سودانايل:
2025-05-22@22:10:02 GMT

لا لحل الدولتين … فنحن لسنا فلسطين !!

تاريخ النشر: 22nd, September 2023 GMT

بعد أن خسر فلول النظام البائد المعركة في الخرطوم عاصمة البلاد السياسية والاقتصادية، ورمز سيادتها، يمموا وجوههم شطر ميناء السودان الأول بشرق البلاد، وأخذوا يهيئون البسطاء من بنات وأبناء الشعب للقبول بتقسيم الدولة الواحدة لدولتين، وهذا الطرح قد عملت على تسويقه أقلية جهوية منذ وقت قصير، اطلقت على نفسها جماعة دولة النهر والبحر، دون أن تدري بأن الشعوب السودانية المتّحدة قد ندمت أشد الندم على تمرير الإجراءات الخاطئة للمنظومة البائدة، التي دفعت شعب الجنوب للانفصال مكرهاً، بلا أدنى وازع للضمير الوحدوي المنتظم للوجدان الجمعي لهذه الشعوب، فكما وصف المرحوم خليل إبراهيم زملاء التنظيم من الجهويين، بأنهم لا يمانعون في جعل جزيرة توتي وطناً بديلاً، طالما أنهم باقين على أريكة الحكم، فهؤلاء (الأمويون الجدد) بحسب وصف زميلهم الراحل مكي علي بلايل، لن يتقبلوا حكمة الخالق في دفعه للناس بعضهم ببعض، ولا يؤمنون بحتمية نزعه للحكم من أي فئة ظالمة كانت أم عادلة، بعد أجل نافذ لا يؤخر ولا يقدم، إنّ ما ارتكبه الحالمون بالعودة لما قبل ديسمبر 2018م من جرائم حرب ضد المدنيين، بتوجيه ضربات بشعة ولا أخلاقية على سكان المدن، يعكس حالة الهيستيريا الضاربة لكيان هذا التنظيم الإرهابي المتطرف، الذي جثا على جسد الوطن المرهق بتطبيق سياساته الفاشلة، فأجهز عليه حتى هب شباب ديسمبر ففدوا عنق الوطن بالمهج من عسف عسس الإرهاب.


بالعودة لإرادة الأجداد المؤسسين لأول دولة وطنية نهاية القرن التاسع عشر، ندرك ضرورة وجود الأعمدة والركائز الثلاثة التي ارتكز عليها بنيان تلك الدولة – المهدي – الخليفة – دقنة، لقد أعاد قائد قوات الدعم السريع مجد الركن الثاني المؤسس للدولة عسكرياً، وتخاذل الجنرال البرهان عن القيام بمهمة الركن الأول، وما يزال الشرق يحلم بميلاد أمير يماثل كاريزما الأمير الأول، حتى يُستكمل مشروع البناء الوطني الملبي لطموح الشعوب التي تضافرت جهودها، وتلاحمت عزائمها قبل قرن ونيف، فأذهلت العالم بميلاد دولة قوية أرغمت أنف الإمبراطورية التي كانت لا تغيب عنها الشمس، وذلك الإرث الوطني الخالص الذي أرسى دعائم المشروع الوطني الأول، المحدد لجغرافيا السودان قبل انفصال الجنوب، هو الذي يجب أن يكون ديدناً للجميع في ظل هذا المخاض العسير، الذي لابد وأن يبشرنا بمولود سالم وكامل ومعافى، لا أن يكون كمخاض الفيل الذي يأتينا بفأرين صغيرين كسيحين لا حول لهما، أحدهما لا يستطيع عبور ضفة الأزرق والآخر حبيس أمواج الأحمر، وطالما أننا نملك سفراً في التاريخ حافل برباطة جأش الوطنيين الأوائل، وغني بشجاعة رجال كالأسود الضارية استبسلوا على تخوم كرري، حري بنا أن نعيد للتاريخ مجده وللوطن الباسل سؤدده، وأن نغلق الباب أمام (الأمويون الجدد)، الذين لا يعني لهم الوطن سوى بستان نضير يتخيرون منه ما يشاؤون من الثمار ويحرمون مالكه (الشعب).
الجهويون والمتطرفون والاقصائيون لا يبنون وطناً متنوعاً متعدد الخصال مثل السودان، لأن طبعهم وتطبعهم جُبل على التفريق بين أبناء الوطن الواحد، وتثبيط همم الرجال وإثارة الكراهية والبغضاء بين كيانات المجتمع، ولنا في هذا الخصوص ملفات تفوح منها الروائح النفّاذة جراء تكدسها بمتعفنات الدسائس الماكرة، والفتن العرقية الجائرة، التي يرعاها جهاز الدولة صاحبة البضاعة البائرة (المتاجرة بالدين)، فمثل هؤلاء القوم الجائرين لا يتمتعون بخصيصة واحدة من خصائص العظماء بناة الحضارات، ولا يشبهون في شكلهم ومضمونهم روّاد الأنظمة الاقتصادية والسياسية المنتشلة للشعوب من حضيض الفقر والمرض والجهل، ولا يحملون فكراً يؤمن بالوحدة وتقديس الأوطان، إنّهم جوقة من المخربين الذين تغلغلوا في جسد الدولة على حين غرة من الطيبين، ففتكوا بالمؤسسات وأكثروا فيها الفساد وأشعلوا على قمم أبراجها النار حتى صارت رماد، وما نزال نحن الضعفاء الذين اكتوينا بنار فلول النظام البائد، على يقين من بروز أمير للشرق يخرج الأشرار من دياره كما فعل الأمير عثمان دقنة، ونترقب نهوض مهدي يوقف عبث الجنرال العابس والهائم على وجهه يستجدي زعماء الدول أعطوه أومنعوه، فهذا الطموح مشروع وليس بعزيز على حواء الشمال التي انجبت الأفذاذ، الذين لم يلن عزمهم كليونة قائد الجيش، الذي استسلم للتعليمات واستجاب للأوامر الصادرة من الإرهابيين والدواعش فأورث الشعب شظف العيش.

