابات

أعلن رئيس البرلمان الأوكراني، روسلان ستيفانتشوك، أن كييف بدأت فعلياً في صياغة مشروع قانون خاص لتنظيم الانتخابات العامة بعد انتهاء العمليات القتالية، في خطوة تعكس استعداد السلطات للانتقال إلى مرحلة سياسية جديدة فور التوصل إلى اتفاق سلام.

وقال ستيفانتشوك، في مقابلة مع التلفزيون الأوكراني مساء السبت، إن “البرلمان يعمل على إعداد مختلف السيناريوهات لإجراء الانتخابات، بما يضمن تمكين المواطنين من ممارسة حقهم الدستوري في الاقتراع”، مؤكداً أن مشروع القانون الجديد سيكون ضرورياً نظراً لخصوصية المرحلة المقبلة وما تتطلبه من ترتيبات قانونية وتنظيمية جديدة.

وأوضح أن القوانين الحالية لا تكفي لتنظيم العملية الانتخابية في ظل آثار الحرب، مشيراً إلى أن البرلمان يناقش حالياً جملة من التحديات أبرزها تنظيم التصويت للعسكريين، وتحديث قوائم الناخبين، وتحديد الدوائر الانتخابية، إضافة إلى ضمان أمن مراكز الاقتراع.

وشدد على أن الانتخابات لن تُجرى إلا بعد وقف شامل للعمليات القتالية وتوقيع اتفاق سلام رسمي، مؤكداً أن الدستور الأوكراني يمنع إجراء الانتخابات في ظل ظروف الحرب.

وكانت آخر انتخابات رئاسية في أوكرانيا قد جرت في عام 2019، وأسفرت عن فوز فولوديمير زيلينسكي، الذي بقي في منصبه منذ ذلك الحين وسط الحرب المستمرة مع روسيا منذ فبراير 2022، وما تبعها من تعليق للمواعيد الدستورية بسبب إعلان حالة الطوارئ والأحكام العرفية.

ويأتي الإعلان في وقت يواجه فيه زيلينسكي ضغوطاً متزايدة من بعض شركائه الغربيين للمضي في إصلاحات سياسية وتحضيرات لمرحلة ما بعد الحرب، وسط غموض يكتنف مستقبل التسوية السياسية ومسار المفاوضات مع موسكو.

بوتين: تعزيز أسطول كاسحات الجليد النووية أولوية استراتيجية لضمان الملاحة في القطب الشمالي

صرح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الأحد، بأن تطوير وتعزيز مجموعة كاسحات الجليد النووية يمثل أولوية قصوى لروسيا، بهدف ضمان الملاحة المستمرة على مدار العام عبر الممر القطبي وطريق البحر الشمالي.

وجاء ذلك خلال كلمة بوتين بمناسبة “يوم بناة السفن”، حيث أكد على أهمية تحديث القدرات الإنتاجية في قطاع بناء السفن، وتبني تقنيات تنافسية متقدمة، بالإضافة إلى تعميق التعاون الدولي في هذا المجال، مع التركيز على تدريب الكوادر المتخصصة.

وأشار بوتين إلى أن هذه الخطوات ضرورية لضمان أمن الحدود البحرية الروسية، وتحقيق التنمية الشاملة والمتوازنة للأسطول البحري الروسي، خصوصاً في ظل التحديات المتزايدة على الساحة الدولية.

ويعد تطوير أسطول كاسحات الجليد النووية محوراً رئيسياً في استراتيجية موسكو للهيمنة على الممرات البحرية في القطب الشمالي، والتي تكتسب أهمية متزايدة مع تزايد حركة الشحن والتجارة العالمية عبر هذه المنطقة.

مقالات مشابهة

  • ما وراء الخبر يناقش مستقبل المفاوضات الإيرانية مع الغرب
  • إيران قوة للعرب
  • إيران والغرب.. صراع العِلم والتقنية
  • تَشَدُّدْ إبن تيمية .. كَفَّرَ إبن رُشد .. وأضاعنا
  • رئيس مجلس إدارة شركة المها الدولية محمد العنزي: على بعد كيلو مترات من هذا القصر ولدت أول أبجدية عرفتها البشرية وعلى هذه الأرض خط الإنسان أولى الحروف التي تحولت لاحقاً إلى حضارات وتراث إنساني لا يزال نوره يهدي العقول والأمم ومن هنا من دمشق نطلق مشروعنا الث
  • بريطانيا.. العثور على مستشفى عمره 900 سنة تحت مبنى مسرح حديث
  • ترامب يعتزم فرض عقوبات جديدة ضد روسيا
  • بمشاركة 400 طالب.. انطلاق برنامج «موهبة» الإثرائي الصيفي 2025 بمدارس منارات الرياض
  • روسيا تتحدى الغرب: أوكرانيا لن تكون أداة لهزيمتنا
  • اختتام الجولة الترويجية لنزال القرن بين كانيلو وكروفورد