ألقى فتح الله الزني، وزير شباب حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة كلمة رئيس المجلس الرئاسي محمد يونس المنفي خلال الدورة الـ78 للجمعية العامة للأمم المتحدة، معربا عن خالص العزاء لليبيين في ضحايا السيول والفيضانات شرق البلاد.

وقال “أعزي نفسي وأعزي الشعب الليبي وأتقدم بخالص العزاء والمواساة لأسر وأقارب ضحايا الفيضانات والسيول العارمة التي اجتاحت مدن وقرى الجبل الأخضر شرق ليبيا وعلى رأسها مدينة درنة والبيضاء وسوسة، وإني أبتهل إلى الله بالدعاء أن يرد المفقودين ويمن بالشفاء على المصابين، إنه على كل شيء قدير”.

وتابع قائلًا “أتوجه إليكم بهذه الكلمة من بلادي ليبيا لانشغالنا بإدارة ومتابعة الكارثة الأليمة التي حلت ببلادي، وإني أتحدث إليكم نيابة عن الشعب الليبي بقلب يعتصره الألم ونفس يملاؤها الأسى فقد أفاق الليبيون والعالم بأسره صباح يوم الأحد العاشر من سبتمبر على مشهد رهيب وكارثة كبرى نزلت بمدينة درنة الليبية الوادعة أذهلتنا عما دونها من كوارث عمت ما حولها من مدن وقرى الجبل الأخضر شرق البلاد، ذلك اليوم الذي راح فيه آلاف من سكان المدينة والمنطقة بين قتيل ومفقود دفعة واحدة بعد أن جرفت السيول أكثر من ربع المدينة”.

وتابع قائلًا “وبالرغم من الجهود التي يبذلها الجيش الليبي والسلطات المحلية والسلطات الليبية عامة ً للتعامل مع الكارثة من إخلاء السكان وانتشال العالقين ودفن الموتى واحتواء الوضع الصحي في المدينة، إلا أن حجم النازلة قد فاق كل المقاييس والقدرات المحلية، وكنت في كلمة عاجلة إلى الدول الشقيقة والصديقة قد أهبت بالتدخل الفوري ومد يد العون بالفرق الفنية المختصة بالبحث والإنقاذ والدعم الطبي واللوجيستي، وأشكر في هذا المقام كُل من لبى نداءنا من الأشقاء والأصدقاء، كما أشكر كل قادة الدول الذين واسونا في مصابنا بالسؤال والمتابعة، وإني من موقعي هذا أهيب بالعالم أن يتحمل مسئولياته تجاه ليبيا باحتواء آثار ما بعد الكارثة وعلى رأس ذلك الإجراءات الصحية اللازمة لحماية ما تبقى من سكان المدينة والمدن المجاورة من كارثة صحية حذر منها المختصون”.

وأردف بالتوضيح “إن القيم العظيمة لا تولد إلا من رحم المعاناة، وها هى كارثة مدينة الياسمين تبعث في أبناء الشعب الواحد روح الوحدة والتضامن والنجدة، فما أن تكشفت الفاجعة حتى نفض الشعب الليبي من أقصى الغرب إلى أقصى الجنوب عن نفسه تراكمات الانقسام السياسي والحروب الأهلية ليكشف عن معدنه البراق ويسمو فوق جراحات الماضي ويضع ملامح المستقبل الذي يراه بعيونه وعيون الأجيال المقبلة لا بعيون الساسة وتجار الحروب، إن هذا بلا شك هو الدرس الذي سوف نعلمه لأبنائنا حتى لا تتكرر أخطاء هذا الجيل وستكون أرواح أطفال مدينة درنة الزاهره قناديلاً تضئ لنا مسار الوطن ولم الشمل وبناء الدولة”.