إسماعيل عبدالله
22سبتمبر2023
ismeel1@hotmail.com  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

تعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء… واجهة مدنية لحكم عسكري

معتصم محمد دفع الله علي

في ظل حرب عبثية مستمرة منذ أكثر من عامين، تعيش البلاد انهيارًا شاملاً في مقومات الحياة ومؤسسات الدولة، وسط تفاقم الأوضاع الأمنية والاقتصادية والإنسانية. في هذا الظرف الكارثي، أصدر قائد الانقلاب الفريق أول عبد الفتاح البرهان قرارًا بتعيين الدكتور كامل إدريس رئيسًا للوزراء، في خطوة اعتبرها كثيرون محاولة لتجميل صورة السلطة العسكرية التي فقدت شرعيتها، عبر واجهة مدنية شكلية لا تعكس إرادة الشعب السوداني.

يأتي هذا التعيين في وقت يعاني فيه المواطن السوداني من الجوع والفقر والنزوح واللجوء، وسط عجز تام للسلطة الانقلابية عن توفير مقومات الحياة أو معالجة الأزمات، بينما يواصل قادتها الالتفاف على الواقع بتعيينات مدنية شكلية لتحسين صورتهم خارجيًا، دون رغبة حقيقية في التغيير أو الانتقال نحو حكم مدني ديمقراطي.

لا يستند تعيين الدكتور كامل إدريس إلى إرادة وطنية أو توافق سياسي، بل يُعد محاولة لامتصاص الضغوط الدولية المطالبة بحكومة مدنية، في ظل غياب عملية سياسية جادة، وخطوات فعلية لوقف الحرب وتحقيق العدالة الانتقالية.

ويعيد هذا التعيين إلى الأذهان تجربة كامل إدريس في انتخابات عام 2010، حين واجه الرئيس المعزول عمر البشير في منافسة وُصفت آنذاك بأنها شكلية، جاءت لتجميل مشهد انتخابي يفتقر إلى الشفافية والتعددية الحقيقية. واليوم، يعود إلى المشهد عبر تعيين فوقي من قيادة انقلابية لا تحظى بأي تفويض شعبي.

ويُنظر إلى هذه الخطوة على أنها محاولة لإعادة إنتاج النظام القائم في ثوب جديد، دون المساس بجوهره العسكري أو إنهاء الهيمنة الأمنية على القرار السيادي، بينما تستمر آلة الحرب في تدمير البلاد، وتزداد معاناة المواطنين يومًا بعد يوم. كما أن تعيين إدريس يأتي في سياق الترتيبات الشكلية التي دأبت عليها الأنظمة الاستبدادية، بتقديم شخصيات مدنية لإضفاء شرعية زائفة على حكم الفرد والتفرد بالسلطة.

غير أن الشعب السوداني لم يخرج في ثورة ديسمبر المجيدة ليُفرض عليه من يحكمه دون إرادته، بل ناضل من أجل إقامة دولة مدنية تقوم على الشفافية والعدالة والمساءلة. ومن هذا المنطلق، يرفض السودانيون مثل هذه التعيينات الفوقية التي تفتقر إلى الشرعية الشعبية، وترسّخ الأزمة بدل حلّها، عبر إعادة تدوير السلطة تحت مسميات مختلفة.

ويبدو واضحا أن هذا التعيين ليس سوى محاولة جديدة لتزييف إرادة السودانيين، وطمس حقيقة أن البلاد تحتاج إلى عملية سياسية تُنهي الحرب وتؤسس لمرحلة انتقالية حقيقية، يكون فيها القرار بيد الشعب لا بيد من يحتكرون السلطة بقوة السلاح. وفي ظل هذا الواقع، يطرح كثيرون تساؤلًا مشروعًا: هل يمكن لتعيين شكلي صادر عن سلطة انقلابية أن يفتح أفقًا حقيقيًا للتحول الديمقراطي؟ أم أن الشعب السوداني، الذي أسقط طغاة بالأمس، سيواصل نضاله حتى يستعيد حقه الكامل في اختيار من يحكمه، وبناء دولة مدنية تُدار بإرادته الحرة، لا من خلف الكواليس؟

لا شك أن البرهان ومن معه يسعون لخداع الداخل والخارج من خلال تعيينات شكلية لا تمس جوهر الحكم العسكري، في محاولة يائسة لإطالة أمد سلطتهم. لكن دروس التاريخ وتجارب الشعوب تؤكد أن إرادة الجماهير أقوى من كل محاولات التزييف، وأن طريق الخلاص لا يكون باستنساخ وجوه جديدة في مشهد قديم، بل بالعودة إلى الشعب. فالسودان لن يُدار بقرارات فوقية أو بسلطة الأمر الواقع، وإنما بإرادة حرة ومشاركة وطنية حقيقية تعبّر عن آمال الشعب وتضحياته من أجل وطن حر وآمن وعادل.”

الوسوممعتصم محمد دفع الله علي

مقالات مشابهة

  • عراقجي: لسنا في عجلة من أمرنا لإقامة علاقات مع دمشق
  • مايكروسوف تحظر رسائل البريد التي تحتوي على كلمات فلسطين وغزة
  • إيران: لسنا في عجلة لاستئناف العلاقات مع الحكومة السورية الجديدة
  • الذي يحكم الخرطوم يحكم السودان، فهي قلب السودان ومركز ثقله السياسي
  • وزير الخارجية المغربي: حل الدولتين الأفق الوحيد لتسوية قضية فلسطين
  • سفير فلسطين بالقاهرة يكشف عن عدد الغزيين الذين استقبلتهم مصر منذ بدء الحرب
  • وزير الدفاع اللواء المهندس مرهف أبو قصرة في تغريدة عبر X: تلقى الشعب السوري اليوم قرار الاتحاد الأوروبي برفع العقوبات المفروضة على سوريا، وإننا نثمن هذه الخطوة التي تعكس توجهاً إيجابياً يصب في مصلحة سوريا وشعبها، الذي يستحق السلام والازدهار، كما نتوجه بال
  • تعيين كامل إدريس رئيساً للوزراء… واجهة مدنية لحكم عسكري
  • الحكومة البريطانية: لن نتخل أبدا عن حل الدولتين في فلسطين
  • ما الذي يضمره أبو إيفانكا لسوريا وقيادتها؟