وواصل قائلًا “إن شعبنا قد ضرب بتضامنه ووحدته أبلغ دروس المسئولية والحب واللحمة الوطنية، وإنه لجدير بأن يسمع صوته، ويوقف عند رأيه فقد آن لعرس الديمقراطية في ليبيا أن يبدأ بعزيمة الشعب وصدق المخلصين وعون الدول الصديقة للشعب الليبي والمنظمات الإقليمية والدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، وأن كل ما يتطلبه ذلك قد أصبح واجب التحقيق من تشريعات انتخابية وسلطة موحدة وحرية انتخابية ودعماً لوجيستياً وفنياً دولياً. إن الشعب الليبي لم يعد بحاجة إلى سلاح يقتتل به وأن كل بؤر التحريض وبذور التوتر التي دأبت التدخلات الدولية السلبية على خلقها والتي حافظت الأطماع الشخصية والفئوية الضيقة على استدامتها قد جرفتها سيول الجبل الأخضر ودرنة إلى البحر، فقد ذهب زمان وجاء زمن آخر لا صوت يعلو فيه على صوت الشعب ولا مصلحة فيه تسمو على مصلحة الوطن ولا مكان في السلطة فيه للفاسدين وتجار الحروب”.

المصدر: صحيفة الساعة 24

كلمات دلالية: الشعب اللیبی

إقرأ أيضاً:

المنفي يلتقي لجنتي الهدنة والترتيبات الأمنية ويشدد: يجب الالتزام بتعليماتي العسكرية

عقد رئيس المجلس الرئاسي، بصفته “القائد الأعلى للجيش الليبي” محمد المنفي، اجتماعاً ظهر اليوم الخميس، مع لجنتي الهدنة والترتيبات الأمنية والعسكرية.

بحسب بيان مكتب المنفي الإعلامي، استمع القائد الأعلى خلال اللقاء إلى إحاطة شاملة من اللجنتين حول آخر التطورات داخل العاصمة طرابلس ومحيطها، وكذلك في المنطقة الغربية على وجه العموم، كذلك تم عرض تقارير ميدانية حول الوضع العملياتي الراهن والتحديات الأمنية.

وتم الاتفاق خلال اللقاء، على ضرورة تسمية آمر لقوة إسناد مديرية أمن طرابلس، وهي القوة التي تم تشكيلها بقرار من رئيس المجلس الرئاسي، لما لها من أهمية استراتيجية في دعم استقرار العاصمة وتأمين مؤسسات الدولة.

وأكد المنفي على أهمية الالتزام الصارم بالتعليمات العسكرية والبلاغات الصادرة عنه، ولاسيما فيما يتعلق بالتحركات العسكرية، التي يجب أن تُجرى حصرياً بأمر مباشر ومسبق من القائد الأعلى، ضماناً للانضباط وتوحيد القرار العسكري، وفق البيان.

كما شدد اللقاء على أهمية رفع تقارير دورية ومنتظمة بشأن أي خروقات أمنية أو تجاوزات ميدانية ترتكبها بعض الجهات، مع ضرورة تضمين تلك التقارير إجراءات الرد والانضباط المتخذة حيالها، لضمان الردع وتعزيز سلطة القانون، وفق قوله.

وفي ختام اللقاء، جدد المنفي التأكيد على أن إصلاح قطاعي الدفاع والأمن، وإعادة هيكلتهما وتنظيمهما وفق معايير احترافية، يُعدّ من أولويات المرحلة القادمة، تمهيداً لبناء مؤسسة عسكرية موحدة وفاعلة، قادرة على حفظ سيادة الدولة واستقرارها.

مقالات مشابهة

  • مشيرب: الشعب الليبي يأبى أن يعيش إلا كيتيم يحتاج إلى وصاية
  • برئاسة ليبيا.. الدورة 119 لمجلس الوحدة الاقتصادية تعتمد خارطة طريق تنموية جديدة
  • معركة البناء
  • خلف الحبتور: أشكر الحكومة على توضيح ما نُشر حول أرض الساحل الشمالي
  • شر البلية ما يضحك.. المنصات تتفاعل مع الرسوم التي فرضها ترامب على العراق
  • سرايا القدس تبارك العملية الفدائية التي نفذت في متجر صهيوني بالخليل
  • اتفاقية تعاون عسكري بين ليبيا وتركيا لتأهيل وتطوير الجيش الليبي
  • المنفي يلتقي لجنتي الهدنة والترتيبات الأمنية ويشدد: يجب الالتزام بتعليماتي العسكرية
  • ترمب: نعتزم تسهيل إحلال السلام في ليبيا والسودان
  • الحويج: لابد من مضاعفة الجهود لتعزيز علاقات ليبيا مع الدول الشقيقة والصديقة